العدم
الحمد لله الذي لا إله إلا هو ربي الأعلى الذي لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير الذي وسع كرسيه السماوات و الأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم الخالق البديع البارئ المصور الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
اللهم يا ذا الجلال والإكرام يا واحدا أحد يا فرد يا صمد يا من لم تلد ويا من لم تولد آتني من لدنك حكما وعلما واجعلني من المحسنين
اللهم لا تفتني في ديني وفي عقلي وفي أهلي وفي حالي وفي ولدي وألحقني بحبيبي ونبيي وقرة عيني محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه ومن تبعهم من الصالحين يوم الدين
بداية الشر
إن من الثوابت في العلوم الفيزيائية و الكيميائية التي درسناها وندرسها لنشئنا ولبنات أمتنا قانون حفظ المادة و الطاقة [أ] بصورة عامة مطلقة هذا القانون ما وضعه إلا دهاقنة الملاحدة ومن ورائهم إبليس بإطار علمي ممنهج لسلب العقول ووضعها في دوامة الشك من وجود إله ومن تثبيت نظرية أزلية المادة وقدمها وأن المادة لا تأتي إلا من مادة مثلها فقط فما أريد به إلا هدم الدين وهدم فكرة الخالق البديع الفاطر المصور الواحد القهار الديان .
تضيق أفق
بعد أن أضل الشيطان حزبه من الماديين الملاحدة الذين نسبوا أنفسهم للعلم وهو منهم براء وزين لهم أعمالهم حصروا ملك الله عز وجل فيما استطاعوا أن يدركوه بوسائلهم الحسية فكانت نظرتهم للخالق معدومة [ب] و للخلق محدودة بقدر ما أدركوه بل حاولوا أن يوسعوا مدراكهم قليلا فعمدوا إلى مخيلاتهم فما استطاعوا [ج] وكأني بعقولهم أراها مردومة بردم كردم قوم يأجوج ومأجوج
· {فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً }الكهف97
بل وربي إن ردم يأجوج ومأجوج لا يقارن مع ما أحاطوا به قلوبهم ووسائل تفقهم من ترابيس وأبواب مغلقة [د]
· {أُولَـئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }النحل108
فكان
· {ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى }النجم30
ما بين أعينهم وأعيننا
فما استطاعوا بجهدهم أن يحصلوه كان علما مبتورا ناقصا فهذه هي العلة في الأصل وهذه هي القضية حرب بين الله عز وجل و حزبه وبين الشيطان لعنه الله وحزبه مع تفاوات في النظرة إلى الخلق والخالق وملكوت الله عز وجل
· {... وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة217
· {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ{14} لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ{15}الحجر
هم لا يؤمنون إلا بالذي أدركوه وهذا قد يجانب الصواب وقد يجانب الخطأ لأن ملكاتهم الحسية ناقصة ومحدودة وهي لا تستطيع الإحاطة بعلم الله عز وجل وملكوته [ه] ونحن نؤمن بالذي علمنا الله الواحد القهار به ومنه ما ندركه ومنه ما لا ندركه .
فكونهم يتكون من قبة سماوية قد يصل طولها من 15 - 20 مليار سنة ضوئية [و] تحتوي على الكواكب والنجوم والنيازك والشهب وأشكال أخرى من المادة و الطاقة تتجمع في وحدات تسمى مجرات التي تعد وحدات البناء الكوني وكوننا يتكون من سبع قبب سماوية متراكبة على بعضها منها التي أدركوها بحواسهم وهي الأولى والدنيا والأصغر وما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة في فلاة وما الكرسي في العرش العظيم إلا كحلقة في فلاة وما نعلم ما العرش العظيم من ملك الله عز وجل شيء .
فاعقل وتدبر واسمع وأطع وآمن بما جاء به الوحي فعلم الأخبار مليء بالدرر والأسرار وفيه ما لا ترده أو تدركه الأسماع و الأبصار [ز]
فسبحان الذي له يسبح ما في السموات و ما في الأرض ومن فوقهن إجلالا وتعظيما .
الأزلية و الأبدية بين المخلوق والخالق
الأزلية و الأبدية الإلهية تختلف عن الأزلية و الأبدية للمخلوقات فالله عز وجل الأول بلا بداية والآخر بلا نهاية على كل مخلوقاته وفي ملكه وملكوته الذي لا يعلمه إلا هو بلا مكان أو زمان
بينما المخلوق يكون أزليا وأبديا بالنسبة لمخلوقات أخرى في مكان و زمان خاص به أي في ملك جزئي من ملك الله عز وجل كخلود أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار
العدم بين الوجود وعدم الوجود
سأتناول بإيجاز مفهوم العدم وسأتكلم عنه قدر ما أمكن بلغة بسيطة بعيدة عن لغة الفلاسفة والملاحدة
إن ما نؤمن به وندين ما جاءت به مصادر تشريعنا الحنيف
أن الله عز وجل الأول ليس قبله شيء وأنه تعالى جل جلاله في علاه كان ولم يكن معه شيء سواه
1- {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }الحديد3
2- "عن عمران بن حصين قال: إني كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء قوم من بني تميم فقال: «اقبلوا البشرى يا بني تميم» قالوا: بشرتنا فأعطنا فدخل ناس من أهل اليمن فقال: «اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم» . قالوا: قبلنا جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان؟ قال: «كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السماوات والأرض وكتب في الذكر كل شيء» ثم أتاني رجل فقال: يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت فانطلقت أطلبها وايم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم. رواه البخاري – صحيح
وفي روايةٍ : لم يَكُنْ شيءٌ معه ، وفي روايةٍ غَيْرَه [ح]
3- "وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه: «اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب كل شيء فالق الحب والنوى منزل التوراة والإنجيل والقرآن أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عني الدين واغنني من الفقر» . رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه ورواه مسلم مع اختلاف يسير " [ط]
من هذه القاعدة الإيمانية العريضة نخط الخطوط العريضة للمنهاج الذي نسير عليه ومنها
نوعي العدم
n ومن هذا المنطق نستيقن أن كل الخلق ( مادة وطاقة ومكان وزمان ) أستحدث من العدم بأمر الله عز وجل وبكلمته وإرادته .
- {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }يس82 ... الشيء قد يكون موجودا في ملك الله عز وجل وقد لا يكون موجودا في ملكه عز وجل ( عدم ) فإرادة الله عز وجل وأمره وكلمته هنا تقع على مخلوق موجود وعلى العدم بأن يكون كما أراد الله أن يكون .
- {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }النحل40 ... الشيء هنا موجودا في ملك الله عز وجل فإرادة الله عز وجل وأمره وكلمته تقع على مخلوق موجود بأن يكون كما أراد الله أن يكون .
فالآيتان السابقتان تشيران إلى كيفية بدء وجود الأشياء في ملك الله عز وجل بأمره وإرادته وكلمته
فإما يكون الأمر و الإرادة والكلمة ل
1- عدم فكان ( الخلق الأول ) – من لا شيء سابق له , فالخلق الأول كان عدما لعدم وجود مكوناته ويسمى العدم بعدم الوجود لعدم وجود المخلوق أو مكوناته كالقلم و العرش ... والله تعالى أعلم [ي]
أو يكون ل
2- مخلوق من عدم أو مخلوق من خَلْقٍ خُلِقَ بعد العدم ( موجود ) - من شيء سابق له - (خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ) , فالخلق كان عدما لعدم وجوده مع أن مكوناته موجودة ويسمى العدم عدم الخلق والتكوين لوجود المكونات وعدم وجود المخلوق كالإنسان والسموات و الأرض
ومنه يكون العدم إما
1- عدم الوجود ( عدم مطلق ) : عدم وجود المخلوق أو مكوناته
2- عدم الخلق والتكوين ( عدم مقيد ) : عدم وجود المخلوق ووجود مكوناته
أسئلة وإجابات
n ما هو العدم المطلق ؟
المادة والطاقة والمكان و الزمان فيه يساوي صفرا كميا ( لا شيء ) [ك]
فأصل الكون والمخلوقات ليست بجعبة العلماء ولا بأذهانهم أو تصوراتهم لأنهم لا يبنون علمهم إلا على ما هو موجود وجميع الموجودات خلقت قبل فترة زمنية محدودة , أي بعد خلق المادة من العدم واستحداثها أما ما قبلها فعلمه عند الله عز وجل ليس بأيديهم ....
فأصل الكون العدم ( نقطة الصفر = اللاشيء ) وليس نقطة الفريدة عالية الكثافة والجاذبية ( المادة و الطاقة ) وصغيرة في مقدار الزمان و المكان إلى ما يقارب الصفر... فالفريدة في عقولهم مازالت ترزح تحت نير فكرة اللا إله فهي مبنية ومصاغة على أساس أن الخلق مخلوق من مادة أزلية فبنوا علمهم على باطل فستكون حتما نتائجهم باطلة .
· {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ }يس36
ومما لا نعلم كنهه وأسراره , العدم الذي علمه وأسراره بيد الله عز وجل العليم الحكيم
· {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }الإسراء85
فإذا كان الموجود " الروح "من أمر الله عز وجل وعلمه فما بالك بمن لا وجود له وخرج منه وجود وهو " العدم " ؟!
n هل كان العدم موجودا مع الله عز وجل منذ الأزل والقدم بما أن الله كان ولا شيء معه (والعدم هو اللا شيء ) ؟
السؤال فيه خطأ وعوار وهو :
إذ كيف يكون عدما وموجودا في آن فإن ( هذا لعمرك في القياس عجيب )
وما زال الذي يطرح مثل هذه الأسئلة كأنه وضع على عينيه وأذنيه وقلبه البراقع
{وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً }الإسراء46
ونتناسى أنه تعالى عز وجل في ملكوته لا يقاس أو يقارن بأي شيء في ملكوته أو نستطيع إحاطة أسرار جلاله وعظمته بما نملك من حواس وقدرات
{ ... لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الشورى11
.... وعلى فرض إذا كان العدم موجودا بحيث أننا لا ندركه بقدراتنا وملكاتنا الحسية المحدودة - فرضا ساقطا - منذ الأزل مع الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فهذا يلزمنا أمرين كلاهما أقبح من الآخر
- إما أن العدم إله وشريك مع الله عز وجل
· {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ }الأنبياء22
· {قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }ص65
· {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ }محمد19
- وإما أن الله عز وجل له أكثر من جوهر و حال في شأنه - ككفر بعض طوائف النصارى وشركهم بالله الواحد الأحد بأن الله عز وجل يمكن أن يكون أبا ويمكن أن يكون ابنا ويمكن أن يكون الروح القدس وكلهم جواهر لجوهر واحد هو الله وحده – تبارك الله عز وجل وتنزه عما يصفون علوا كبيرا
· قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{1} اللَّهُ الصَّمَدُ{2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ{3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ{4}الإخلاص
· {قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }ص65
· {لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }الزمر4
· {يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }غافر16
n هل العدم مخلوق ولا يوجد مخلوق سابق له ؟
مفاتيح الإجابة على مثل هذه الأسئلة اثنين
- معرفة معنى العدم
- معرفة أن الله ليس كمثله شيء وهو خالق كل شيء
فلو قلنا بهذا كأنما نقول بأن العدم موجود وكل موجود شيء وهذا يناقض معناه أنه "لا شيء" , وكأنما نقول بأزلية [ل] المادة والوجود و الخلق و نثبت مبدأ السببية بالشكل المطلق [م] حيث أن لكل سب مسبب و بتسلسل الخلق المادي وتطوره منذ الأزل إلى الأبد بخط مستقيم سرمدي [ن] و هذا يلزمنا بالقول
· بقدم الخلق مع الخالق وأن الخلق يخلق خلقا من ذاته
{...ِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }الأعراف54
· وعجز الخالق عن إيجاد وخلق مخلوق من العدم وتعطيل القدرة الإلهية
- {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }يس82
- {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ }يس81
- {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }الأحقاف33
- {ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }الأنعام102
- {قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }الرعد16
- {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }الزمر62
- {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ }غافر62
· وأن الله عز وجل لم يكن الأول وأنه كان مع الله عز وجل العدم أو من سبق العدم و الذي يتنافى مع القاعدة التي بدأنا بها
(أن الله عز وجل الأول ليس قبله شيء وأنه تعالى جل جلاله في علاه كان ولم يكن معه شيء سواه )
وهذه النقطة من النقاط الجوهرية التي تميز الموحدين عن الملاحدة الماديين والتي تثار حولها اللغط والجدال فنحن وإياهم نتفق على أن العدم هو اللاشيء وهو غير موجود في الحقيقة وعلى الواقع ولكنهم يريدون أن يصلوا بهذا التصور إلى أن جميع الموجودات أزلية مادية والطبيعة تشكلها كيفما شاءت وأنها لم تستحدث من العدم بقدرة إلهية – هم لا يريدون أن يتكلموا عن فكرة الإله الذي أوجد جميع الأشياء في زمان ومكان معين من العدم - بينما نحن الموحدين المؤمنين بالله حقا نؤمن بأن الله عز وجل هو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد و لم يولد ولم يكن له كفوا أحد الأول لا سابق له المتفرد بكمال صفاته الذي ليس كمثله شيء وكل مخلوقاته موجودة بأمره وكلمته من العدم .
ولو أردت أن أدخل مع هؤلاء في جدل بيزنطي لقلت لهم بنفس الأسلوب الذي يتشدقون به بأسئلتهم لنا أنتم تؤمنون بالمادة الأزلية فمن أوجد هذه المادة وإلى من تردون أمركم ؟؟
الجواب ( لا جواب لأنهم يؤمنون بأزلية المادة )
أما نحن فنقول أننا نؤمن بوجود إله واحد قهار وهو الله وإليه ننتهي وإليه نرد أمرنا كله
- {وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }هود123
- {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }الأعراف54
نعم نرد أمرنا إليه جل في علاه ربي ... ولا يهمنا من قبله وما جوهره فهو أوجد الخلق كله وأوجدنا من العدم فمن لحظة وجودنا له علينا حق العبادة و السمع و الطاعة فنحن عبيده وهو مولانا
- {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56
أما هم فيردون أمرهم إلى مادة عجماء صماء لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا و لا أمرا فكيف تملكه على غيرها ... فهم لها عابدون
- {قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلَا يَضُرُّكُمْ }الأنبياء66
- {أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ }الأنبياء67
- {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }يونس104
- {قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }المائدة76
- {إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }العنكبوت17
تطور المادة وتسلسلها منذ الأزل إلى الأبد بخط مستقيم سرمدي (نظرية داروين)
ما هذا إلا إحدى صور نظرية داروين نظرية الإنتقاء والتطور- نطرية النشوء والإرتقاء [س] النظرية الإلحادية الإبليسية التي جاءت بلا طنطنة ولا صخب ولا جلبة ولا دبادب كالحية السوداء في الليلة الظلماء تنفث سمها الناقع الزعاف على الذين غطوا في نوم الجهل باسم العلم
n هل الوجود يقابل العدم وقد قال الله تعالى
{وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }الذاريات49
العدم ليس التصور والنقيض المقابل للوجود فالوجود قد يكون مدرك وقد يكون غير مدرك والقيمة الإحتمالية الرياضية كميا للموجود المدرك و الموجود الغير مدرك موجبة , ولكل موجود , موجود آخر يقابله والقيمة الإحتمالية الرياضية كميا للعدم تساوي صفرا وبالتالي لا يوجد إلا قيمة واحدة للعدم فليس له نقيض أو ما يقابله ولا يوجد إلا عدم واحد على الأكثر لكل الموجودات
n هل هناك أدلة على أن الكون مخلوق ؟
- الكون ليس متزنا حراريا
- توسع الكون في الزمان و المكان
- الطاقة غير متساوية في أجزاء الكون
نسأل الله عز وجل الهداية والسلامة والنجاة من الفتن ما ظهر منها وما بطن
ونسأله عز وجل أن لا نَضِلَ أو نُضِلْ أو نُفْتَن أو يفتن بنا فنزل في النار
ونسأله عز وجل أن يكون ما نكتب في ميزان حسناتنا وليس في ميزان سيئاتنا
ونسأله عز وجل حسن الخاتمة على أمر رسولنا صلى الله عليه وسلم
هذا و الله أعلم
--------------------------------------------------------------------------------
[أ] الصورة العامة المطلقة للقانون : المادة و الطاقة لا تفنى و لا تستحدث ولكنها تتحول من شكل لآخر أو تنتقل من مكان لآخر
الصورة المقبولة لهذا القانون : المادة و الطاقة لا تفنى ( تختفي عن الوجود ) ولا تستحدث ( تخلق من العدم ) [بفعل مخلوق لأنها من صفات الخالق] ولكنها تنتقل من مكان لآخر أو تتحول من شكل لآخر عبر الكائنات الحية والكائنات الغير حية [بتسيير وتقدير وتدبير بأمر الله عز وجل وحده] و مقدار المادة والطاقة المكتسبة أو المتحولة لجهة معينة تساوي مقدار المادة والطاقة المفقودة من جهة معينة أخرى [إلا ما استثناه الله عز وجل بتقديره وتدبيره وليس لمخلوق أمر في ذلك إلا ما شاء الله عز وجل]
[ب] لعدم إداركه بحواسهم
[ج] إذا كانت الجنة فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر , وهناك من خلق الله عز وجل من هو أعظم منها خلقا فكيف بالذي خلقها ... أعوذ بالله عز وجل من الفتنة و الخذلان
[د] ماكان الله ليهديهم إلى الإيمان والهدى بعدما كذبوا بآيات الله وبيناته التي جاءت به الرسل...و أعرضوا عن تعلم العلم الشرعي الذي هو مفتاح الهداية ... فترى من طبع الله على قلبه يجادل في آيات الله بغير سلطان مبين (الدليل المادي المحسوس على صدق الإدعاء والقول , أو وسيلة مادية محسوسة يمكن بواسطتها الوصول إلى المراد والهدف والغاية المنشودة ) غافلا عن الحق وآيته مستمسكا بالباطل وخزعبلاته
[ه] على سبيل المثال تحديد مواقع النجوم
{ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ{75} وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ{76}الواقعة
[و] السنة الضوئية : هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة شمسية علما أن سرعة الضوء في الثانية الواحدة 300000 كم
[ز] السلسلة الصحيحة - مختصرة (1/ 223)
"ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة"
[ح] مشكاة المصابيح (3/ 1588)
[ط] مشكاة المصابيح (2/ 744)
[ي] لا يوجد دليل
[ك] فالفراغ ليس بعدم لأنه له أبعاد مكانية وزمانية وإن كانت قيمة المادة و الطاقة فيه تساوي صفرا
[ل] قديمة لا أول لها
[م] مع عدم ذكر أن الله عز وجل أن مسبب الوجود و الخلق كله
[ن] الدائم الذي لا ينقطع ما لا أوّل له ولا آخر
[س] ولكننا نؤمن أننا وجميع الكائنات الحية أخوة في الأصل
{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا ... وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ }الأنبياء30
بل ومما يؤكد ذلك تشابه تركيب الشيفرة الوراثية لجميع الكائنات الحية وهذا دليل على وحدة الخلق ( الخالق واحد لجميع المخلوقات الحية من نفس الأصل والخلق كله وحدة واحدة يرتبط كل جزء منه بالجزء الآخر ارتباط العضو بالجسد ) ولكننا لا نقول بتطورها من بعضها البعض بل نقول أن كل مخلوق حي خلق لوحده بتقدير وتدبير من الله عز وجل من الماء وأن الخلق جميعه مشتركا في وحدة البنية والتركيب
{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ }الأنبياء22
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك