الفتن

[منتدى اهل الحديث]

مقال صجفي
بقلم ناصر بن حسن جريبي
center]كيف نواجه فتنة
.................................................. .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
لقد اقتضت حكمة الله –تعالى- أن يوجد الخير والشر في حياتنا، وكذا أن توجد الفتن التي لا يسلم منها أحد، صغيرة كانت أم كبيرة، فوجود الفتن بأمر من الله وإرادته، وهو لا يكون إلا لحكمة بالغة أرادها سبحانه، سواء ظهرت تلك الحكمة أم خفيت، يقول الله سبحانه: (( ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون)).
وما أكثر الفتن التي قد تصيب الإنسان في هذه الحياة الدنيا، فمن فتنة المال والأهل (( إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم )) ، إلى فتنة المعاصي والشهوات،إلى فتنة الشبهات التي تصيب القلوب والعقول، ومن الفتن أيضا ما يصيب الإنسان من شدائد ومحن، وتقلب الأمور، واختلال الموازين، فقد أخرج مسلم في صحيحه ، يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (( بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي كافرا ويصبح مؤمنا، يبيع دينه بعرض من الدنيا)). ومن الفتن كذلك فتنة التفرق والاختلاف بين المسلمين، وكثرة القتل – الهرج الذي ورد في الحديث-.
وهانحن نرى في أيامنا العصيبة الفتن تعصف بنا من كل جانب،ومع كثرة الفتن، تصبح الخشية من أن تقع من القلوب موقعا، فتودي بالمسلم إلى الهلاك –والعياذ بالله- لأن الخطورة أن تزعزع هذه الفتن عقيدة المسلم، وثقته بربه، فيصيبه الريب والشك في وعد الله، وهنا يجب علينا التنبه إلى بعض الأمور الهامة:
أولا: الحرص على تمكين كلمة التوحيد في النفوس، وعدم السماح لشيء أن يزعزعها، فهي العاصم في وقت الفتن، وهي وسيلة الثبات للمؤمن، (( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة)).
ثانيا: أن يعلم أن وعد الله حق لا يتخلف، وقد وعدنا سبحانه أن يهلك الطغاة، وأن يقضي عليهم في وقت لا يعلمه إلا هو –سبحانه- لكن دون أن ننسى أن الله يمهلهم لأمد لا يعلم مداه إلا الله، فالله سبحانه هو القائل: (( ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون)) ، ولا ننسى قوله سبحانه: (( ذرني ومن خلقت وحيدا، وجعلت له مالا ممدودا، وبنين شهودا، ومهدت له تمهيدا، ثم يطمع أن أزيد )). وقال ربنا –سبحانه- : (( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا)).
وحتى تزداد القلوب يقينا، دعونا ننظر في كتاب الله الذي قص علينا قصة أصحاب الأخدود، فقد عاثوا في الأرض فسادا، حرقوا وقتلوا، واستمروا ردحا من الزمن، حتى جاء وعد الله فأخذهم أخذ عزيز مقتدر، (( إن بطش ربك لشديد)) ، وما قصة فرعون عنا ببعيد، والشواهد في التاريخ القديم والحديث كثيرة، فأيقنوا بوعد الله واستبشروا.
ثالثا: من سنن الله (( ولن تجد لسنة الله تبديلا)) أن يكتب النصر للمؤمنين، وأؤكد هنا على هذا الوصف العظيم (المؤمنون) وهم الذين استحقوا شرف هذا الوصف حين حققوا الإيمان في قلوبهم ،
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك