07-28-2022, 07:55 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 349,658
|
|
هل كان انفعالي في محله؟
هل كان انفعالي في محله؟
أ. لولوة السجا
السؤال:
♦ ملخص السؤال:
رجل كان في محلٍّ لشراءِ بعض الأغراض، وحصلتْ خلافاتٌ داخل المحل، ويسأل: هل كان انفعاله في محله؟ أو إنه أخطأ؟
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حصل معي موقفٌ في أحد المحلات، وأريدُ أن أعرضَه عليكم؛ لأعرف هل أنا على صواب أو خطأ؟
كنتُ واقفًا أمام محاسبٍ في أحد المحلات، وكانتْ هناك امرأةٌ كبيرةٌ في السن، المهم أنها اشترتْ بعض الأشياء من المحل، ثم بدا لها أن تُعيدَ هذه الأشياء، وتستردَّ النقود قبل خروجها مِن المحل!
فعادتْ للمحاسب، وقالت له: أريد إرجاع هذه الأشياء، واسترداد النقود، فقال لها: ليس لدينا استرجاع للنقود، ولكن يمكنك الاستبدال! فأخْبَرَتْه بأنها لم تخرجْ مِن المحل؛ فرفَضَ!
وهنا تدخَّلْتُ، وقلتُ له: لماذا لا تعطيها حقها، ووزارةُ التجارة تلزمك بإعادة النقود، فقال: ليس لدينا استرجاع!
فعَلَا صوتي عليه، وهممتُ بضربه بعلبة ماء، ومرة بالحذاء، وحصلتْ مشكلة كبيرةٌ وقتها، علمًا بأني مريض بالسكر!
ثم جاء إليَّ أحدُ الإداريين - وكان مؤدبًا جدًّا - وأخبرني بسياسة الشركة، وأن هذا مُوَظَّفٌ يُنفِّذ التعليمات فقط، وليس له علاقةٌ بأيِّ شيءٍ، ثم أراد أن يُقبل رأسي، وأخذ يُهدئني ويُسلم عليَّ!
خرجتُ مِن المحل وأنا في قمة الإحراج والخجل، وكنتُ أشعر بأن الناس كلها تنظر إليَّ.
ركبتُ سيارتي، وأنا أكلِّم نفسي، وأُصدر حركات لا شعورية؛ مرة بالصوت، ومرة باليد، وأَلُوم نفسي، فهل كان تعاملي مع الموقف سليمًا؟
أرجو أن تفيدوني؛ حتى لا أكررَ ما فعلته مرة أخرى إن كنت على خطأٍ
الجواب:
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
الجانبُ الصحيحُ في تصرُّفك والذي تُشْكَر عليه حقيقةً هو: شفقتُك على المرأة؛ مما يدلُّ على شفافيتك وعاطفتك الجياشة، والرحمة التي وهبك الله إياها.
لكن ليتك تريَّثْتَ في اختيار الطريقة المناسبة؛ حيث كان يكفيك أن تُخْبِرَهُ بما أخبرتَه؛ دون انفعالٍ، أو تصرف آخر؛ فالرِّفْقُ كما وصفه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ((ما كان في شيءٍ إلا زانَهُ))، واللهُ - عز وجل - قبل ذلك أوصى عباده فيما بينهم بالتعامُل بالحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، لكن لعل ما حدث منك كان بسبب مرض السكر الذي تُعاني منه - شفاك الله - والذي غالبًا ما يُلازم صاحبه، ويُسَبِّب حالات انفعال لا إرادية.
أخي الكريم، إنما الحلم بالتحلُّم، فجاهِدْ نفسك في ضبط أعصابك، واجعلْ مثل هذه المواقف بمثابة الدرس الذي تتعلم مِن خلاله؛ ليحسن تصرفك في المرة القادمة، فليس العيبُ في الخطأ، وإنما في تَكْراره، والإصرار عليه؛ فكلُّ ابن آدم خطاء، وخيرُ الخطائين التوابون.
وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه من الأعمال والأقوال والأخلاق
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|