07-26-2022, 07:40 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 351,400
|
|
أمي تهددني بتدمير حياتي بسبب زواج أبي
أمي تهددني بتدمير حياتي بسبب زواج أبي
أ. سحر عبدالقادر اللبان
السؤال:
♦ ملخص السؤال:
فتاةٌ مخطوبة، وحيدة أمها وأبيها، تزوَّج والدُها على أمها، وبعد الزواج كانتْ تطردها من البيت، وتضربها وتشتمها، وتُحاول فَسْخَ خطبتِها وتدمير حياتها، وتسأل الفتاة: كيف تتصرف مع أمها؟
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاةٌ في بداية العشرينيات من عمري، وحيدة أمي وأبي، تزوَّج أبي على أمي قبل خطبتي بأشهر، وكانتْ تُهَدِّده بي أنها لن تجعلني أتزوَّج لو تزوَّج هو!
عندما تزوَّج أبي أصبحتْ تطردني من البيت، وتضربني وتشتمني، أنا لا أفهم أمي، ولا أستطيع أن أتعامَلَ معها منذ تزوَّج والدي.
كانت والدتي تعاملني مُعامَلَة سيئةً منذ صغري، ولكن هذه المعاملة ازدادت سوءًا منذ تزوَّج والدي!
كانت لا تهتم بي، ولا تجلس معي، ولا تُحَدِّثني كما تفعل الأمهاتُ مع أولادها! حتى إني تعلَّمتُ الأمورَ الخاصة بالفتيات من صديقات الجامعة، وليس منها!
أصبحت أكرهها كرهًا شديدًا، وأحاول أن أتجنبَ دعواتها عليَّ، لأنها تتكلم عني بكلام سيئ أمام الناس. وأتحاشى الكلام معها، ولا أطلب منها أي شيء، بل أطلب مِن أبي الذي لا يرفض لي طلبًا، فأصبحتْ تغار من أبي ومني ومن حبي له.
أما خاطبي فشابٌّ مُلتزم خلوقٌ، يحترمني كثيرًا، إذا تكلَّم أمامها عني ومدحني تُقَلِّل هي من شأني، وتهزأ بي أمامه، وأنا أحترق مِن داخلي وأكاد أبكي، وكثيرًا ما تهددني بفَسْخ الخطوبة!
تُحاوِل تدميرَ حياتي بتدخُّلِها المستمر، وأنا أشعُر أمامها بضَعْف شخصيتي، ولا أعرف كيف أتصرَّف؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
أختي الحبيبة، أهلًا ومرحبًا بك في قسم الاستشارات، وبعدُ:
فيا أختي السائلة، أبدأ حديثي بذِكْر ما قاله اللهُ - عز مِن قائل - في كتابه العزيز: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ ﴾ [العنكبوت: 8]، وصَّيْناه بالإحسان لهما، وبالدعاء لهما، كما ربَّياه صغيرًا، وبطاعتهما وعدم التذمُّر منهما، وبمُصاحبته لهما في الدنيا بالمعروف، ولو كانا كافرين.
وكلمةُ الكره هي كلمة مُبتَذَلة، في الحقيقة لا توجد أُمٌّ في الدنيا تكره أولادَها، أو تُضمر الشرَّ لهم، ولكن في بعض الأحيان تغار الأُمُّ مِن عَطْف الأب عليهم بشِدَّة، وإعراضه عنها لسبب أو لآخر.
وهنا تكمُن عُقْدة والدتك؛ فهي نشأتْ مِن هذا الباب، وقد سببَ ذلك لها جُرحًا عميقًا لم يزل يُراودها، وخصوصًا عندما تزوَّج عليها، وتَرَكَها مُعَلَّقة، وكأنَّها قطعةٌ مَنْسِيَّة من أثاث البيت، وقد عانتْ منه إعراضًا عنها، وربَّما كُرهًا طوال حياتها معه، كما ذكرتِ بأنَّها تغار، وكأَنَّك ضرَّة لها!
لذلك ثارتْ هذه الثورةُ الهوجاء، تطلب حقَّها مِن الذي تجاهل العمرَ الذي أفنَتْه في خدمته، ودخلتْ في مرحلة عدم توازُن فكري بين المُصدِّقة والمُكذِّبة بما أقدَم عليه زوجُها.
لذا يجب عليك أَنْ تُثيري الشفَقة عليها، لا أنْ تحملِي عليها الضغينة والكُره الذي تبوحِين به؛ فأمُّك مسكينةٌ، مريضةٌ بداء اليأس وعدم الرجاء وعدم الاستقرار، فيجب عليك أن تُضَمِّدِي جراحها وتواسيها، وتعملي بأقصى ما تستطيعين على علاجها.
وعلاجُها أول ما يبدأ بمُواساتها، وبالصبر عليها، والتودُّد إليها، بمُختلف الأساليب والطُّرُق، وبالتماس العُذْر لتصرفاتها غير المُتَّزِنة، وبالسعي الحثيث منكِ ومن خاطبك للتوفيق بين والديك، وهنا مربط الفرس، فعندما يحصل التوفيقُ بينهما تنتهي متاعبك، ويعود الوِئامُ بينك وبين خاطبك.
وبالله التوفيق
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|