08-01-2015, 10:37 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 351,936
|
|
احذروا أيها المسلمون... فإن قوانين الله وسننه لا تتغير
يقول الملك الجبار سبحانه : {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ ، فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [آل عمران: 137]
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ ، فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ ، فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ، وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ ، فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} [النحل: 112، 113]
قال ابن قتيبة الدينوري في " عيون الأخبار " (2/ 287) :
حدّثني محمد بن عبيد قال: حدّثنا خلف بن تميم عن أبي عصمة الشاميّ عن ابن أخت وهب بن منبّه عن وهب قال: أوحى الله إلى نبيّ من أنبياء بني إسرائيل يقال له : أرمياء حين ظهرت فيهم المعاصي : " أن قُم بين ظهراني قومك فأخبرهم أنَّ لهم قلوبا ولا يفقهون ، وأعينا ولا يبصرون ، وآذانا ولا يسمعون ، وأنّي تذكرت صلاح آبائهم ، فَعَطَّفني ذلك على أبنائهم ( رحمتُ آباءهم بسبب صلاح أجدادهم ) سَلْهُم كيف وَجدوا غِبَّ ( نتيجة ) طاعتي ؟ وهل سَعِدَ أحدٌ ممن عصاني بمعصيتي ؟ ، وهل شقي أحد ممن أطاعني بطاعتي ؟ ( هل وجدوا في تاريخهم وكتبهم أن أحدا أطاعني وخسر ، أو أن أحدا عصاني فَسَعِد وكانت نهايته حميدة ؟ ).
إنّ الدوابّ تَذكر أوطانَها فَتَنْزِعُ إليها ( الطيور المهاجرة تعود إلى أوطانها بعد انقضاء فصل الصيف ) وإنّ هؤلاء القوم تركوا الأمرَ الذي أكرمتُ عليه آباءهم ، والتمسوا الكرامة من غير وجهها ( استمروا في طغيانهم يعمهون ، ولم يرجعوا إلى ربهم ).
أما أحبارُهم ( علماؤهم ) فأنكروا حَقِّي
وأما قُرَّاؤُهم ( حفظة كتابي ) فعبدوا غيري ( طلبوا أجر قراءتهم لكتابي من غيري )
وأمّا نُسَّاكُهم ( العُبَّاد والزهاد ) فلم ينتفعوا بما عُلِّموا من حِكمتي
وأمّا وُلاتُهُم ( حكامهم ) فكذبوا عليّ وكذّبوا رسلي ، خَزنوا المَكْرَ في قلوبهم ، وعَوَّدُوا الكذبَ أَلْسِنتَهم .
وإني أُقسم بجلالي وعزتي ، لَأُهَيِّجَنَّ عليهم جنودا لا يفقهون ألسنتهم ( أجانب ) ولا يعرفون وجوههم ، ولا يرحمون بكاءَهم ؛ ولأبتعثنَّ فيهم مَلِكًا جَبَّارا قاسيا ، له عساكر كَقِطَع السحاب ( جنود كثيرة ) ومواكب كأمثال العجاج ( كعدد الرمل ) كأنَّ خَفَقان راياتِه طَيَرانُ النُّسور ( لجيشه رايات كبيرة عالية تملأ السماء ) وكأنَّ حَمْلَ فُرسَانِه كَرُّ العُقْبان ( فرسانه ينقضون عليكم كما ينقضُّ العُقاب من السماء على فريسته ) يعيدون العمران خرابا ( يدمرون بيوتكم ) ويتركون القرى وحشة ( مهجورة )
فيا ويل إيلياء ( القدس ) وسكانَها ! كيف أُذَلِّلُهُم لِلقَتْل ، وأُسلّط عليهم السِّبَاء ( العبودية ) وأُعيد بَعدَ لَجْبِ الأعراس ( كثرة الأفراح ) صُراخ الهام ( العويل والنوح ) وبعد صَهيل الخيل عُواء الذئاب ، وبعد شُرُفات القصور مساكن السباع ( بعد أن كانوا يسكنون في القصور يتشردون في الجبال مع السباع ) وبعد ضوء السُّرُج ( بعد إنارة بيوتهم وشوارعهم ) رَهج العجاج ( الغُبار والأتربة )
وَلَأُبَدِّلَنَّ رِجالهم بتلاوة الكتاب انتهار الأرباب ( رفضوا أن يتلوا كتابي ويكونوا عبيدا لي ، فسأجعلهم عبيدا عند عَبيدي ، ينهرونهم ويسومونهم سوء العذاب ) وبالعزّ الذلّ ، وبالنعمة العبوديّة .
وَلَأُبَدِّلَنَّ نساءَهم بالطّيب التراب ، وبالمشي على الزّرابيّ الخَبَب ( بعد أن كان نساؤهم يمشون على السجاد ، سأجعلهم يركضون حفاة )
ولَأَجْعَلَنَّ أجسادَهم زِبْلًا لِلأرض ( يُتركون قتلى لا يُدفنون ، حتى تتحلل أجسادهم وتأكلها الأرض ) وعظامهم ضاحيةً ( بادية ظاهرة ) للشمس .
وَلَأَدُوسَنَّهُم بألوان العذاب ، حتى لو كان الكائن خَاتَما في يميني ( حتى أشدهم طاعة لي ) لَوَصَلت الحربُ إليه ( لأنه رغم صلاحه ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )
ثم لَآمُرَنَّ السماءَ فلتكونَنَّ طَبَقا من حديد ( جفاف ) والأرض فلتكونَنَّ سبيكة من نحاس ( قحط )
فإن أمطرت السماء وأنبتت الأرض شيئا في خلال ذلك ، فبرحمتي للبهائم ، ثم أَحْبِسُه ( المطر ) في زمن الزرع ، وأُرْسِلُه في زمن الحصاد ( ليخرب الزرع )
فإن زرعوا خلال ذلك شيئا ، سَلَّطتُ عليه الآفة ( الحشرات ) فإن خلص ( نجا ) منه شيء ، نزعتُ منه البركة
فإن دَعَوْنِي لم أُجِبْهُم ، وإن سألوا لم أُعْطِهِم، وإن بكوا لم أَرْحَمْهُم ، وإن تَضَرَّعُوا صَرَفْتُ وجهي عنهم .
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|