شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > مواضيع عامة --------------- كل المجالات --------- عامة
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: الاذاعة المصرية و السعودية النسخة الاصلية 2 مصحف عبد الباسط مرتل برابط 1 ومزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ياسر ابن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد مصحف صوتي و فيديو 14 سورة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: عبد الرحمن محمد علي جبر مصحف 6 سورة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: عبد الرحمن علي الحوال مصحف 2 سورة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: فيصل محمد الرشيد مصحف اول 9 سور تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: عبد الرحمن الجريذي مصحف كامل 114 سورة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: عبد الرحمن صاهود الظفيري مصحف 7 سورة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: عبد الرزاق بني ياسين مصحف 36 سورة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: عبد القادر ناصر الدين مصحف 6 سورة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: عبد الفتاح عوينات مصحف 3 سورة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 06-09-2015, 10:56 AM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي ذكاء الإنسان ... لا ذكاء الآلات !!


ذكاء الإنسان ... لا ذكاء الآلات !!

عبد اللطيف فاخوري
محام ومؤرخ

نشأت نظرية الأنسنة احتجاجاً على كل منهج من مناهج الفكر أو الحياة يؤدي الى التضحية بالإنسان الكائن العاقل الحي ، التضحية به من أجل شيء آخر ، يضحى به في الدنيا من أجل الآخرة ، ويضحى بعواطفه من أجل العقل ، ويضحى بكينونته بجعله آلة من آلات المصانع التي أصبحت تسّيره في سبيل انتاج آلات جديدة ليست سوى تداعيات لآلات سابقة . وغدت الأجهزة هي لغة العلم في أيامنا ، فولى الزمن الأول الذي حلت فيه الآلة محل الإنسان أو الحيوان ، ومضى الزمن الثاني الذي كانت فيه الآلة تُسيّر من قبل آلة أخرى دون تدخل مباشر من الإنسان . وأصبحنا في الزمن الحالي التي تبدو فيه الآلة وكأنها قد حلت محل العقول ، فاجتمع العلم والتقنية وانعكس هذا الاجتماع على القيم لتغدو المنفعة هي مقياس الأخلاق ومدارها . وهو ما نواجهه يومياً .
والغريب اننا أهملنا ثقافتنا وقيمنا الروحية الشرقية ، وأصبحنا نهلل للمقولة الشائعة القائلة " بذكاء الآلة " وهو ما رُوّج له في معرض نظم مؤخراً في لاس فيغاس الأميركية – مدينة القمار والفساد على أنواعه – بعنوان " معرض الالكترونيات الدولي للمستهلكين " . فقد عرضت فيه أجهزة وصفت بالذكية مثل :الغسالة الذكية والمرآة الذكية والسيارة الذكية والنظارت الذكية الى آخر السلسلة التي تندرج تحت عنوان الذكاء الصناعي بدل الذكاء الإنساني . حتى ان مدينة نيس الفرنسية طبقت ما وصفته بالأرصفة الذكية التي تتوفر لإيقاف السيارات ... وصولاً الى ما يعرف بالمدن الذكية أو المثالية أو الفاضلة كما دعا اليها فيلسوفنا الفارابي ، مدن تقوم فيها الكومبيوترات ومراكز التحكم عن بعد ووسائل الاتصال بحل مشكلات الزحام والتلوث والنفايات والمطامر ( التي لا حل لها في بلادنا ) غير آبهة بمشكلات الإحباط واليأس والهلوسة والإلحاد والإعاقة الجسدية والروحية ....
ولما كنا في الشرق السعيد نقوم بتقليد الغرب في كل ما يقوم به ، وننقل قيمه حذو القذة بالقذة ، فلم نجد بأساً في نقل فكرة منح صفة الذكاء للمادة من المادة نفسها ؟ فقد قرأنا منذ مدة يسيرة تحت عنوان " المساجد الذكية " ما يمكن معرفته عن أحد مساجد دولة خليجية ، ونسينا أو تناسينا أن قيمنا الروحية وثقافتنا الشرقية تعلّي من شأن الإنسان وتنطق بان الانسان هو الذكي .
وقد تشابه علينا الأمر ، فخلطنا بين العلم والمعلومات ، وبين التكنولوجيا والآلات ، فالتعلم عملية خلق يقودها العقل في سبيل تحقيق الغاية من خلق الإنسان ومن صفته كخليفة لله تعالى على الأرض ، ومن هذا الإنسان ظهر الكم ّ الهائل من المعلومات التي أخضعت الى نواميس الوجود والتي أدت وتؤدي الى ابتكارات متواصلة تزيدها التكنولوجيا تعقيداً ما جعل البعض يتوهم بانفكاك العلاقة بين العلم والدين ، بين العلم والروح ، وتجعل من العلم غاية لا وسيلة . عندما اخترع الإنسان الآلة ، خرجت عن سيطرته كما حصل لمخترع فرانكشتين أو الإنسان الآلي الأول... لقد أضاع انسان الغرب البوصلة " الذكية " التي اخترعها الأذكياء من اجدادنا الشرقيين ، ونسي قيمة الإنسان ودوره في ذلك الخلق ، ونحن بدورنا أضعناها أيضاً .
والعلم الذي يذكر في القرآن الكريم مئات المرات ، لا ينحصر بعلم الدين فقط ، بل المقصود إعمال العقل والتأمل في خلق السموات والأرض والنواميس الطبيعية واستعمال التجارب كمنهجية لمعرفة سر الحياة ، والله تعالى عندما خلق آدم علمه الأسماء كلها أي علمه وأولاده وأحفاده الى يوم الدين ، منهجية معرفة كل ما يطرأ في الحياة من أسماء ومسميات . وقد تأملت ذات يوم في المآذن العثمانية الصاعدة في السماء مثل قلم الرصاص فتبادر الى ذهني ما جاء في التنزيل " الذي علّم بالقلم " فمن شرفات المآذن تنطلق دعوة للتعلم التي لا حدود لها وللمعرفة التي لا نهاية لها . وقد وجد علماء البيان في تنوين لفظة علماً في الآية " وقل رب زدني علماً " انه يوحي بالاستغراق والاستزادة وإعمال الطاقة العقلية في العلوم بصورة مستمرة ودائمة .
وكان من نتائج اختيار الإنسان كخليفة في الأرض ان توضع بتصرفه حقائق الكون فان هذا الإنسان الذكي جاء في التنزيل " سخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه " . وقد شمل هذا التسخير الكون كله من الأرض وما فيها وما عليها ، الى السموات وما بعدها سماء بعد سماء .
ان أخطر ما يتعرض له الانسان العصري من أوهام القوة والسيطرة ، أن يأخذه الغلو فيستهوي الالحاد واستعباد الناس وإشاعة أنواع الشذوذ وادعاء القدرة على التحكم بمصائر الشعوب ومسيرة الزمن وحركة النواميس، فتتغلب المنفعة على الأخلاق وعلى العلاقات الإنسانية والروحية . ولا أدل على فضل العلم وأهميته وقيمته على ما عداه ما جاء في التنزيل عندما طلب سليمان جلب عرش بلقيس فكان الذي جلبه { الذي عنده علم من الكتاب } وذلك قبل ان يرتد الى سليمان بصره .
أما أن يخترع الغرب آلات يصفها بالذكية ونحن نصدقه ونتبنى هذه الصفة مشدوهين ، فهي في الحقيقة بضاعتنا ردت الينا. فيوم اخترع علماؤنا الأذكياء البوصلة ، من أجل تحديد سمت القبلة ثم تبحروا في الفلك عندما احتاجوا لتطبيق الأحكام الشرعية وأعملوا فكرهم في تقدير منازل القمر فعلموا عدد السنين والحساب وزادهم العلم إيماناً على إيمانهم . ويوم وفر الخليفة المأمون على زواره مؤونة الدرج باستخدام سلال يجلس فيها المدعوون خارج جدران القصر ويرفعهم العمال الى الداخل بواسطة الحبال ، لم نطلق عليها المصعد الذكي الذي نسب اختراعه الى الفرنسي دو فيلاييه سنة 1680م وكان ما اخترعه عبارة عن مقعدين يصعدان ويهبطان بمجرد جلوس انسان في احدهما. وادى ذكاء ابن الهيثم الى اختراع الكاميرا قبل الف عام.
أما المرآة الذكية أو تقنية جعل الجسد شفافاً والمسماة clarity من قبل معهد كاليفورنيا ، فقد ذكر الشيخ احمد البربير البيروتي ان جماعة من ثقاة طرابلس الشام حكى له أنهم رأوا في مدينة اسطنبول في زينة السلطان سليم بن السلطان مصطفى بن عثمان عجيبة تدهش الأبصار وتحير الأفكار وهي مرآة اذا قابلها الإنسان أبدت له صورة نفسه لابساً الف حلة لا تظهر فيها صورته إلا مكشوفة الصورة . وقد أتى الحكماء في المرايا بالغرائب واظهروا بها ما لا يعد من العجائب ، ويعلق شيخنا البربير قائلاً " وكل ذلك من فعل المخلوق الكثيف اللطيف فما بالك بفعل الخالق القوي اللطيف ، فسبحانه من إله لا يعجزه شيء من المخزون { إنما أمره اذا أراد شيئاً ان يقول له كن فيكون } ( الآية )" . ولم تكن عباءة الإخفاء التي أُشيع اختراعها من قبل الصينيين سوى نسخة منقحة عن طاقية الف ليلة وليلة ومثلها بساط الريح وسرّ الصوت وبصمته في افتح يا سمسم ومصباح علاء الدين الخ فقد تطور علم الفراسة ومعرفة الناس من وجوههم ( سيماهم ) وأصواتهم وعيونهم ونظراتهم ( خائنة الأعين ) الى ما يعرف بأجهزة كشف الكذب. أما وصف المساجد بالذكية فالأحرى ان نعمرها بالإيمان وذكر الله وتعليم القرآن فقد كان المسجد ولا يزال وسوف يبقى المدرسة الحقيقية لتلقي العلم . وهو المدرسة التي انتجت حضارة الإسلام. وحققت أهلية الإنسان لحمل صفة الخليفة وجدارته بعقله وذكائه لحمل الأمانة التي كلف بها .

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 04:52 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات