07-31-2022, 03:40 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 352,575
|
|
شخصية حماتي وتعاملها المستفز
شخصية حماتي وتعاملها المستفز
أ. يمنى زكريا
السؤال:
♦ ملخص السؤال:
سيدة متزوجة ولديها أولادٌ، مشكلتها في حماتها التي تجلس معها في البيت، وبينهما مشكلات كبيرة تؤثِّر على سير الحياة الزوجية والأسرية.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي تتلخَّص في أمِّ زوجي؛ فهي تعيش معي في نفس المنزل، مع العلم بأن زوجي أصغر أولادها، وواللهِ ليس لديَّ مشكلةٌ في ذلك؛ فأنا أَعُدُّها مثْلَ والدتي، لكن قبلَ فترةٍ حصلتْ بيننا مشكلةٌ لأني وزوجي أردنا السكنَ في بيتٍ مستقلٍّ!
أنا أعيش في بيت أهلِه منذ 13 عامًا، ولم تكنْ لي حياة خاصةٌ بي مُطلقًا، وحماتي حادةُ الطِّباع، وتفتعل المشاكل، وتنقُل جميع أسرارنا إلى أفراد الأسرة الباقين خارج المنزل، إضافة إلى نقْلِها الكلام بصورة خطأ!
ولأن البيت هو بيتها، فكلُّ مَن هبَّ ودبَّ مِن أبنائها وبناتها يأتي لزيارتها، وأكون مُضطرةً لاستقبالهم وضيافتهم أيامًا، وقد يمتد الحالُ إلى شهور؛ مما يُؤَثِّر سلبًا على نفسيتي وصحتي ومستوى أطفالي الدراسي!
قررنا السكن في منزل مستقلٍّ، وأن تبقى حماتي في بيتي 3 أيام، وفي بيت أولادِها الآخرين 3 أيام أخرى!
لكن حصل أن أولادها لم يطلبوا مبيتها عندهم، وطوال الوقت هي في بيتي، وليس في هذا مشكلةٌ، فأنا لا أعاملها إلا بما يُرضي الله تعالى، لكن المشكلة أنها تستفزني كثيرًا، وتفتعل المشكلات مع أبنائي، وتُشوه صورتي أمامهم وأمام إخوة زوجي! كما أنها تنقُل تفاصيل حياتي لهم بكل دقَّة!
أنا أهتم بها وأعُدُّ لها طعامها الخاصّ بها، وأُقَدِّمه لها قبْلَ أولادي وزوجي، وأُذَكِّر زوجي دائمًا بأن يشتريَ لها هدايا وأُقَدِّمها لها بنفسي، لكن لا يزيدها هذا إلا تذمُّرًا واستفزازًا لي!
أصبحت أُعاني كثيرًا بسببها؛ فهي تشكوني للجميع، مع أني لا أُقَصِّر في حقِّها، ويترتب على وجودها في البيتِ أن أولادها يأتون إليها، ولها ابنة تأتي مِن سفرٍ وقد تجلس أيامًا طويلةً وأقوم أنا باستضافتها في بيتي، مما يؤثِّر كذلك على بيتي وأولادي طوال هذه الأيام!
أرجو أن تُساعدوني؛ فعلاقتي بزوجي تتأثَّر بكل ما يحصُل، ولا أعرف كيف أتعامل مع زوجي وحماتي، فهما نسخةٌ واحدةٌ!
وجزاكم الله خيرًا
الجواب:
أهلًا وسهلًا بك أختي الكريمة في شبكة الألوكة، وأُرَحِّب بك وأُحَيِّيك على صبرك وجميل خلقك وحلمك.
أختي الحبيبة، هذه المشكلاتُ جرت العادةُ أن تقعَ في كثيرٍ مِن البيوت، فحاولي أن تتجاوزيها، وألا تقفي عندها، واعلمي أن بعض الأمهات يغَرْنَ مِن زوجات الابن، فاعذريها، وتحمَّليها، وعامليها بِلُطْفٍ، وتذكَّري أن الصغيرَ هو الذي يتنازَل للكبير.
ومِن فضل الله أيتها العزيزة أنْ جعَل الحياةَ قصيرةً؛ لذا فلْنستثمرْ فيها قدْرَ المستطاع، ولنجعلها غرسًا للآخرة بأن نحتَسِبَ كلَّ هذه الإساءة لِوَجْهِ الله تعالى، واهتمي بعلاقتك بزوجك، واحمدي فيه صفةَ بر أمه، وتذكَّري قوله تعالى: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 134].
أختاه، بدر إلى ذهني وأنا أكتب إليك سؤالٌ، ألا وهو: هل يستطيع زوجُك الكريم أن يستغنيَ عن أمه، أو أن ينقلَها لمكانٍ وحدها؟
قطعًا لا.
لذا عليك أن تتعاملي معها على أنها قدَرٌ وابتلاء مِن الله، وهو الخيرُ، ولا يجب عليك إلا أن تتأقْلَمي وتتكيَّفي معه؛ لأنه مِن الصعب تغييرُ سلوكيات كبار السنّ، فلن نستطيعَ أن نطلُبَ منها أن تتغيرَ، ولكن نستطيع أن نطلبَ منك أنتِ أن تحتويها، وتتحمليها، وتصبري على أذاها؛ لأنه كما تدين تُدان، ويومًا ما ستصير لك زوجةُ ابن، فعامليها بمثل ما تحبين أن تُعامَلي به: أحب لأخيك ما تحبه لنفسك.
ولا تنسَيْ الدعاء بصلاح الحال، والدعاء بأن يُصْلِحَ اللهُ بينكما، وعندما تضعينها في منزلة الأم، سيُعطيك هذا جرعة كبيرة مِن الصبر الجميل، وأُبَشِّرك بأنَّ كل ما يحدُث لا يحدث إلا لحكمةٍ لا نعلمها، فأبشري؛ يقوله - صلوات الله وسلامه عليه -: ((عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ، إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ، وليسَ ذلك لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ، إِنْ أصَابته سَرَّاءُ شَكَرَ فكان خيرًا له، وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ، فكان خَيرًا لهُ)).
وفيما يخصُّ أخت زوجك إن كانت الفترة ليستْ بالطويلة، استعيني بالله، واستضيفيها عندك بكلِّ الود والصبر، واعلمي أنها ستمُرُّ سريعًا - إن شاء الله.
وأخيرًا أوصيك بتقوى الله والصبر، وغيِّري مِن أسلوبك معها، وحاولي التقرُّب منها، واصحبيها معك لحلقات العلم، والقرآن الكريم إن كان متاحًا، وأحضريها معك في الرياضات الخاصة بأطفالك، إن كانوا ملتحقين بأية رياضة، وكُلي ثقة بأن هذه التغييرات ستجعلها تتغير معك بالتدريج؛ لاستشعارها أن لها دورًا، وأنها مرغوب فيها.
أعانك الله ووفقك، وأَلْهَمَك الصوابَ ورزقك أعلى الدرجات
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|