شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 9 > منتدى التفسير
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: الاذاعة المصرية و السعودية النسخة الاصلية 2 مصحف عبد الباسط مرتل برابط 1 ومزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ياسر ابن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد مصحف صوتي و فيديو 14 سورة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: عبد الرحمن محمد علي جبر مصحف 6 سورة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: عبد الرحمن علي الحوال مصحف 2 سورة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: فيصل محمد الرشيد مصحف اول 9 سور تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: عبد الرحمن الجريذي مصحف كامل 114 سورة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: عبد الرحمن صاهود الظفيري مصحف 7 سورة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: عبد الرزاق بني ياسين مصحف 36 سورة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: عبد القادر ناصر الدين مصحف 6 سورة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: عبد الفتاح عوينات مصحف 3 سورة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 04-26-2015, 12:56 PM
ملتقى اهل التفسير ملتقى اهل التفسير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,232
افتراضي حقيقة أولي الألباب في القرآن

لقد جاء في القرآن العظيم من سورة آل عمران قولهُ تعالى : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) ) صدق الله العظيم .
وجاء في تفسير إبن كثير : قال الطبراني: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري, حدثنا يحيى الحماني, حدثنا يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, قال: أتت قريش اليهود, فقالوا: بم جاءكم موسى ؟ قالوا: عصاه ويده بيضاء للناظرين, وأتوا النصارى فقالوا: كيف كان عيسى ؟ قالوا: كان يبرىء الأكمه والأبرص, ويحيي الموتى, فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ادع الله أن يجعل لنا الصفا ذهباً, فدعا ربه, فنزلت هذه الاَية {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} فليتفكروا فيها .
مما سبق تفسيره في الحديث الشريف نجد بأنَّ ما عند أولي الألباب في هذهِ الآية الكريمة ما يُعادل جبل من ذهب ، وهذهِ خير بُشرى للمؤمنين ، فعندما نتمعن في قِراءة هذهِ الآيات الكريمات ونتأمل بمعانيها الجليلة ، نُدرك مَدى الإعجاز القرآني العظيم في كلماتها والمُتجلي بإعطائهِ فكرة كاملة مُختصرة وواضحة عن أصل الكون ونشأتهِ ، وكذلك مغزى الوجود البشري المُتمركز على هذا الكوكب بالذات ، فلم يأتي ذِكر السماوات الأرض في بداية هذهِ الآية الكريمة إلا للدلألة على خلق الكون ككيان متكامل ليكون في النهاية محيطاً آمناً لجميع المخلوقات المعروفة وغير المعروفة لدينا ، وللتنويه كذلك على ما فيه من عجائب وغرائب ، منها ما تُدركهُ عُقولنا ومنها مالم تُدركهُ ولن تُدركه أبداً .
فعملية خلق السموات والأرض وجعلهما في هذهِ الصورة التي نراها اليوم بأُمِّ أعيننا وبكامل حِسنا ، والتي تُناسبنا تماماً كمخلوقات حية تتميَّز بحاجتها لظروف بيئية مُحددة كي تعيش وتستمر ، لا نجدها في كوكب آخر من حولنا على الإطلاق ، فهذهِ العملية ما هي إلا عبارة عن آياتٍ بيِّنات ، أي براهين واقعية وحقيقية لقُدرة الخالق وعظمتهِ ، والتي يصعب أن تخفى على أحد ، ليُدرك الإنسان من خِلالها ومنذ اللحظة الأولى بأنَّهُ مخلوق ضئيل الحجم ومحدود الإمكانيات بالمقارنة مع ما خلق الله وأبدع .
فأين الإنسان وأين حجمهُ مقارنةً مع هذا الكون الشاسع المُترامي الأطراف ؟
بعد ذلك جاء ذِكر إختلاف الليل والنهار ، وعلينا هُنا أن لا نُهمل سبب ذِكر فعل الخَلق بداية وإلحاقهُ بظاهرة إختلاف الليل والنهار مُستثنياً الظواهر الطبيعية الأُخرى المعروفة لدينا ، والسبب كما نراه هُنا ليتِم تذكير بني البشر بفضل الله عليهِم ، فهُما إن دلَّا على شيء فإنما يُدلان على تكريس المولى العزيز القدير لآلية الليل والنهار في العمل على إيجاد الأجواء المُناسبة لبني البشر بشكل خاص ، وذلك في إنشاء نظام زمني يلتزمون ويتقيدون بإختلاف أجوائهِ ، ليكون لهُم بالنهاية دافع ومُحفِّز على إيجاد معنى ومغزى لحياتهِم التي يقضونها على الأرض , فتقيد الناس في أجواء الليل والنهار والصيف والشتاء إنما هو رضوخ وإنصياع لِإرادة المولى العزيز القدير في ما فرضهُ على خلقهِ من ظروف بيئية ومناخية مُحددة ، تُجبر المخلوقات الأرضية جميعاً على مُسايرتها والتماشي مع مُتطلباتِها ، ليتمكنوا بالتالي ، أي المخلوقات ، من الإستمرار في البقاء على هذا الكوكب بالذات ، وذلك تماشياً مع مشيئة الخالق في تسيير شؤون خلقهِ وسعيهِ ( جلَّت قُدرتهُ ) في حثِّهم على إتِّباع أوامره وتجنب معصيتهِ .
فالظواهر الطبيعية من كوارث كالفيضانات والأعاصير وغيرها مُرتبطة أيضاً بصورة أو بأُخرى في إختلاف الليل والنهار ، وذلك لإرتباط هذهِ الظواهِر وبِشكل رئيسي بأوقات وأزمان مُحددة ، وهذهِ الأوقات والأزمان يُحددها تتابع الليل والنهار ، ولولا وجود ذلك التتابع المُنتظم في الليل والنهار لما وجد الوقت أو الزمن أصلاً ، فتعريف الوقت هو تحديد فترات من النهار لفصلها عن فترات الليل ، والزمن هو مجموع أوقات مُعينة من الليل والنهار آو كلاهما معا في فترةٍ ما .
هذهِ الدلائل والبراهين كُلها تتضح للذين يُخلصون العبادة لله ويؤمنون بهِ حقاً ، فيفهموا أنَّ الله حق والآخرة حق والجنَّة والنار حق ، وذلك عِندما يقفون مذهولين أمام عظمة الخالق وعظمة خلقهِ للكون وهُم يقرؤون كِتابهِ ويتدارسون آياتهِ المُحكمات ، ليعلموا بعدها فضل الله على بني الإنسان في تخصيص جُزء من آلية هذا الكون لتكون في خِدمته وحدهُ ، فهذهِ الحكمة العظيمة لا يستطيع أن يفهمها إلا القليل من البشر ، والذين خصَّهُم المولى العزيز بقولهِ (لِأُولِي الْأَلْبَابِ ) مُحدداً صفات هؤلاء بقولهِ (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) لتكون دعواهُم في النهاية ويتحدد رجاؤهم في قولهم (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) أي بأن يكون مطلبُهُم الحقيقي والوحيد في هذهِ الحياة بعد أن عرِفوا ما عرفوه وإستوعبوا ما قرؤوه وفهموا ما درسوه من آيات الذِكر الحكيم هو النجاة من النار والفوز بجنَّة النعيم ، جنَّة الخُلد التي أُعدَّت للمؤمنين ، وعِندها يكون المؤمنين من أولي الألباب هُم الذين يمتلكون ما يُعادل جبل من ذهب أو يزيد كما جاء في الحديث الشريف .
هذهِ دعوة لذكر الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبنا ، وكذلك دعوة لنتفكر في خلق السموات والأرض لعلنا بذلك نصل إلى معرفة الحق والباطل بكل ما تحتويهِ الكلمة من معنى ، لنتيقن بعدها بأنَّ الخالق العزيز الوهاب لم يخلق هذا باطلاً سُبحانه .
فكل صغيرة وكبيرة مما خلق الله وأبدع هي حق لله وحدهُ ، تُسبحهُ وتُعظمهُ ولا تنسى فضله .
ومن ينكر هذا يكون مثواه جهنَّم وبئس المصير .
فسبحان الله وبحمده لا إله إلا هو العزيز الغفَّار ، سُبحانك اللهُم إرحمني برحمتك ، وقِنا وأهلينا وذُريتنا من عذاب النار، إنك أنت العزيز الغفَّار .


( مقتطفات من مقدمة كتاب ( حقائق في علم الكتاب – دراسة في علوم الكتب السماوية ) والذي تمَّ نشره عام 2003 ، والمعروض حالياً في العديد من مكتبات الدول العربية والأجنبية ، ونذكر على وجه الخصوص جامعة هارفرد وبرنستون وستانفورد المعروفات عالمياً )

محمد محمد سليم الكاظمي

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 04:03 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات