حواري مع أبي محمدٍ القالي ...ابو عبد الرحمن الظاهري

[منتدى اهل الحديث]

حواري مع أبي محمدٍ القالي القالي (1)
العسكر الظالم ..
قال لي صاحبي أبو محمدٍ القالي:هل سائكَ حكم العسكرِ على هؤلاء القوم؟
فقلت له:كلا سيدي أبا محمد ,فإني متأكدٌ من هذه النتيجةِ والحكم ؛!!
فقال لي وهو محمّرُ العين :كيفَ لم تستهجن نتيجة الحكم ولا عليكَ تبدو إمارات السوء؟!!
قلت له:لو بُرأوا ما تبرأوا بعيني ولا وجدتُ لهم عذرًا ولقلتُ تصافقوا مع القوم واصطلحوا على شيئ,
قال لي القالي:ويحكَ يا ظاهري أيرضيكَ هذا ولايسوئك؟
قلت له:يا أبا محمدٍ القالي:هؤلاء منذ وجدوا وهم معلقون على أعواد المشانق ,وداخل الزنازين ,وما برحَ العسسُ يأخذونهم ويجلدونهم إلى يوم الناس هذا,فكيف استغرب؟
حمحم قليلاً كفرسٍِ شموسٍ وقال:أين رجالكم ؟ضحكتُ كثيرًا حتى انتقضَ وضوئي فقلت له:عمنا القالي:رجالنا تكحلوا فتمنطقوا وأسدلوا كرامتهم لولي الأمر ففض بكارة رجولتهم !!
قال لي :ويحكَ وماذا سينجبون ؟
قلت له:رجالاً مشوهين مخنثين يلبسون الذلَ لبسكم للكرامة...
قال لي:ويحك قد قتلتني وأين خلفاؤكم عن الرومي؟
قلت له:اسأل المعتمد وابن زيري وابن جوهر ألستَ ممن شهد عصرَ ابن تاشفين؟
قال لي:ويحكم ويحكم وأين كتاب الله الذي يجمعكم؟
عندها فقع مرارتي القالي:ياراجل خف علينا كل حاكم صار له كتاب لوحده فمنهم استورده من امريكا وبريطانيا وروسيا ثم اجتمعوا على الياسق...
عندها رأيتُ القالي وقد تسور ظهر فرسه وركزه برمحه وقال:أنتم إلى زوال...!!

حواري مع أبي محمدٍ القالي(2)
هموم الناس
قال لي صاحبي أبو محمد:قد زرتُ بلادكم يا ظاهري وتجولتُ في أسواقها فرأيتُ الناس صرعى كأنهم أعجازُ نخلٍ خاوية,وجوههم عابسةٌ,ثم زرتُ البيمارستانات عندكم فياهولَ ما رأيتُ من المرضى,وكذلك سجونكم مليئةٌ وأعجبني في سجونكم أناسًا يرتدون لباسًا برتقاليًا جميلاً ,وكذلك رأيتُ شوارعكم مليئةً بالمتسولين ,ورأيتُ أقوامًا يركبون أشياء تسيرُ على أربع عجلات فخمة ,ورأيتُ نسائكم قليلة الحياء عاريات..
قلتُ لصاحبي القالي:رويدك عليَ يا عمنا فالناسُ في الأسواق همها رغيفُ خبزٍ وبعضُ الآدام عليه لاطفال لايجدون ما يسدون رمقهم به؛!!
فقال لي:وهؤلاء المرضى ما قصتهم؟
قلتُ:أبا محمد هؤلاء أنفسهم أكلوا الرغيف وبعضًا من الآدام فمرضوا لأن الآدام مغشوش...
اخرجَ شفته لي واتبعها بحمحمةٍ وقال:وهؤلاء السجناء ممن يرتدون الزي البرتقالي الرائع؟
قلت له:هؤلاء يحبهم السلطان ومن شدة حبه لهم سيرسلهم رحلة إلى خارج بلدانهم وبلا
رجعة.!!
قال:ومابال الناس تتسولُ في الاسواق والازقة هل أنتم فقراء ؟فقد رأيتُ عندكم زيتًا أسودَ تبيعونه ورأيتُ عندكم محاصيل زراعية فلماذا لا يأخذون حصتهم كما كان يفرض لنا خلفاؤنا؟
قلت له:ولاة أمورنا استفردوا بكل هذا ومنعوا الناس مالهم!!
قال :ويحك يا ظاهري ,أين فقهائكم وعلمائكم وأهل الحل والعقد؟
قلتُ له:أما عُلَمَاؤُنا فليس بينهم أحمد بن حنبل ولا النووي ولا العز ولا ابن تيمية ,بل ابن أبي دؤاد واشباهه..وأهل الحل والعقد عقّدوا المحلول ..
قال:ويحكم لماذا لاثثورون على حكامكم؟
قلت له:ثرنا يا سيدي ولكن هناك قابلة اسمها أمريكا هي من تشرف على حكامنا وتوّلد لهم ولاة أمر جدد-نسخة معدلة-كلما ازحنا واحدًا جائتنا بألعن منه.
قال لي:ويحكم ,وهل هذه القابلة جميلة جدًا بحيث انها فتنة حكامكم؟
قلت :أبا محمد حكامنا يتسابقون إليها لنيل رضاها فهي ولاّدة بنت المستكفي ..
قال لي وهو يهز كتفيه وقد صعد على فرسه:فهمتُ الان لماذا نسلكم جاء هجينًا ...


حواري مع أبي محمدٍ القالي(3)
دور الفقيه ..
قال لي القالي:يا ظاهري :لما كانَ حُكْامُنا يَحيدُونَ عن الطريق ِ كان فقهائُنا يجتمعون ويصدرون الفتوى فتسيرُ الناس خلفهم كما فعل العز بن عبد السلام فما بالُ فقهائكم أشبه برجال الشمع يذوبون مع اول مواجهة..
قلتُ له:يا عمنا القالي :ألستَ ممن شهدَ عصر المعتضد بن عبّاد الظالم ؟قال:بلى ,قلت له:فماذا فعل المعتضد بالفقيه الهوازني أبي الحسن ؟قال :قتله لأنه قال الحق بوجه الطاغية,..
قلتُ له:وماذا قال ابن زيدون بعدما مات الطاغية؟قال: «كنت كمن يمسك بأذني الأسد، ينقي سطوته تركه أو أمسكه»
قلتُ له:وهل خاف الهوازني منه كما خافَ ابن زيدون؟
قال :لا ,قلتُ:فلمَ خافَ ابن زيدون ولم يخف الهوازني؟
أطرقَ القالي رأسه وكان بيده عودٌ ينكثُ الأرض به وعلته الرحضاءُ والنافضُ حتى أَرْدَمَتْ عليه وأغبَطَتْ..
ثم عادَ إليَّ امحضه النصيحةَ ويريد الجواب.
قلت له:يا عمنا القالي:ابن زيدون كان عاشقًا متيّمًا بابنة المستكفي وهروبه من قرطبة إلى اشبيلية خوفًا على نفسه أليس كذلك؟قال :بلى والله ,قلتُ:إذًا هو من محبي الحياة بدليل أنه شاهدَ قتلَ الهوازني ولم يحرك ساكنًا ,قال :نعم
قلتُ له:والهوازني لما طمّعه المعتضد بالدنيا ماذا قال له:يا ابن عباد :إما تعتدل أو تعتزل أليس كذلك؟
قال:أي وربي فإلى ما ترمي ياظاهري عليكَ ما تستحق,
قلتُ :يا عمنا حينما يخاف العالمُ خوف المحب للدنيا فتودع منه ,وحينما يقف العالم موقف الهوازني والعز بن عبد السلام انعدلَ ميزان العدل في الرعية...
قال القالي:طيب يا ظاهري ألا ترى ما حصلَ في مصر فما بال علمائكم سكتوا كلهم؟
ضحكتُ ضحكةً ملؤها البكاء وقلت له:يا قالي كل فقهائنا وعلمائنا ابن زيدون..
عندها ركبَ القالي حصانه وقال:أبشروا فعندكم اليوم ألفُ ولاّدةٍ...

حواري مع أبي محمدٍ القالي(4)...
الخليفة العادل
قالَ لي صديقي أبو محمدٍ القالي:سمعتُ عمر بن الخطاب أتى حياضا عليها الرجال والنساء يتوضئون جميعا فضربهم بالدرة، ثم قال لصاحب الحوض: «اجعل للرجال حياضا، وللنساء حياضا» ثم لقي عليا فقال: «ما ترى؟» فقال: أرى إنما أنت راع، فإن كنت تضربهم على غير ذلك فقد هلكت وأهلكت.
.فلماذ تُضربون وتحبسون لدعائكم للفضيلة وأرى أصحابَ العهر والرذيلة مُنعّمون مترفون على الأرائك يجلسون؟
قلتُ له:يا عمنا القالي:لأن ولاة أمرنا تعيهروا فرأوا الفضيلة رذيلة والرذيلة فضيلة ,فجائت النتائج حسب المعطيات..
قال لي :ويحك يا ظاهري ,أبلغ بكم الهوانُ أن تكونوا كالشعوب التي كانت تحت حكم ملوك الطوائف؟
قلت له :حنانيك عمنا القالي:أولئك الحكام على ما كانوا عليه من ممالئتهم للرومي إلا أنهم كانوا يُحكّمون شرائع الله ويحمون الثغور على هوانٍ فيهم مع الرومي ملك قشتالة.
قال القالي:وما يمنعكم من النكير عليم بل وتقريعهم على ما فرّطوا من الديانة؟
قلتُ له:هناك من فقهائنا وعلمائنا من يرون أن الحاكم إن ضربكَ على خدكَ الأيمن فأدر له استكَ ليجلدكَ عليها..من هنا فرّط الحكام بالديانة وأتوا لنا بالدياثة..
قال القالي:أليس فيكم النووي الذي كان يكتب للحاكم مقرعًا كما كان يكتب لتلميذه؟أليس فيكم العز بن عبد السلام الذي باع أمراء الدولة؟وقبلهم ألم تأتيكم أخبار الإمام أحمد الذي كان يكاتب في التحريض على بابك وأحمد بن نصر الخزاعي الثائر على حكَام عصره؟
قلتُ للقالي:يا سيدي من ذكرتَ ما هم إلا تبعٌ ,..
قال :ويحكَ تبعٌ لمن ؟ومن كان قبلَ الأحمدين؟
قلت للقالي:مع أنك مطلعٌ على التاريخ لكنك يا عمنا لا تعرفُ منه الكثير!!
فقد خرج مع ابن الأشعث على عبد الملك بن مروان وواليه الحجاج، كابن أبي ليلى، والشعبي، وسعيد بن جبير، وغيرهم.. ومن خرج مع زيد بن علي ومحمد بن الحسن في عصر تابعي التابعين وكأبي حنيفة ومالك في رواية عنه وأحمد بن نصر الخزاعي
روى مسلم في صحيحه أن ثابتا مولى عمر بن عبد الرحمن، أخبره، أنه لما كان بين عبد الله بن عمرو وبين عنبسة بن أبي سفيان ما كان تيسروا للقتال، فركب خالد بن العاص إلى عبد الله بن عمرو فوعظه خالد، فقال عبد الله بن عمرو: أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قتل دون ماله فهو شهيد
قال القالي:ويحكم يا ظاهري فوالله ما تجرأ علينا الرومي تجرأ حكامكم عليكم ,ثم اعتلى صهوة جواده وركز رمحه في صدري وقال:أبلغ علمائك ان فيهم شبهًا بعلماء بني اسرائيل ومضى في طريقه...

حواري مع أبي محمدٍ القالي(5)
ملوك الطوائف
سألني صاحبي أبو محمد القالي وقد بدى على وجه الحنقُ والانزعاج:ما دمتَ وصفتَ ليَ الحالَ التي صِرتم إليها كيفَ صرتم ملوكًا وطوائف شتى ؟وكان في مضى يحكمنا خليفةٌ واحدٌ ورعيته لا تغيبُ الشمسُ عنهم؟
قلتُ لعمنا القالي:قد انفرطَ عقدُ الأمة بعدما خافَ كلُ ملكٍ من ملوكِ طوائفنا على ما تحت رجليه وأصبح يهرول كلُ واحدٍ منهم إلى ولاّدةَ=أمريكا لتثبتَ له حكمه؛ ويحيكُ معها ضدَ أخيه..
قالَ ويحك ياظاهري :وأين دورِ الدعاةِ والعلماء والمصلحين؟ألم يقرب حكامكم العلماء والمصلحين إليهم ليكونوا عونًا لهم على مر الزمن؟
قلتُ لعمنا القالي:بلى سيدي قرّبوهم ,ولكن على النطع والسيف ,يا قالي :ما أشدَ نسيانكَ وأنتَ المُطلع على التاريخ ؛..
كيف صنع داعية بني العباس أبو كافر الخراساني , رجل يذهب على حمار بإكاف من الشام حتى يدخل خرسان ثم يملك خرسان بعد تسعة أعوام ,وكيف قتلَ نقباء الدعوة والمصلحين من دعاة بني العباس سليمان بن كثير, ومالك بن الهيثم, ولاهزٍا, وقحطبة بن شبيب,؟
وكيف قتلَه ابو جعفر ومعه من العلماء ما الله به عليم؟
بل يا سيدي القالي :قد غابت عنكَ مقولة -ميكافيلية-الملك عقيم ..
قال القالي:ويحك أصارت عندكم هذه يا ظاهري؟
عندها ضحكت حتى ضجَ المكان فقال لي :ولمَ تضحك فعل الله بك كذا وكذا؟
قلتُ :ما أسرع نساينك يا عمنا القالي :وهل ترى حكامنا هؤلاء استمدوا هذه الحكمة من -ميكافيلي-في كتابه الأمير؟قال :ومن أين اخذوها ؟
قلتُ له:بربك اصغ قليلاً:ماذا فعل الداخل باولاد أخوته من اجل الملك؟وماذا فعل المنصور بن ابي عامر بولده ؟وماذا فعل المعتضد بولده ؟وقد سقتُ لكَ كيف صنع داعية بني العباس بخصومه؟
قال القالي:ومن لهذه الأمة وقد تكالبت عليها الخصوم ويأستني من هؤلاء العلوج أتباع الرومية ولاّدة؟وها أنتم على أبواب رمضان والجوعُ يضرب أطنابه بين شعوبكم فمن لهؤلاء الفقراء ممن سيصوم فلا يجدُ لقيمةٍ تصلبُ طوله وبنيه؟ومن ذا الذي سيحمل على عاتقه الطحين والسمن ويدورُ في الليل البهيم يبحث عن الفقراء كما زين العابدين التي كانت البطحاء تعرفه والحل والحرم؟
قلتٌ للقالي :لا تسأل عن هذا وأجبني :ما حكم من أكل وشرب عامدًا في نهار رمضان؟
قال القالي :ويحك يا ظاهري ومثلك يسألُ هذا السؤال؟
قلتُ لعمنا القالي :السؤال الصحيح:ما حكم من أكل ونهب ثروات الامة جهارًا نهارًا في رمضان وغيره؟وما حكمُ من أكل كل ثروات الأمة وتركها تموت جوعًا تركلها الأمم برجلها وتطعمها من قمح ولاّدة المليئ بروث الجرذان؟ومن جلد وقتل وسجن وغرّب وهتك جسد الأمة وتركها جزرة سائغة لأرانب الرومي؟
عندها امتطى القالي صهوة جواده وكسر رمحه وقال لي :تكافلوا بينكم فقط لتعيشوا غنمًا تنتظرون سكاكين واليكم ليقدمكم وجبات على طاولة الرومية ولاّدة...

حواري مع أبي محمدٍ القالي(6)
مصطلح الأرهاب...
قالَ ليَ القاليُ:ياظاهري:ما هذه الكلمةُ التي أسمعُ بها من ُحكامِكُم ليلَ نهار,وجيّشوا له كلَ كرّارٍ وفرّار,واستخدموا لها الاعلام الذي ينهقُ بها كالحمار,وهي -الإرهاب-؟
قلتُ له:يا عمنا القالي :هذه كلمةٌ مطاطة,يُفهما الفريقان كُلٌ على هواه,قال لي:من الفريق الثاني؟
قلتُ له:الرومي ..قال لي:وما شأن الرومي بهذه الكلمة؟
ضحكت بملء فيَ حتى انفتل فمي ؛فقال لي القالي :ويحك ولم تضحك؟
قلتُ له:يا قالي :الرومي هو من فصّل هذا المصطلح على مقاسه ولقّمه لحكامنا كما تُلّقمُ الأمُ ثديها لوليدها ,فهو يستخدمه لمصلحته فحينما يقاتل العربيُ لنيل حقه في حياة ملؤها الهناء والإيمان والسعادة ,ويريد ثرواته لتوزع بالعدل بين المسلمين ,ويذوذ عن حياض دينه يصفه الرومي بالارهابي ,وتصدقه الحكام فيزمجرون ويزبدون ويرغون على شعوبعهم ,فيسجنون المصلحين ,ويقتلون الطائعين ,وينهبون البلاد للرومي ..
قال لي القالي:ويحك يا ظاهري؛وكيف يفعلون هذا بشعوبهم؟
قلتُ له :استخفوا أقوامهم فأطاعوهم...
ثم استطردتُ فقلت:يا عمنا القالي :لا تسأل عن الظاهرة بل عن أسببابها ,سأسألك يا عمي القالي:قد رأيتَ المجتمع النبوي اليس كذلك؟قال: بلى قلتُ له:هلاّ وصفتَ لي حادثة في ذياك المجتمع حملت الشباب على حمل السلاح على مجتمعاتهم؟
قال لا يوجد,قلت له:لان ذاك المجتمع كان العدل يسوده ,والحب يظلله ,والقناعة انشودته ,حاكمهم يقتص للناس من نفسه ,ضعيفهم قوي حتى يُوخذ له الحق ,وقويهم ضعيف حتى يدفع الحق لصاحبه...
مات نبيهم صلوات الله عليه ودرعه مرهونة عند يهودي,لم يوّرث درهمًا ولادينارا ,وكذا خلفائه وامراءه من بعده...
قال القالي:ويحك يا ظاهري :وهل خلفائكم على غير هذه؟
ابتسمتُ وقلت له:يا عمنا الدولة مقسمة إلى :الوزير لا يخلف إلا وزيرا ,والأمير لا ينجب إلا اميرا ,والمحافظ لا يلد الا محافظا ولو لم يكن يحافظ على استه..
ولي الامر وزبانيته أكلوا قوت الشعوب وثرواتهم ومالئوا الروم عليه ..بل كلما ماتَ كلبٌ جائنا جروٌ آخر يعوي أكثر من أبيه..
حواري مع أبي محمدٍ القالي(7)
علم الجامعات
قالَ ليَ القاليُ:
يا ظاهري:ما هذا الذي أراه في جامعاتكم التي تدّعونَ أنها سُتخرّجُ سراجاتٍ منيرة للعالمين ,وستقودُ المسلمين إلى مصافِ الدولِ الكبيرة ,وإعادتها نبراسًا للعلمِ وملاذًا للطامعين في الأدبِ والعلمِ؟
ثم استطرَدَ فقال:ومالي أراهم يدخلون القاعات وبيدهم -الأيوفونات 6 واللابتوبات وكذا التابلاتات الرقمية ,وعندهم من المكتبات ما تنوء بحمله سيارات الشحن الكبيرة؟ثم أرى لهجاتهم لكنات,وألسنتهم معقولة بشبه كلمات عربيات ,وكأنهم يضعون على ألسنتهم ثقّالات؟ولا يحسنون من هذه الجامعات إلا معاكسة الفتيات وافتعال المشكلات فصار عندكم ما تسمونه-عنف الجامعات-؟
قلت له بعدما تنفستُ تنفس الغريقِ الذي خرجَ من تحت الماء,دعني احتسي هذا الكوب من الأتاي الذي أمامي وسأجيبك يا قالي بكل أقوالي....قال :احتسِ وغرد..
قلت له:يا عميَ القالي:اليس المنصور محمد بن أبي عامر الملك تلميذك؟قال: ويحكَ ومن ينكر ذلك ؟بلى والله ولقد اسكتني على صغر سنه في حضرة مولانا الحكم في مسألة ليس هنا ذكرها,
قلت له :الم يكن هذا الفتى ممن بزَ أقرانه وفرى ودجَ أعدائه ؟ثم سلك سبيل القضاء « في أوّليّته، مقتفيا آثار عمومته وخؤولته، يطلب الحديث في حداثته. وكتب منه كثيرا، ولقي الجلّة من رجاله، ثم صحب الخليفة الحكم « متحزّبا في زمرته، وولي له الأعمال من القضاء والإمامة، ثم استكفاه، فعدل عن سبيله، وصار في أهل الخدمة. ثم اختصّه بخدمة أمّ ولده هشام، فزاد بخاصّته لولي العهد، عزّا ومكانة من الدولة، فاحتاج الناس إليه، وغشوا بابه، وبلغ الغاية من أصحاب السلطان معه، إسعاف، وكرم لقاء، وسهولة حجاب، وحسن أخلاق، فاستطار ذكره، وعمّر بابه، وساعده الجدّ. ولمّا صار أمر المسلمين إليه، بلغ التي لا فوقها عزّا وشهرة.؟
قال القالي:بلى والله يا ظاهري...
قلتُ له:اليس والدُ إمامنا أحمد بن سعيد بن حزم من وزرائه ؟قال :بلى يا ظاهري ولكن الى أي شيئ ترمي؟
قلتُ للقالي:هل حينما كنتَ تلقي أماليكَ في جامع قرطبة كان ممن حضر لك لا يعرف الحالَ المنصوب من الفعل الماضي؟قال:ويحك ,فإن الطالب عندي لا يستمع إلى ما أقول حتى يكونَ فحلاً نسلوه فحولٌ ممن ساروا على مدرجة الفخار...
قلت له:دعني أوضح لك:حكامنا جهلة بحكم الله فضلاً عن ان ينطق أحدهم بلغة قومه لا العربية الفصحى,لو رأيتَهم يا قالي وهم يتقيئون ما تظنه لغةً لصفعتَهم كلَهم على استهم ,وهذا في محفل يسمونه قِمةً ولو انصفوا لسموها: القُمَامَةُ : الكُناسة تُجمع من البيوت والطُّرق والجمع..
فكيف بالطالب يصلُ للجامعة فتسأله مساجد من اي الجموع يا مولانا لأنكَ تصلي -هذا إن كان الاخ يصلي-قال لك:جمع ذكر سالم ..
قال القالي:أفٍ لك ماذا أخرجتَ من فمك من كريه اللحن ؟ألا يعرفون جمعَ التكسير المنصرف من غير المنصرف؟ولا الفرق بين جمع المذكر السالم من المؤنث من جمع التكسير..؟ضحكتُ حتى استلقيتُ على قفاي وقلت له:المدرّسون الذين يدرّسونهم العلم فارغونَ منه ويعيشون على سرقات أبحاث النابهين فكيف سيبنون جيلاً من العلماء ؟وهل الطالب الفارغ همه العلم ام تصيّد الفتيات الجميلات وبعدها مرحبًا بعنف الجامعات..
امتطى القالي صهوة جواده وضرب أبطي الحصان وقال:حضارتكم الى زوال...

حواري مع أبي محمدٍ القالي (8)
صغار الطلبة وشموخ الانوف.
قال لي أبو محمدٍ القالي وقد رآني أشمخ بأنفي بقليلٍ من العلمِ جعلني أظن نفسي أَفْلَقُ في العلمِ ,وأنني امتلكتُ ناصيةَ العلم ,ومهرتُ في الفهمِ ..
فقلتٌ له:يا عميَ القالي :امحضني النصيحةَ ولا تزد,فإن أَخْطَأْت فَخَطِّئْني، وإن أَصَبت فَصَوِّبْني، وإن أَسَأت فَسَوِّىء علي...
قال أبو محمد: تذكر يا بني أنكَ فتي السنِ ولستَ كهلًا في العلم
أنكَ لن تفلح أبدًا وأنت على طريقة-منْ رامَ الورمَ شحمًا-فَتسْتصغِرَ عمالقةِ العلمِ ممن درجوا على مفخرته بحسنك الظن بما عندك, وأنتَ أحْمَص في العلم عيي شوي, تلازمك هذه الخَصلةُ كلما رأيتَ أحدًا من إخوتك بزَ في العلم أقرانه وخلانه,فالقوم أخذوا العلم بخطامه فانقاد معهم كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ,يا بني:لن تلحق بركبهم وانتَ تستكبرُ عليهم وتستكثر بما عندك وتراهم قومًا بورًا..يا بني لا تعترض لمجرد الاعتراض فهذا من جملة الأمراض ولكن ليكن لك لسانًا يسأل فتمحوا به عيًا يلازمك ,فلا أنتَ وحيد زمانك ولا نسيج دهرك،وليكن لك من الهدي والسمت والدل ما تغطي به جهلك ...نصيحتي بنيَ اسمع أكثر مما تتكلم فأول العلم السماع وآخره السماع....
ولا تجعل شيطانكَ يليط بك ,فاستعذ بالله منه فإنه وسوسَ لأبيكَ من قبلك وأبوكَ مؤيدٌ بعناية الله فهو نبيٌ مُكَلْمٌ,وكن يا ولدي مع استاذك وإخوتك عريضًا أريضًا,ولا تكن للعلم مضيعًا مسيعًا،ولا تكن بعلمك-إن حصّلتَه من الصامرين فهذا والله هو ضياع العلم ...
قلتُ له:زدني يا عمي القالي:قال:"زَبَدتُك ما هو فيه صلاحٌ لك يا ظاهري فانظر من سبقكَ ممن أنكروا فضل الله عليهم حينما أعطاهم العلم ماذا صنع بهم؟خسف به وبداره فإياك وجحدُ نِعَمِ الله عليك,وعلمٌ لا يزيدكَ خشيةً فهو عليك نقمة....
حواري مع أبي محمدٍ القالي (9)...
قانون الأرض يخالف قانون السماء..
قالَ لي أبو محمدٍ القالي:يا ظاهري:مالي أرى العدلَ عندكم لا رأسَ له ولاجسد؟,ومالي أرى الظلم عندكم فشى فَشْوَ الجهل في أولادكم؟ومالي أرى القضاءَ عندكم أشبه بقضاء حمورابي ومحاكم التفتيش الأندلسي, القاضي والمحامي ينهلان من معين الظلم نفسه؟ومالي -يا ظاهري-أرى عندكم في الأردن-دون خلق الله-الشاكي والمشتكى عليه في السجن حتى يصطلحا؟وكيف تشّرعون الزنا والسرقة والسُكْر بقانون ؟
قلتُ للقالي:وأين هذا القانون يا قالي؟
قالَ: ويحكَ يا ظاهري !! ألا ترى المادة رقم المادة 282 -
1- يعاقب الزاني والزانية برضاهما بالحبس من سنة الى ثلاث سنوات .
2- ولا تنقص العقوبة عن الحبس لمدة سنتين بالنسبة للزاني المتزوج او الزانية المتزوجة .
3- وتكون عقوبة الزاني والزانية الحبس لمدة ثلاث سنوات اذا تم فعل الزنا في بيت الزوجية لأي منهما .
ثم:المادة 294-
1- من واقع انثى (غير زوجه) اكملت الخامسة عشرة ولم تكمل الثامنة عشرة من عمرها عوقب بالاشغال الشاقة مدة لا تقل عن سبع سنوات .
2- وإذا أكملت المجني عليها الثانية عشرة ولم تكمل الخامسة عشرة من عمرها فيكون الحد الأدنى للعقوبة خمس عشرة سنة .
3- وإذا لم تكن المجني عليها قد أكملت الثانية عشرة من عمرها فيعد مرتكباً للجرم المنصوص عليه في الفقرة (2) من المادة (292) من هذا القانون ويعاقب بالعقوبة المنصوص عليها فيها.وفي سوريا تسقط عقوبة الزنى عن الجاني إن تزوج المجني عليها..فهل ترى مدى مخالفة قانون الوضع لقانون السماء؟
قلتُ للقالي:سيدنا هل لي بين يديكم ببسطة؟قال ابسط وأوجز ؛
قلت له:كل قانون شُرِّع راعى صاحبه مصلحته إلا قانون السماء فراعى الله فيه مصلحة البشر ,ولكن البشرَ رفضوا حكم اللهَ وتحاكموا إلى زبالة جوستنيان وغيره ,فهل ترى قضاتنا أصلح من قضاة الكنيسة الكاثولكية القديمة الذين حرّقوا العلماء بحجة مخالفتهم لقانون الكنيسة؟
قال القالي:ويحك وهل القضاة إلا أولئك الموقعين عن الله ؟
قلتُ :نعم ,قال :فلم أصبحوا هكذا ؟
قلتُ له:لأنهم آثروا العاجلةَ على الآجلة,والخز المهين على الدر الثمين فاستحقوا لعنة الله والناس أجمعين ...
وَدَعْني أذكركُ-وأنت الشاهد على العصر -ما حدث مع الامام سفيان الثوري, قال سفيان الثوري" ُطلبت في أيام المهدي فهربت فأتيت اليمن , فكنت أنزل في حي حي , وآوي إلى مسجدهم , فسرق في ذلك الحي فاتهموني , فأتوا بي معن بن زائدة , وكان قد كتب إليه في طلبي , فقيل له: إن هذا قد سرق منا , فقال: لم سرقت متاعهم؟ فقلت: ما سرقت شيئا , فقال لهم: تنحوا لأسأله , ثم أقبل علي فقال: ما اسمك؟ قلت: عبد الله بن عبد الرحمن , قال: يا عبد الله بن عبد الرحمن نشدتك بالله لما نسبت لي نسبك , قلت: أنا سفيان بن سعيد بن مسروق , قال: الثوري؟ قلت: الثوري , قال: أنت بغية أمير المؤمنين؟ قلت: أجل , فأطرق ساعة ثم قال: ما شئت فأقم , وارحل متى شئت , فوالله لو كنت تحت قدمي ما رفعتها "..
امتطى القالي صهوة جواده وقال بعدما صوب رحمه الى صدرى وتلى قوله تعالى:(وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ) فأنتم في ضلال بان كفره...

حواري مع أبي محمدٍ القالي (10)...
العدلُ أساس الملك..
قَالَ ليَ القاليُ:رأيتُ -سيدنا الظاهري-ظاهرةً لم تعجبني ولا استسغتها ولا هي من شِيَمِ الأوليين ،.
قلتُ:وما هي يا عمي القالي؟قال :حكامكم يا سيدي لا يتجولون في الليل كما العسس ملثمين باحثين عن الفقراء والمعْوَزينَ وأصحابِ الهمومِ كما كان يفعلُ خلفاؤنا الأوائل؟ورأيتهم لا يتجولون إلا ومعهم العسس ,ويرتدون السترَ الواقية ضد الرصاص ,ومربوطين بالأمن الامريكي وجُلُ حراسهم علوج..
قلتُ له:يا سيدي أعذرهم فهمومهم الليلة كبيرة فالرومية -تسيفي -وغيرها أرهقتهم ,ناهيك انهم لا ينامون إلا بعد صلاة الفجر من التفكير في أحوال الرعية!!
قال لي:لو كان كلامك صحيحًا ما ساروا مدججين بالسلاح وحاميهم من النَفَسِ ذو الشكيمة والرماح ,فلا يصلهم باديٌ ولا حضريٌ ولا فلاّح,وكان خلفاؤنا على كبر رقعة الدولة يسيرون وما معهم سوى رجلٍ أو رجلين..
وأينَ أنتَ يا ظاهري مما رواه ابن سعدٍ في الطبقات 3:222 قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: أخبرنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا حميد عن أنس بن مالك أن الهرمزان رأى عمر بن الخطاب مضطجعا في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: هذا والله الملك الهنيء.
وفي هذا يقول الشاعر حافظ إبراهيم:
وَرَاعَ صَاحِبَ كِسْرَى أَنْ رَأَى عُمَراً = بَيْنَ الرَّعِيَّـةِ عُطْـلاً وَهْـوَ رَاعِيْهَا
وَعَـهْدُهُ بِمُلُـوكِ الفُرْسِ أَنَّ لَهَـا = سُوْراً مِنْ الجُنْدِ وَالحُرَّاسِ يَحْمِيْـهَا
رَآهُ مُسْتَغْـرِقـاً فِي نَوْمِهِ فَـرَأَى =فِيْـهِ الجَلاَلَةَ فِـي أَسْمَى مَعَانِيْـهَا
فَوْقَ الثَّرَى تَحْتَ ظِلِّ الدَّوْحِ مُشْتَمِلاً= بِبُرْدَةٍ كَـادَ طُـوْلِ العَهْدِ يُبْلِيْهَا
فَهَـانَ فِي عَيْنِهِ مَا كَانَ يُكْبِـرُهُ = مِـنَ الأَكَاسِرَ وَالدُّنْيَـا بِأيْدِيْـهَا
وَقَـالَ قَـوْلَةَ حَقٍّ أَصْبَحَتْ مَثَلاً = وَأَصْبَحَ الجِيْلُ بَعْدَ الجِيْلِ يَرْوِيْـهَا
أَمِنْتَ لَمَّا أَقَمْتَ العَـدْلَ بَيْنَهُمُو = فَنِمْتَ نَوْمَ قَرِيْرِ العَيْـنِ هَانِيْـهَا
فقلتُ له:يا عمنا القالي:دعهم يستترون عن الرعية فلا الرجال كأصحاب عمر ورعًا وتقىً ,ولا النفوس صارت كبيرةً عن الضغائن ...
لكن فاتك يا عمنا أن حكامنا نهبوا ثرواتنا وقوتَ أطفالنا ,بل وقوتَ حيواناتنا ..
فقال لي:ويحك وكيف ذلكم ؟
قلت له:نهبوها ووضعوها باسمائهم وأولادهم في بلاد الغرب,واولادهم ونسائهم وحاشيتهم ترفلُ بالنعيم ,فصار المجتمع فقيرًا معدمًا لايلوي الرجلُ إلا على قوتِ عياله ,فَهَمّه اللقمة ,ووكده طوال النهار تأمين متطلبات حياته الضرورية بقسوة ,صارت العوائل تصيبها الغوائل فلا تجد لها من دون الله كاشفة,وأصبح الكريمُ ذليلًا ,والعالم يبيع كتبه بل وثوبه ليعيش يومه لا غده ,ينظر في محفظته ( إذ كان لديه محفظة ) فلا يجد فيها ما يسد الرمق ، وإذا كان لديه ولدان أو أولاد وجاء رمضان أو العيد فالويل والثبور وحلت عليه عظائم الأمور ، فلا مال يسكت به هؤلاء الأفواه الأرانب ، ولا لديه جاه وسلطان من خلالهما يأتيه المال فينفقه آناء الليل وأطراف النهار ، فإلى أين المفر ؟
قالَ : ويْحَكُم ويْحَكُم...لم يكن هذا والله في القرون الاولى يوم كان الدرهم والدينار عزيزًا كالكبريت الأحمر..
قلت له :يا عمنا القالي :ما أسرع نساينك!! أنسيتَ ما في البخاري في قصة مقتل أبي حفص عمر بن الخطاب وهو يقول لولده عبد الله بن عمر:
يا عبد الله بن عمر، انظر ما علي من الدين، فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفا أو نحوه، قال: إن وفى له، مال آل عمر فأده من أموالهم، وإلا فسل في بني عدي بن كعب، فإن لم تف أموالهم فسل في قريش، ولا تعدهم إلى غيرهم، فأد عني هذا المال .قال القالي وهو يمتطي صهوة جواده :{فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا} ....انتظروا زوال النعمة عنكم كما زالت عن شقيقتكم سوريا فإني معكم من المنتظرين..

حواري مع أبي محمدٍ القالي (11)...
شركُ القصورِ شركٌ غير منظور..
قال لي أبو محمد القالي:أين تغيّبتَ عني يارجل طيلة الأيام الأربعة الماضية ؟فقد استفقدتكَ في عيونِ الناس فلم أجدكَ ,وحاولتُ الاتصالَ بكَ لكن ما عثرتُ عليكَ؟
قلتُ له:لا عليكَ يا عماه فقد تورمتْ قدمي حتى صارت اثنتين وتعلم ما حلَ بعيني ,فهي تعاندني ,أريدُ لها العماءَ وهي تتمسكُ بالبصر !!
قال :سلامتك ..لكن مالي قد رأيتُ عندكم شيئًا سيئًا لم أره عندنا ولا عرفناه في مجتمعاتنا؟
قلتُ:وهو يا عمنا القالي ؟قال:رأيتُ علمائَكم يكثرونُ من الكلامِ على شركِ القبورِ وقد رأيتُ رسائل شتى تُحرّم دعاء القبور والاستنجادَ بالمقبور ,وقد أفردوا في مصنفاتهم الكثيرة لهذا الباب الشيئ الكثير..
قلتُ:وما وجه إنكارك عليهم؟
قال:يا ظاهري :ألم نعلمكَ أن الشركَ انواع كثيرة ,ومنها شرك التشريع أليس كذلك ؟
قلتُ :بلى يا مولانا كلامُكَ دُررٌ وتنطق بالحق المبين لكن الأمرَ أكبرُ وأوسع مما تتصور..
قال :وكيف ذاك تربت يداك؟
قلتُ :يا عمي قديمًا كان حكامنا يتوافد على بلاطه سفراء الغرب طائعين منصاعين يطلبون الودَّ منه ,بل بعضهم كان يرسلُ ولده ليتعلمَ من المسلمين كل العلوم ,وكانت ممالكهم متناحرة وكنا ننصر بعضهم على بعض بشروط منها أنهم يحكمون باسمنا ,وألا يقطعوا أمرًا إلا حتى يرجعوا به إلينا ,ويدفعوا لنا الجزية عند يدٍ والصَغارُ يلفهم ,..
قال القالي:واليوم ماذا تغيّر عليكم يا ولدي؟
قلتُ :يا عماه انقلب الأمر الآن,صرنا نحجُ زرافات ووحدانا إلى البيت الأبيض والأحمر والأصفر صاغرين أذلة بين يدي هؤلاء ,أخذنا منهم مدونة جوستنيان وزبالة جون لوك توماس هوبز وإدوارد كوك، والفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو وغيرهم وتركنا القران والسنة خلفنا ظهريا ...
قال ويحك يا ظاهري ,وأين علمائكم عن مثل هذا ؟بل كيف يسكتون عن هذه المسائل فتندموا ندم الكُسَعِي ؟
قلت له :يا سيدي علماؤنا مُنْصِلوا الأسنة أمام حكامنا ,نعاجٌ له ثغاء ,كبيرهم مسياعٌ مرياعٌ,يرونَ الدعاةَ الذين يريدون إعادة أحكام الشرع خوارجَ ُشراة,وحكامنا مسلمين هداة ,لا ينقصهم إلا تسليم جبرائيل عليهم صبح مساء ...
يا سيدي:علماؤنا أشبعوا شركَ القبور بحثًا حتى قبرنا معه كل استغاثة بهم وتركوا شركَ القصورِ حتى شَرّعَ لنا أصحابها دينًا جديدًا....

حواري مع أبي محمدٍ القالي (12)
الذهب الأسود والاحمر والفقر المدقع..
قال لي أبو محمد:يا ظاهري في بلادكم ذهبٌ أسودٌ وأحمرٌ وكل الألوان أليس كذلك؟
قلتُ:بلى يا عمي القالي ؛ قال:فما بالُ الفقرِ والبؤس والحرمان لونه واحد عندكم.؟ومابالُ المشردين والأرامل والثكالى أجنزهم الحرمان ,وتشردوا في الجبال والسهول والوديان ؟ومالهم حنّوا لشيئ من هدوء حنين الثكالى أوجعتها الْجَنَائِز؟
ومالهم توّهلوا لقيمة عيش في حاويات القُمامة ضربتهم السَّوافعُ ؟بل لا يملكون تالدًا ولا طارفًا ,بل لا يملكون على خوانهم شيئًا من القميم ,بل يشتمون القَنَمَة يحسبونها بُنة طيبة...
قلت :يا عمي القالي :ومن ذا الذي يسمع لكَ قولاً؟أراك نسيتَ -وأنتَ نسّاءٌ- أن الأمر بيد حكامٍ باعوا الديانة وجائوا بالدياثة,فلاجود محمد صلى الله عليه وسلم .ولا عدل أبي بكر والعمرين ولا حرارة المعتصم ,فمن أين سيرفقون بالمسلمين ,؟بل الاموال يستصفيها الرومي على شكل جزية ندفعها عن يدٍ ونحن صاغرون ,
يا عمنا القالي : إن عمر كان إذا استعمل عاملا كتب له، واشترط عليه أن لا يركب برذونا، ولا يأكل نقيا، ولا يلبس رقيقا، ولا يغلق بابه دون ذوي الحاجات، فإن فعل فقد حلت عليه العقوبة.
فكيف حينما يرى حكامنا وقد بددوا ثرواتنا وجوّعونا وعرّونا من ثيابنا وكشفوا استنا للرومي ,وركّبوا الرومي ظهورنا ,واستبدلوا المسلمين بغيرهم ,أدنوا اليهود والنصارى ونصّروا المسلمين بالجوع والقلة والذلة...
يا عمي القالي:ألم تسمع عمر يقول: لا يحل لعمر من مال الله إلا حلتين: حلة للشتاء وحلة للصيف، وما حج به واعتمر، وقوت أهلي كرجل من قريش ليس بأغناهم، ثم أنا رجل من المسلمين.
فإن المليارات في سويسرا وأمريكا وروسيا تتكدس وجثث المسلمين من الجوع تتفسخ ,واولاد المسؤلين على رقابنا تتربع وتسمع من هنا وهنا -عامل الوطن-وكأن إبن الفقير محكومٌ عليه ان يبقى قَمّامًّا لهؤلاء؟
امتطى القالي صهوة جواده وقال بعدما ركز الرمح في جبهتي:فقط يا ولدي تحسسوا النساء ففي زماننا تموت الحرة ولا تأكل بثديها ,ولعل نساؤكم ولدت بلا ثدي يحجمه ولدها...

حواري مع أبي محمدٍ القالي (13)
التعليم والتعالم وسرقة التراث
قال لي عمي القالي:يا ظاهري ماهذه الفوضى العلمية التي تلفُ مدارسكم وجامعاتكم ومعاهدكم فضلاً عن مكاتب الزور المسماة -مكاتب تحقيق التراث-؟
قلتُ:يا عم القالي :ما أسرع ما تنسى ؛ ولا تذكر كيفَ كنتَ تدّرس في جامع قرطبة وتلقي اماليك على طلابك ,ألم يصبح أحدُ طلابك حاكم الأندلس كلها =المنصور بن أبي عامر وقد نصر الخليفة عليك يوم مفاضلة المغاربة على المشارقة فسكتَ وقلت له:نعم التلميذ يا محمد؟
قال ويحك وبمَ اختلف العلم عندنا وعندكم ؟
قلت له:كنتم تعلّمون في الجامع وهو مذكر فاخرج فحولاً تقطرُ انوفها علمًا وعزًا وقوةً في وجه ولاة الخمر أم نسيتَ الفقيه الهوازني؟والجامعات اخرجت لنا أناث العلم وضغابيسه صيادنَ الحركات همهم صيد الجميلات لا فوائد المعضلات وحلها..
قال:الله اكبر وماذا بعد ؟قلتُ:هلاّ أعفيتني سيدي ؟
قال:لا والله وإلا أدخلتُ رمحي صدركَ..
قلتُ :ياعم رئيس الجامعة أد حاملٌ لهما وهو خلوٌ منهما ,يترقى على أبحاث تُكتب له من بعض النابهين النابغين ,ورئيس القسم يسرقُ جهد طلابه بحجة له عشرون في المئة من انتاج طلبته..مشرفوا الموسوعات ممن يترأسون منظمات إسلامية كبيرة شهدتهم وهم يفتحون مكاتبَ تُدار بأسمائهم برواتب مخزية ,فالخزي والتعب والبحث للفقير والكتاب والجاه للغني الشيخ!!! النحرير..
قال القالي:ويحك والله أن نساخنا كانوا لا يفعلونها بل منهم من إن تأمنه على خمس مخطوطات فتتفق معه ينسخها عشرة لا يستبقي له واحدة...
قلت له:سيدي هنا عندنا العلم أصبح تعالمًا ,والجامعات مراكز أمنية تفك الشغب ومراكز البحث مكاتب لصوص وهاكَ هذا النص لواحد لص ادعى أن أم المؤمنين في خلقها شيئ -حاشاها من ذلك-متوهما صحة هذه الرواية وهو يدعي انه من أساطين العلم!!!
قال الإمام ابن أبي شيبة في مصنفه
....22351 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ عِمْرَانَ، رَجُلٍ مِنْ زَيْدِ اللَّهِ عَنِ امْرَأَةٍ مِنْهُمْ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا شَوَّفَتْ جَارِيَةً وَطَافَتْ بِهَا وَقَالَتْ: «لَعَلَّنَا نُصِيبُ بِهَا بَعْضَ شَبَابِ قُرَيْشٍ»
قلت الظاهري:وهذه الرواية معلولة ,ومتنها موهم ..
فأما سندها :فهو منقطع من جهة,وفيه مجهول من جهة أخرى.
أما الانقطاع فإن العلاء بن عبد الكريم اليامى ، أبا عون الكوفى لم يسمع من عمار بن عمران ,ولا يُعرف للعلاء شيخ بهذا الاسم...
أما عمران فذكره ابن حجر في اللسان 6:47 فقال ذكره البخاري في الضعفاء.
والثالثة:المرأة التي حدثت عن عائشة مجهولة لا تعرف..
أما المتن:فلا يتبادر للذهن من أن السيدة المبجلة عائشة جمّلت المرأة لشيء ما قد يتبادر للذهن ,فحشاها من ذلك ..والمعنى المتبادر من هذا المتن المنكر أنها جمّلتها وزيّنتها لبيعها ,فالشباب تتولع بشراء جارية جميلة ,والتشوّف هنا التزين قال
الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: شُيِّفَتِ الْجَارِيَةُ شَوْفًا إِذَا زُيِّنَتْ , وَتَشَوَّفَتِ الْجَارِيَةُ إِذَا تَزَيَّنَتْ , وَأَنْشَدَنَا:
[البحر الرجز]
حَتَّى إِذَا مَا جِلْدُهُ تَجَفَّفَا ... وَشَافَهُ الْإِضْحَاءُ أَوْ تَشَوَّفَا..
وقد رواه ابن ابي شيبة في موطن آخر باب:فِي تَزْيِينِ السِّلْعَةِ....
قال القالي :ويحكم ويحكم حتى انهارت حضارتكم في ثنايا علمكم...
وامتطى صهوة جواده ومضى وهم يمص شفتيه ويقبض بأنيابه عليها حسرة وألمًا...
حواري مع أبي محمدٍ القالي (14)..
اللغة العربية بين الفصيح والقبيح..
قال لي عمي القالي:يا ظاهري ؛مالي أرى هذه الُلكْنَةَ شائعة ذائعة بين طلابكم ومعلميكم وكأنهم قومٌ قدموا من غابات الامازون ومجاهيل الصحراء؟فلا يملكون فصيح الكلام ,ولا يستخدمون إلا لغة العوام ,او خليطًا من كلامٍ عربيٍ على أعجمي؟وكنا نقول قديماً: فإذا علم الكلام لهج بالتسبيح، ولم ينطق لسانه بالقبيح، ثم تراه يقوم كالنصيح، ويدعو إلى الخير بلسان فصيح.
قلتُ له:يا عمنا إنما يُعلمُنا رَجُلٌ مُحَافِرٌ ,لا يعرف المحابر ولا الدفاتر ,ولا سمعَ مرةً بالمحاضر(1)جُلُ عنايته ومنتهى غايته -الآجرّومية-يُحرفها عن مواطنها فصارت آجُرّ لا روح فيها وأصبحت كالضَّرَع بعدما كانت فرعًا,لا يعرف البديع ويظنه شيئًا من الربيع ,ولا له علاقة بالجُناس وظنه اكلةً مما يأكله الناس ,..
قال :ويحك يا ظاهري :ألا تقرأون الامالي والمقامات وفقه اللغة ,وصبح الأعشى ,واللسان ؟
قلتُ له بعدما ضحكتُ حتى دمعت عيناي :نقرأ يا سيدي ,كيف لا نقرأ فلدينا كتب كبيرة فاقت ما كتبتموه جدًا ؛!!
قال:هاتها وشنف أذني بسماعها لله دركم وعلى الله أجركم..
قلت له:تعلم الطبخ في يومين ,الشيف رمزي واكلاته الرائعة ,المخضرم في ما تفعله نانسي عجرم ,وأنيس الفقهاء فيما تكلمت به هيفاء ,
قال لي :وهل هيفاء ونانسي لهم صالونات أدبيه كوّلادة بنت المستكفي حينما كان يؤم مجلسها ابن زيدون وابن عبدوس وغيرهم؟
قلت نعم:مجلسٌ رائقٌ ليس له مثيل في أدبياتكم ولا مجالسكم ولا أسواقكم كعكاظ وذي المجاز!!
قال وقد اخذته النشوة:الله الله الله ..هات أيها القطلوبغا اسمعني..
قلتُ له:في أماليك-يا نسّاءُ-كيف أوردتَ حديث مصاد بن مذعور، وخروجه فِي طلب الذود؟
قال أوردته هكذا:كان مصاد بن مذعور القينى، رئيسا قد أخذ مرباع قومه دهرا، وكان ذا مال فند ذود من أذوادٍ له فحرج فِي بغائها، قَالَ: فإنى لفى طلبها إذ هبطت وادياً شجيراً كثيف الظلال وقد تفسخت أينا،فأنخت راحلتي فِي ظل شجرة، وحططت رحلى، ورسغت بعيرى، واضطجعت فِي بردى، فإذا أربع جوار كأنهن اللآلئ يرعين بهما لهن، فلما خالطت عينى السنة أقبلن حتى جلسن قريبا منى، وفى كف كل واحدة منهن حصيات تقلبهن....الخ
قلت له:عندنا احسن مما وصفتَ منها :بوس الواو خلي الواو أح- على البحر الزحاف الرّعاف-وشخبط شخبيط ولخبط لخبيط مسك القلم ورسم الحيط-على البحر البسيط -جالب الضغط والسكري ..
قال :ما سمعتُ هذا العيَ إلا منكَ ...
قلت له:فما بالك بالجامعي سيدي الذي لحنه أكثر من لحمه الذي اكتنزه ,ومعلمه لا يقيم أودَ لسانه المعوَجَ ,فإن نطقَ كأنك تسمعُ نبيب التُّيُوس, أو تسمع بَعِيرًا لَهُ رُغاءٌ أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ أَوْ شَاةً تَيْعَرُ...
ركب القالي صهوة جواده وركز رمحه في صدري وقال:ضغابيس كنتم وستبقون, فلا انتم نبتم في منبت صدق، وفي أكرم المنابت، ، ولا اخرجتم نباتاً حسناً،فالنخلة تلد لينةً ولكنكم أنجبتم بقلاً وقديما قلنا: ومن ثبت نبت....

حواري مع أبي محمدٍ القالي(15)
حكومات الوطن ورجالها الاوروبيون...
قال لي أبو محمد القالي :يا ظاهري مالي أراكم مرتهني الإرادة والقرار ,مسلوبي الشخصية والكرامة والاستقرار,ليس بيدكم حيلة ولا أنتم في مصاف الشعوب التي تنعم برفاهية ولا حرية ,كبيركم في بيوت الإيواء, وعالمكم في السجن يُجمع عليه القيد وذل الإيذاء,شبابكم في ضياع والكل من الحالة مُلتاع ,حينما ثرتم على الفساد استنجد الفاسدون بالرومي فجمع عليكم قتل شبانكم وتأمير فاسدٍ ولكن بدم جديد ,فسكتم سكوت العبيد ,وكلكم جرى خلف اللقمة ووكذه وعقله كيف يسلم من هذه الغمة , فُقَهَاؤُكُمْ-مَمَاسحُ البلاطِ-سكتوا سكوت المداهنين وهم مرجئة خائنون ,,
قلتُ له:يا عمنا القالي :ما أسرعَ نسيناكَ ؛قال :وكيف لا عدمناك ؟
قلتُ له:والينا أدامَ الله والينا ..رآنا غنمًا فحدّ لنا السكاكينا...
أينَ أنتَ من المعتضد لما عيّن وزيرًا قشاليًا هو-سبستيان -فماذا صنعت العامة والفقهاء ؟ألم يراجعوا اولا ثم يهددوا ثانية حتى قال الهوازني للمعتضد :اعتدل أو اعتزل ؟وأنتَ شهدت هذا يا قالي أليس كذلك؟
قال القالي:بلى وربي هو ذا ..
قلت له:وأين أنت من العز بن عبد السلام سلطان العلماء لا العملاء كيف فعل مع الملك الصالح أيوب الذي وقع صلحا مخزيًامع الصليبيين وسمح لهم بدخول دمشق .
وهو الذي باع سلاطين مصر في سوق النخاسة مع خيولهم المُطهمة سواء بسواء,وهو الذي قال مقولته المشهورة:استحضرت هيبة الله فصار السلطان أمامي كالقط.
قلت له:وأزيدكم من الشعر معلقةً ,حكامنا نوابٌ للرومي ,بلادنا مرتهنة بأمره ,نحكم باسمه ,نجبي له الجزية عن يدٍ ونحن صاغرون ,يحاربنا الرومي بمالنا ويستصفيها وحكامنا يضحكون له ...
قال القالي:أليس فيكم عزًا مثل العز ,ولا مباركًا كعبد الله ابن المبارك ,ولا حنبليًا كأحمد ؟قلت له:بلى ولكنهم قابعون في السجون أو مطاردون في بلاد الله أو مضيّق عليهم حتى حُبسوا في بيوتهم ...
ولكنك نَسّاءٌ يا قالي :وهؤلاء أيضًا ما بلغوا مبلغ ابن المبارك وهو يهزُ ابن علية -ومن ابن عُلية في الدنيا ؟يقول له لما ولي صدقات البصرة هارون :
يا جاعلَ العِلم له بَازِيًا ... يصطادُ أموالَ المساكينِ
احْتَلْتَ لِلدُّنيا ولَذّاتِها ... بحِيلَةٍ تَذْهَبُ بالدِّين
فَصِرَت مجنونا بها بعد ما ... كُنتَ دواءً للمجانينِ
أين رِواياتُك في سَرْدِها ... عن ابنِ عونٍ وابنِ سِيرين
أين رواياتك فيما مضى ... في ترك أبواب السّلاطين
إنّ قلتَ أُكْرِهْتُ فماذا كذا ... زلّ حِمارُ العلمِ في الطِّينِ
فكم من حمارٍ يحملُ علمًا عندنا يا سيدي زل في الطين؟
وأزيدكم شيئًا :قامت حكومتي فرفعت عقوبة المفطر في شهر رمضان المبارك من الى الحبس شهر ودفع 50 دينار بعد إن كانت العقوبة شهر ودفع 15 دينارا.
فليس همها رمضان ولا رب رمضان ولكن همها إفراغ جيوب الغلبان حتى لا يجد لقمة في رمضان ..
امتطى القالي صهوة جواده وقال:لن يصلحَ لكم حال حتى يتولاكم من يرفع عقيرته بوجه كل شيطان يقف لكم صراطَ الله المستقيم....
رد مع اقتباس
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك