حوار مع صوفي لا يحتمل الوهابية!

[منتدى اهل الحديث]

في رد على أحد الصوفية، وصف الذين يتبعون السلف الصالح بأنهم مجسمة، وقال بأن ابن باز يقول بان لله خمسة أصابع، وبانه علينا التشنيع على ابن تيمية بدلا من غيره من أئمة التصوف..

كتبت له:
أتعرف لماذا لا نشنع على ابن تيمية وابن القيم وابن باز رحمهم الله؟.. السبب بسيط، وإذا تدبرت فيه قد تهتدي بقدرة قادر إلى الحق!.. إن السبب هو أن كل ما يقولونه ويعتمدونه لابد أن يكون له أصل - خصوصا إذا كان في الأمور الكبار مثل ما تعلق بالعقيدة -، وأقصد أصل في القرآن أو السنة أو عمل الصحابة وسكوتهم.. أما أصحابك من مشايخ التصوف فلم يناقش أقوالهم أحد من الأولين بل ولا حتى الراسخين في العلم من الآخرين، وإلا فأتنا بسند أو كلام مزاعمهم حتى نصدقها!..
بل لم يعرف الأوائل أشكالهم ولم يسمعوا بأسمائهم!، كما لم يقولوا هو بما قال به الأوائل، ولم يتحروا طريقتهم في أخذ الدين من اهتمام بالسند والتجريح واتباع متأخريهم لأوائلهم في ذلك، بل جاء مشايخ التصوف الباطل بالعجب العجاب، وبالمزاعم الكبرى التي لا يشهد لها غير أنفسهم وأصحابهم!..
أرأيت الفرق..بصرك الله بالحق، ونزع من قلبك بغض أوليائه الحقيقيين وحب أوليائه المزيفين..
أخي.. نحن أهل السنة والجماعة طريقتنا واحدة في الأسماء والصفات،وهي معروفة من طرف الجميع، لا يمكن لعلمائنا الإختلاف فيها، يمكنني تلخيصها لك في كلمات أرجو أن تعجنك فيها عجنا، وهي: أن كل ما وصف الله تعالى به نفسه أو وصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم، فإننا نثبته له بلا زيادة أو نقصان، فلا نزيد بالقول إن هيئة اليد أو العين كذا (لأننا لا نقول بعقولنا بل بالثابت من نصوص القرآن والحديث، وما لم يثبت لا نتحدث فيه).. ولا ننقص كما نقص الأشعري الذي قال بأنه تعالى: ليس له يد ولا يستوي إلى السماء! ولا.. تكذيبا للقرآن والحديث عياذا بالله!!..
وابن باز وابن عثيمين من علماء السلفية الذين يتبعون هذا المنهج القويم، فكل طعن فيهم من جهته فهو مردود على الطاعن الذي قد يكون مطعونا في أصل دينه وهو التوحيد مثلكم! لأن تناقضهم مستبعد، وقولكم هذا كالقول بأن ابن تيمية مجسم!، وللعلم فإن هذه الإفتراءات والشبهات يتعرض لها أهل السنة منذ زمن بعيد تنفيرا من الحق وأهله وزيادة في الغواية والعياذ بالله... فاتقوا الله وانظروا في حالكم، فو الله إنكم لأضل من السراب..

ثم كتبت له:
وهذه بعض طوام طائفة التيجانية:
1- قول كباركم بأن الله حال في كل مكان وفي كل شيء (وهذه عقيدة صاحبها كافر بالله بشهادة علماء المسلمين!)
2- قولهم بأن النبي صلى الله عليه وسلم هو عين الله!
3- إدعاؤهم بأن غير الله تعالى من الأولياء والأنبياء يعلمون الغيب!
3- تفضيلهم لورد الفاتح لما أغلق (الذي لا يوجد في كتب الحديث، لا الضعيف منها ولا الصحيح) أفضل من القرآن!، وأنه وحي من الله تعالى!!
4- ادعاء التيجاني أن النبي نهاه عن التوسل بالأسماء الحسنى، وأمره بالتوسل بما جاء به من مُحدثات!..
5- ادعاء كباركم أن التيجاني أفضل من كل الناس ما عدى الأنبياء، فهو أفضل على هذه الحال من من أبو بكر وعمر!..
6- زعمهم أن النبي صلى الله عليه وسلم يمد الخلائق بعد موته!
7- ادعاء التيجاني أن من رآه يدخل الجنة ولو كان كافر! (تجاوز حتى النبي صلى الله عليه وسلم في هذه!!)، وأن من اتبعه لا يحاسب مهما عصا الله (دعوة للفجور)!!..
وهذه الطوام يوجد عليها دليل من كتب القوم، فهم من حدث الناس بها!..

وكتب لي الأخ انه غير تيجاني، وأن هدفه هو أثبات ازدواجية معايير المدرسة السلفية! فدخلت إلى صفحته فإذا هي ملطخة بسب الوهابية، وهي علامة كل فاشل طالح! فكتبت له:
أخي.. وأنا عندي معيار أو لنقل ميزان أزن به أهل الحق، فإن لم تتبع للتيجانية فإنك قطعا تابع لما هو قريب منها، والدليل هو تعرضك لمن لا يتبع غير "قال الله عز وجل، وقال رسوله، وقال أصحابه"، وأقصد ابن باز وابن عثيمين وابن تيمية.. أما كون ابن باز وابن عثيمين لا يخطئان فهذا لم أقله لك.. لكني أقول لك إنهما لا يقولان شيئا في الصفات من عند أنفسهم كما يفعل الأشاعرة مثلا، فلابد من دليل من القرآن أو الحديث أو فعل الصحابة، أي نص في المسألة، فافهم هذا..
أما ازدواجية المعايير فغير معقولة إلا عند أهل البدع، وهم والحمد لله أبعد الناس عنها.. فعلى ماذا تستدل، وحديث أن لله أصابع خمسة الذي ذكرت موجود في السنة (الحديث) فهم لم يأتوا بشيء من عندهم، ومن اعترض عليه فقد اعترض عليها!، أما كون الناس يستظلون يوم القيامة بظل العرش أو بظل الله عز وجل، وهو ما قلت أن الشيخين تعارضا فيه، فهذا أجابك عليه صاحب الرابط السابق، ففي الحديث ذكر أن لله ظلا، وفيه أنه ظل العرش، وإذا تأملت ستجد أن أتباع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يقولون إلا ما ثبت في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعكس أتباع العقول والهوى والشياطين ممن يبتدعون في الدين..

وعندما تأملت في حسابه الممتلئ باتهام الوهابية وبغضهم، حمدت الله تعالى على السلامة وكتبت له:
يبدو انك ممتلئ بغضا وكراهية للوهابية، فما الذي فعلته لك؟ لقد أخبرك الأخ المعلق في تعليقه أن من أراد أن يستدل بالكتاب والسنة على ابن تيمية وابن باز وأمثالهما فقد ضاع وقته بل ضاع عمره هباء، فهم اعلم بالكتاب والسنة منك ومن الذين تنتصر لهم! إذن ليس أمامك إلا الشبهات! المبثوثة هنا وهناك، ويبدو أنك تجمعها كطوابع بريدية شيطانية تضرك أكثر مما تنفعك.. فدع عنك بغض الوهابية فهم لم يقتلوا لك قتيلا، بل قد تكون لا تعرف منهم أحدا.. ابحث عن الحق بتجرد وحب، ذلك خير لك من تضييع وقتك وجهدك في الاستدلال بالأباطيل على أن القمر أسودا!..

وفي الأخير أعتقد أن أهم شيء نركز عليه اليوم في دعوة المخالفين من أهل البدع والضلالات هو محاولة نزع كراهية الوهابية من قلوبهم، وقد كتبت ردا لأحد الحاقدين على الوهابية، هذا مضمونه:
إذا قدر الله لك الهداية ستعرف أن من تصفهم بالوهابية خير لك من كل من عقلت على وجوده من الناس، فما يشترك أهل الضلال جميعا - بلا استثناء - في تسميته بالوهابية ومحاربته - بل ومعهم أمريكا والغرب - هم أهل الحق ممن اختاروا التقيد بالقرآن والسنة وما كان عليه الصحابة، على هذا تدور عقيدتهم، لا يجاوزنها كما يفعل أهل الباطل الذي يعرف الواحد ضلالهم من أسلوب خطابهم وحده!..
وفي اجتماع أهل الباطل على بغض الوهابية والكذب عليها دليل على أنها الطائفة المنصورة التي تدعو الناس إلى ما قال رب العالمين ورسوله الكريم، فكل الشيعة، وكل الصوفية، وكل العلمانية وكل القاديانية وكل البهائية وكل الشياطين، يجتمعون في معاداة الحق، فانظر حولك لتتحق أن المقصود بالعداوة هم الوهابية وحدهم..
وقد ذكرت لك سابقا - وهنا مربط الفرس - أن سبب ضلالك وضلال الكثيرين من أمثالك هو هذه الدعاية السخيفة ضد أهل الحق، وبغضهم والحنق عليهم، وأنت لا تعرف منهم أحدا معرفة شخصية تدفعك إلى الحقد عليه! فعجبا لك من ساخط حاقد قانط من رحمة الله! ألا تحب الخير لنفسك؟، ألا تحب الهداية لقلبك؟ ألا تحلم بالحور العين في جنة الخلد؟.. إذا كنت كذلك فعليك بتنظيف قلبك وتصفيته من هذا الكره الأعمى للوهابية - والخطاب أيضا لأقرانك -، فأنا شخصيا لا اكره الصوفية بل بالعكس أتمنى لها كل الخير، وأحمد الله على الهداية. فاتق الله، فنحن نعترض على ضلال شيخك، وشخصه لا يعنينا في شيء، فافهم هذا وتقبله، لأن من هو أكبر من شيخك تقبل الإعتراض!!
وأعلم أن هذا الدين دين واحد وبسيط، ليس فيه مثل هذه الأحقاد على الناصحين، المجادلين بالتي هي أحسن، وهي تبيين التوحيد!
إن هذا الدين هو النصيحة، على هذا كان المسلمون يبايعون رسول الله كما في حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: (بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، فلقنني فقال: فيما استطعت، والنصح لكل مسلم).. فانصح للوهابية إن كنت متأكدا مما عندك من شطحات، بدل لعنهم..
ووالله ثم والله ثم والله إن متبعي السلف الصالح ممن تسمونهم وهابية، لخير لكم من آبائكم، فهم ناصحون مهتدون هادون، ولكن ما العمل الشيطان يعميكم بمثل هذه الترهات والمخاصمات الغبية التي تصرفكم عن الحق وأهله.. والحق يتطلب الإثبات، ولا إثبات لديكم لما تخترعونه من غير الدين، أما خصومكم الوهابية فعندهم كل الأدلة على ضلالكم وانحرافكم عن المحجة البيضاء فجادلوهم بالتي هي أحسن، ذلك خير لكم ومن أراد منكم أن ينطح برأسه الحائط فليفعل!
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك