السنن ذوات الأسباب

[منتدى اهل الحديث]

السنن ذوات الأسباب
1الصلاه عند دخول المسجد
يستحب لمن دخل المسجد ان لا يجلس الا بعد ان يصلى ركعتينلحديث أبي قتادة ررر أن رسول الله صصصقال: (( إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس)) . وفي روايه: (( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين))
وظــاهر الأمر يفيد الوجوب وظــاهر النفى يفيد التحريم والأمر بصلاه ركعتين عند دخول المسجد محمول على الاستحباب لحديث أبى واقد الليثىررر(( أن رسول اللهصصص بينما هو جالس فى المسجد والناس معه اذ اقبل ثلاثه نفر فأقبل اثنان الى رسول اللهصصص وذهب واحد, فوقفا على رسول اللهصصص ,فأما احدهما فرأى فرجه فى الحلقه فجلس فيها, وأما الاخر فجلس خلفهم, وأما الثالث فادبر ذاهبا, فلما فرغ رسول اللهصصص قال ألا اخبركم عن النفر الثلاثه؟ اما احدهم فأوى الى الله فاواه الله,وأما الاخر فاستحيا فاستحيا الله مته وأما الأخر فأعرض فأعرض الله عنه)) وفيه أن رجلان جلسا ولم يأمرهما النبىصصصبصلاه .
قلت(والقائل حسن): وقد حكى بعضُ أهل العلم الإجماع على ذلك,
قال النووي -: (( أجمع العلماء على استحباب تحية المسجد ، ويُكرَه أن يجلس من غير تحية بلا عذر )) .وقال الحافظ ابن حجر -: (( واتفق أئمه الفتوى على أن الأمر فى ذلك للندب, ونقل ابن بطال عن أهل الظاهر الوجوب, والذى صرح به بن حزم عدمه.. ))
2 صلاه ركعتين عند القتل
قال النووى:- (( ويستحب لمن اريد قتله بقصاص أو فى حد, أو غيرهما أن يصلى ركعتين قبله إن أمكنه لحديث أبى هريره ررر أن خباب بن عدى الصحابى ررر حين أخرجه الكفار ليقتلوه فى زمن النبى صصص قال : دعونى أصلى ركعتين , فكان أول من صلى ركعتين عند القتل))
قال السهيلي -: (( وإنما صارت الركعتان سنة يعني عند القتل، لأنهافعلت زمن النبي صصص فأقر عليها، واستحسنت من صنيعه)) .
3 صلاة الاستخارة
يستحب لمن هم بامر من الامور المباحه والتبس عليه وجه الخير فيه ان يستخيرالله تعالى, فيصلى ركعتينمن غير الفريضه , ثم يدعو بعدهما بالدعاء الوارد فى الحديث الأتى :
عن جابر بن عبد الله ررر قال: كان رسول الله صصصيعلمنا الاستخارة في الأمور [كلها] كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: ((إذا همَّ أحدكم بالأمر فليركعركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علاَّم الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر [ثم يسميه بعينه] خير لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري - أو قال عاجل أمري وآجله - فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٌّ لي في ديني ومعاشي، وعاقبة أمري - أو قال:في عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به)). قال: ((ويسمي حاجته)) وفي لفظ: ((ثم رضِّني به)).

قال العيني- في قوله : ( في الأمور كلها ) : دليل على العموم ، وأن المرء لا يحتقر أمراً لصغره وعدم الاهتمام به فيترك الاستخارة فيه ، فرب أمر يستخف بأمره فيكون في الإقدام عليه ضرر عظيم أو في تركه ... )
قال ابن أبي جمرة : هو عام أريد به الخصوص , فإنالواجب والمستحب لا يستخار في فعلهما والحرام والمكروه لا يستخار فيتركهما , فانحصر الأمر في المباح وفي المستحب إذا تعارض منه أمران أيهمايبدأ به ويقتصر عليه .
واختار شيخ الإسلام ابن تيمية Cأن المسلم يصلي صلاة الاستخارة وقت النهي في أمر يفوت بالتأخير إلى وقت الإباحة.
4 الصلاه عند التوبه
يستحب لمن أذنب ذنبا، وأراد أن يتوب من ذنبهأن يصلي ركعتين يكثر فيهما من الاستغفار,لحديث أبى بكر ررر أنه قال: سمعت رسول الله صصص يقول: ((ما من عبدٍ يذنب ذنباً فيحسن الطهور، ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله إلا غفر الله له,ثم قرأ هذه الآية: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ الله فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ الله وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾).
قال الشيخ كمال سالم: (( والصلاة لأجل التوبة من الذنب مستحبة باتفاق المذاهب الأربعة)) .
واختار شيخ الإسلام ابن تيمية - أنها تصلى حتى في وقت النهي؛لأن التوبة واجبة على الفور،وهو مندوب إلى أن يصلي ركعتين
5 صلاه القادم من سفر أول قدومه
يستحب لمن قدم من سفر أن يبدأ بالمسجد قبل بيته أول قدومه فيصلى ركعتين عن كعب بن مالك ررر قال: (( كان رسول الله صصص إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ))
عن جابر بن عبد اللهررر قال: (( خرجت مع رسول الله صصصفى غزاه فأبطأ بى جملى وأعيي, ثم قدم رسول اللهصصص قبلى, وقدمت بالغداة فجئت المسجد فوجدته على باب المسجد, فقال الآن قدمت فقلت: نعم, قال: فدع جملك وأدخل فصلى ركعتين قال: فدخلت فصليت ثم رجعت ))
قال الإمام النووي -: (( في هذه الأحاديث استحباب ركعتين للقادم من سفره في المسجد أول قدومه، وهذه الصلاة مقصودة للقدوم من السفر؛ لا أنها تحية المسجد، والأحاديث المذكورة صريحة فيما ذكرته ))
6 الصلاه إذا خرج من بيته وإذا دخل
يستحب للمسلم أن يصلى ركعتين إذا خرج من بيته وإذا دخل
عن أبى هريره رررعن النبى صصص قال: (( إذا خرجت من منزلك فصل ركعتين يمنعانك من مخرج السوء، وإذا دخلت إلى منزلك فصل ركعتين يمنعانك من مدخل السوء ))

قلت (والقائل حسن ): والأمر فيه للوجوب وقد صرفه من الوجوب للإستحباب أحاديث فرضيه الصلوات الخمس ومنها حديث طلحة بن عبيد الله، أن أعرابياً أتى النبى r فقال: يا رسول الله، أخبرني ماذا فرض الله عليّ من الصلاة؟ فقال: ((الصلوات الخمس إلا أن تطوَّع شيئاً...))
7 صلاه ركعتين ليله البناء
لم يثبت عن الرسول صصصما يدل على استحباب هاتين الركعتين ، وإنما وردت عن بعض الصحابة ، فمن صلاهما أو تركهما فلا حرج عليه .
قال الشيخ الألباني -:
( ويستحب لهما أن يصليا ركعتين معا ؛ لأنه منقول عن السلف . وفيه أثران :
الأول : عن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال : ((تزوجت وأنا مملوك فدعوت نفرا من أصحاب النبي صصصفيهم ابن مسعود وأبو ذر وحذيفة . قال : وعلموني فقالوا :
" إذا دخل عليك أهلك فصل ركعتين ثم سل الله من خير ما دخل عليك وتعوذ به من شره ، ثم شأنك وشأن أهلك " )) .
رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3/401) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (6/191) وسنده صحيح إلى أبي سعيد ، وهو مستور .
الثاني : عن شقيق قال : (( جاء رجل يقال له : أبو حريز فقال : إني تزوجت جارية شابة ( بكرا ) وإني أخاف أن تفركني ( يعني تبغضني ) فقال عبد الله بن مسعود : " إن الإلف من الله والفرك من الشيطان ، يريد أن يكره إليكم ما أحل الله لكم ، فإذا أتتك فأمرها أن تصلي وراءك ركعتين " )) .
أخرجه رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3/402) وسنده صحيح ) (1).
8 الصلاه فى مسجد قباء
عن سهل بن حنيفرررقال: قال رسول الله صصص: (( من خرج حتى يأتي هذا المسجد مسجد قباء ، فصلى فيه ؛ كان له عدل عمرة)) .
وعن ابن عمر قال (( كان رسول الله صصصيأتي مسجد قباء ، راكباً وماشياً، فيصلي فيه ركعتين)) . وفي رواية: (( رأيت النبي يأتيه كل سبت)) .
قال النووي -: (( يستحب استحبابا متأكدا أن تأتي مسجد قباء وهو في يوم السبت آكد ناويا التقرب بزيارته والصلاة فيه ))
9 صلاه الإستسقاء
حكم صلاه الاستسقاء: صلاهالاستسقاء سنة مؤكدة عند انحباس المطر, وإضرار ذلك بالناس فيتضرعوا إلى ربهم ويستسقوه ويستغيثوه بالصلاة .
قالى تعالى ﴿فَقُلۡتُ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارٗا ١٠ يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا ١١﴾
وعن عبد الله بن زيد ررر قال: خرج رسول الله صصصإلى المصلى فاستسقى فاستقبل القبلة، [فجعل إلى الناس ظهره يدعو الله]، وحوّل رداءه حين استقبل القبلة ثم صلى ركعتين يجهر فيهما بالقراءة)).
قال ابن قدامة -: (( صلاة الاستسقاء سنة مؤكدة ثابتة بسنة رسول الله صصص ، وخلفائه ))
وقال الإمام ابن عبد البر -: ((وأجمع العلماء على أن الخروج إلى الاستسقاء، والبروز، والاجتماع إلى الله خارج المصر: بالدعاء، والضراعة إلى الله تبارك اسمه في نزول الغيث عند احتباس ماء السماء وتمادي القحط: سنة مسنونة سنها رسول الله r ، لا خلاف بين علماء المسلمين في ذلك))
كيفيه صلاه الإستسقاء
عن عائشة "قالت: شكا الناس إلى رسول الله صصص قحوط المطر، فأمر بمنبر فَوُضِعَ له في المصلى ووعد الناس يومًا يخرجون فيه، قالت عائشة: فخرج رسول الله صصصحين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر، فكبَّر صصص، وحمد الله ثم قال: ((إنكم شكوتم جدب دياركم، واستئخار المطر عن إبَّان زمانه عنكم، وقد أمركم الله 1أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم)) ثم قال: ((الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين، لا إله إلا الله يفعل ما يريد، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث،واجعل ما أنزلت لنا قوةً وبلاغًا إلى حين))،ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه،ثم حَوَّلَ إلى الناس ظهره، وقلب – أو حوَّلَ – رداءه وهو رافع يديه،ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين، فأنشأ الله سحابة،فرعدت وبرقت،ثم أمطرت بإذن الله، فلم يأت مسجده حتى سالت السيول،فلما رأى سرعتهم إلى الكِنِّ ضحك صصص حتى بدت نواجذه، فقال: ((أشهد أن الله على كل شيء قدير، وأني عبد الله ورسوله)).
وعن بن عباس قال: (( خرج رسول الله صصصمُتبذِّلا، متواضعًا، متضرِّعًا، متخشِّعًا، مترسِّلاً, حتى أتى المصلى، ولم يخطب كخطبتكم هذه، ولكن لم يزل في الدعاء، والتضرع، والتكبير، ثم صلى ركعتين كما كان يصلي في العيد))
اختلف اهل العلم فى صفه صلاه الإستسقاء هل تصلى ركعتين كصلاة التطوع, أم تصلى كصلاه العيد يكبر فيها سبعاً فى الأولى, وخمساً فى الثانيه وبه قال الشافعى , واختار بن قدامه أنه كيفما فعل كان جائزاً حسناً, وذهب جمهورالعلماء إلى أنه لا تكبير فيهما وعليه العمل والله أعلم .
لا اذان ولا اقامه لها
قال أبو إسحاق: خرج عبد الله بن يزيد الأنصاري، وخرج معه البراء بن عازب، وزيد بن أرقم !فاستسقى فقام بهم على رجليه، على غير منبر، فاستسقى فقام بهم على رجليه، على غير منبر، فاستسقى ثم صلى ركعتين يجهر بالقراءة ولم يؤذن ولم يقم، قال أبو إسحاق: ورأى عبد الله بن يزيد النبي صصص))
قال الإمام بن قدامة -: ((ولا يسن لها أذان ولا إقامة، ولا نعلم فيه خلافًا))
خطبه الاستسقاء
قال الشيخ كمال سالم: (( واتفق القائلون بسنيه الصلاه للإستسقاء على أن لها خطبه الإ روايه فى مذهب أحمد ))

قلت : وتجوز الخطبه بعد الصلاة لحديث عبد الله بن زيدررر أن رسول الله صصصخرج ليستسقي فصلى بهم ركعتين، جهر بالقراءة فيهما وحوَّلَ رداءه، ورفع يديه، فدعا، واستسقى، واستقبل القبلة)) وتجوز قبل الصلاة لحديث ابن عباس : خرج رسول الله صصص مُتبذِّلا، متواضعًا، متضرِّعًا، متخشِّعًا، مترسِّلاً,حتى أتى المصلى، ولم يخطب كخطبتكم هذه، ولكن لم يزل في الدعاء، والتضرع، والتكبير، ثم صلى ركعتين كما كان يصلي في العيد)).
قال بن قدامه -: قوله:((ولم يخطب كخطبتكم هذه)) المعنى نفي للصفة لا لأصل الخطبة:أي لم يخطب كخطبتكم هذه إنما كان جل خطبته الدعاء والتضرع…))
من كتاب (الصلوات غير الخمس)
ل /حسن سعودى عمر سعد الدين


ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك