شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > مواضيع عامة --------------- كل المجالات --------- عامة
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: الختمة المرئية بجودة خيالية --القران مقسم اجزاء 30 جزء - مصحف مرتل- ل الشيخ مشاري العفاسي (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: الختمة المرئية بجودة خيالية --القران مقسم اجزاء 30 جزء - مصحف مرتل- ل الشيخ محمد ايوب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: الختمة المرئية بجودة خيالية --القران مقسم اجزاء 30 جزء - مصحف مرتل- ل الشيخ توفيق الصائغ (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: الختمة المرئية بجودة خيالية--القران مقسم اجزاء 30 جزء - مصحف مرتل- ل الشيخ فارس عباد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: الختمة المرئية بجودة خيالية --القران مقسم اجزاء 30 جزء - مصحف مرتل- ل الشيخ خليفة الطنيجي (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: الختمة المرئية --القران مقسم اجزاء 30 جزء - مصحف مرتل- ل الشيخ سعد الغامدي (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: الختمة المرئية بجودة خيالية --القران مقسم اجزاء 30 جزء - مصحف مرتل- ل الشيخ الحذيفي (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: الختمة المرئية بجودة خيالية --القران مقسم احزاب 60 حزب- مصحف مجود - ل الشيخ عبد الباسط - مجود (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: الختمة المرئية بجودة خيالية --القران مقسم احزاب 60 حزب - مصحف مرتل- ل الشيخ الحصري (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: --القران مقسم اجزاء 30 جزء -مرئي مصحف مرتل- ل اجمل الاصوات ختمه عام 1430 شهر رجب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 08-10-2014, 06:51 PM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي الخطأ في مفهوم الوسطية

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

-فمن الناس من يظن نفسه هو الوسط في كل الأمور، وبالتالي يصف الناس بالغلو أو التساهل بناءً على الكمال الذي اعتقده في نفسه. فهو قد أُعجب بعقله وفهمه، فجعل ذلك معياراً للحكم على القضايا والأشخاص، فما رآه صواباً فهو الصواب، وهو عين الوسطية، وهو يسير في هذا كله على القاعدة الفرعونية: (ما أُريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) [غافر: 29]، ومن عجيب صنيع الله بهؤلاء أنك ترى أحدهم يتراجع عن قوله الذي كان يوالي ويعادي عليه إلى قولٍ كان في عداد أقوال المتساهلين أو المتشددين في نظره، وتلك سنة الله في كل مغرور معجَب بنفسه وعقله وفهمه، وفي ذلك عظةٌ وعبرةٌ وذكرى لمن يتذكّر.
وليس المقصود بهذا إنكار أن يتغيّر رأي الإنسان في مسألةٍ معينةٍ، فإنّ هذا قد وقع من كبار الأئمة والعلماء، وإنما المقصود بيان خطئه في إنكاره على غيره في المسألة، ثم تناقضه في ذلك.
وقد يقول قائل: إن تبيّن لي من خلال نصوص الكتاب والسنة أنّ الحكم الفلانيّ حق، وأنّه يمثّل وسطية الإسلام، ألا يوجب ذلك أن أُقرّره وأُدافع عنه، وأُبيّن خطأ من حاد عنه؟
فيقال: بلى؛ ولكن هذا إنما يقال إذا كانت القضية من المسلّمات، أو الدلالة عليها من النصوص ظاهرة، مع الانتباه إلى عدم نسبة القول إلى النفس، فإنّ ذلك يؤدّي إلى الانتصار للنفس لا للحق، وذلك من مداخل الشيطان الخفية. أمّا إن كانت القضية خلافية – خلافاً معتبراً – أو كانت دلالة النصوص عليها ليست صريحةً، فهذا الذي يجب على الإنسان البعد عن نبز المخالِف فيه بالتساهل أو التشدد.
واعتبر في هذا بالنوازل الفقهية المعاصرة فإنّ المآخذ فيها متفاوتة، والأقوال متباينة، والأدلة محتملة. وتخريجها على أصولٍ صحيحةٍ وقواعد مستقيمةٍ يحتاج إلى سعة علمٍ، وعمق نظر، ودقةِ فهمٍ.

-ومن الناس من يجعل حالته الشخصية والنفسية معياراً لقياس الآخرين والحكم عليهم، فإن كان في حالةٍ نفسيةٍ هادئةٍ مطمئنّةٍ وصف كل من جاوز هذه الحالة بالعنف والشدة والغلظة، وإن كان في حالةٍ نفسيةٍ عصبيةٍ متوترةٍ وصف كل من دونها بالبرود والغفلة واللامبالاة. فهو قد جعل نفسه معياراً للآخرين.
واعتبر في هذا بمثلٍ من حياة الناس العامة، ففي قيادة السيارة مثلاً – وهي من الأمور التي تميّز شخصية الإنسان وأسلوب تفكيره – تجد أحدهم إذا كان مستعجلاً قد ضاق عليه وقته يسرع بشكل جنوني، فإن تعرّض له أحد في الطريق يسير ببطء اتّهمه بالبرود والغفلة واللامبالاة. وهو نفسه قد يكون في وقت آخر يسير بسيارته ببطء وهدوء لانتظار أمرٍ لم يأت موعده بعد، فإن مرّ بجانبه شخصٌ مسرعٌ اتّهمه بالجنون والعجلة! وعلى هذا فقس.

-ومن الناس من يطبّق الوسطية في بابٍ دون بابٍ، أو مسألةٍ دون مسألةٍ.
فتجد أحدهم آخذاً بالوسطية على حقيقتها في اعتقاده، مجانباً لها بكل جرأة في أخلاقه ومعاملته مع الناس. ويا لله كم جرّ هذا على أهل العقيدة الصحيحة من التشنيع، وكم صدّ العامّة عن العقيدة الصحيحة التي يحملها هذا الذي يفقد أدنى مقومات الأخلاق الحسنة.
وهنا أنادي بأعلى صوتي مناشداً أرباب العقيدة الصحيحة أتباع السلف الصالح أهل السنة والجماعة أن يوطّدوا الأخلاق الحسنة في نفوسهم، حتى لا يكونوا معول هدمٍ ومصدر صدٍ عن دين الله. فإن عامّة انتشار الإسلام في شتى البقاع إنما كان بالأخلاق الحسنة التي تعامل بها التجّار والغزاة المسلمون مع الناس.
وهكذا تجد من تمسّك بالوسطية في المسائل الفقهية أو الخلافية، وابتعد عنها في اعتقاده. وهذا تالله بليةٌ كبرى ومصيبةٌ عظمى، فإنّ رأس مال المسلم عقيدته، فإن صلحت فما سواها أهون، وإن فسدت فلا تسأل بعد فسادها عن شيء.

-وصنف آخر تمسّك بالوسطية في مسائل وجانبها في مسائل من نفس الباب
ودونك مسائل الاعتقاد فتأملها، وتأمل مواقف الناس منها.
فهذا متمسّك بدين الله الوسط في باب الصحابة، مبتعدٌ عنه كل البعد في باب الإيمان.
وذاك آخذٌ بعرى الوسطية في باب اليوم الآخر، مجانبٌ لها في باب الصفات.
وثالثٌ جارٍ على سنن الوسطية في الأسماء والصفات، خارجٌ عنها في باب الإمامة. وهكذا.
ومن تأمّل أحوال الناس في هذا الزمان وجد التمسك بالوسطية في باب دون آخر أو مسألة دون أخرى هو الشائع المنتشر، فمن مستقلٍ ومستكثرٍ، والمعصوم من عصمه الله.

-ومن الناس من إذا تحدّث عن (الوسطية) وقرّرها فهو إنما يقرّرها في مواجهة الغلو والتشدد فحسب، ولا يتكلم ببنت شفة في مواجهة التقصير والتساهل، وهذا مخالف للمنهج الوسطي في طرحه، وكأنه يعمى عن الخلل الكبير الواقع في باب التساهل والتمييع، فإن المخالفة بالتقصير كالمخالفة بالتعسير، وكلاهما موجود ومنتشر في واقعنا اليوم، فلا وجه لاستعمال مصطلح (الوسطية) في مواجهة جهة دون أخرى.

ألا فليعلم هؤلاء جميعاً أنّ الوسطية الحقة هي دين الله تعالى الذي شرعه لعباده في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، لا دخل فيها للعقل ولا الرأي ولا الذوق ولا الوجد ولا المنامات.
فإن قيل: كيف أعرف الوسطية في المسائل وأميّزها؟
فيقال: تأمّل نصوص الكتاب والسنة واعمل بها فهي الوسطية الخالصة.
فإن قيل: فإن بدا لي تعارض بين النصوص؟
فيقال: اجمع بينها ما استطعت لذلك سبيلا، فإنّ النصوص لا تتعارض (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) [النساء: 82]، فإن لم توفق لذلك فحاول الترجيح بينها.
فإن قيل: إن كان الخلاف قوياً، والدلالة غير ظاهرة، والأقوال محتملة، فما العمل؟
فيقال: هنا يلتزم بالقول الوسط المحقق لمقاصد الشريعة، البعيد عن التعسير والشدة. وهنا يظهر تطبيق الوسطية المطلوب منا في أظهر صورة.
فإن قيل: إذا لم يظهر لي وجه الوسطية في بعض المسائل والأحكام؟
فيقال: اعلم أن الذي وصف الشريعة الإسلامية بأنها (وسط) هو الله العليم بما شرع، فاتّهم فهمك وعقلك؛ فإن للعقل حداً لا يقدر على تجاوزه. ثم اعلم أن الوسطية في كل أمر بحسبه، فقد تكون الوسطية في باب هي القصاص، وقد تكون في باب آخر هي العفو، ومردّ ذلك إلى تحقق المصالح العليا للعباد، ودرء المفاسد عنهم.
ومن تأمّل حدود الجنايات علم يقينًا أنها الوسطية الحقة؛ لأنها الوسيلة الوحيدة لحفظ الضروريات الخمس من الاعتداء عليها، ولولاها لذهبت دماء قوم وأموالهم، واستبيحت عقولهم وأعراضهم، وضاعت أديانهم.

-فإن قيل: كيف يوفق المسلم لتحقيق الوسطية قولاً وفعلاً، في عقيدته وعبادته وسلوكه؟
فيقال: ذلك يكون ببذل سببين: سبب حسي وسبب معنوي:
فأمّا السبب الحسي فيكون بالتمسّك التام بالشريعة ظاهراً وباطناً، وتعظيم النصوص الشرعية، وتقديمها على كل عقل أو هوى أو رأي أو ذوق أو متبوع أو مطاع. وأنّى يكون ذلك إن لم يوجد السبب المعنوي وهو: سؤال الله الهداية بصدق، والإكثار من التضرع إليه والإلحاح عليه، وأكثر من قول: (اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم). [صحيح مسلم 1/ 534 ح200]. وسل الله الثبات دوماً وقل: (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب) [آل عمران: 8]، واقرأ الفاتحة متأملاً مستحضراً (اهدنا الصراط المستقيم) وأبشر بالخير.
فمن سأل الله الهداية بصدق، وبذل السبب الموصل إليها بحقٍ، بلّغه الله ذلك بحوله وقوته.
والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 08:18 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات