03-30-2016, 02:04 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 376,634
|
|
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 170)
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 167 - 169)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=363945
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ مِنَ الْهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ
فِيهَا عَزَمَ الْهَادِي عَلَى خَلْعِ أَخِيهِ هَارُونَ مِنَ الْخِلَافَةِ وَوِلَايَةِ الْعَهْدِ مِنْ بَعْدِهِ , وَمُبَايَعَةِ ابْنِهِ جَعْفَرَ بْنِ الْهَادِي
فَانْقَادَ هَارُونُ لِذَلِكَ , وَلَمْ يُظْهِرِ الْمُنَازَعَةَ , بَلِ الْمُطَاوَعَةَ
وَاسْتَدْعَى الْهَادِي جَمَاعَةً مِنَ الْأُمَرَاءِ
فَأَجَابُوهُ إِلَى ذَلِكَ
وَأَبَتْ ذَلِكَ أُمُّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْخَيْزُرَانُ , وَكَانَتْ أَمْيَلَ إِلَى ابْنِهَا هَارُونَ الرَّشِيدِ
وَكَانَ الْهَادِي قَدْ مَنَعَهَا التَّصَرُّفَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْمَمْلَكَةِ , بَعْدَمَا كَانَتْ قَدِ اسْتَحْوَذَتْ عَلَيْهِ فِي أَوَّلِ وِلَايَتِهِ , وَانْقَلَبَتِ الدُّوَلُ إِلَى بَابِهَا , وَالْأُمَرَاءُ إِلَى جَانِبِهَا
فَحَلَفَ الْهَادِي لَئِنْ عَادَ أَمِيرٌ يَلُوذُ بِبَابِهَا لَيَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ , وَلَا يَقْبَلُ لَهَا شَفَاعَةً أَبَدًا
فَامْتَنَعَتْ مِنَ الْكَلَامِ فِي ذَلِكَ , وَحَلَفَتْ لَا تُكَلِّمُهُ أَبَدًا , وَانْتَقَلَتْ عَنْهُ إِلَى مَنْزِلٍ آخَرَ
وَأَيْضًا فَإِنَّهُ كَانَ قَدْ أَبْعَدَهَا وَأَقْصَاهَا , وَقَرَّبَ حَظِيَّتَهُ خَالِصَةَ وَأَدْنَاهَا . فَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ .
وَأَلَحَّ هُوَ عَلَى أَخِيهِ هَارُونَ فِي الْخَلْعِ , وَبَعَثَ إِلَى يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ - وَكَانَ مِنْ أَكَابِرَ الْأُمَرَاءِ الَّذِينَ هُمْ فِي صَفِّ الرَّشِيدِ - فَقَالَ لَهُ : مَاذَا تَرَى فِيمَا أُرِيدُ مَنْ خَلْعِ الرَّشِيدِ وَتَوْلِيَةِ ابْنِي جَعْفَرَ ؟
فَقَالَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , إِنِّي أَخْشَى أَنْ تَهُونَ الْأَيْمَانُ عَلَى النَّاسِ , وَلَكِنْ مِنَ الْمَصْلَحَةِ أَنْ تَجْعَلَ جَعْفَرًا وَلِيَّ الْعَهْدِ مِنْ بَعْدِ هَارُونَ , وَأَيْضًا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ لَا يُجِيبَ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَى الْبَيْعَةِ لِجَعْفَرَ وَهُوَ دُونُ الْبُلُوغِ , فَيَتَفَاقَمَ الْأَمْرُ , وَيَخْتَلِفَ النَّاسُ , فَيَنَالَهَا بَعْضُ أَهْلِكَ , لَا هَذَا وَلَا هَذَا .
فَأَطْرَقَ مَلِيًّا - وَكَانَ ذَلِكَ لَيْلًا - ثُمَّ أَمَرَ بِسَجْنِهِ .
وَجَاءَ يَوْمًا إِلَى الْهَادِي أَخُوهُ هَارُونُ الرَّشِيدُ , فَجَلَسَ عَنْ يَمِينِهِ بَعِيدًا عَنْهُ
فَجَعَلَ الْهَادِي يَنْظُرُ إِلَيْهِ مَلِيًّا , ثُمَّ قَالَ : يَا هَارُونُ , أَتَطْمَعُ أَنْ تَكُونَ رُؤْيَا الْمَهْدِيِّ حَقًّا ؟
فَقَالَ : إِي وَاللَّهِ , وَوَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ ذَلِكَ , لَأَصِلَنَّ مَنْ قَطَعْتَ , وَلَأُنْصِفَنَّ مَنْ ظَلَمْتَ , وَلَأُزَوِّجَنَّ بَنِيكَ مِنْ بَنَاتِي .
فَقَالَ : ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ .
فَقَامَ إِلَيْهِ هَارُونُ لِيُقَبِّلَ يَدَهُ
فَحَلَفَ الْهَادِي لَيَجْلِسَنَّ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ
فَجَلَسَ مَعَهُ
ثُمَّ أَمَرَ لَهُ الْهَادِي بِأَلْفِ أَلْفِ دِينَارٍ , وَأَنْ يَدْخُلَ الْخَزَائِنَ فَيَأْخُذَ مِنْهَا مَا أَرَادَ , وَإِذَا جَاءَ الْخَرَاجُ فَلْيُدْفَعْ إِلَيْهِ نِصْفُهُ . فَفُعِلَ ذَلِكَ كُلُّهُ , وَرَضِيَ الْهَادِي عَنِ الرَّشِيدِ .
ثُمَّ سَافَرَ الْهَادِي إِلَى حَدِيثَةِ الْمَوْصِلِ بَعْدَ ذَلِكَ , ثُمَّ عَادَ مِنْهَا , فَمَاتَ بِعِيسَابَاذَ لَيْلَةَ الْجُمْعَةِ لِلنِّصْفِ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ ثَلَاثٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً
وَصَلَّى عَلَيْهِ أَخُوهُ هَارُونُ وَلِيُّ الْعَهْدِ , وَدُفِنَ فِي قَصْرٍ بَنَاهُ , وَسَمَّاهُ الْأَبْيَضَ بِعِيسَابَاذَ مِنَ الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ مِنْ بَغْدَادَ .
وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ سَنَةً وَشَهْرًا .
( ماذا يفقه من شؤون الحكم شاب عمره 22 سنة , ودولته تمتد من المغرب إلى تخوم الصين ؟ )
وَقَدْ تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ خَلِيفَةٌ , وَهُوَ الْهَادِي , وَوَلِيَ خَلِيفَةٌ , وَهُوَ الرَّشِيدُ , وَوُلِدَ خَلِيفَةٌ , وَهُوَ الْمَأْمُونُ بْنُ الرَّشِيدِ .
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|