من سلسلة أحاديث رمضان حديث: يا معشر قريش، احفظوني في أصحابي وأبنائهم وأبناء أبنائهم
عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
عن عمرو بن عوف بن يزيد بن ملحة المزني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يَا معشرَ قريش، احفظونِي فِي أصحابِي وأبنائهمْ وأبناءِ أبنائهمْ...[1].
الشرح:
هنا يوصي رسول الله صلى الله عليه وسلم النَّاس عامَّة، فيبدأ برأس الأمر وهي قريش، فإن كانت الوصيَّة لهم، فمن دونهم أولى منهم بالوصيَّة، فيقول صلى الله عليه وسلم: احفظوني في أصحابي؛ أي: لا تؤذوني بأذيَّتهم، وتؤذوني بسبهم أو شتْمهم، ثم يُلحق عليهم التابعين بقوله: وأبنائهم، ثمَّ يُلحق أتباع التابعين بقوله: وأبناء أبنائهم.
وهذا الحديث يتابع الحديث السابق، ويشهد له بأنَّ أتباع التابعين داخلون في البشارة والدعوة بالمغفرة، فكل حديث فيه بشارة للصحابة والتابعين أو دعوة لهم، فأتباع التابعين داخلون في ذلك، لما تشهد له الأحاديث بأنهم منهم في كل مدحٍ ومغفرة ودعوة.
وفي الحديث: شرف الأجيال الثلاثة المباركة.
وفيه: أنَّ من إكرام رسول الله صلى الله عليه وسلم إكرام أصحابه، ثمَّ الذين يلونهم ثمَّ الذين يلونهم.
[1] حسن لغيره: جاء في مجمع الزوائد للهيتمي 8986، ورواه الطبراني (17 /12)، وفيه كثير بن عبدالله بن عمرو المزني، وهو ضعيف، وقد حسَّن له الترمذي، وبقية رجاله ثقات.
وهو حسن لغيره بمجمع الأحاديث التي تشهد له بالمعنى، من ذلك حديث عمر بن الخطاب: احفَظوني في أصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذبُ، حتى يشهدَ الرجلُ وما يُستَشهَدُ، ويحلِف وما يُستحلَفُ، وصححه الألباني في الصحيح الجامع 206.
المصدر...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك