شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 9 > منتدى السيرة النبوية
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: أخضر و أزرق مصحف مشاري العفاسي بالقصر المصحف المصور الملون ب خط كبير 114 سورة 2 مصحف (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: محمود عبد اللاه عبد العزيز مصحف 57 سورة جودة رهيبة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: احمد الحبيب برواية ورش مصحف 114 سورة لاول مرة 2 مصحف ترتيل و حدر كاملان 128 ك ب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مقسم اجزاء مصحف احمد الحبيب برواية ورش لاول مرة 2 مصحف ترتيل و حدر كاملان 128 ك ب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف حسن حسين عبد المجيد سورة 052 الطور (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف حسن حسين عبد المجيد سورة 076 الإنسان (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف حسن حسين عبد المجيد سورة 051 الذاريات (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف حسن حسين عبد المجيد سورة 065 الطلاق (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف حسن حسين عبد المجيد سورة 064 التغابن (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف حسن حسين عبد المجيد سورة 075 القيامة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 04-14-2015, 12:52 PM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 50)

مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 49)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=348869

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ
فِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ مُعَاوِيَةُ ,
وَكَانَ نَائِبَ الْمَدِينَةِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ ,
وَزِيَادٌ عَلَى الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ وَالْمَشْرِقِ وَسِجِسْتَانَ وَفَارِسَ وَالسِّنْدِ وَالْهِنْدِ.
وقد جَمَعَ مُعَاوِيَةُ لِزِيَادٍ الْكُوفَةَ إِلَى الْبَصْرَةِ بعد موت المغيرة كما سيأتي , فَكَانَ أَوَّلَ مِنْ جُمِعَ لَهُ بَيْنَهُمَا ,
فَكَانَ زِيَادٌ يُقِيمُ فِي هَذِهِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ , وَفِي هَذِهِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ , وَكَانَ يَسْتَخْلِفُ عَلَى الْبَصْرَةِ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدَبٍ ررر
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ اسْتَعْدَى بَنُو نَهْشَلٍ زِيَادًا عَلَى الْفَرَزْدَقِ ,
فَهَرَبَ الْفَرَزْدَقُ مِنْهُ إِلَى الْمَدِينَةِ ,
وَكَانَ سَبَبَ ذَلِكَ أَنَّهُ عَرَّضَ بِمُعَاوِيَةَ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ ,
فَطَلَبَهُ زِيَادٌ أَشَدَّ الطَّلَبِ ,
فَفَرَّ مِنْهُ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَاسْتَجَارَ بِسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ , وَمَدَحَهُ بِأَشْعَارٍ
فَأَجَارَهُ ,
وَلَمْ يَزَلِ الْفَرَزْدَقُ يَتَرَدَّدُ فِيمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ حَتَّى تُوُفِّيَ زِيَادٌ , فَرَجَعَ إِلَى بِلَادِهِ .
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ عَزَلَ مُعَاوِيَةُ عَنْ مِصْرَ مُعَاوِيَةَ بْنَ حُدَيْجٍ , وَوَلَّى عَلَيْهَا وَإِفْرِيقِيَةَ مَسْلَمَةَ بْنَ مُخَلَّدٍ
وَفِيهَا افْتَتَحَ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ الْفِهْرِيُّ عَنْ أَمْرِ مُعَاوِيَةَ بِلَادَ إِفْرِيقِيَّةَ , وَاخْتَطَّ الْقَيْرَوَانَ
وَكَانَ مَكَانُهَا غَيْضَةً تَأْوِي إِلَيْهَا السِّبَاعُ وَالْوُحُوشُ وَالْحَيَّاتُ الْعِظَامُ
فَدَعَا اللَّهَ تَعَالَى , فَلَمْ يَبْقَ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ , حَتَّى إِنِ السِّبَاعَ صَارَتْ تَخْرُجُ مِنْهَا تَحْمِلُ أَوْلَادَهَا , وَالْحَيَّاتُ يَخْرُجْنَ مِنْ أَجْحَارِهِنَّ هَوَارِبَ ,
فَعِنْدَ ذَلِكَ أَسْلَمَ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنَ الْبَرْبَرِ .
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ غَزَا بُسْرُ بْنُ أَبِي أَرْطَاةَ , وَسُفْيَانُ بْنُ عَوْفٍ أَرْضَ الرُّومِ ,
وَفِيهَا غَزَا فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ الْبَحْرَ .

وَفِيهَا تُوُفِّيَ مِدْلَاجُ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ ررر
صَحَابِيٌّ جَلِيلٌ , شَهِدَ الْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَمْ أَرَ لَهُ ذِكْرًا فِي الصَّحَابَةِ.
وَذَكَرَ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ فِي كِتَابِهِ " الْمُنْتَظِمِ " , أَنَّ فِي هَذِهِ السَّنَةِ تُوُفِّيَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ , وَحَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ , وَالْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو الْغِفَارِيُّ , وَدِحْيَةُ بْنُ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيُّ , وَعَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ , وَعَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ , وَكَعْبُ بْنُ مَالِكٍ , وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ , وَجُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ , وَصَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ , وَأُمُّ شَرِيكٍ الْأَنْصَارِيَّةُ. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ.
أَمَّا جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ الْقُرَشِيُّ النَّوْفَلِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ ,
فَإِنَّهُ قَدِمَ وَهُوَ مُشْرِكٌ فِي فِدَاءِ أَسَارَى بَدْرٍ , فَلَمَّا سَمِعَ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سُورَةِ " الطُّورِ ": { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ } [الطور: 35]. دَخَلَ فِي قَلْبِهِ الْإِسْلَامُ , ثُمَّ أَسْلَمَ عَامَ خَيْبَرَ
وَكَانَ مِنْ سَادَاتِ قُرَيْشٍ وَأَعْلَمِهَا بِالْأَنْسَابِ.
وَأَمَّا الْحَكَمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُجَدَّعٍ الْغِفَارِيُّ ررر
فَصَحَابِيٌّ جَلِيلٌ , لَهُ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي النَّهْيِ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ ,
وَأَمَّا دِحْيَةُ بْنُ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيُّ ررر
فَصَحَابِيٌّ جَلِيلٌ , كَانَ جَمِيلَ الصُّورَةِ , فَلِهَذَا كَانَ جِبْرِيلُ يَأْتِي عَلَى صُورَتِهِ كَثِيرًا.
وَأَرْسَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَيْصَرَ.
أَسْلَمَ قَدِيمًا , وَلَكِنْ لَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا , وَشَهِدَ مَا بَعْدَهَا , ثُمَّ شَهِدَ الْيَرْمُوكَ ,
وَأَقَامَ بِالْمِزَّةِ غَرْبِيَّ دِمَشْقَ إِلَى أَنْ مَاتَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ .
وَفِيهَا تُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ الْقُرَشِيُّ أَبُو سَعِيدٍ الْعَبْشَمِيُّ ررر
أَسْلَمَ يَوْمَ الْفَتْحِ .
وَغَزَا خُرَاسَانَ , وَفَتْحَ سِجِسْتَانَ وَكَابُلَ وَغَيْرَهَا ,
وَكَانَتْ لَهُ دَارٌ بِدِمَشْقَ , وَأَقَامَ بِالْبَصْرَةِ.
وَصَلَّى عَلَيْهِ زِيَادٌ ,
وَكَانَ أَحَدَ السَّفِيرَيْنِ بَيْنَ مُعَاوِيَةَ وَالْحَسَنِ رض الله عنهمَا .
وَقَدْ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ , لَا تَسْأَلِ الْإِمَارَةَ ; فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا , وَإِنَّ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا "
وَفِيهَا تُوُفِّيَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيُّ , أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطَّائِفِيُّ ررر
لَهُ وَلِأَخِيهِ الْحَكَمِ صُحْبَةٌ ,
قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ , فَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الطَّائِفِ ,
وَأَمَّرَهُ عَلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ , فَكَانَ أَمِيرَهُمْ وَإِمَامَهُمْ مُدَّةً طَوِيلَةً حَتَّى مَاتَ سَنَةَ خَمْسِينَ.
وَأَمَّا عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَخُو عَلِيٍّ ررر
فَكَانَ أَكْبَرَ مِنْ جَعْفَرٍ بِعَشْرِ سِنِينَ ,
وَجَعْفَرٌ أَكْبَرُ مِنْ عَلِيٍّ بِعَشْرِ سِنِينَ ,
كَمَا أَنَّ طَالِبًا أَكْبَرُ مِنْ عَقِيلٍ بِعَشْرِ سِنِينَ ,
وَكُلُّهُمْ أَسْلَمَ , إِلَّا طَالِبًا ,
أَسْلَمَ عَقِيلٌ قَبْلَ الْحُدَيْبِيَةِ , وَشَهِدَ مُؤْتَةَ ,
وَكَانَ قَدْ وَرِثَ أَقَارِبَهُ الَّذِينَ هَاجَرُوا وَتَرَكُوا أَمْوَالَهُمْ وَدِيَارَهُمْ بِمَكَّةَ ,
وَمَاتَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ .
وَأَمَّا عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ ررر
فَصَحَابِيٌّ جَلِيلٌ , أَسْلَمَ بَعْدَ أُحِدٍ , وَأَوَّلُ مَشَاهِدِهِ بِئْرُ مَعُونَةَ ,
وَكَانَ سَاعِيَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , بَعَثَهُ إِلَى النَّجَاشِيِّ فِي تَزْوِيجِ أُمِّ حَبِيبَةَ , وَأَنْ يَأْتِيَ بِمَنْ بَقِيَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ هُنَاكَ ,
وَلَهُ أَفْعَالٌ حَسَنَةٌ , وَآثَارٌ مَحْمُودَةٌ ررر .
وَفِيهَا كَانَتْ وَفَاةُ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ بْنِ الْكَاهِنِ الْخُزَاعِيِّ ,
أَسْلَمَ قَبْلَ الْفَتْحِ وَهَاجَرَ , وَقِيلَ: إِنَّهُ إِنَّمَا أَسْلَمَ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ.
وَقَدْ وَرَدَ فِي حَدِيثٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا لَهُ أَنْ يُمَتِّعَهُ اللَّهُ بِشَبَابِهِ ; فَبَقِيَ ثَمَانِينَ سَنَةً لَا يُرَى فِي لِحْيَتِهِ شَعْرَةٌ بَيْضَاءُ ,
وَمَعَ هَذَا كَانَ أَحَدَ الْأَرْبَعَةِ الَّذِينَ دَخَلُوا عَلَى عُثْمَانَ ,
ثُمَّ صَارَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ , فَشَهِدَ مَعَهُ الْجَمَلَ وَصِفِّينَ ,
وَكَانَ مِنْ جُمْلَةِ الَّذِينَ قَامُوا مَعَ حُجْرِ بْنِ عَدِيٍّ ,
فَتَطَلَّبَهُ زِيَادٌ , فَهَرَبَ إِلَى الْمَوْصِلِ ,
فَبَعَثَ مُعَاوِيَةُ إِلَى نَائِبِهَا , فَطَلَبُوهُ فَوَجَدُوهُ قَدِ اخْتَفَى فِي غَارٍ , فَنَهَشَتْهُ حَيَّةٌ , فَمَاتَ , فَقَطَعَ رَأْسَهُ فَبَعَثَ بِهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ , فَطِيفَ بِهِ فِي الشَّامِ وَغَيْرِهَا , فَكَانَ أَوَّلَ رَأْسٍ طِيفَ بِهِ .
وَأَمَّا كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ السُّلَمِيُّ ررر
شَاعِرُ الْإِسْلَامِ , فَإِنَّهُ أَسْلَمَ قَدِيمًا , وَشَهِدَ الْعَقَبَةَ , وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا ,
وكَانَ أَحَدَ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ مِنْ تَخَلُّفِهِمْ عَنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ
وَأَمَّا الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ بْنِ أَبِي عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ , أَبُو عِيسَى الثَّقَفِيُّ ررر
وَعُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ عَمُّ أَبِيهِ ,
أَسْلَمَ عَامَ الْخَنْدَقِ بَعْدَمَا قَتَلَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ ثَقِيفٍ مَرْجِعَهُمْ مِنْ عِنْدِ الْمُقَوْقِسِ , وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ , فَغَرِمَ دِيَاتِهِمْ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ ,
وَشَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ , وَكَانَ وَاقِفًا يَوْمَ الصُّلْحِ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّيْفِ صَلْتًا ,
وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ إِسْلَامِ أَهْلِ الطَّائِفِ هُوَ وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ , فَهَدَمَا اللَّاتَ ,
وَبَعَثَهُ الصِّدِّيقُ إِلَى الْبَحْرَيْنِ ,
وَشَهِدَ الْيَمَامَةَ وَالْيَرْمُوكَ , فَأُصِيبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَئِذٍ ,
وَشَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ ,
وَوَلَّاهُ عُمَرُ فُتُوحًا كَثِيرَةً , مِنْهَا هَمَذَانُ وَمَيْسَانُ ,
وَهُوَ الَّذِي كَانَ رَسُولَ سَعْدٍ إِلَى رُسْتُمَ , فَكَلَّمَهُ بِذَلِكَ الْكَلَامِ الْبَلِيغِ ,
وَاسْتَنَابَهُ عُمَرُ عَلَى الْبَصْرَةِ
فَلَمَّا شُهِدَ عَلَيْهِ بِالزِّنَا وَلَمْ يَثْبُتْ عَلَيْهِ , عَزَلَهُ عَنْهَا , وَوَلَّاهُ الْكُوفَةَ ,
وَاسْتَمَرَّ بِهِ عُثْمَانُ حِينًا , ثُمَّ عَزَلَهُ ,
فَبَقِيَ مُعْتَزِلًا حَتَّى كَانَ أَمْرُ الْحَكَمَيْنِ , فَلَحِقَ بِمُعَاوِيَةَ ,
فَلَمَّا قُتِلَ عَلِيٌّ وَصَالَحَ الْحَسَنُ مُعَاوِيَةَ وَدَخَلَ الْكُوفَةَ , وَلَّاهُ مُعَاوِيَةُ عَلَيْهَا ,
فَلَمْ يَزَلْ أَمِيرَهَا حَتَّى مَاتَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ عَلَى الْمَشْهُورِ , وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ مِنْهَا , عَنْ سَبْعِينَ سَنَةً.
كَانَ الْمُغِيرَةُ مِنْ دُهَاةِ الْعَرَبِ , وَذَوِي آرَائِهَا ,
قَالَ الشَّعْبِيُّ: الْقُضَاةُ أَرْبَعَةٌ : عُمَرُ , وَعَلِيٌّ , وَابْنُ مَسْعُودٍ , وَأَبُو مُوسَى ,
وَالدُّهَاةُ أَرْبَعَةٌ : مُعَاوِيَةُ , وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ , وَالْمُغِيرَةُ , وَزِيَادٌ .
قَالَ الشَّعْبِيُّ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ يَقُولُ: مَا غَلَبَنِي أَحَدٌ إِلَّا فَتًى مَرَّةً , أَرَدْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ امْرَأَةً فَاسْتَشَرْتُهُ فِيهَا ,
فَقَالَ: أَيُّهَا الْأَمِيرُ , لَا أَرَى لَكَ أَنْ تَتَزَوَّجَهَا.
فَقُلْتُ لَهُ : لِمَ ؟
فَقَالَ : إِنِّي رَأَيْتُ رَجُلًا يُقَبِّلُهَا.
ثُمَّ بَلَغَنِي عَنْهُ أَنَّهُ قَدْ تَزَوَّجَهَا ,
فَقُلْتُ لَهُ : أَلَمْ تَزْعُمْ أَنَّكَ رَأَيْتَ رَجُلًا يُقَبِّلُهَا ؟
فَقَالَ : نَعَمْ رَأَيْتُ أَبَاهَا يُقَبِّلُهَا وَهِيَ صَغِيرَةٌ .
وَقَالَ أَيْضًا : سَمِعْتُ قَبِيصَةَ بْنَ جَابِرٍ يَقُولُ : صَحِبْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ , فَلَوْ أَنَّ مَدِينَةً لَهَا ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ , لَا يُخْرَجُ مِنْ بَابٍ مِنْهَا إِلَّا بِمَكْرٍ , لَخَرَجَ الْمُغِيرَةُ مِنْ أَبْوَابِهَا كُلِّهَا .
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ : كَانَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ يَقُولُ : صَاحِبُ الْمَرْأَةِ الْوَاحِدَةِ يَحِيضُ مَعَهَا , وَيَمْرَضُ مَعَهَا ,
وَصَاحِبُ الْمَرْأَتَيْنِ بَيْنَ نَارَيْنِ تَشْتَعِلَانِ .
وَكَانَ الْمُغِيرَةُ يَتَزَوَّجُ أَرْبَعَةً مَعًا , وَيُطَلِّقُهُنَّ مَعًا ,
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ: أَحْصَنَ الْمُغِيرَةُ ثَلَاثَمِائَةِ امْرَأَةٍ .
وَأَمَّا جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ الْخُزَاعِيَّةُ الْمُصْطَلِقِيَّةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا
سَبَاهَا رَسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ الْمُرَيْسِيعِ ; وَهِيَ غَزْوَةُ بَنِي الْمُصْطَلَقِ ,
وَكَانَ أَبُوهَا مَلِكَهُمْ , فَأَسْلَمَتْ , فَأَعْتَقَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَزَوَّجَهَا ,
وَأَمَّا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ
مِنْ سُلَالَةِ هَارُونَ أَخِي مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ,
وَكَانَتْ مِنْ سَيِّدَاتِ النِّسَاءِ عِبَادَةً وَوَرَعًا وَزَهَادَةً وَبِرًّا وَصَدَقَةً , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا.
وَأَمَّا أُمُّ شَرِيكٍ الْأَنْصَارِيَّةُ
أَسْلَمَتْ قَدِيمًا , وهِيَ الَّتِي سُقِيَتْ بِدَلْوٍ مِنَ السَّمَاءِ لَمَّا مَنَعَهَا الْمُشْرِكُونَ الْمَاءَ , فَأَسْلَمُوا عِنْدَ ذَلِكَ .

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 03:52 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات