شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > تفريغ المحاضرات و الدروس و الخطب ---------- مكتوبة
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: يوسف الشويعي مصحف كامل 114 سورة جودة رهيبة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ياسر القرشي برواية حفص و شعبة 2 مصحف كامل 114 سورة جودة رهيبة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ياسر المزروعي بجمع رواية روح و رويس عن يعقوب مصحف كامل 114 سورة جودة رهيبة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ياسر الدوسري مصحف كامل 114 سورة جودة رهيبة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ابراهيم البارقي تلاوة خاشعة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: EBRAHEEM-----alhozifi------IS---REEDING-----QURAN---MP3----TELAWAT-RECITATION (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: EBRAHEEM-----alkhawalany----IS---REEDING-----QURAN---MP3----TELAWAT-RECITATION (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: EBRAHEEM-----aldowaish------IS---REEDING-----QURAN---MP3----TELAWAT-RECITATION (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: EBRAHEEM----alzobidy-----IS---REEDING-----QURAN---MP3----TELAWAT-RECITATION (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: EBRAHEEM-----alzahrany-----IS---REEDING-----QURAN---MP3----TELAWAT-RECITATION (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 08-09-2014, 03:10 PM
منتدى فرسان الحق منتدى فرسان الحق غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 7,826
افتراضي تعظيم قدر الصحابة

تعظيم قدر الصحابة




الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل





الحمد لله العليم الحكيم؛ ﴿ يَصْطَفِي مِنَ المَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾ [الحج:75] نحمده على ما هدانا فلولاه ما اهتدينا، ونشكره على ما أعطانا؛ فكل خير هو مانحه ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ الله ﴾ [النحل:53].

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحكمة الباهرة في أمره، وله الحجة البالغة على خلقه، ولو شاء لهداهم أجمعين، ولكنه ابتلاهم بالدين، فانقسموا إلى أهل جحود وأهل يقين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ اصطفاه الله تعالى على العالمين، وفضله على الخلق أجمعين، وحمله أثقال الوحي والدين، فبلغ البلاغ المبين، وأنار الطريق للسالكين، وحذر من سبل الغاوين، فمن تبِعه، هدي إلى صراط مستقيم، واستحق النعيم المقيم، ومن تنكب طريقه، كان من أصحاب الجحيم، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:
فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واعمروا قلوبكم بحبه ورجائه وخشيته، واعقدوها على الولاء له ولدينه، فوالوا أولياءه، وعادوا أعداءه، وأحبوا فيه، وأبغضوا فيه، فمن فعل ذلك وجد حلاوة الإيمان، وحظي بولاية الرحمن ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الغَالِبُونَ ﴾ [المائدة:55-56].

أيها الناس، من توفيق الله تعالى للعبد أن يرزق إخوان صدق يبذلون النُّصح له، ويخلصون في معاملته، فيأنَس بهم في رخائه، ويعينونه في شدته، ويقفون معه في محنته، فلا يجد وحشة بهم، ولا يذوق خيانة منهم، وكلما علت منزلة الإنسان، وعظُمت مهمته، وكبُرت وظيفته، كان أشد حاجة إلى الصادقين الناصحين المخلصين.

والرسالة أعظم مهمة، وتبليغها أعلى وظيفة؛ لأنها من الله تعالى إلى البشر، يحملها إليهم واحد منهم، وللرسل أصفياء يصطفونهم، وأصحاب يشاركونهم بلاغهم، ويضحون بكل غال في سبيل دعوتهم، وكما في الرسالة اصطفاء، ففي أصحاب الرسل اصطفاء، وكما فضل الرسل على سائر البشر، فضل أصحابهم على سائر الأصحاب؛ قال ابْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه:"إِنَّ اللهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ، فَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِ مُحَمَّدٍ، فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ، يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ"؛ رواه أحمد بسند حسن.

ولا ينكر هذه المقدمة المعقولة في الاصطفاء إلا من انحرف عن الجادة، بسبب الجهل أو الهوى، فظن أن أصحاب الرسل لا يكونون خيار الأمم، وجعلهم من شرار الناس، أولئك قوم ما عظموا الله تعالى، ولا وقَّروا رسله - عليهم السلام - ولم يعرفوا أقدار الناس، فظنوا أن الله تعالى يخذل أنبياءه، فيختار لهم خونة كذابين منافقين، وبئس ما ظنوا، وظنوا أن الرسل جهلة مغفلون حظِي بالقرب منهم والزُّلفى لديهم، مَن لا يستحقون، وزعموا أن خيار الناس بعد الرسل هم شرار الناس، فتوقير الصحابة - رضي الله عنهم - فيه تعظيم لله تعالى، وتعظيمه - جل وعلا - حق على الخلق، وتوقير للنبي - عليه الصلاة والسلام - وتوقيره حق على أُمته، ومن لم يوقر الصحابة، فقد بخَس النبي - عليه الصلاة والسلام - حقَّه.

لقد علم الله تعالى مقدار الصحابة - رضي الله عنهم - فحباهم منازلهم اللائقة بهم، ونظر في قلوبهم، فعلِم صلاحها وصدقها، وإخلاصها وطهارتها، فاختصَّهم بأفضل رُسله، وجعلهم أصحابه وأنصاره، وحملة دينه، ومُبلغي شريعته، وأول غرْسٍ للإيمان في هذه الأمة، فكل أنوار الوحي التي نهتدي بها إنما جاءت منهم - رضي الله عنهم - حملوها وبلغوها، وتحملوا المكاره في تبليغها، وهجروا الراحة لأجلنا، ولولاهم لما عرَفنا الله تعالى حق المعرفة، ولولاهم لما عرفنا نبيَّنا وديننا، ولولاهم لما عبدنا الله تعالى على بصيرة.

خاطبهم الله تعالى، فبيَّن امتلاء قلوبهم بالإيمان وكراهيتها للعصيان، وأنهم على طريق الرشد سائرون حتى لقُوا الله تعالى: ﴿ وَلَكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الكُفْرَ وَالفُسُوقَ وَالعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ﴾ [الحجرات:7].

وليست الشهادة بالإيمان فحسب، بل أكده بالإيمان الحق: ﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ الله وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ المُؤْمِنُونَ حَقًّا ﴾ [الأنفال:74]؛ أي: محققون لإيمانهم بأن عضدوه بالهجرة من دار الكفر، وإخوانهم آووهم ونصروهم، وأول من دخل في هذه الآية من هذه الأمة هم الصحابة من المهاجرين والأنصار - رضي الله عنهم.

وبيَّن - سبحانه - أنهم خير الناس: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران:110] ، وكانوا هم المخاطبين بهذه الخيرية، فهم أولى الناس بها.

ونفى الله تعالى عنهم الكفر واستبعده منهم، ولم يستبعده من أحد غيرهم سوى الرُّسل - عليهم السلام - فقال - سبحانه -: ﴿ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ الله وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ﴾ [آل عمران:101].

فسحقًا لمن كفَّرهم أو فسَّقهم، أو طعَن فيهم بعد هذه الآية.

لقد علِم - سبحانه - ما فيه قلوبهم من الإيمان واليقين، فأثابهم عليه، ولا يعلم مكنون القلوب إلا هو - سبحانه -: ﴿ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ ﴾ [الفتح:18].

وبسكينة الله تعالى ازدادوا إيمانًا ويقينًا: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ﴾ [الفتح:4].

وكانوا هم المؤمنين المخبر عنهم في هذه الآية التي كانت في غزوة الحديبية.

وأخبر - سبحانه - استجابتهم لأمره حتى في الشدائد التي تميد بالقلوب: ﴿ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لله وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ القَرْحُ ﴾ [آل عمران:172].

وأخبر عن زيادة إيمانهم بهذا الثبات: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ ﴾ [آل عمران:173].

لقد بيَّن - سبحانه - أنهم أنصار النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قلَّ النصير، وأنهم رُكنه وسنده حين تخلَّى القريب، وأنهم حُماته حين تسلَّط العدو: ﴿ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال:62]، وقال - سبحانه - في وصفهم: ﴿يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ الله وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [الحشر:8]، فأثبَت - سبحانه - صِدقهم مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ونُصرتهم له.

وأثبت - سبحانه - لهم التقوى والفوز والفلاح والثبات، ففي التقوى: ﴿ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا ﴾ [الفتح:26]، وفي الفوز: ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الفَائِزُونَ ﴾ [التوبة:20]، وفي الفلاح: ﴿ لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ ﴾ [التوبة:88]، وفي تصديقهم للرسول في أشد الساعات وثباتهم على الدين: ﴿ وَلَمَّا رَأَى المُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا * مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ [الأحزاب:22-23].

وقوم هذا شأنهم، وتلك أوصافهم، وهذه أفعالهم، فلا بد أن يحظوا برضوان الله تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ [التوبة:100]، وفي آية أخرى: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ﴾ [الفتح:18].

وعشرات الآيات، بل مئات الآيات في تزكية الصحابة - رضي الله عنهم - والقاعدة أن كل وصف في القرآن مدح به المؤمنون، فالصحابة أولى به، وكل صفات أثنى الله تعالى على من اتَّصف بها من المؤمنين، فالصحابة هم أول من اتَّصف بها، وكل فعل مدَح الله تعالى فاعله من هذه الأمة، فالصحابة أول من فعَله، فهم أولى بالمدح والثناء ممن بعدهم.

وكان حقيقًا فيهم قول النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ))؛ رواه الشيخان.

فمهما أنفق المنفقون من قناطير الذهب والفضة في سبل الخير، فلن يبلغوا نفقة صحابي واحد أنفق مُدَّ طعام أو نصف مُدٍّ، والمُد ثلاث حثيات باليدين، فيا لعظيم فضلهم عند الله تعالى وعند رسوله - صلى الله عليه وسلم - وبعدًا لمن طعَن فيهم، أو أزرى بهم، أو حطَّ من قدرهم، أو وضع مكانتهم، فهو الوضيع ولا كرامة.

والصحابة أمان الأمة من البدع والضلال والأهواء، وظهور أهل النفاق، وعُلو أهل الكفر على المؤمنين؛ كما قال النبي: ((أَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ))؛ رواه مسلم.

ووقع ذلك؛ فإن الفتن عظُمت واستشرت بعد موت الصحابة - رضي الله عنهم - وظهرت البدع وفشَت، ونجم النفاق وانتشر، وتسلَّط الكفار على المؤمنين، وقد كانوا أذِلة في عهد الصحابة - رضي الله عنهم - فعز الأمة في خلافة الصحابة ليس كعزها في خلافة غيرهم، واجتماعها في وقتهم ليس كاجتماعها بعدهم، وديانتها في قرنهم ليست كديانتها في القرون التي تلتهم، وقد قال المعصوم - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ)).

جعلنا الله تعالى من أحبابهم وأوليائهم، وحشرنا في زُمرتهم، وكبت أعداءهم، إنه سميع مجيب.

أقول قولي هذا...



الخطبة الثانية

الحمد لله حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.

أما بعد:
فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى الله ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة:281].

أيها المسلمون:
يكفي أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - شرفًا أنهم مذكورون في الكتب المنزلة على الرُّسل، فذكروا في التوراة والإنجيل بأجلِّ وصفٍ، وأرفع ذكرٍ، ذكروا في آخر سورة الفتح، وهم - رضي الله عنهم - أهل الفتح؛ إذ فتح الله تعالى بهم قلوب الخلق للإيمان والهدى، وفتح بهم الأمصار والبلدان فحكمت بشريعة الله تعالى: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ الله وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ ﴾ [الفتح:29]. لقد مُثِّلوا في الإنجيل بالزرع المنتشر القوي، وتأملوا نفع الزرع للأرض وللحيوان وللبشر، تعرفوا نفع الصحابة - رضي الله عنهم - للأرض ومَن عليها.

لقد وقع في الصحابة - رضي الله عنهم - طائفتان من الناس:
أما الطائفة الأولى، فالفرق الباطنية التي أسسها اليهود والفرس، حين قوض الصحابة - رضي الله عنهم - مشروعاتهم في التسلُّط على البشر واستعبادهم، وتعبيدهم لغير الله تعالى، فغلت مراجلهم بالأحقاد، فاتَّهموا الصحابة بالكذب والخيانة، والرِّدة والنفاق، وهم أولى بهذه الأوصاف، وورِثها من بعدهم إلى يومنا هذا، فكانوا أعداءً لأولياء الصحابة من أهل السنة والجماعة.

وأما الطائفة الثانية، فتلامذة المستشرقين، وذيول الغربيين، ممن بهَرتهم الحضارة الغربية، فبذلوا لها دينهم وكرامتهم ومُروءتهم، وكانوا كالنعل للغربيين، يحاكمون الصحابة وما أقاموه من حكم الشريعة إلى شرائع الطاغوت الغربية، ويتهمونهم بالجهل، وضيق العطن، وقِصَر النظر.

ألا قاتل الله الجهل وأهلَه، حين يظن الجاهل أنه أصبح عليمًا، فلا يعلم أن أعظم العلم: العلم بالله تعالى، ولو اجتمع البشر كلهم من بعد الصحابة إلى يومنا هذا، بل إلى يوم القيامة، وجمعت علومهم بالله تعالى - لَما بلغت معشار علم الصحابة به - سبحانه وتعالى.

وما علوم البشر الدنيوية التي بهرت الجهلة من أذناب الغربيين، إلا جزء يسير من علم الله تعالى ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ العِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء:85]، وهي من تعليم الله تعالى لهم: ﴿ فَاذْكُرُوا اللهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة:239].

فمن حاز العلم بالله تعالى، حاز رأس العلم وأساسه، وأشرفه وأفضله، وكانت كل العلوم الأخرى تحته ودونه وأقل منه، وعلم الصحابة بالله تعالى لا يدانيه علم غيرهم به، سوى علم الرسل - عليهم السلام - قال الإمام أحمد - رحمه الله تعالى -: "فأدناهم صُحبة هو أفضل من القرن الذين لم يروه، ولو لقوا الله بجميع الأعمال".

وصلوا وسلموا على نبيِّكم.







ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

__________________
الاميل و الماسنجر

alfirdwsiy1433@ymail.com


شبكة ربيع الفردوس الاعلى
نحتاج مشرفين سباقين للخيرات


اقدم لكم 16 هدايا ذهبية



الاولى كيف تحفظ القران بخاصية التكرار مع برنامج الريال بلاير الرهيب وتوضيح مزاياه الرهيبة مع تحميل القران مقسم ل ايات و سور و ارباع و اجزاء و احزاب و اثمان و صفحات مصحف مرتل و معلم و مجود
مع توضيح كيف تبحث في موقع ارشيف عن كل ذالك


والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله
https://ia701207.us.archive.org/34/i...ng-of-hafs/pdf

واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة ورقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء
http://archive.org/details/sha3baan-mahmood-quran



والهدية الثالثة

لاول مرة من شرائي ومن رفعي
رابط ل صفحة ارشيف تجد في اعلاها
مصحف الحصري معلم
تسجيلات الاذاعة
نسخة صوت القاهرة
النسخة الاصلية الشرعية
لانا معنا اذن من شركة صوت القاهرة بنشر كل مصاحفها بعد شرائه وتجد في نفس الصفحة كيفية الحصول على مصاحف اخرى نسخة صوت القاهرة



وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت

ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
مع صوت ابي العذب بالقران

تجد ايضا في الملف المضغوط zip مقطع صغير لصوت ابي العذب بالقران
من اراد ان ياخذ ثواب البر بابيه وامه حتى بعد موتهما فليسمع صوت ابي العذب بالقران لان الدال على الخير كفاعله بالاضافة الى ان صوته العذب بالقران يستحق السماع
وحاول ان تزور هذه الصفحة دائما لتجد فيها
الجديد من الملفات المضغوطة zip
فيها الجديد من روابط المصاحف
والتي ستصل الى الف مصحف باذن الله
********************************
ولا ننسى نشر موضوع المصاحف وموضوع صوت ابي في المنتديات المختلفة ولا يشترط ان تقولو منقول بل انقلوه باسمكم فالمهم هو نشر الخير والدال على الخير كفاعله وجزاكم الله خيرااااااااااااااااا
اكتب في خانة البحث ل موقع صفحة ارشيف او في جوجل او يوتيوب
عبارة ( مصحف كامل برابط واحد) لتجد مصاحف هامة ونادرة كاملة كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل والمصاحف تزيد باستمرار باذن الله

او اكتب عبارة (صوت القاهرة ) لتجد مصاحف اصلية نسخة صوت القاهرة

والهدية الرابعة

اسطوانة المنشاوي المعلم صوت و صورة نسخة جديدة 2013 نسخة اصلية من شركة رؤية مع مجموعة قيمة جدا من الاسطوانات التي تزيد يوما بعد يوم على نفس الصفحة


والهدية الخامسة

مصحف المنشاوي المعلم فيديو من قناة سمسم الفضائية

والهدية السادسة


مصحف المنشاوي المعلم صوتي النسخة الاصلية بجودة رهيبة 128 ك ب

والهدية السابعة

مصحف القران صوتي لاجمل الاصوات مقسم الى ايات و صفحات و ارباع و اجزاء و اثمان و سور كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل



الهدية الثامنة

من باب الدال على الخير كفاعله انقلوا كل المواضيع فقط الخاصة بالشبكة والتي هي كتبت باسم المدير ربيع الفردوس الاعلى ولا يشترط ان تقولومنقول بل انقلوه باسمائكم الطاهرة المباركة



والهدية التاسعة


جميع ختمات قناة المجد المرئية بجودة خيالية صوت و كتابة مصحف القران مقسم اجزاء و احزاب اون لاين مباشر


الهدية العاشرة

اون لاين مباشر جميع تلاوات القران الخاشعة المبكية فيديو

الهدية 11

اون لاين مباشر جميع تلاوات القران الخاشعة المبكية اوديو



الهدية 12

جميع مصاحف الموبايل الجوال - القران كاملا بحجم صغير جدا و صوت نقي

الهدية13

برنامج الموبايل و الجوال صوت و كتابة لكل الاجهزة الجيل الثاني و الثالث و الخامس


الهدية14

الموسوعة الصوتية لاجمل السلاسل والاناشيد والدروس و الخطب لمعظم العلماء


الهدية 15

الموسوعة المرئية لاجمل الدروس و الخطب

16

برامج هامة كمبيوتر و نت
رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 11:01 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات