04-09-2016, 06:54 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 351,629
|
|
بين الأديب عليّ الطنطاوي والعلاّمة الابراهيمي = قصة حفظ عجيبة
الحمد لله : -
قال الشيخ الأديب عليّ الطنطاوي في ذكرياته المجلد 5 / ص 52 مُتَحدِّثا عن صلته بالجزائر وعلمائها وتاريخها ورحلته مع العلامة محمد البشير الابراهيمي وتعجبه من حفظه وسعة علمه وفصاحته : -
قال رحمه الله : أنا لم أزُر الجزائر ولكن تربطني بها فوق رابطة الإسلام ورابطة العروبة أساتذةٌ لنا منها كالشيخ المبارك والأستاذ علي الجزائري الذى كان إماما في لغة الفرنسيين يرجعون هم فيها إليه
وكنا ندعوه السيد عليّ وأستاذ الأساتذة أحمد جودة الهاشمي والفاضل الذى كان أستاذه يوما وصار مدير مدرستنا محمد علي الجزائري ومن قبلهم مُربّي الشام وأحد بُناة نهضتها الشيخ طاهر الجزائري
والشيخ البشر الابراهيمي الذى طالت صحبتي له في دمشق عندما كان يزورها وما أكثر ما كان يزورها وفي عمان مرّات وفي القدس وفي بغداد وطالما خطبت في الحفلات التى كان يخطب فيها وهو عالم طلق اللسان ناصع البيان يتدفّق الكلام مِنْ فِيهِ تدفّقاً بلا لَحْنٍ ولا زلَلٍ .
وقد كنّا يوما معا في سيارة واحدة من القدس إلى دمشق وكنت إلى جَنْبِ السَّائق حيث تعوّدت أن أركب دائما حتى إن ركبت داخل السيارة توهّمت أنه دار رأسي وضاق نفَسي
وكُنَّا نتحدّث فتعِبَت رقبتي من الالتفات إليه لأنني لم أكُن أتلو بيْتًا من الشِّعْرِ إلاَّ قال إنه لفلان الشّاعر من قصيدة كذا وسرد عليّ القصيدة كلَّها أو جُلَّها .
فقلت : كيف حَفِظْتَ هذا كُلَّهُ ؟!! قال وأخبرك بأعجب منه ، فهل تُحِبُّ أن تسمع ؟!! قلت نعم
فراح يقرأ عليّ مقالاتٍ لي كاملةً مِمّا نُشِرَ في ( - مجلّة - الرسالة ) أو مقاطع كثيرة منها ما كنت أنا نفسي أحفظها قلت يا سيدي الشِّعر فهمت لماذا تحفظه ، فلماذا حفظت مقالاتي وما هي من روائع القول ولا من نماذج الأدب ؟
قال ما تعمّدت حفظها ولكنّي لا أقرأ شيئا أحبّه وأطْرَبُ له إلاَّ علق بنفسي فحفظته .
فأظهرت صادقا العجب منه والإعجاب به .
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|