شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 9 > منتدى السيرة النبوية
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: مصحف وليد سمير علي سرور سورة 042 الشورى (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمود فرج عبد الجليل سورة 102 التكاثر (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمود فرج عبد الجليل سورة 101 القارعة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمود فرج عبد الجليل سورة 114 الناس (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمود فرج عبد الجليل سورة 113 الفلق (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمود فرج عبد الجليل سورة 112 الإخلاص (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمود فرج عبد الجليل سورة 111 المسد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمود فرج عبد الجليل سورة 110 النصر (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمود فرج عبد الجليل سورة 109 الكافرون (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمود فرج عبد الجليل سورة 108 الكوثر (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 03-05-2015, 11:00 PM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 38)

مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 37)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=347417

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ
فِيهَا بَعَثَ مُعَاوِيَةُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ إِلَى دِيَارِ مِصْرَ لِيَأْخُذَهَا مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ.
وَقَدْ كَانَ عَلِيٌّ ررر اسْتَنَابَ عَلَيْهَا قَيْسَ بْنَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ , وَانْتَزَعَهَا مِنْ يَدِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُذَيْفَةَ ,
وَقَدْ كَانَ أَخَذَهَا مِنَ ابْنِ أَبِي سَرْحٍ نَائِبِ عُثْمَانَ عَلَيْهَا ,
ثُمَّ إِنَّ عَلِيًّا عَزَلَ عَنْهَا قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ , وَوَلَّى عَلَيْهَا مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ كما ذكرنا
وَكَانَ قَيْسٌ كُفْئًا لِمُعَاوِيَةَ وَعَمْرٍو ,
فَلَمَّا وُلِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ , لَمْ يَكُنْ فِيهِ قُوَّةٌ تُعَادِلُ مُعَاوِيَةَ وَعَمْرًا ,
وَحِينَ عُزِلَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ عَنْهَا , رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ , ثُمَّ سَارَ إِلَى عَلِيٍّ بِالْعِرَاقِ فَكَانَ مَعَهُ.
وَكَانَ مُعَاوِيَةُ يَقُولُ : " وَاللَّهِ لَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ عِنْدَ عَلِيٍّ , أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ مُقَاتِلٍ تَكُونُ مَعَهُ بَدَلَهُ " .
فَلَمَّا فَرَغَ عَلِيٌّ مِنْ صِفِّينَ , وَبَلَغَهُ أَنَّ أَهْلَ مِصْرَ قَدِ اسْتَخَفُّوا بِمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ; لِكَوْنِهِ شَابًّا ابْنَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ سَنَةً , عَزَمَ عَلَى رَدِّ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ إِلَيْهَا , وَكَانَ عَلِيٌّ قَدْ جَعَلَهُ عَلَى شُرَطَتِهِ.
لكنه وَلَّى الْأَشْتَرَ النَّخَعِيَّ مِصْرَ - وَقَدْ كَانَ نَائِبَهُ عَلَى الْمَوْصِلِ وَنَصِيبِينَ - فَكَتَبَ إِلَيْهِ فَاسْتَقْدَمَهُ عَلَيْهِ , وَوَلَّاهُ مِصْرَ.
فَلَمَّا بَلَغَ مُعَاوِيَةَ تَوْلِيَةُ الْأَشْتَرِ النَّخَعِيِّ مِصْرَ بَدَلَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ , عَلِمَ أَنَّ الْأَشْتَرَ سَيَمْنَعُهَا مِنْهُ ; لِجُرْأَتِهِ وَشَجَاعَتِهِ ,
فَسَارَ الْأَشْتَرُ إِلَيْهَا , فَلَمَّا بَلَغَ الْقُلْزُمَ , اسْتَقْبَلَهُ الْجَايْسَارُ , وَهُوَ مُقَدَّمُ عَلِيٍّ عَلَى الْخَرَاجِ , فَقَدَّمَ إِلَيْهِ طَعَامًا , وَسَقَاهُ شَرَابًا مِنْ عَسَلٍ فَمَاتَ مِنْهُ .
فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةَ وَعَمْرًا وَأَهْلَ الشَّامِ , فَرِحُوا فَرَحًا شَدِيدًا بِمَوْتِ الْأَشْتَرِ النَّخَعِيِّ , وقَالُوا : إِنَّ لِلَّهِ جُنُودًا مِنْ عَسَلٍ .
وَلَمَّا بَلَغَ عَلِيًّا ذَلِكَ , تَأَسَّفَ عَلَى شَجَاعَتِهِ وَغَنَائِهِ , وَكَتَبَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ بِاسْتِقْرَارِهِ وَاسْتِمْرَارِهِ بِدِيَارِ مِصْرَ ,
وَلَكِنَّهُ ضَعُفَ جَأْشُهُ مَعَ مَا كَانَ فِيهِ مِنَ الْخِلَافِ عَلَيْهِ مِنَ الْعُثْمَانِيَّةِ الَّذِينَ بِبَلَدِ خِرِبْتَا ,
وَقَدْ كَانُوا اسْتَفْحَلَ أَمْرُهُمْ حِينَ انْصَرَفَ عَلِيٌّ مِنْ صِفِّينَ , وَكَانَ مِنْ أَمْرِ التَّحْكِيمِ مَا كَانَ , وَحِينَ نَكَلَ أَهْلُ الْعِرَاقِ عَنْ قِتَالِ أَهْلِ الشَّامِ مَعَهُ.
وَقَدْ كَانَ أَهْلُ الشَّامِ لَمَّا انْقَضَتِ الْحُكُومَةُ بِدُومَةِ الْجَنْدَلِ , سَلَّمُوا عَلَى مُعَاوِيَةَ بِالْخِلَافَةِ , وَقَوِيَ أَمْرُهُمْ جِدًّا.
فَعِنْدَ ذَلِكَ جَمَعَ مُعَاوِيَةُ أُمَرَاءَهُ : عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ , وَشُرَحْبِيلَ بْنَ السِّمْطِ , وَحَبِيبَ بْنَ مَسْلَمَةَ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ , وَالضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ , وَبُسْرَ بْنَ أَبِي أَرْطَاةَ , وَأَبَا الْأَعْوَرِ السُّلَمِيَّ , وَحَمْزَةَ بْنَ سِنَانٍ الْهَمْدَانِيَّ , وَغَيْرَهُمْ , فَاسْتَشَارَهُمْ فِي الْمَسِيرِ إِلَى مِصْرَ
فَاسْتَجَابُوا لَهُ , وَقَالُوا : سِرْ حَيْثُ شِئْتَ , فَنَحْنُ مَعَكَ .
وَعَيَّنَ مُعَاوِيَةُ نِيَابَتَهَا لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ إِذَا فَتَحَهَا ,
فَفَرِحَ بِذَلِكَ عَمْرٌو , ثُمَّ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ : أَرَى أَنْ تَبْعَثَ إِلَيْهِمْ رَجُلًا مَعَهُ جُنْدٌ مَأْمُونٌ , عَارِفٌ بِالْحَرْبِ , فَإِنَّ بِهَا جَمَاعَةً مِمَّنْ يُوَالِي عُثْمَانَ , فَيُسَاعِدُونَهُ عَلَى حَرْبِ مَنْ خَالَفَهُمْ ,
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : لَكِنْ أَرَى أَنْ أَبْعَثَ إِلَى شِيعَتِنَا مِمَّنْ هُنَالِكَ كِتَابًا نُعْلِمُهُمْ بِقُدُومِنَا عَلَيْهِمْ , وَنَبْعَثُ إِلَى مُخَالِفِينَا كِتَابًا نَدْعُوهُمْ فِيهِ إِلَى الصُّلْحِ .
وَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : إِنَّكَ يَا عَمْرُو رَجُلٌ بُورِكَ لَكَ فِي الْعَجَلَةِ , وَإِنِّي امْرُؤٌ بُورِكَ لِي فِي التُّؤَدَةِ .
فَقَالَ عَمْرٌو : اعْمَلْ مَا أَرَاكَ اللَّهُ , وَمَا أَرَى أَمْرَكَ وَأَمْرَهُمْ إِلَّا سَيَصِيرُ إِلَى الْحَرْبِ الْعَيَانِ .
فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ عِنْدَ ذَلِكَ مَعَ مَوْلًى لَهُ يُقَالُ لَهُ : سُبَيْعٌ , إِلَى مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ الْأَنْصَارِيِّ ررر وَإِلَى مُعَاوِيَةَ بْنَ حُدَيْجٍ السَّكُونِيِّ ررر - وَهُمَا رَئِيسَا الْعُثْمَانِيَّةِ بِبِلَادِ مِصْرَ وَكَانَا مِمَّنْ لَمْ يُبَايِعُ عَلِيًّا , وَلَمْ يَأْتَمِرْ بِأَمْرِ نُوَّابِهِ بِمِصْرَ فِي نَحْوٍ مَنْ عَشَرَةَ آلَافٍ - يُخْبِرُهُمْ بِقُدُومِ الْجَيْشِ إِلَيْهِمْ سَرِيعًا .
فَلَمَّا وَصَلَ الْكِتَابُ إِلَى مَسْلَمَةَ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ , فَرِحَا بِهِ , وَرَدَّا جَوَابَهُ بِالِاسْتِبْشَارِ وَالْمُعَاوَنَةِ وَالْمُنَاصَرَةِ لَهُ , وَلِمَنْ يَبْعَثُهُ مِنَ الْجَيْشِ .
فَعِنْدَ ذَلِكَ جَهَّزَ مُعَاوِيَةُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ فِي سِتَّةِ آلَافٍ , وَخَرَجَ مَعَهُ مُوَدِّعًا , وَأَوْصَاهُ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالرِّفْقِ وَالْمَهْلِ وَالتُّؤَدَةِ , وَأَنْ يَقْتُلَ مَنْ قَاتَلَ , وَيَعْفُوَ عَمَّنْ أَدْبَرَ , وَأَنْ يَدْعُوَ النَّاسَ إِلَى الصُّلْحِ وَالْجَمَاعَةِ , فَإِذَا أَنْتَ ظَهَرْتَ , فَلْيَكُنْ أَنْصَارُكَ آثَرَ النَّاسِ عِنْدَكَ .
فَسَارَ عَمْرٌو , فَلَمَّا دَخَلَ مِصْرَ اجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ الْعُثْمَانِيَّةُ , فَقَادَهُمْ ,
وَكَتَبَ عَمْرٌو إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ : " أَمَّا بَعْدُ , فَتَنَحَّ عَنِّي بِدَمِكَ , فَإِنِّي لَا أُحِبُّ أَنْ يُصِيبَكَ مِنِّي ظُفُرٌ ; فَإِنَّ النَّاسَ قَدِ اجْتَمَعُوا بِهَذِهِ الْبِلَادِ عَلَى خِلَافِكَ وَرَفْضِ أَمْرِكَ , وَنَدِمُوا عَلَى اتِّبَاعِكَ , فَهُمْ مُسْلِمُوكَ لَوْ قَدِ الْتَقَتْ حَلْقَتَا الْبِطَانِ , فَاخْرُجْ مِنْهَا , فَإِنِّي لَكَ لَمِنَ النَّاصِحِينَ , وَالسَّلَامُ " .
وَبَعَثَ إِلَيْهِ عَمْرٌو أَيْضًا بِكِتَابِ مُعَاوِيَةَ إِلَيْهِ : " أَمَّا بَعْدُ , فَإِنَّ غِبَّ الْبَغْيِ وَالظُّلْمِ عَظِيمُ الْوَبَالِ , وَإِنَّ سَفْكَ الدَّمِ الْحَرَامِ لَا يَسْلَمُ فَاعِلُهُ مِنَ النِّقْمَةِ فِي الدُّنْيَا , وَالتَّبِعَةِ الْمُوبِقَةِ فِي الْآخِرَةِ , وَإِنَّا لَا نَعْلَمُ أَحَدًا كَانَ أَشَدَّ خِلَافًا عَلَى عُثْمَانَ مِنْكَ حِينَ تَطْعَنُ بِمَشَاقِصِكَ بَيْنَ حُشَاشَتِهِ وَأَوْدَاجِهِ , ثُمَّ أَنْتَ تَظُنُّ أَنِّي عَنْكَ نَائِمٌ , أَوْ لِفِعْلِكَ نَاسٍ ؟ , حَتَّى تَأْتِيَ فَتَتَأَمَّرَ عَلَى بِلَادٍ أَنْتِ بِهَا جَارِي , وَجُلُّ أَهْلِهَا أَنْصَارِي , وَقَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ بِجُيُوشٍ يَتَقَرَّبُونَ إِلَى اللَّهِ بِجِهَادِكَ , وَلَنْ يُسَلِّمَكَ اللَّهُ مِنَ الْقَصَّاصِ أَيْنَمَا كُنْتَ , وَالسَّلَامُ " .
قَالَ: فَطَوَى مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْكِتَابَيْنِ , وَبَعَثَ بِهِمَا إِلَى عَلِيٍّ , وَأَعْلَمَهُ بِقُدُومِ عَمْرٍو إِلَى مِصْرَ فِي جَيْشٍ مِنْ قِبَلِ مُعَاوِيَةَ ; فَإِنْ كَانَتْ لَكَ بِأَرْضِ مِصْرَ حَاجَةٌ , فَابْعَثْ إِلَيَّ بِأَمْوَالٍ وَرِجَالٍ , وَالسَّلَامُ .
فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَلِيٌّ يَأْمُرُهُ بِالصَّبْرِ وَبِمُجَاهَدَةِ الْعَدُوِّ , وَأَنَّهُ سَيَبْعَثُ إِلَيْهِ الرِّجَالَ وَالْأَمْوَالَ , وَيَمُدُّهُ بِالْجُيُوشِ .
وَكَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ كِتَابًا فِيه جَوَابُ مَا قَالَ , وَفِيهِ غِلْظَةٌ .
وَكَذَلِكَ كَتَبَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ كِتَابًا فِيهِ كَلَامٌ غَلِيظٌ .
وَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فِي النَّاسِ , فَخَطَبَهُمْ وَحَثَّهُمْ عَلَى الْجِهَادِ وَمُنَاجَزَةِ مَنْ قَصَدَهُمْ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ .
وَتَقَدَّمَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِلَى مِصْرَ فِي جُيُوشِهِ , وَمَنْ لَحِقَ بِهِ مِنَ الْعُثْمَانِيَّةِ , وَالْجَمِيعُ فِي قَرِيبٍ مِنْ سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفًا.
وَرَكِبَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فِي قَرِيبٍ مِنْ أَلْفَيْ فَارِسٍ , وَهُمُ الَّذِينَ انْتَدَبُوا مَعَهُ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ ,
وَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْ جَيْشِهِ كِنَانَةَ بْنَ بِشْرٍ , فَجَعَلَ لَا يَلْقَى أَحَدًا مِنَ الشَّامِيِّينَ إِلَّا قَاتَلَهُمْ حَتَّى يُلْحِقَهُمْ مَغْلُوبِينَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ,
فَبَعَثَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةَ بْنَ حُدَيْجٍ , فَجَاءَهُ مِنْ وَرَائِهِ ,
وَأَقْبَلَ إِلَيْهِ الشَّامِيُّونَ حَتَّى أَحَاطُوا بِهِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ;
فَتَرَجَّلَ عِنْدَ ذَلِكَ كِنَانَةُ وَهُوَ يَقُولُ: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا} ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ,
وَتَفَرَّقَ أَصْحَابُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْهُ , وَرَجَعَ يَمْشِي , فَرَأَى خَرِبَةً فَأَوَى إِلَيْهَا ,
وَدَخَلَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فُسْطَاطَ مِصْرَ ,
وَذَهَبَ مُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ فِي طَلَبِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ , فَمَرَّ بِعُلُوجٍ فِي الطَّرِيقِ , فَقَالَ لَهُمْ : هَلْ مَرَّ بِكُمْ أَحَدٌ تَسْتَنْكِرُونَهُ ؟
قَالُوا : لَا .
فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ : إِنِّي رَأَيْتُ رَجُلًا جَالِسًا فِي هَذِهِ الْخَرِبَةِ .
فَقَالَ : هُوَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ .
فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَاسْتَخْرَجُوهُ مِنْهَا - وَقَدْ كَادَ يَمُوتُ عَطَشًا -
فَانْطَلَقَ أَخُوهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - وَكَانَ قَدْ قَدِمَ مَعَهُ إِلَى مِصْرَ - فَقَالَ : أَيُقْتَلُ أَخِي صَبْرًا ؟
فَبَعَثَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ أَنْ يَأْتِيَهُ بِمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وَلَا يَقْتُلَهُ .
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : كَلَّا وَاللَّهِ , أَيَقْتُلُونَ كِنَانَةَ بْنَ بِشْرٍ , وَأَتْرُكُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ ؟ , وَقَدْ كَانَ فِي مَنْ قَتَلَ عُثْمَانَ , وَقَدْ سَأَلَهُمْ عُثْمَانُ الْمَاءَ فَلَمْ يَسْقُوهُ ,
وَقَدْ سَأَلَهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَنْ يَسْقُوهُ شَرْبَةً مِنَ الْمَاءِ .
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : لَا سَقَانِي اللَّهُ إِنْ سَقَيْتُكَ قَطْرَةً مِنَ الْمَاءِ أَبَدًا ; إِنَّكُمْ مَنَعْتُمْ عُثْمَانَ أَنْ يَشْرَبَ الْمَاءَ حَتَّى قَتَلْتُمُوهُ صَائِمًا مُحْرِمًا , فَتَلَقَّاهُ اللَّهُ بِالرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ .
فَقَدَّمَهُ فَقَتَلَهُ , ثُمَّ جَعَلَهُ فِي جِيفَةِ حِمَارٍ , وَأَحْرَقَهُ بِالنَّارِ
,
فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ عَائِشَةَ رضي الله عنها , جَزِعَتْ عَلَيْهِ جَزَعًا شَدِيدًا , وَضَمَّتْ عِيَالَهُ إِلَيْهَا , وَكَانَ فِيهِمُ ابْنُهُ الْقَاسِمُ ,
وَجَعَلَتْ تَدْعُو عَلَى مُعَاوِيَةَ وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ دُبُرَ الصَّلَوَاتِ .
فَلَمَّا قُتِلَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ , كَتَبَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِلَى مُعَاوِيَةَ يُخْبِرُهُ بِمَا كَانَ مِنَ الْأَمْرِ , وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ فَتَحَ عَلَيْهِ بِلَادَ مِصْرَ , وَرَجَعُوا إِلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ .

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 10:59 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات