08-05-2022, 11:10 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 349,031
|
|
تزوجني للاستمتاع فقط!
تزوجني للاستمتاع فقط!
د. سليمان الحوسني
السؤال:
♦ ملخص السؤال:
سيدة متزوجة كزوجة ثانية، وزوجُها تزوَّجها مِن أجل الشهوة والاستمتاع، وهي تريد الطلاق لإحساسها بالاحتقار.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد قراءتي لكثيرٍ مِن مَواضيعكم وثقتي فيكم، أعتقد أني سأجد حلاًّ عندكم.
أنا امرأةٌ في منتصف الثلاثينيَّات مِن عمري، أعيش في دولةٍ أجنبيَّةٍ، ومتزوجةٌ مِن فترةٍ قصيرةٍ مِن رجلٍ متزوجٍ.
في بداية تعرُّفي عليه أعطاني فرصةً لمعرفته، حتى أثق فيه وأقبلَه زوجًا، كانت الأمورُ في البداية على ما يُرام، ثم اكتشفتُ أنَّ زواجه مني كان مِن أجْل شهوةٍ جنسيَّة فقط، وليس مِن أجْل شخصي، أو حبًّا فيَّ!
زوجي شخصٌ متدينٌ، ويخاف مِن المعصية، لذا تزوَّجني، وعندما عرفتُ نيتَه مِن الزواج شعرتُ باحتقارٍ وحزنٍ، وصارحتُه بكلِّ شيء، فلمْ ينكر الأمر، وأخبرني بحبه لزوجتِه الأولى وأطفاله، كما أخبرني بأنه نادمٌ على زواجه مني، وأنه كان أنانيًّا وفكَّر في شهواته وحاجته فقط!
انهرتُ مِن كلامِه، وصرختُ وبكيتُ وشتمتُه، وأصبتُ بانهيارٍ عصبيٍّ.
جاء بعد ذلك وطلَب السماحَ مني، فسامحتُه لخوفِه مِن الله، ثم أخبرني بأن زوجتَه لا تريد الذهاب معه في سفره، وأني أقرب له منها في عمله، وطلب مني ألا أنفصلَ عنه، وأنْ أظلَّ معه، لكن في مُقابل ألا ننجبَ أطفالًا!
أشعر أنَّ زواجي أصبح مِن أجْل المتعة فقط، فأشيروا عليَّ ماذا أفعل؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
نشكُرك أختنا العزيزة على مُتابعتك لشبكة الألوكة، وثقتك في مضمونها، ونتمنى أن نكونَ عند حُسْن ظنِّ الجميع.
وبالنسبة لاستشارتك أختنا الكريمة، نقول لك: إن الزواجَ طاعة وقُرْبَة، يتقرَّب مِن خلالها العبدُ مِن ربِّه - سبحانه وتعالى - فهنيئًا لك الزواج، وعساه زواجًا مباركًا سعيدًا.
وكونُ الرجل كان متزوجًا وأراد الثانية؛ سواء للحاجة الجنسية، أو غيرها مِن الأمور المشروعة، فالأمرُ عادي وطبيعيٌّ، ومِن حقِّه ذلك شرعًا، وعليه أن يُؤَدِّيَ بقية الالتزامات والواجبات والعدْل بين الزوجات.
وكونُه يُحِبُّ زوجته وأولاده أمرٌ يُشْكَرُ عليه وفي صالحك، ولا يضرُّك شيئًا، أما كونُه يريد أن تكونَ له زوجةٌ أخرى بجانبه، فهو صادق؛ فالرجلُ بغير المرأة يتعب ويشقى، وخاصة الرجل الصالح الخائف مِن الشهوات المنتشرة، وليس هناك تعارُضٌ بين حبه لزوجته وأولاده وحبه لك، فالرجلُ يستطيع أن يجمعَ بين الحُبين.
وشكرًا لك على إنصافك له، وذِكْرِك بأنه متدين، وخائفٌ مِن الوقوع في الحرام، ومن هنا عليك استغلال هذا الجانب، والوقوف معه في تدينه والتزامه، ومساعدته في تحصين نفسه بإعطائه حقوقه الواجبة عليك، دون تردُّد، وبكل محبةٍ ووُدٍّ، وإشعاره بحبك وتودُّدك له وحُسن تبعُّلك؛ وبذلك سوف تملكين قلبه، وتُغيرين مِن مشاعره وتعامله، وكوني له أمةً يكُنْ لك عبدًا.
وكونُ زوجته الأخرى بعيدة وغير قابلة أن تكونَ معه؛ حيث عمله يتيح لك المجال أكثر للتقرب منه، وخدمته، وكسبه، ولا يضرك حبه لزوجته الأولى وأولاده.
وهنا ننصحك ببعض المهارات والإبداعات في فن التعامل مع زوجك الكريم، ومنها:
• شكرك لله - عز وجل - أن رزقك رجلًا صاحبَ دينٍ، فهو إن أحبَّك أكرمك، وإن أبغضك لم يظلْمك.
• اعتناؤك بالعبادة مِن توحيدٍ وصلاةٍ وذكرٍ وقراءة للقرآنٍ ودعاءٍ وغير ذلك، فالعبادةُ لها أثرٌ كبيرٌ في تقوية الصلة بالله، وحُسن العلاقة مع عباد الله، ومنهم زوجك في الدرجة الأولى.
• استغلي صلاحه وتدينه في الاستفادة منه، وطلب العلم الشرعي منه، وإشعاره بأنك محتاجة إلى مِثْل صلاحه وتقواه، بل كلاكما بحاجةٍ إلى المزيد.
• أظْهِري له مشاعر الحب وأحاسيس المودة، وأوْجِدي له بيئةً جميلةً طيبةً في البيت؛ تجعلينه يستمتع ويفرح، ثم يُبادلك نفس المشاعر.
• حاولي التجديد والتغيير من الروتين والأشياء المعتادة حتى في ترتيب غُرَف البيت، واستقبليه بكل حفاوةٍ وشوقٍ عند رجوعه مِن عمله.
• أجِّلي في الوقت الحاضر مسألةَ الحديث عن الإنجاب بعض الوقت، حتى تقوى العلاقةُ بينكما، وتفاني في خدمته وكسبه، وتذكَّري هدي النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ولو أمرتُ أحدًا أن يسجُدَ لأحدٍ لأمرتُ المرأة أن تَسْجُدَ لزَوْجِها)).
• اعتني بغرفةِ النوم عنايةً خاصة، وبالروائح الزكيَّة، وتقربي إليه، ونفِّذي مَطالِبَه.
• حاولي أن تقرئي في هذا الجانب بعضَ الكُتُب المتخصِّصة في تقوية العلاقات الزوجية؛ حتى تستفيدي أكثر.
سائلين الله لكما حياة طيبةً سعيدةً بعيدة عن كل المنغِّصات
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|