شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 9 > منتدى السيرة النبوية
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: مصحف محمود فرج عبد الجليل 114 سورة كامل 128 ك ب حدر مسرع (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمود فرج عبد الجليل 114 سورة كامل 128 ك ب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: محمود فرج عبد الجليل المصحف المرتل 114 سورة لاول مرة 2 مصحف ترتيل و حدر كاملان 128 ك ب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: برواية ورش مقسم سور و مقسم اجزاء 4 مصحف احمد الحبيب ترتيل و حدر كامل 128 ك ب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: توفيق النوري مصحف رواية ورش فيديو مكتوب المصحف المصور ملون كامل 114 سورة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: توفيق النوري برواية ورش المصحف المصور الملون ب خط كبير 114 سورة مكتوب فيديو كامل ملون (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمود فرج عبد الجليل سورة 023 المؤمنون (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمود فرج عبد الجليل سورة 013 الرعد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمود فرج عبد الجليل سورة 022 الحج (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمود فرج عبد الجليل سورة 012 يوسف (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 02-19-2015, 04:49 AM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 34)

مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 33)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=346878

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ تكاتَبَ المُنْحَرِفون عن طاعةِ عثمان , وَكَانَ جُمْهُورُهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ - وَهُمْ فِي مُعَامَلَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ بِحِمْصَ , مَنْفِيُّونَ عَنِ الْكُوفَةِ -
وَثَارُوا عَلَى سعيدَ بن العاص أَمِيرِ الْكُوفَةِ , وَتَأَلَّبُوا عَلَيْهِ , وَنَالُوا مِنْهُ وَمِنْ عُثْمَانَ ,
وَبَعَثُوا إِلَى عُثْمَانَ مَنْ يُنَاظِرُهُ فِيمَا فَعَلَ , وَفِيمَا اعْتَمَدَ مَنْ عَزْلِ كَثِيرٍ مِنَ الصَّحَابَةِ , وَتَوْلِيَةِ جَمَاعَةٍ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ مِنْ أَقْرِبَائِهِ ,
وَأَغْلَظُوا لَهُ فِي الْقَوْلِ , وَطَلَبُوا مِنْهُ أن يعزِلَ عمَّالَه , ويستبدلَ أئمةً غَيْرَهُمْ مِنَ السَّابِقَيْنَ , وَمِنَ الصَّحَابَةِ ,
حتَّى شقَّ ذَلِكَ عَلَى عُثْمَانَ جِدًّا , فَبَعَثَ إِلَى أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ , فَأَحْضَرَهُمْ عِنْدَهُ لِيَسْتَشِيرَهُمْ ,
فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ أَمِيرُ الشَّامِ ,
وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ أَمِيرُ مِصْرَ ,
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أبي سرح أمير المغرب ,
وسعيد بن الْعَاصِ أَمِيرُ الْكُوفَةِ ,
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ ,
فَاسْتَشَارَهُمْ عُثْمَانُ فِيمَا حَدَثَ مِنَ الْأَمْرِ وَافْتِرَاقِ الْكَلِمَةِ ,
فَأَشَارَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ أَنْ يَشْغَلَهُمْ بِالْغَزْوِ عَمَّا هُمْ فِيهِ مِنَ الشَّرِّ , فَلَا يَكُونَ هَمُّ أَحَدِهِمْ إِلَّا نَفْسَهُ , وما هو فيه من دبر دَابَّتِهِ , وَقَمْلِ فَرْوَتِهِ , فَإِنَّ غَوْغَاءَ النَّاسِ إِذَا تفرَّغوا وبَطَلُوا , اشتغلوا بما لا يعنيهم , وتكلَّموا بما لَا يُرْضِي , وَإِذَا تَفَرَّقُوا , نَفَعُوا أَنْفُسَهُمْ وَغَيْرَهُمْ ,
وَأَشَارَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ بِأَنْ يَسْتَأْصِلَ شَأْفَةَ الْمُفْسِدِينَ , وَيَقْطَعَ دَابِرَهُمْ ,
وَأَشَارَ مُعَاوِيَةُ بِأَنْ يَرُدَّ عُمَّالَهُ إِلَى أَقَالِيمِهِمْ , وَأَنْ لَا يَلْتَفِتَ إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَا تَأَلَّبُوا عَلَيْهِ مِنَ الشَّرِّ , فَإِنَّهُمْ أَقَلُّ وَأَضْعَفُ جُنْدًا.
وَأَشَارَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ بِأَنْ يَتَأَلَّفَهُمْ بِالْمَالِ , فَيُعْطِيَهِمْ مِنْهُ مَا يَكُفُّ بِهِ شَرَّهُمْ , وَيَأْمَنُ غَائِلَتَهُمْ , وَيَعْطِفُ بِهِ قُلُوبَهُمْ إِلَيْهِ.
وَأَمَّا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَقَامَ فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ يَا عُثْمَانُ , فَإِنَّكَ قَدْ رَكَّبْتَ النَّاسَ مَا يَكْرَهُونَ , فَإِمَّا أَنْ تَعْزِلَ عَنْهُمْ مَا يَكْرَهُونَ , وَإِمَّا أن تقدم فتنزل عمالك على ما هُمْ عَلَيْهِ , وَقَالَ لَهُ كَلَامًا فِيهِ غِلْظَةٌ ,
ثُمَّ اعْتَذَرَ إِلَى عُثمانَ فِي السِّرِّ , بِأَنَّهُ إِنَّمَا قَالَ هَذَا لِيُبَلِّغَ عَنْهُ مَنْ كَانَ حَاضِرًا مِنَ النَّاسِ إِلَيْهِمْ , لِيَرْضَوْا مِنْ عُثْمَانَ بِهَذَا ,
فَعِنْدَ ذَلِكَ قَرَّرَ عُثْمَانُ عُمَّالَهُ عَلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ , وَتَأَلَّفَ قُلُوبَ أُولَئِكَ بِالْمَالِ , وَأَمَرَ عُثْمَانُ بأن يُبعثوا إلى الْغَزْوِ إِلَى الثُّغُورِ , فَجَمَعَ بَيْنَ الْمَصَالِحِ كُلِّهَا ,
وَلَمَّا رَجَعَتِ الْعُمَّالُ إِلَى أَقَالِيمِهَا , امْتَنَعَ أَهْلُ الْكُوفَةِ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهِمْ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ , وَلَبِسُوا السِّلَاحَ , وَحَلَفُوا أَنْ لَا يُمَكِّنُوهُ من الدخولِ فيها حَتَّى يَعْزِلَهُ عُثْمَانُ , وَيُوَلِّيَ عَلَيْهِمْ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ ,
وَكَانَ اجْتِمَاعُهُمْ بِمَكَانٍ يُقَالُ لَهُ: الْجَرَعَةُ ,
وَقَدْ قَالَ يومئذٍ الْأَشْتَرُ النَّخَعِيُّ: وَاللَّهِ لَا يُدْخِلُهَا عَلَيْنَا مَا حَمَلْنَا سُيُوفَنَا , وَتَوَاقَفَ النَّاسُ بِالْجَرَعَةِ.
وَأَحْجَمَ سَعِيدٌ عَنْ قِتَالِهِمْ ,
وَصَمَّمُوا عَلَى مَنْعِهِ ,
وَقَدِ اجْتَمَعَ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ فِي هَذَا الْيَوْمِ: حُذَيْفَةُ بن اليمان ررر وَأَبُو مَسْعُودٍ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو ررر
فَجَعَلَ أَبُو مَسْعُودٍ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَا يَرْجِعُ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ حَتَّى يَكُونَ دِمَاءٌ.
فَجَعَلَ حُذَيْفَةُ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَيَرْجِعَنَّ وَلَا يَكُونُ فِيهَا مِحْجَمَةٌ مِنْ دَمٍ , وَمَا أَعْلَمُ الْيَوْمَ شَيْئًا إِلَّا وَقَدْ عَلِمْتُهُ ومحمَّدٌ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم حَيٌّ.
وَالْمَقْصُودُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ كَرَّ رَاجِعًا إِلَى الْمَدِينَةِ , وَكَسَرَ الْفِتْنَةَ ,
فَأَعْجَبَ ذَلِكَ أَهْلَ الْكُوفَةِ , وَكَتَبُوا إِلَى عُثْمَانَ أن يولِّي عليهِمْ أبَا موسى الأشعري بذلك ,
فَأَجَابَهُمْ عُثْمَانُ إِلَى مَا سَأَلُوا إِزَاحَةً لِعُذْرِهِمْ , وَإِزَالَةً لِشُبَهِهِمْ , وَقَطْعًا لِعِلَلِهِمْ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ فِيمَا رَوَاهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا كانت سنة أربع وثلاثين أكثرَ الناسُ بالمَقالة على عثمانَ بن عفان , وَنَالُوا مِنْهُ أَقْبَحَ مَا نِيلَ مِنْ أَحَدٍ ,
فَكَلَّمَ النَّاسُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَنْ يَدْخُلَ عَلَى عُثْمَانَ ,
فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ وَرَائِي , وَقَدْ كَلَّمُونِي فِيكَ , وَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لَكَ , وَمَا أَعْرِفُ شَيْئًا تَجْهَلُهُ , وَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَمْرٍ لَا تَعْرِفُهُ , إِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نَعْلَمُ , مَا سَبَقْنَاكَ إلى شيءٍ فنُخبرَك عنه , ولا خلَوْنا بشيء فنُبَلِّغَكه , وما خُصِصْنا بأمورٍ خَفِي عنك إدراكُها , وَقَدْ رَأَيْتَ وَسَمِعْتَ , وَصَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَنِلْتَ صِهْرَهُ , وَمَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ ( أبو بكر ) بِأَوْلَى بِعَمَلِ الحَقِّ مِنْكَ , وَلَا ابن الخطاب بأولى بشيء مِنَ الْخَيْرِ مِنْكَ , وَإِنَّكَ أَقْرَبُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحِمًا , وَلَقَدْ نِلْتَ مِنْ صِهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ يَنَالَا , وَلَا سَبَقَاكَ إلى شيء , فَاللَّهَ اللَّهَ فِي نَفْسِكَ , فَإِنَّكَ وَاللَّهِ مَا تُبْصِرُ مِنْ عَمَى , وَلَا تَعْلَمُ مِنْ جَهْلٍ, وَإِنَّ الطَّرِيقَ لِوَاضِحٌ بَيِّنٌ , وَإِنَّ أَعْلَامَ الدِّينِ لِقَائِمَةٌ ,
تَعْلَمُ يَا عُثْمَانُ أَنَّ أَفْضَلَ عِبَادِ اللَّهِ عِنْدَ اللَّهِ إِمَامٌ عَادِلٌ , هُدِيَ وَهَدَى , فَأَقَامَ سُنَّةً مَعْلُومَةً , وَأَمَاتَ بِدْعَةً مَعْلُومَةً , فَوَاللَّهِ إِنَّ كُلًّا لَبَيِّنٌ , وَإِنَّ السُّنَنَ لَقَائِمَةٌ لَهَا أَعْلَامٌ , وَإِنَّ الْبِدَعَ لَقَائِمَةٌ لَهَا أَعْلَامٌ , وَإِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ إِمَامٌ جَائِرٌ , ضَلَّ وأضَلَّ بِهِ , فَأَمَاتَ سُنَّةً مَعْلُومَةً , وَأَحْيَا بِدْعَةً مَتْرُوكَةً ,
وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يُؤْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالْإِمَامِ الْجَائِرِ , وَلَيْسَ مَعَهُ نَصِيرٌ وَلَا عَاذِرٌ , فَيُلْقَى فِي جَهَنَّمَ , فَيَدُورُ فِيهَا كَمَا تَدُورُ الرَّحَا , ثُمَّ يَرْتَطِمُ فِي غَمْرَةِ جَهَنَّمَ ,
وَإِنِّي أُحَذِّرُكَ اللَّهَ , وأُحَذِّرُكَ سطوتَه ونِقمته , فإن عذابه أليم شديد , وَاحْذَرْ أَنْ تَكُونَ إِمَامَ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْمَقْتُولَ , فإنه كان يُقال: يُقْتَلُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ إِمَامٌ , فَيُفْتَحُ عَلَيْهَا الْقَتْلُ وَالْقِتَالُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ , وَتُلَبَّسُ أُمُورُهَا عَلَيْهَا , وَيُتْرَكُونَ شِيَعًا , لَا يُبْصِرُونَ الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ , يَمُوجون فيها مَوْجًا , ويُمْرَجُون فيها مَرْجاً.
فَقَالَ عُثْمَانُ: قَدْ وَاللَّهِ عَلِمْتُ لَتَقُولَنَّ الَّذِي قُلْتَ , أَمَا وَاللَّهِ لَوْ كُنْتَ مَكَانِي مَا عَنَّفْتُكَ وَلَا أَسْلَمْتُكَ , وَلَا عِبْتُ عَلَيْكَ , وَلَا جئتُ مُنكِراً , إني وَصَلْتُ رَحِمًا , وَسَدَدْتُ خَلَّةً , وَأَوَيْتُ ضَائِعًا , وَوَلَّيْتُ شَبِيهًا بِمَنْ كَانَ عُمَرُ يُوَلِّي.
أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا عَلِيُّ , هَلْ تَعْلَمُ أنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ لَيْسَ هُنَاكَ ؟ ,
قَالَ: نَعَمْ ,
قَالَ: فَتَعْلَمُ أَنَّ عُمَرَ وَلَّاهُ ؟
قَالَ: نَعَمْ ,
قَالَ: فَلِمَ تَلُوموني أَنْ وَلَّيْتُ ابْنَ عَامِرٍ فِي رَحِمِهِ وَقَرَابَتِهِ ؟ ,
قال علي: سَأُخْبِرُك , إنَّ عمرَ كان كلَّما ولَّى أميراً , فإنما يَطَأُ على صِمَاخَيْه ( داس على رأسه )
وإنه إن بَلَغَه حَرْفٌ جَاءَ بِهِ ( جاء بالوالي ) ثُمَّ بَلَغَ بِهِ أَقْصَى الْغَايَةِ فِي الْعُقُوبَةِ , وَأَنْتَ لَا تَفْعَلُ , ضَعُفْتَ وَرَفُقْتَ عَلَى أَقْرِبَائِكَ.
فَقَالَ عُثْمَانُ: هُمْ أَقْرِبَاؤُكَ أَيْضًا ,
فَقَالَ عَلِيٌّ : لَعَمْرِي إِنَّ رَحِمَهُمْ مِنِّي لِقَرِيبَةٌ , وَلَكِنَّ الْفَضْلَ فِي غَيْرِهِمْ .
قَالَ عُثْمَانُ: هَلْ تَعْلَمُ أنَّ عُمَرَ وَلَّى مُعَاوِيَةَ خِلَافَتَهُ كُلَّهَا ؟ , فَقَدَ وَلَّيْتُهُ ,
فَقَالَ عَلِيٌّ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ , هَلْ تَعْلَمُ أنَّ مُعَاوِيَةَ كَانَ أَخْوَفَ مِنْ عُمَرَ , مِنْ يَرْفَأَ غُلَامِ عُمَرَ مِنْهُ ؟ ,
قَالَ: نَعَمْ ,
قَالَ عَلِيٌّ: فَإِنَّ مُعَاوِيَةَ يَقْطَعُ الْأُمُورَ دُونَكَ , وَأَنْتَ تَعْلَمُهَا , وَيَقُولُ لِلنَّاسِ : هَذَا أَمْرُ عُثمان , فيَبْلُغُكَ فلا تُنْكر وَلَا تُغَيِّرُ عَلَى مُعَاوِيَةَ.
ثُمَّ خَرَجَ عَلِيٌّ مِنْ عِنْدِهِ ,
وَخَرَجَ عُثْمَانُ عَلَى إِثْرِهِ , فَصَعِدَ المنبر , فَوَعَظَ وَحَذَّرَ وَأَنْذَرَ , وَتَهَدَّدَ وَتَوَعَّدَ , وَأَبْرَقَ وَأَرْعَدَ ,
فَكَانَ فِيمَا قَالَ: أَلَا فَقَدْ وَاللَّهِ عِبْتُمْ عَلَيَّ بِمَا أَقْرَرْتُمْ بِهِ لِابْنِ الْخَطَّابِ , وَلَكِنَّهُ وَطِئَكُمْ بِرِجْلِهِ , وَضَرَبَكُمْ بِيَدِهِ , وَقَمَعَكُمْ بِلِسَانِهِ , فَدِنْتُمْ لَهُ عَلَى مَا أَحْبَبْتُمْ أَوْ كَرِهْتُمْ , وَلِنْتُ لَكُمْ , وَأَوْطَأْتُ لَكُمْ كَنفِي , وَكَفَفْتُ يَدِي وَلِسَانِي عَنْكُمْ , فَاجْتَرَأْتُمْ عَلَيَّ , أَمَا وَاللَّهِ لَأَنَا أَعَزُّ نَفَرًا , وَأَقْرَبُ نَاصِرًا , وَأَكْثَرُ عَدَدًا , وَأَقْمَنُ إِنْ قُلْتُ: هَلُمَّ إِلَيَّ ,
وَلَقَدْ أَعْدَدْتُ لَكُمْ أَقْرَانَكُمْ , وَأَفْضَلْتُ عَلَيْكُمْ فُضُولًا , وَكَشَرْتُ لَكُمْ عَنْ نَابِي , فَأَخْرَجْتُمْ مِنِّي خُلُقًا لَمْ أَكُنْ أُحْسِنُهُ , وَمَنْطِقًا لَمْ أَنْطِقْ بِهِ , فَكُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ , وَطَعْنَكُمْ وَعَيْبَكُمْ عَلَى وُلَاتِكُمْ , فَإِنِّي قَدْ كَفَفْتُ عَنْكُمْ مَنْ لَوْ كَانَ هُوَ الَّذِي يَلِيكُمْ , لَرَضِيتُمْ مِنْهُ بِدُونِ مَنْطِقِي هَذَا , أَلَا فَمَا تَفْقِدُونَ مِنْ حَقِّكُمْ ؟ , فَوَاللَّهِ مَا قَصَّرْتُ فِي بُلُوغِ مَا كَانَ يَبْلُغُ مَنْ كَانَ قَبْلِي.
ثُمَّ اعْتَذَرَ عُثْمَانُ عَمَّا كَانَ يُعْطِي أقرباءَه , بأنه من فَضْلِ مالِه .
فقام مروان بن الْحَكَمِ فَقَالَ : إِنْ شِئْتُمْ وَاللَّهِ حَكَّمْنَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ السَّيْفَ , نَحْنُ وَاللَّهَ وَأَنْتُمْ كَمَا قَالَ الشَّاعر:
فرَشْنا لَكُم أعراضَنا فنبت بكم ... مغارسكم تَبْنُونَ فِي دَمِنِ الثَّرَى
فَقَالَ عُثْمَانُ: اسْكُتْ لا سَكَتَّ , دَعْنِي وَأَصْحَابِي , مَا مَنْطِقُكَ فِي هَذَا ؟ , أَلَمْ أَتَقَدَّمْ إِلَيْكَ أَنْ لَا تَنْطِقَ ؟.
فَسَكَتَ مَرْوَانُ ,
وَنَزَلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَذَكَرَ سَيْفُ بن عمر وغيره أن مُعاوية لما ودَّعَهُ عُثْمَانُ حِينَ عَزَمَ عَلَى الْخُرُوجِ إِلَى الشَّامِ , عَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يَرْحَلَ مَعَهُ إِلَى الشَّامِ , فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ كَثِيرَةٌ طَاعَتُهُمْ لِلْأُمَرَاءِ.
فَقَالَ: لَا أَخْتَارُ بِجِوَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم سِوَاهُ .
فَقَالَ: أُجَهِّزُ لَكَ جَيْشًا مِنَ الشَّامِ يَكُونُونَ عِنْدَكَ يَنْصُرُونَكَ ؟ ,
فَقَالَ: إنِّي أَخْشَى أَنْ أُضَيِّقَ بِهِمْ بَلَدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابِهِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ.
قَالَ مُعَاوِيَةُ : فَوَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَتُغْتَالَنَّ , أَوْ قَالَ : لَتُغْزَيَنَّ ,
فَقَالَ عُثْمَانُ : حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ .
ثُمَّ خَرَجَ مُعَاوِيَةُ مِنْ عِنْدِهِ وَهُوَ مُتَقَلِّدٌ السَّيْفَ , وَقَوْسُهُ فِي يَدِهِ , فَمَرَّ على مَلأ من المهاجرين والأنصار , فِيهِمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ , وَطَلْحَةُ , وَالزُّبَيْرُ , فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ وَاتَّكَأَ عَلَى قَوْسِهِ , وَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ بَلِيغٍ , يَشْتَمِلُ عَلَى الْوَصَاةِ بِعُثْمَانَ بْنِ عفَّان رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ , وَالتَّحْذِيرِ مِنْ إِسْلَامِهِ إِلَى أَعْدَائِهِ , ثُمَّ انْصَرَفَ ذَاهِبًا.
فَقَالَ الزُّبَيْرُ: مَا رَأَيْتُهُ أَهْيَبَ فِي عَيْنِي مِنْ يَوْمِهِ هَذَا .

قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ مات أبو عبس بن جبير بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ بَدْرِيٌّ.

وَمَاتَ أَيْضًا مِسْطَحُ بْنُ أثاثة , وَهُوَ بَدْرِيٌّ.

وغافل بْنُ الْبُكَيْرِ.

وَحَجَّ بِالنَّاسِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ.

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 11:21 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات