شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > الموسوعة الضخمة المتنوعة ------------ رمضان
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: مصحف احمد عيسى المعصراوى منزوع الترجمه عربي فقط غير مترجم بدون ترجمه 114 سورة رواية حفص (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف أحمد عيسى المعصراوي شيخ عموم المقارىء المصريه 114 سورة قراءة عاصم رواية حفص المصحف المرتل (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف احمد عيسى المعصراوى 114 سوره بقراءة عاصم برواية حفص (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف أحمد عيسى المعصراوي 114 سورة بجودة عالية (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: صلاح الهاشم مصحف مقسم اجزاء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: صلاح الهاشم مصحف مقسم أجزاء مسرع الحدر الى نصف الوقت (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: صلاح الهاشم مصحف مقسم أجزاء مرقق الصوت (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: صلاح الهاشم مصحف مرقق الصوت معلم تكرار 3 مرات (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: صلاح الهاشم مصحف مقسم اجزاء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: حسن سعيد السكندري المصحف المرتل مقسم اجزاء mp3 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 07-09-2014, 09:00 AM
منتدى فرسان الحق منتدى فرسان الحق غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 7,826
افتراضي الجوانب الأخلاقية والسلوكية للصيام

الجوانب الأخلاقية والسلوكية للصيام




الشيخ حسن عبدالعال محمود






أخبر الله - سبحانه وتعالى - أنه فرض علينا الصيام وعلى كل أهل الملل قبلنا؛ لنكتسب به التقوى الإيمانية التي تحجزنا عن المعاصي والآثام، ولنتوقى به كثيرًا من الأمراض والعلل الجسمية والنفسية؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].

فالصيام فرصة ثمينة لتغيير بعض جوانب السلوك وتقويمها، وإصلاح النفوس وتهذيبها، فالاعتناء بجوانب التغيير في هذا الشهر الفضيل، والحرص على الاستفادة من مدرسة الصوم لتحقيق التقوى التي يسمو فيها المسلم للرقي في سلم الرفعة الروحية والأخلاقية - هي من أجلِّ المقاصد التي شرع الصيام من أجلها، وليس أفضل من شهر الصوم لبدء علاقة جديدة مع التغيير الإيجابي المستمر إلى ما بعد رمضان.

إن مدرسة الصيام هي مدرسة الأخلاق، ومجمع المكارم، وملتقى الفضائل، يتعلم فيها الصائم القناعةَ والزهد والتعفف والرضا، فتقوى لديه الجوانبُ الروحية على المادية.

فهناك عدة جوانب أخلاقية وسلوكية في الصيام نلخصها في التالي:
أولاً: الصائم يربي نفسه على الإخلاص، ويستجيب لدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه))؛ رواه البخاري.

والإخلاص لله من أعظم وألزم القربات إليه، فلا خير مِن عملٍ أو جهد إذا خلا من الإخلاص لله سبحانه وتعالى، فالله غني عن الشركة، ولا يقبل إلا العمل الخالص لوجهه.

ثانيًا: والصيام فيه مجاهدة لرغبات النفس والجسد، وفي ذلك تقوية لإرادة المسلم، فالصائم يكبح جماح نفسه وشهواته عن الحلال فترة من اليوم، وفى ذلك عون له على أن يمتنع عن الحرام باقي الأوقات.

ثالثًا: في الصيام تدريب الصائم على تحمل الأذى، والحلم والصفح لمن أساء إليه، مكتفيًا بما علمه النبي صلى الله عليه وسلم: ((فإن سابَّه أحد أو قاتَله، فليقل: إني امرؤ صائم))؛ رواه البخاري.

رابعًا: في الصيام تزكية للنفس وتهذيب لها عن الشره الحيواني والتقليل من الطعام والشراب، مع أن بعض الناس لم يفهم حقيقة الصوم، يمتنع في النهار عن الطعام حتى إذا أقبل الليل انقض على الطعام بنهم، فالْتَهم نصيب الليل والنهار معًا، لم يصنع له صومه إلا أنه نقل وقت شهوته بدل أن تكون النهار صار في الليل، نقل له وقت الإسراف في هذه الشهوة وإن كانت مباحة، لكن الإسراف فيها غير مباح، نقل له صومه من النهار إلى الليل، فإذا أقبل الليل صففت أمامه أنواع الأطعمة لا يكتفي بنوع واحد، تصفف أمامه أنواع الأطعمة ليحشرها جميعًا في بطنه، هذا الصائم ما سمع قول النبي في الصحيح؛ قال النبي: ((إن المؤمن يأكل في مِعًى واحد، وإن الكافر أو المنافق يأكل في سبعة أمعاء))؛ رواه البخاري.

خامسًا: الصائم يربي نفسه على الصبر، فمن رُزق الصبر في حياته رزق الخير كلَّه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وما أعطى الله أحدًا من عطاء أوسع من الصبر))؛ رواه أبو داود.

والصبر أفضل ما يعين المرءَ على العبادة ومكابدة العيش ومشاقِّ الحياة، كما أنّه يعين على الطّاعة ومقاومة هوى النّفس، ويبعدها عن الشّهوات والنّزوات، ويرتفع بها عن مهاوي الرّذائل ومساوئ الأخلاق، وقد سمّي شهر رمضان بشهر الصّبر كما في الحديث الصّحيح: ((صوم شهر الصّبر وثلاث من كلّ شهر: يذهبن وحر الصّدر))؛ رواه أحمد وابن حبان.

فإذا أصبح المسلم واسع الصّدر يميل إلى العفو والغفران، وامتلأ كيانه بالرّحمة والشّفقة على من سواه، امتلأت نفسه بالقناعة والرّضا، وامتلأ بالرّفق الذي يزين المسلم وينشر بهاءه ووقاره.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِي شيء إِلاَّ زَانَهُ، وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شيء إِلاَّ شَانَهُ))؛ رواه مسلم، فمن رزق الصّبر، وذهب عنه وحر الصّدر، وامتلأ بالرّفق، وابتعد عن الفحش والتّفحّش، فما يكون ردّه إن جهل عليه أحد أو سبّه؟

"إنّي امرؤ صائم... إنّي امرؤ صائم... إنّي امرؤ صائم"، إنّها إجابة تنمّ عن ضبط النّفس وكبح جماحها، كما أنّ هذه الإجابة تحمل هذا المفهوم وهذا المعنى بكلّ دقّة وتحديد؛ أي: إنّني مسلم صائم بعيد عن الغيظ والغضب والجهل والبذاءة

سادسًا: الصيام يدفع المسلم إلى عدم الانجرار إلى مزالق الشرّ والسوء، وألا ينتقص من أدب المسلم وأخلاقه، فنهى عن قول الزّور والعمل به، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((من لم يدع قول الزّور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه))؛ رواه البخاري.

هذا في صيامه، إلى جانب تلك القاعدة العامّة التي تحدّد منهج المسلم وسلوكه في الحياة، والتي أعلنها سيّد الخلق في قوله: ((المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه))؛ رواه البخاري.

روى أحمدُ والبزّار وابن حبان في صحيحِه بسندٍ صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسولَ الله، إن فلانة تكثِر من صلاتها وصيامِها وصدقتها، غيرَ أنها تؤذِي جيرانها بلِسانها؟ قال: ((هي في النار))، قال: يا رسول الله، إنّ فلانة تذكُر من قِلَّةِ صلاتها وصِيامها، وإنها تتصدّق بالأثوارِ مِن الأقِط، ولا تؤذي جيرانها؟ قال: ((هي في الجنة)).

فالصيام يعنى بضبط اللسان عن الغيبة والنميمة والبهتان والسخرية.

سابعًا: الصيام يربي في قلب الصائم العطف على الفقير والمحتاج حينما يشعر بألم الجوع، فيسارع إلى مد يد العون له، وجاءت زكاة الفطر لتؤكد هذا الجانب وتذكِّر به، وذلك جانب تربوي هام يلزم أن يسود بين المسلمين؛ لتدوم الرابطة والمودة والإخاء بينهم على طول الدوام.

ثامنًا: في شهر رمضان تتربَّى الأنفُس، وتعتاد على تغيير مراداتها وأهوائها، وذلك بتملُّك مُقوِّم مهم، وهو (تربية الإرادة)، فكم مِن نفْس أقلعتْ عن الكلام السيِّئ بعد أن تربَّت وتعوَّدتْ في هذا الشهر على هجران قبيح القول! وكم مِن نفس أقلعتْ عن تعاطي الدُّخَان وما شابهه من المحرَّمات بعد أن عزمتْ على تركه وهجره كاملًا في شهر رمضان! وكم مِن شخصٍ عاد محافظًا على الصلاة في المسجِد جماعةً مع المصلين! وكل ذلك كان في مدرسة الثلاثين يومًا المبارَكة في هذا الشهر العظيم.

تاسعًا: الصيام يعلم الصائم ما يفرح له المؤمن من توفيق الله وعونه لأداء العبادة والإخلاص لله حينما يذكرنا الرسول: ((للصائم فرحتان: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه))؛ رواه البخاري ومسلم.

﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].

وفي هذا تصحيح لتصورات خاطئة عند الكثير حينما يفرحون لأعراض الدنيا عندما تقبل عليهم، ويحزنون عند افتقادها.

وليس هذا فقط، ولكنّ حسن الخلق الذي غرسه الصّيام في نفس المسلم إلى جانب الأركان الأخرى لهذا الدّين، تضاعف له الأجر، وتزيد من رصيده، فيصل به إلى ذروة التّربية، كما يصل به إلى أعلى مكانة ينالها المؤمن في الآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق، وإنّ صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصّوم والصّلاة))؛ رواه أحمد والترمذي.

فالمؤمن الذي تربّى في مدرسة الصّوم، علاوة على مدرسة الإسلام الكبرى، كأنّه في صلاة دائمة وصيام دائم، بما اكتسبه من حسن الخلق، وجمال التّربية، ومنهج الاستقامة والطّاعة.

فهنيئًا للمسلم بالصّوم وبهذا الشّهر الكريم!







ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 03:55 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات