09-25-2014, 03:20 PM
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 6,624
|
|
مع آيات الحج ......
مع آيات الحج والدكتور محمد راتب النابلسي ......
الحج عبادة مالية وبدنية وشعائرية .... / لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسيس
للشرح المطول سوف نقسم الموضوع لمراحل .... متمنين الفائدة وان يكون هذاالعمل خالصا لوجه الله سبحانه وتعالى .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
الحج من العبادات الكبرى في الإسلام :
أيها الأخوة المؤمنون.. مع الدرس السابع والستين من دروس سورة البقرة، ومع الآية السادسة والتسعين بعد المئة، وهي قوله تعالى:
﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ﴾
أيها الأخوة المؤمنون.. بعد الحديث عن الصيام، جاء الحديث عن الحج، وهذا يؤكِّد أن في القرآن الكريم تناسُقاً بين الآيات، بل إن كل سورةٍ تعدُّ وحدةً معنويةً فيما بين آياتها، فبعد الحديث عن آيات الصيام، ومن لوازم الصيام الدعاء:
﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي ﴾
[ سورة البقرة: 186]
جاء الحديث عن آيات الحج، أولاً: يستنبط أن الحج من العبادات الكبرى في الإسلام، لذلك إذا بدأت هذه العبادة ينبغي لك أن تتمها، مما يدل على أن هذه العبادة كُبرى في الإسلام، لقوله تعالى:
﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ﴾
حينما ذكر الله الحجَّ وذكر العمرة، العطف كما يقول علماء اللغة يقتضي شيئين، يقتضى المشاركة والمغايرة، فإذا لم يتحقق الشرطان معاً فالعطف ليس له معنى، فأنت حينما تقول: جاء سعيدٌ وأحمد، اشتركا في المجيء، ولكن سعيداً غير أحمد، أما إذا قلت: جاء سعيد وسعيد، سعيد الثاني نفس الأول، فليس لهذا العطف معنى.
يجب أن يؤدّى الحج فريضة وأن تؤدى العمرة واجباً :
إذاً الحج شيء والعمرة شيءٍ آخر، كلاهما يؤدّى في بيت الله الحرام، لكن الحج في وقتٍ مخصوص، وفي مكانٍ مخصوص، وفيه وقوفٌ بعرفة، بينما العمرة تؤدَّى في أي يومٍ من أيام العام، وليس فيها وقوف في عرفات، إذاً ربنا عزَّ وجل يقول:
﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ﴾
أما في قوله تعالى:
﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا ﴾
[ سورة آل عمران: 97 ]
الحج في هذه الآية فرضٌ على كل مسلم مستطيع، والاستطاعة: القدرة البدنية والمالية معاً. إذاً أصبح الحج فرضاً عَيْنِيَّاً على المستطيع، والعمرة واجبٌ على كل مسلم، ففرقٌ بين العمرة والحج، العمرة زيارة، الحج يؤدَّى في وقت واحد، وفي مكانٍ واحد، وفيه وقوفٌ بعرفة، وسمَّاه الله " يوم الحج الأكبر "، إذاً العمرة حج أصغر، فحينما وصف الله الوقوف بعرفة بيوم الحج الأكبر، إذاً هناك حجٌ أصغر، إنها العمرة، وعلى كلٍ يجب أن تؤدّي الحج فريضة، وأن تؤدي العمرة واجباً، وإذا بدأت بالحج، وإذا بدأت بالعمرة يجب أن تتمهما، لعظم هاتين العبادتين.
وبالمناسبة فالعمرة والحج عبادة شعائرية، وذكرت في الخُطبة اليوم أن: هناك عبادات تعاملية، وهناك عبادات شعائرية، والفرق بينهما أنك تقطف ثمار العبادات التعاملية في الدنيا فثمارها ملموسة، المنهج الإلهي لو طبقه كافر لقطف ثماره في الدنيا، وحينما تذهب إلى بلادٍ بعيدة ترى شيئاً يجذب النظر؛ فهناك من يصدُق، والأكثرون يصدقون، أعمال متقنة، ونظام دقيق، إذ تحترم حرية الإنسان ووقته، فهذا منهج إسلامي، وأي مجتمعٍ طبق المنهج الإسلامي التعامُلِيّ، قطف ثماره في الدنيا ولو كان كافراً به، أي بمرسله.
يتبع .......
lu Ndhj hgp[ >>>>>> ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|