همسات وخواطر للسائحين والسائحات

[منتدى اهل الحديث]

همسات وخواطر للسائحين والسائحات

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , أما بعد :

فأرض السياحة في مرافئها ومواقعها , وجبالها وبحارها , وأنهارها وبحيراتها وحدائقها المائية , وساحتها وأسواقها , ومنتجعاتها ومتاجرها , وقديمها وحديثها , قد كثّر فئام من أمة الخاتم البشير النذير سواد روادها ومرتاديها , حتى دب الخلل ووقع الزلل لبعض من سيماه الصلاح والتمسك بهدي خير البشر .

ولاشك أنها لذة و نشوة , ولها بهرج ومأخذ بصر , ولكن المؤمن لا يطيع هواه , بل يتقي ربه بأن لا يجده في مكان لا يرضى لعباده أن يقربوه .
قال الله تعالى ( فأما من طغى ( 37 ) وآثر الحياة الدنيا ( 38 ) فإن الجحيم هي المأوى ( 39 ) وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ( 40 ) فإن الجنة هي المأوى ( 41 ) ) سورة النازعات
{وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131) } [طه: 131]
( فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ( 79 ) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ ( 80 ) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ ( 81 ) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ) [ القصص 79- 82 ]
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ } [محمد: 12]
ولما قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه : ادْعُ اللَّهَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يُوَسِّعَ عَلَى أُمَّتِكَ فَقَدْ وَسَّعَ عَلَى فَارِسَ وَالرُّومِ وَهُمْ لاَ يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاسْتَوَى جَالِسًا ثُمَّ قَالَ « أَفِى شَكٍّ أَنْتَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ». صحيح مسلم ( 2/1100)
وقال النبي صلى الله عليه و سلم قال كتب على ابن آدم نصيبه من الزنى مدرك ذلك لا محالة فالعينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرجل زناها الخطا والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه ) صحيح مسلم (4/ 2046)

وهنا أنصح إخوتي خوفاً عليهم من سخط ربي أن تشهد عليهم تلك الأراضون يوم تفنى اللذائذ , و تنطق تلك الأرجل العاصية والأعين المتعدية قال الله تعالى : ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) [ غافر : 19 ]
(الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) [ يس : 65 ]
وأنصح بعض الدعاة الذين تمسك بفعلهم كثير من الناس من خلال تقديمهم برامج في بعض البلدان التي أخذ منها بعض الناس أن طلاب العلم لا يمانعون من التفسح بتلك البلدان .
وليعلم بأن البرامج ذات الجمهور العريض كانت في الاستيوهات , فلم تمنع الشباب المتابع للأغاني و مسابقات العزف ومحاكاة الواقع من انجذابهم لها , وهوسهم بها .
بل البرامج الحوارية ذات الجمهور العريض لا تخرج عن الاستوديو .
فلم يلجأ بعض الأخيار لتسجيل بعض برامجهم في بلدان صارت تجذب السياح , وتبحث عن المزيد من الصور بدلاً من البحث عن مزيد من محتوى البرنامج .
وكذلك المديح من بعض الدعاة في تويتر والفيس بوك لبعض المظاهر في بلاد الكفر ومرفقاً صورا ومقاطع وقد يظهر فيها ابتسامة السعادة التي توحي بانسجامه هناك , و المنبغي أن يكون التقييم دينياً أولا بذكر فوضى الجنس وكثرة البغاء وجهلهم بالواحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد , و كونهم شر البرية .
ومن المعلوم أن الناس في بلداننا لا يمدحون الرجل الليبرالي وإن كان بارعاً في صنعة , بل تصنفه بأنه إنسان ساقط متحلل عن حدود ربه , بينما يمدح الغربي لميزة فيه ويهون من شأن نسبة الابن للرحمن , ومن تلوثه بإحلال وتقنين المحرمات , حتى قننوا وأباحوا فعل قوم لوط .
وهنا أعدد بعض المآخذ في السفر لمواطن السياحة من خلال عدة وقفات , وبعض تلك الوقفات تنطبق على الدول الكافرة وبعضها تنطبق على الدول الإسلامية أيضا .
* مع علمي بأن من أشرب قلبه ركوب الطائرات للتفسح بين زحام تلك المجمعات والمنتجعات سيعترض قلم شوقه وشغف قلبه , قبل أن يحكم عقله باعتبار المآخذ وما ورد فيها من أدلة واستدلال .
* وأنبه أن البعض ممن لم يسافر هناك قد يخفى عليه الواقع الحقيقي المخزي لوجود السائح المسلم بين تعري النساء واجتماعهن مع أصدقائهن قبل الأزواج , والسبب أن السائح ينقل صورا لأهله وللمنتديات والتقارير مجتهدا ألا يظهر في تصويره أجساد النساء , ستراً على نفسه , وتهرباً من طائلة السؤال عليه , وعندها لا يتصور الكثير أن وراء الكاميرا ما وراءها .

ودونكم الوقفات والهمسات والخواطر :

1- قصد أماكن اللغو :
فالكثير من السائحين يقصدون حضور المواقع السياحية العامة وما فيها من المنكرات و تبرج النساء وإبداء شعورهن ورقابهن وسوقهن وأعظم من ذلك , والموسيقى وعروض السحر وغيرها , حتى يصل الأمر إلى حضور بعض المسلمين لأماكن فيها منابر قد أبيح لمرتقيها أن يتكلم بكل ضلالة وبكل فكرة وبكل كفر .
وهذا الحضور مصادم للوصف الذي أحبه الرحمن من عباده :
قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ) ( الفرقان : 72)
جاء في تفسير السعدي :
{ وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ } أي: لا يحضرون الزور أي: القول والفعل المحرم، فيجتنبون جميع المجالس المشتملة على الأقوال المحرمة أو الأفعال المحرمة، كالخوض في آيات الله والجدال الباطل والغيبة والنميمة والسب والقذف والاستهزاء والغناء المحرم وشرب الخمر وفرش الحرير، والصور ونحو ذلك، وإذا كانوا لا يشهدون الزور فمن باب أولى وأحرى أن لا يقولوه ويفعلوه.
وشهادة الزور داخلة في قول الزور ...
ثم قال
... وفي قوله: { وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ } إشارة إلى أنهم لا يقصدون حضوره ولا سماعه، ولكن عند المصادفة التي من غير قصد يكرمون أنفسهم عنه. تفسير السعدي (ص: 587)

وقال ابن كثير :
وَالْأَظْهَرُ مِنَ السِّيَاقِ أَنَّ الْمُرَادَ: لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ، أَيْ: لَا يَحْضُرُونَهُ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} أَيْ: لَا يَحْضُرُونَ الزُّورَ، وَإِذَا اتَّفَقَ مُرُورُهُمْ بِهِ مرُّوا، وَلَمْ يَتَدَنَّسُوا مِنْهُ بِشَيْءٍ (5) ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {مَرُّوا كِرَامًا} . تفسير ابن كثير (6/ 131)

وقال أبو جرير الطبري :
فَأَوْلَى الْأَقْوَالِ بِالصَّوَابِ فِي تَأْوِيلِهِ أَنْ يُقَالَ: وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ شَيْئًا مِنَ الْبَاطِلِ , لَا شِرْكًا , وَلَا غِنَاءً , وَلَا كَذِبًا وَلَا غَيْرَهُ , وَكُلُّ مَا لَزِمَهُ اسْمُ الزُّورِ , لِأَنَّ اللَّهَ عَمَّ فِي وَصَفِهِ إِيَّاهُمْ , أَنَّهُمْ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ , فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُخَصَّ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ إِلَّا بِحَجَّةٍ يَجِبُ التَّسْلِيمُ لَهَا , مِنْ خَبَرٍ أَوْ عَقْلٍ . تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (17/ 523)


وفي تفسير الجلالين :
{وَاَلَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّور} أَيْ الْكَذِب وَالْبَاطِل {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ} مِنْ الْكَلَام الْقَبِيح وَغَيْره {مَرُّوا كِرَامًا} مُعْرِضِينَ عَنْهُ . تفسير الجلالين (ص: 479)

وَسُئِلَ ابن تيمية - رَحِمَهُ اللَّهُ -:
عَنْ رَجُلٍ مَقْبُولِ الْقَوْلِ عِنْدَ الْحُكَّامِ يَخْرُجُ لِلْفُرْجَةِ فِي الزَّهْرِ فِي مَوَاسِمِ الْفُرَج حَيْثُ يَكُونُ مَجْمَعُ النَّاسِ وَيَرَى الْمُنْكَرَ وَلَا يَقْدِرُ عَلَى إزَالَتِهِ وَتَخْرُجُ امْرَأَتُهُ أَيْضًا مَعَهُ. هَلْ يَجُوزُ ذَلِكَ؟ وَهَلْ يُقْدَحُ فِي عَدَالَتِهِ؟
فَأَجَابَ:
لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَحْضُرَ الْأَمَاكِنَ الَّتِي يَشْهَدُ فِيهَا الْمُنْكَرَاتِ وَلَا يُمْكِنُهُ الْإِنْكَارُ؛ إلَّا لَمُوجِبٍ شَرْعِيٍّ: مِثْلَ أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ أَمْرٌ يَحْتَاجُ إلَيْهِ لِمَصْلَحَةِ دِينِهِ أَوْ دُنْيَاهُ لَا بُدَّ فِيهِ مِنْ حُضُورِهِ أَوْ يَكُونُ مُكْرَهًا. فَأَمَّا حُضُورُهُ لِمُجَرَّدِ الْفُرْجَةِ وَإِحْضَارِ امْرَأَتِهِ تُشَاهِدُ ذَلِكَ فَهَذَا مِمَّا يَقْدَحُ فِي عَدَالَتِهِ وَمُرُوءَتِهِ إذَا أَصَرَّ عَلَيْهِ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ. مجموع الفتاوى (28/ 239)


2- السكوت عن المنكرات :

والرَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ ». صحيح مسلم (1/ 50)
و يَقُولُ : ( إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ ، أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ )سنن أبي داود (4/ 122)


3- وقفة مع قوله تعالى : ( فليحذر الذين يخالفون عن امره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) :
فمن أشد عواقب و شؤم المعصية انطفاء نور القلب , وحرمان التوفيق , فلرغبة السائح الجامحة للسياحة , و تزيين موافقة الزوجات والأولاد سافر لمواقع الانحلال , و صار القلب ينكت فيه حتى قد يأتيه اليوم الذي لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا .
قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ ) .صحيح مسلم (1/ 349)
قال الإمام أحمد: عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته، يذهبون إلى رأي سفيان، والله تعالى يقول: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة) أتدري ما الفتنة؟ الفتنة: الشرك لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك. اهـ
وقال تعالى : ( كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )
قال السعدي :
بخلاف من ران على قلبه كسبه، وغطته معاصيه، فإنه محجوب عن الحق . ( تفسير السعدي ص: 915)
وللتوثيق عرفت من حولي رجالاً بدأت شرارة دبيب الانتكاسة تظهر بعد أول رحلة سياحية , واقتراف المحظور عن علم وقصد .

والله المستعان .

4- انكشاف القوارير من خلال المستندات :
فالمرأة التي لم يرى وجهها المحفوظ سوى محارمها , تجد لدى موظف الاستقبال في الفندق صورة من جوازها يحفظ في سجلات الفندق , ويطلع عليه الموظفون لو أراد أحدهم أن يكشف ماهية وشكل صاحبة الخمار , من باب العبث تارة , ومن باب معرفة نوعية نساء تلك البلدان التي لا يمكنه رؤية ملامح نساءها .
وصاحب الدين والغيرة يمنعانه من سيطرة رجل على صورة أمرأته أو أخته .

5- الطعام المشتبه :
من المعلوم دخول مشتقات الخنزير على كثير من المنتجات , والكثير لا يعرف كيف يميز بين الحلويات المشتملة على المحظور من عدمه , و بالتالي يدخل جوفه ما اشتهته نفسه من شكولاتة و حلويات وآيسكريم
و غيرها .


6- الطعام النجس :
للأسف أن تجد قطعة لحم ضأن حلال , وقطعة خنزير على صاج واحد وزيتهما يختلطان ثم يعطى ذلك الزبون المسلم ما طلب , ويأخذ من ينتظر معه من الكفار قطعته وقد مستهما نار واحدة و زيت واحد وملعقة واحدة , وفي تصوري لم تم تفادي هذا في المطاعم الكبيرة فلن يتفادى في المطاعم الصغيرة .

7- الجلوس على موائد أخذت الخمور فيها موقعها :
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يدار عليها الخمر " رواه أحمد وصححه الألباني .
قال الشوكاني في بَاب مَنْ دُعِيَ فَرَأَى مُنْكَرًا فَلْيُنْكِرْهُ وَإِلَّا فَلْيَرْجِعْ:
وَأَحَادِيثُ الْبَابِ وَآثَارُهُ فِيهَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ الدُّخُولُ فِي الدَّعْوَةِ يَكُونُ فِيهَا مُنْكَرٌ مِمَّا نَهَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ إظْهَارِ الرِّضَا بِهَا. نيل الأوطار (6/ 219)
قَالَ ابن حجر : إنْ كَانَ هُنَاكَ مُحَرَّمٌ وَقَدَرَ عَلَى إزَالَتِهِ فَأَزَالَهُ فَلَا بَأْسَ، وَإِنْ لَمْ يَقْدِرْ فَلْيَرْجِعْ، وَإِنْ كَانَ مِمَّا يُكْرَهُ كَرَاهَةَ تَنْزِيهٍ فَلَا يُخْفِي الْوَرَعَ. فتح الباري (9/ 250)

8- الملهى السفلي :
ومن المصائب أن ينام المسلم هادئ البال في مبنى يضم في باطنه المعلن ملهى , قد جمع صنوفا من لحوم البشر على صنوف من منكرات البشر , وهذا مشاهد في الفنادق .
قال الله تعالى : ( أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ )


9- افتتان البعض ممن يقدم زهرة الدنيا بتحرر النساء والرجال :
وهذه مصيبة قد تعلق في بعض النفوس , فقد تنقذف في نفس المرأة المسلمة لذة التحلل من أوامر ربها عندما ترى الكافرة أو الفاسقة تأكل وتتمتع كما تأكل الأنعام , و تجوب الديار بلا محرم وبلا حدود , ومع الخلان والخليلات .
والمصيبة أكثر تكون في قلب المراهقين والمراهقات الذين يصاحبون أهاليهم لتلك البلدان .
قال الله تعالى { لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي ٱلْبِلاَدِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ }

10 - استنقاص المسلمين برؤية بهرج الكفرة :
وللأسف نسمع من يمجد الكفرة بسبب جمالهم وهيئاتهم وأشكالهم ورؤية مخترعاتهم , وينسى أنهم أعداء لله ( والله عدو للكافرين ) , ( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أن دعوا للرحمن ولدا )
فمن أحب الله لا يمكن أن يرفع خسيسة الكافر بقلبه ولو صنع ما صنع , و لو لبس حلي الأرض .
ثم تجده يحتقر المسلمين وفقر بعضهم قلة ذات يد بعضهم , وينسى قول الله تعالى : ( ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم )
(وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ )

11- عدم القدرة على إظهار الدين :
قال العلامة محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية :

وإظهاره دينه ليس هو مجرد فعل الصلاة وسائر فروع الدين واجتناب محرماته من الربا والزنا وغير ذلك. إنما إظهار الدين مجاهرته بالتوحيد والبراءة مما عليه المشركون من الشرك بالله في العبادة وغير ذلك من أَنواع الكفر والضلال . اهـ فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ (1/ 91)

12- انتقاص عزة المسلم أو زوالها :
فالسائح لا يكرم بإسلامه , ولا حافظ القران بحمله لكتاب ربه , فيرى بمنزلة مع البوذي والهندوسي ولا فرق , ودون بعض السياح الذين ينتمون لبعض الدول والأعراق .
قال تعالى : ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) ( أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين )

13 – الخلوة بالأجنبيات :
يحرص أصحاب الفنادق على توظيف النساء في الاستقبال , مع الاستعداد الكامل بزينتهن لجذب النزلاء , ومن هناك تجد موظفة أخرى ترافق الضيف وحدهما في مصاعد الفنادق لأعلى الطوابق , واطلاعه على الغرفة وتفقدها بعدما أغلق الباب نفسه تلقائيا عليهما , ولا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما .


14- المحاكمة لغير شرع الله :
إقامة السائح تلك المدة قد يعرض له ما يعرض من اختلاف مع الغير أو مصائب ثم يكون المرجع حكم غير شرعي .
ومن المعلوم أن من الطوام أن الرجل ليس له ولاية على ابنته ولا زوجته , وإن كان النظام قد يوصل الحكم على السائحين بسحب حضانة الصغار عن أبويه بسبب تقصير , ثم المصير تربية الأطفال في دول كافرة , كما هو حاصل بالنسبة للمقيمين هناك , فتلك من البلايا . وبالرابط مثال يوقظ قلوب الغافلين .
http://sabq.org/a5Zede

وقد حدثني من رأى ذلك المسلم الذي يبكي بسبب أخذ الدولة ذريته بسبب عودته لبلده الإسلامية ثم تزويج ابنته وشكوى أمها الكتابية عليه , ثم الحكم بسحب أولاده الباقين منه .

ولو حصل للبنت أو الزوجة الرغبة بالبقاء هناك رغم أنف أبيها فلن يستطيع الأب منعها إذا اكتملت لها المسوغات النظامية للبقاء .
وكذلك الحال لو ارتضت البنت لنفسها علجا صديقا فضلا عن زوج بقلب فرعون وهامان , وهذا يظهر فيمن يقيمون عدة سنوات ويدرسون هناك .
وقد نقل لنا الإعلام قريبا من أرض كندا قصة من هذا القبيل .

15- الدعم المالي للمنتزهات والمجمعات ونحوها :

وذلك بدفع أجرة الدخول لبعضها , والشراء منها مما يساهم في بقائها , وكذلك أجرة الفنادق ونحو ذلك مما هو ظاهر بين .

قال الله تعالى :(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ )
( ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )
( وقالوا يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها )

16- التقصير في الصلوات :
قد يتعلل البعض من النساء قبل الرجال بعدم وجود أماكن للصلاة , أو الوضوء .
وقد يصلى خلف أهل البدع المكفرة في بعض البلدان , أو في بعض المساجد التي فيها ضريح , بسبب الجهل تارة , وبسبب التهاون تارة أخرى .
وبعض الدول لا توجد شطافات في دورات المياه , و البعض لا يعلم أنه يجب ألا يقل الاستجمار عن ثلاثة أحجار أو نحوها .

17- الحياء في دعاء السفر :
يدعو السائح بقوله ( اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى , ومن العمل ما ترضى ) و لا يستحي أنه عازم على زيارة أماكن تجمعات النساء بلباسهن الفاضح , وإبداء شعورهن ونحورهن وسوقهن و أكثر من ذلك .
ولا يخجل من مراقبة الله عندما يقول ( اللهم أنت الصاحب في السفر )
ويطلب الإعانة من الله على الوصول و التيسير ( اللهم هون عنا سفرنا هذا ) .


18- عدم شكر الله على النعمة في المال والصحة والزواج :
فمن شكر الله أن تستعمل النعم في طاعته .
وأن يشكر الزوجان ربهما على نعمة الزواج , ولا يقابلان تلك النعمة بالذهاب لأماكن المنكرات سواء في بلاد إسلامية أو لا .
ومن المعلوم أنه لو افترض أن منتزهات يبعد عن الكعبة أمتارا وقد عرف بالعري وأشكاله لما جاز للمسلم أن يقرب ذلك المتنزه – حاشا مكة ذلك -

19 - إلقاء الشبهات من أهل البلد أو السياح :
يحدث كثيرا أن توزع نشرات التنصير , وأن يسأل السواح عن عاداتهم ولباسهم و دينهم , ويكون هناك شبه تثار , وأسئلة قد تشوش على السائح وتعلق في قلبه .


20 – الافتتان ومعاودة الكرّة مرات :
وهذا ظاهر , فمن جرب دولة فكر فيها مرة أخرى أو في غيرها مما يقصده السواح , ولا يكف عن ذلك إلا بمرض أو وفاة , والله المستعان .


21 – نصح الآخرين بالتصريح أو دونه :
نجد السائح يزين لغيره من خلال المدح أو الصور ما وجد في تلك البلدان , وكأنه رجع من فتح عظيم , ولا يدري الغافل كم شحن من أكوام الخطايا في غضون مئات الساعات التي جاب فيها مجامع السخط والتعري .

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ سَنَّ فِى الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَىْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِى الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَىْءٌ » صحيح مسلم (3/ 86)



22 - الحرمين ورغبة العائلة :
من عوّد عائلته على السياحة سنويا في وجهاتها , كيف سيكون شعور العائلة لما يكون الوجهة هذه السنة إلى مكة والمدينة دون الأماكن التي تعودوا عليها , وقد يجامل البعض منهم خجلا بإظهار الموافقة والسعادة .
وإن كانت الرحلة للحرمين فتجدها أقصر الرحلات عندهم .
أتمنى أن يكون تصوري مجانباً للصواب .
فكما أن حب القران وحب الألحان لا يجتمعان , وحب الألحان يأخذ من القلب نصيب حب القرآن , فكذا حب الأوطان قد يجحف على القلب حب أطهر البقاع .


23- خاتمة حسنة أم خاتمة سيئة :
من مات في رحلته بعدما كتب على رجليه وعينيه شهود المنكرات الفاشية , فهل يرجو لنفسه أن تكون خاتمته حسنة , أم تلك الأخرى .
وكذا من مات بعدها بأيام .
وكذا من مات في الطريق إليها .
وكذا من مات فرد من عائلته وقد هيأ الأب له الوصول للمنكر وشهوده , فهل كان الأب خيرا لأهله أم شؤما عليهم .
( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا التقين )





وهذه بشرى للصابرين :
من المعلوم أن من أنواع الصبر : الصبر عن المعصية طاعة لله , مع أن السياحة في كثير من البلدان تغري برخص أسعارها مع جمال أجوائها و أرضها , وكذا ضغوط الزوجات والأولاد والمجتمع الذين يرمونه بالتقصير في إسعاد عائلته , إلا أن من يصبر نفسه وأهله فهو على خير عظيم .
وكذا من صبر على دعوة الناس وثني العاوم منهم عن قصده ,

قال الله تعالى : ( وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )
وقال ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )
فلا أحد أكرم من الله , وقد وعد بأن يعطي بغير حساب .
وقال الله ( فأما من طغى ( 37 ) وآثر الحياة الدنيا ( 38 ) فإن الجحيم هي المأوى ( 39 ) وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ( 40 ) فإن الجنة هي المأوى ( 41 ) ) سورة النازعات .


وختاما فقد افتى الشيخ ابن باز , وابن عثيمين ومحمد بن إبراهيم وغيرهم من جبال العلم بتحريم السفر لبلاد المشركن لغير حاجة - علما بأن ما كتبته من نقاط أعلاه أريد به بلاد المشركين وفي كثير منه أقصد بلادا سياحية مسلمة شابهت مظاهر بلاد الكفار أو جاءها الكفار بزيهم ولباسهم دون تغيير - :


فتوى للشيخ ابن باز :
http://www.binbaz.org.sa/node/2118
ما حكم السفر لبلاد المشركين ومرافقة الزوجة لزوجها؟
نصيحتي لكل مسلم ومسلمة عدم السفر إلى بلاد المشركين لا للدراسة ولا للسياحة، لما في ذلك من الخطر العظيم على دينهم وأخلاقهم، وعلى كل واحد من الطلبة والطالبات الاكتفاء بالدراسة ببلده أو في بلد إسلامي يأمن فيه على دينه وأخلاقه، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين))[1] وقد أخبر الله سبحانه عمن لم يهاجر من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام بأنه قد ظلم نفسه، وتوعده بعذاب جهنم في قوله سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا إِلا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا[2] فأخبر سبحانه في هذه الآية أن الملائكة تقول لمن توفي من المسلمين في بلاد الشرك ولم يهاجروا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها؟ بعدما أخبر سبحانه أنهم قد ظلموا أنفسهم بإقامتهم بين الكفار وهم قادرون على الهجرة، فدل ذلك على تحريم السفر إلى بلاد المشركين، وعلى تحريم الإقامة بين ظهرانيهم لمن استطاع الهجرة. ويستثنى من ذلك عند أهل العلم من سافر للدعوة إلى الله من أهل العلم والبصيرة، وهو قادر على إظهار دينه، آمن من الوقوع فيما هم عليه من الشرك والمعاصي، فهذا لا حرج عليه في السفر إلى بلاد المشركين للدعوة والتوجيه وإبلاغ رسالة الله إلى عباده بالشروط المذكورة، والله ولي التوفيق.



فتوى للشيخ محمد بن إبراهيم :

والجواب: الحمد لله. حديث ((مَن جَامَعَ الْمشرِك أَو سَكن مَعَه فهوَ مِثله)) وحديث ((أَنا بَرِيءٌ مِن مسلِم بَات بَين ظهرَاني الْمشرِكِين)) (1) هذان الحديثان هما من الوعيد الشديد المفيد غلظ تحريم مساكنة المشركين ومجامعتهم، كما هما من أَدلة وجوب الهجرة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام، وهذا في حق من لم يقدر على إظهار دينه. وأَما من قدر على إظهار دينه فلا تجب عليه الهجرة، بل هي مستحبة في حقه. وقد لا تستحب إذا كان في بقائه بين أَظهرهم مصلحة دينية من دعوة إلى التوحيد والسنة وتحذير من الشرك والبدعة علاوة على إظهاره دينه.
وإظهاره دينه ليس هو مجرد فعل الصلاة وسائر فروع الدين واجتناب محرماته من الربا والزنا وغير ذلك. إنما إظهار الدين مجاهرته بالتوحيد والبراءة مما عليه المشركون من الشرك بالله في العبادة وغير ذلك من أَنواع الكفر والضلال . فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ (1/ 91)

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


بقلم : أبو البراء عبدالملك
17/8/1436 هـ
المملكة العربية السعودية
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك