إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
تواضعْ لرب العرش علّك تُرفع
فقدْ فاز عبد للمهيمن يخضعُ
وداو بذكر الله قَلبكَ إنه
لأعلى دواء للقلوب وأنْفعُ
وخذّ من تقى الرحمن أمناً وعدّة
ليومٍ به غير التقَّى مُرَوَّعُ
سميعٌ بصيرٌ ما له في صفاته
شبيه يَرى من فوق سبْع ويَسمعُ
قضى خلقه ثم استوى فوق عرشه
ومِن علمه لم يخل في الأرض موضع
أما بعد فيا أيها الإخوة!
إن المسلم الذي منّ الله عليه بمعرفة التوحيد وفضله، وتعلُّم الشرك وخطره فعمل بالتوحيد وحافظ عليه، وتجنب الشرك وحَذِرَه قد أوجب الله ورسوله عليه أن يسعى بتلك المعرفة ليعلمها لمن حوله، ويعلمها من تعلمها منه لمن يجهلها وهكذا حتى يصير التوحيد شريعة العالم، وتدين الدنيا بلا إله إلا الله، وترفرف راية الإسلام فوق كل أرجاء الكون، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم.
وهذا واجب كل مسلم ومسلمة، كل موحد وموحدة، وهذا هو موضوع حديثنا - أحبتي - في هذا اليوم الكريم المبارك.
"عالمية التوحيد":
وسأنظم سلك هذا الموضوع المهم في العناصر المحددة التالية:
أولاً: التوحيد دين الأرض والسماء.
ثانياً: من يحمل الراية؟
ثالثاً: شروط وقيود.
فأعيروني القلوب والأسماع - أيها الإخوة - جعلنا الله وإياكم من حملة راية التوحيد.
أولاً: التوحيد دين الأرض والسماء.
أيها الإخوة إن الدين الحق الذي لا يقبل الله غيره هو التوحيد الذي جاء به صافياً مصفى دينُ الإسلام كما قال الله - تعالى -: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾، وكما قال - عز وجل -: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85]، ولذا ما بعث الله نبيّاً من الأنبياء إلا بالإسلام، نعم تختلف شرائع الأنبياء عن بعضها البعض فكل نبي له شريعة خاصة، لكنهم جميعاً يشتركون في الدين فدينهم جميعاً هو الإسلام قال المصطفى –صلى الله عليه وسلم: "الأنبياء إخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد"[1]، أي شرائعهم مختلفة، شتى ودينهم واحد، وقد سجل الله هذه الحقيقة في كتابه الكريم على ألسنة أنبيائه ورسله وأقوامهم من الإنس والجن وغيرهم فقال - تعالى - على لسان نوح عليه السلام: ﴿ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾، وقال عن إبراهيم عليه السلام: ﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 130 - 132] وقال عن يعقوب عليه السلام: ﴿ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 133]
وقال عن يوسف عليه السلام: ﴿ رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السموات وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴾ [يوسف: 101]
وقال عن سليمان عليه السلام في كتابه الذي قرأته على قومها ملكة سبأ: ﴿ قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴾ [النمل: 29 - 32].
وكان رد هذه على سليمان لما شرح الله صدرها للحق: ﴿ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [النمل: 44].
وقال - تعالى - عن موسى عليه السلام: ﴿ يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ ﴾ [يونس: 84].
وقال - تعالى - عن عيسى عليه السلام: ﴿ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 52].
بل إن دين الجن المؤمنين هو الإسلام قال الله - عز وجل - عنهم: ﴿ وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا ﴾ [الجن: 14]، وما بعث الله لبنة التمام ومسك الختام سيدنا محمدًا - عليه الصلاة والسلام - إلا بالإسلام، قال - تعالى -: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾، ألم أقل لحضراتكم إن الإسلام هو دين الأرض والسماء الذي لا يقبل الله من الخلق ديناً غيره؟ قال - تعالى -: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ ﴾ [الحج: 18].
وقال عز من قائل: ﴿ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السموات وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ ﴾ [الرعد: 15].
وقال عز شأنه: ﴿ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴾ [آل عمران: 83] فالإسلام ليس دين العرب فحسب، أو دين المسلمين فحسب، بل هو دين البشرية كلها، دين الأرض ودين السماء ودين من فيهما.
فيا من خلقك الله موحداً! اسجد شكراً لله أن خلقك موحداً وأن أرسل إليك النبي محمداً - صلى الله عليه وسلم -.
وضمّ الإلهُ اسمَ النبيِّ إلى اسْمهِ
إذا قال في الخمس المؤذنُ أشْهَدُ
وشقّ له من اسمه لِيُجِلُّه
فذو العرش محمودٌ وهذا محمّدُ
أغرّ، عليه للنبوةِ خاتَمٌ
من الله ميمونٌ يلوحُ ويشْهدُ
وما الإسلام أيها الإخوة؟
الإسلام هو لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله، الإسلام هو التوحيد، هو توحيد الله المعبود بكل أنواع العبادة وتوحيد المصطفى المتبوع بكل أنواع الاتباع.
فتوحيد المعبود وهو الله: لا إله إلا الله، وتوحيد المتبوع وهو المصطفى محمد - صلى الله عليه وسلم -.
ودين العالم كله هو التوحيد بل دين العالمين في السماء والأرض من العرش إلى الفرش، فمتى يتحول العالم إلى موحدين ومن أمة سيد المرسلين؟ متى يدين العالم بالحقيقة لله ولرسوله؟ لقد تحرك النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحبه الكرام على ما طالته أياديهم من أنحاء المعمورة فنشروا في أرجائها الخير والتوحيد والإيمان، وعبقوا الأرض بعبق التوحيد الطاهر، يوم جيشوا الجيوش من الدعاة لنشر دين الله في الأرض، لم يكتف المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بما استطاع أن ينجزه في بقعته التي نشأ فيها بل بعث رسله إلى أرجاء المعمورة، ذلك لأن التوحيد ليس إقليميّاً يقتصر على جزيرة العرب أو ما بعدها شيئاً قليلاً وإنما التوحيد دعوة عالمية للجن والإنس، للأميين ولأهل الكتاب، للروم والفرس لكل أجناس الأرض: قال - تعالى -: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الجمعة: 2 - 4].
وقال - تعالى -: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56] "، قال علي بن أبي طالب: ﴿ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾، أي: إلا ليوحدون.
فالتوحيد - أيها الأحباب - دين العالم، ولذا لما فرغ النبي - صلى الله عليه وسلم - - أو كاد - من جزيرة العرب وجه رسله إلى أنحاء الأرض بكتبه يدعو الملوك والرؤساء والوجهاء وشعوبهم وأممهم وأقوامهم إلى توحيد الله - تعالى - لا شريك له.
فبعث كتاباً إلى النجاشي ملك الحبشة يدعوه إلى التوحيد، وبعث كتاباً إلى المقوقس ملك مصر يدعوه إلى التوحيد، وبعث كتاباً إلى كسرى ملك الفرس يدعوه إلى التوحيد، وبعث كتاباً إلى قيصر ملك الروم يدعوه إلى التوحيد، وبعث كتاباً إلى المنذر بن ساوه حاكم البحرين، وإلى هوذة بن علي حاكم اليمامة، وإلى الحارث بن أبي شمر الغساني ملك دمشق، وإلى جيفر بن الجلندي ملك عمان، يدعوهم كلهم إلى توحيد الله رب العالمين، ولقد مضى النبي - صلى الله عليه وسلم - على هذه السنة يبعث إلى الرؤساء والملوك كتباً ويرسل إلى الجهات والأنحاء التي استجابت له من قِبَله رسلاً، فها هو ذا اليمن السعيد بتوحيد الله واتباع رسوله يذعن بالسمع والطاعة فيبعث إليه رسولُ الله رسولين كريمين من لدنه هما معاذ بن جبل وأبو موسى الأشعري رضي الله عنهما بعثهما النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن في سنة عشرة من الهجرة وزود النبي الصاحبين بالنصائح الجليلة فأمرهما بقوله: "يَسِّرَا وَلاَ تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلاَ تُنَفِّرَا، وَتَطَاوَعَا وَلاَ تَخْتَلِفَا».[2]
هل سمعتم - أيها الإخوة -: "فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله، وفى رواية: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وفي رواية فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله[4]، الله أكبر! إنها نقطة البداية وهي هي النقطة التي منها بدأ كل نبي وكل رسول أرسله الله، إن محمداً - صلى الله عليه وسلم - ليس بدعاً من الرسل حاشا وكلا بل هو رسول الله ومصطفاه، ألم أقل لحضراتكم إن منهج الأنبياء والأساس الذي يعملون عليه واحد، وهو التوحيد، وإن اختلفت الطرق باختلاف الشرائع والأمهات، قال العلماء: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله أحسن الأقوال وأحسن الأعمال وهي ألزم من كل قول ولابد من الإتيان بها قبل أي عمل، لأن معنى لا إله إلا الله: أن يقبل العبد على الله بقلبه وقالبه وأن يتبرأ مما سواه وهذا هو الأهم الذي يطلب قبل كل أمر.
فأول ما دعا إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - هو التوحيد وأول ما دعا إليه الصحابة هو التوحيد لأنه هو أول واجب على المرء يجب أن يتعلمه قبل أي قول وأي عمل.
فأمر الله في هذه الآية نبيه ومن اتبعه من المؤمنين أن يتعلموا التوحيد قبل أي قول وأي عمل؛ فتعلم التوحيد إذًا فرض لازم، ثم يجب على ذلك الذي تعلم التوحيد أن يدعو إليه حتى يتم له إيمانه ويكمل له توحيده ويصح له اتباعه قال العلامة المبارك ابن عثيمين - رحمه الله تعالى -: لا يتم إيمان العبد إلا إذا دعا إلى التوحيد، قال - تعالى -: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 2، 3]. فلا بد مع التوحيد من الدعوة إليه، وإلا، كان ناقصاً، ولا ريب أن هذا الذي سلك سبيل التوحيد لم يسلكه إلا وهو يرى أنه أفضل سبيل، وإذا كان صادقاً في اعتقاده، فلابد أن يكون داعياً إليه، والدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله من تمام التوحيد، ولا يتم التوحيد إلا به. [5]
ولذا كان أول شيء بدأ به رسول الله ورسله واتباع دينه فى جيل من أهل الطائفة المنصورة التى لا يخلو منها زمان ولا مكان، فهذه الرسالة - أيها الإخوة - ينبغي أن تستمر بين الدعاة وأن يولوا التوحيد الاهتمام الأول وأن يكون نقطة البداية؟ فأين هم الدعاة إلى التوحيد؟ وهذا هو عنصرنا الثاني - أيها الإخوة - من عناصر اللقاء:
من يحمل الراية؟
أيها الإخوة: روى البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم خيبر: « لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلاً يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ ». فَقَامُوا يَرْجُونَ لِذَلِكَ أَيُّهُمْ يُعْطَى، فَغَدَوْا وَكُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَى فَقَالَ: "أَيْنَ عَلِىٌّ". فَقِيلَ: يَشْتَكِى عَيْنَيْهِ، فَأَمَرَ فَدُعِىَ لَهُ، فَبَصَقَ فِى عَيْنَيْهِ، فَبَرَأَ مَكَانَهُ حَتَّى كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهِ شَىْءٌ، فَقَالَ: نُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا. فَقَالَ: "عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ، فَوَاللَّهِ لأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ » [6].
الله أكبر فمن لهذا الفضل - أيها الإخوة -؟ من لهذه الدرجات العالية؟ من لهذه المنازل الرفيعة "يحبه الله ورسوله"، هذا الفضل يتحقق بماذا؟ "ادعهم إلى الإسلام".
فمن الذي يحمل هذه الراية راية " ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ " فيكون له هذا الجزاء العظيم والأجر الكبير والفوز الجليل: "يحبه الله ورسوله".
و"لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمْر النعم".
ولنعلم - أيها الإخوة - أن فضل الدعوة إلى دين الله ليس بعده فضل، وأن القائم بالدعوة إلى الله ليس أحداً أحسن منه قال - تعالى -: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33] "، من؟ لا أحد أحسن منه على الإطلاق، قال الحسن البصري -رحمه الله-: "وقد بكى يوما حينما قرأ هذه الآية: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33]، فقال: هذا حبيب الله، هذا ولي الله، هذا صفوة الله، هذا خيرة الله، هذا أحب أهل الأرض إلى الله، أجاب الله في دعوته، ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته، وعمل صالحاً في إجابته، وقال: إنني من المسلمين هذا خليفة الله[7]
وقال الله - عز وجل -: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108] ".
قال الإمام ابن القيم: "لا يكون الرجل من أتباع المصطفى حقّاً حتى يدعو إلى ما دعا إليه المصطفى على بصيرة".
وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب: في هذه الآية الكريمة دليل على أن الدعوة إلى الله طريق من اتبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وقال المصطفى - صلى الله عليه وسلم - "نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا شَيْئًا فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَ فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ". [8]
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً".[9]
هذا بعض من فضل الدعوة والدعاة في دين الله - تعالى -، والقرآن الكريم والسنة النبوية مليئان بفضل الدعوة والدعاة إلى الله.
ويا له من فضل عظيم لا يتخلى ويتقاعس عنه إلا العاجز المحروم، هذا هو شرف الدعوة إلى الله - عز وجل - أيها الإخوة - لكن إلى أي شيء ندعو الناس؟
والجواب: ندعوهم إلى دين الإسلام كله، من كتاب ربنا ومن سنة نبينا، على نهج السلف الصالحين السابقين الأولين من أهل القرون الخيرة الطيبة، وترتيب ذلك أن نبدأ بالأهم فالمهم فالأقل أهمية، وأهم الدين على الإطلاق هو التوحيد، هو لا إله إلا الله، كما بين لنا النبي في حديث معاذ بن جبل "فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله"، وبعد فمن يحمل الراية؟ من الذي يرفع يده الآن ويقول: أنا؟ ويبدأ فيتعلم التوحيد، ويعمل به، ويدعو الناس إليه، وهذا الواجب للأسف الشديد منسي من كل الأمة إلا من رحم ربي.
قال العلماء: في هذه الآية ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ يوسف: 108 دليل على أن الدعوة إلى التوحيد واجبة وأنها سبيل النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي حديث على السابق: "ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله - تعالى - فيه،"[10]
فالدعوة إلى التوحيد واجبة على الأمة كافة بهذه الأدلة وغيرها، ولكن الناسَ في هذا الواجب على مراتب على حسب ما آتاهم الله من قدرات، فمن الذي يحمله هذا الحديث اليوم على الإقدام والإقبال؟ ولنعلم -أيها الإخوة- أن هذا الأمر وهذا الشرف ليس متروكاً للخيار، من يأخذ به أخذه ومن تركه تركه، بل الدعوة إلى التوحيد واجب كواجب تعلم التوحيد، وليس هو اختصاص فئة معينة وإن كان على المختصين الواجب الأكبر والحظ الأوفر – لكن يبقى على كل فرد في الأمة أن يقدم ما يستطيع وأن يبذل ما يملك حسب قدرته للدعوة إلى توحيد الله - عز وجل - خاصة وإلى دينه عامه على حسب مقدوره واستطاعته.
قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى -: "وهذا الواجب بحسب مقدور كل أحد، فعلى طالب العلم والعالم ما ليس على غيره، وعلى القادر ببدنه وماله وجاهه وقوله أعظم مما على من ليست له تلك القدرة لقوله - تعالى -: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾، وكما قيل: رحم الله من أعان على نصر الدين ولو بشطر كلمة، وإنما الهلاك في ترك ما يقدر عليه العبد من الدعوة إلى هذا الدين. [11]
فهيا - أيها الإخوة - لنقوم بهذا الواجب المنوط برقابنا، ليعود التوحيد إلى عالميته وترتفع رايته على كل أرجاء الأرض كما كان في سالف الزمان ويرجع إلى أهل الإسلام عزهم ومجدهم، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم، فالدعوة إلى التوحيد واجب هذه الأمة الخاتمة التي اختارها الله جل وعلا للقيادة قيادة البشرية بقوة وجدارة بما معها من الحق الذي قامت من أجله السموات والأرض وخلقت الجنة والنار وأنزلت الكتب وأرسلت الرسل.
فهيا لننقذ أهل الأرض من الظلمات إلى النور ونخرجهم من الشرك إلى التوحيد فمن لهذه التبعة؟ من لهذا الواجب الثقيل؟ من لهذه الراية يحملها؟ من لهذه الغاية العظمى؟ من لهذا الهدف الأسمى؟ وأنا على يقين جازم -أيها الإخوة- أن هذه القلوب الموحدة تهتف الآن من أعماقها تقول: أنا.
نعم والعزائم والإرادات ملء قوتها تقول: أنا بكل حماس وإخلاص ونريد أن نكلل هذه العزائم ونحيط هذا الإخلاص والحماس بالحكمة.
والحكمة هي فعل ما ينبغي، في الوقت الذي ينبغي، على الوجه الذي ينبغي، فالحماس وحده لا يكفي، والإخلاص وحده لا يكفي، لا يكفي أن تلتهب مشاعرنا بخطبة حماسية وأن تستثار عواطفنا لكلمات خطابية، بل لابد من طريق مرسوم ومنهج محدد وخطة ذات رسوم وأعلام.
وهذا هو عنصرنا الثالث - أيها الإخوة -: شروط وقيود ونلتقي به بعد جلسة الاستراحة.
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، وأغنى وأقنى، وجعلنا من خير أمة تأمر وتنهى، والصلاة والسلام على خير الورى، وما ضل وما غوى، وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى.
أما بعد..
أيها الإخوة: الدعوة إلى التوحيد تحتاج إلى خُطّة ولا يكفى فيها الحماس وليس معنى ذلك أنني أريد إطفاء حماسك ولا إخماد إخلاصك بل أريد إنجاح حماسك وإخلاصك يوم تسير على هدى من الله في طريقك فتضمن النجاح على الله والثواب والجزاء منه سبحانه، وهنا لا بد أن نشير إلى ضرورة إعداد الخطة ودراسة الجدوى في حياة المسلم فلا ينبغي أن يعيش المسلم حياته عبثا أو يترك عمله صدفاً بل ينبغي أن يخطط وينظم لأموره ومساعيه كلها دقيقها وجليلها وبخاصة الدعوة إلى التوحيد وخطة الدعوة إلى التوحيد تحتاج إلى أشياء وانتبهوا أيها الكرام الأحباب:
الأول: الإخلاص قال - تعالى -: ﴿ فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ [غافر: 14].
فهذا أمر من الله - تعالى - بالدعوة إلى التوحيد وقد نبه الله فيه على الإخلاص وأهميته لمن تصدى لذلك الأمر العظيم فلابد أن يكون الداعي إلى التوحيد مخلصا حتى يقبل عمله ويرجى نفع هذا العمل.
الثاني: العلم كما قال - تعالى -: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [محمد: 19] فلابد لمن يتحرك على الناس ليدعوهم أن يعرف الذي يدعوهم إليه وأن يتحقق بمعرفته حتى لا يفسد من حيث يريد الإصلاح ويضل من حيث يريد الهداية ويضر من حيث يريد النفع ولذلك قال الله - تعالى -: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108] ".
فنبه الله - تعالى - على أهمية البصيرة لأنها للقلب كالبصر للعين وللبصيرة -أيها الإخوة- أسباب تحصل بها من أهمها:
1- الصدق والإيمان بالله ورسله لقوله - تعالى -: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 122] فهذا النور يحصل بالإيمان.
2- العلم النافع بما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وتقديم الإيمان على العلم مقصود، فلقد تعلم الصحابة رضي الله عنهم الإيمانَ ثم تعلموا القرآنَ فازدادوا به إيمانا في القلب فذلك العلم النافع.
3- العمل، لأن من عمل بما علم رزقه الله علم ما لم يعلم، وكما قال علي -رضي الله عنه-: "العلم يهتف بالعمل فإن أصابه وإلا ارتحل".
4- صدق اتباع السنة، ظاهرًا وباطنًا، لأن هذا هو تحقيق الإيمان برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومقتضاه، لذا فلزوم السنة في الأعمال والأقوال يفتح القلوب لفيوضات علام الغيوب. فالاتباع من أصول الدعوة الربانية.
5- كثرة تلاوة القرآن وفهمه وتدبره من أعظم أسباب البصيرة وكذا كثرة الاستدلال به.
6- كثرة العبادة خاصة الصلاة وإطالة السجود بين يدي الرب المعبود.
7- غض البصر وحفظ الفرج وتجنب محارم الله[12]
الثالث: قلنا الإخلاص والعلم والثالث الجد والاجتهاد والسعي الجاد بمشورة أهل العلم الثقات المتحققين بالعلم الشرعي البصيرين بفقه الواقع المعاش فلا تخطو على الطريق خطوة إلا بعد مراجعة الربانيين ذلك إن أردت النجاح لدعوتك.
فمن حافظ على هذه الأعمال نال البصيرة في الدين واستطاع بهذه البصيرة أن يسير على نهج سيد المرسلين في الدعوة إلى توحيد رب العالمين نسأل الله أن نكون ممن شرفهم الله بالسير على أثر نبيه في الدعوة إلى توحيده ودينه.
ثم هنيئاً لك يا من تدعو إلى التوحيد هنيئاً لك يا من تحدثت في جمع طيب كهذا تبين أهمية التوحيد وفضله وتحذر من الشرك وحبائله، هنيئاً لك يا من رأيت رجلاً يفعل المنكرات عند المشاهد أو القبور والأضرحة يتمسح بها يُقبلها يطوف بها فتقدمت إليه بأدب وحدثته برفق عن توحيد الله ووجوب تحقيقه قارئاً عليه الآيات والأحاديث وإن لم تعرف تدله على أهل العلم. هنيئاً لك.
هنيئاً لك إذا لم تستطع الحديث في جمع وهبت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا خصصت جزءاً من مالك فاشتريت به مجموعة من الكتيبات أو الأشرطة التي تتحدث عن فضل التوحيد وتعرف به فنشرتها في الناس ليتعلموا منها والدال على الخير كفاعله هنيئاً لك، هنيئاً لك هنيئاً لك يا كل من تسير على درب المصطفى داعياً إلى التوحيد محذراً من الشرك هنيئًا لك.
وإليك هدية يزفها إليك ويبشرك بها ابن القيم فيقول: "وتبليغ سنته - صلى الله عليه وسلم - إلى الأمة أفضل من تبليغ السهام إلى نحور الأعداء لأن تبليغ السهام هذا يفعله كثير من الناس وأما تبليغ السنن فلا يقوم به إلا ورثة الأنبياء وخلفاؤهم في أممهم جعلنا الله منهم بمنه وكرمه"[13].
وهدية أخرى لكنها هذه المرة من المصطفى: روى مسلم عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمتي حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بهديه ثم إنهم تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل"[14].
فأينا - أيها الإخوة - يريد أن يكون من حواريي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
من أراد أن يكون كذلك فليرفع للخير راية، وخير الخير هو التوحيد فمن يحمل راية التوحيد اللهم اجعلنا من حماة التوحيد وحملة رايته.... = الخ الدعاء.
[1] أخرجه البخاري 3443، ومسلم 6281.
[2] أخرجه البخاري 3038.
[3] أخرجه البخاري 1458، ومسلم 130.
[4] أخرجه البخاري 1458، ومسلم 132.
[5] القول المفيد (1/ 73).
[6] أخرجه البخاري 2942، ومسلم 4779.
[7] ابن كثير 4/144 الدعوة.
[8] أخرجه الترمذي 2657، وابن ماجة (232)، وصححه الألباني في صحيحيهما.
[9] أخرجه مسلم (2674) من حديث أبي هريرة، رضي الله عنه.
[10] إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد - (1 / 208).
[11] القول السديد ص27، بتصرف.
[12] فضل الغنى الحميد (ص91، 94)، للدكتور ياسر برهامي.
صدر حديثا على موقع ارشيف تقنية تمكنك عند السماع اونلاين لاي مصحف او اي صوتيات
يمكنك 2 ميزة
الميزة الاولى___ستجد رسمة الساعة اعلى الصفحة على اليمين__هذه الرسمة لتسريع الصوت
فيمكنك تسريع الصوت لاي مصحف بمقايييس مختلفة للسرعة للسماع حدر اونلاين لاي مصحف
وقبل ان اذكر لك الميزة الثانية اليك الرابط
هنا آلاف المصاحف مرفوعة على ارشيف مع الترتيب للاحدث فتابع الجديد يوميا هنا https://archive.org/search.php?query...rt=-publicdate
____الميزة الثانية ____رسمة البطة___ستجدها اعلى الصفحة على اليمين ايضا بجوار سور المصحف الصوتية في جدول السماع
اذا ضغطت على رسمة البطة ستحول الشكل الى مشغل صوتيات مع خاصية الكوليزر الرهيبة للسماع اونلاين
بجودة صوت خيالية مع تغيير الكوليزر حسب ذوقك في الاستماع للحصول على صدى صوت وتقنيات رهيبة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث
والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله https://archive.org/download/akhtaaa...ng-of-hafs/pdf
واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة في الاية رقم 3 والسورة رقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء
وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت
ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
والهدية الرابعة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث