شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 9 > منتدى السيرة النبوية
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: عبد الرزاق الدليمى المصحف المجود المصور بكامل الصفحة فيديو ملون مقسم اجزاء أجزاء كامل (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مرتل 128 ك ب كامل ل الحسينى العزازى المصحف المرتل مقسم صفحات صوتية مصورة ملونة mp3 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: فيديو عبد الرزاق الدليمي مجود مصحف مقسم اجزاء مصورة بكامل الصفحة 30 جزء كامل (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: 128 ك ب كامل ل عبد الرزاق الدليمى المصحف المرتل ب القصر مقسم صفحات صوتية مصورة ملونة mp3 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مقسم صفحات مرئية ثابتة الحسينى العزازى المصحف المرتل المصور ملون كامل فيديو جودة رهيبة mp4 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مرتل نسخة مزدوجة و نسخة فيديو مصحف الحسيني العزازي المرتل مقسم صفحات ثابتة ملونة مصورة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مقسم صفحات مرئية عبد الرزاق الدليمى المصحف المرتل ب القصر المصور ملون كامل فيديو جودة رهيبة mp4 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ب القصر مرتل نسخة مزدوجة و نسخة فيديو مصحف عبدالرزاق الدليمي مقسم صفحات ثابتة ملونة مصورة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحسيني العزازي مرتل في مقطع واحد كامل فيديو ملون المصحف المرتل المصور بكامل الصفحة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مرتل مجمع كامل في مقطع 1 مصحف الحسيني العزازي فيديو بكامل الصفحة مصور ملون (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 02-19-2015, 04:49 AM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 32)

مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 31)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=346783

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثنتين وثلاثين
وَفِيهَا غَزَا مُعَاوِيَةُ ررر بِلَادَ الرُّومِ حَتَّى بَلَغَ مَضِيقَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ , وَمَعَهُ زَوْجَتُهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ قَرَظَةَ بْنِ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ.
وَفِيهَا اسْتَعْمَلَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ رَبِيعَةَ عَلَى جَيْشٍ , وَأَمَرَهُ أَنْ يَغْزُوَ الْبَابَ ,
وَكَتَبَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَبِيعَةَ نَائِبِ تِلْكَ النَّاحِيَةِ بِمُسَاعَدَتِهِ ,
فَسَارَ سَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ حَتَّى بَلَغَ بَلَنْجَرَ , فَحَاصَرها , ونصَبَ عَلَيْهَا الْمَجَانِيقَ وَالْعَرَّادَات ,
ثُمَّ إِنَّ أَهْلَ بَلَنْجَرَ خَرَجُوا إِلَيْهِمْ , وَعَاوَنَهُمُ التُّرْكُ , فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا
وَكَانَتِ التُّرْكُ تَهَابُ قِتَالَ الْمُسْلِمِينَ , وَيَظُنُّونَ أَنَّهُمْ لا يَموتون , حتى اجترأوا عَلَيْهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ ,
فلمَّا كَانَ هَذَا الْيَوْمُ , الْتَقَوْا مَعَهُمْ فَاقْتَتَلُوا ,
فَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن ربيعة , وكان يقال له: ذو النون.
وانهزم المسلمون , فافترقوا فِرقتين: فِرقة ذهبتْ إلى بِلَادِ الْخَزَرِ ,
وَفِرْقَةٌ سَلَكُوا نَاحِيَةَ جِيلَانَ وَجُرْجَانَ , وَفِي هَؤُلَاءِ: أَبُو هُرَيْرَةَ , وَسَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ.
وَأَخَذَتِ التُّرْكُ جَسَدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَبِيعَةَ - وَكَانَ مِنْ سَادَاتِ الْمُسْلِمِينَ وَشُجْعَانِهِمْ - فَدَفَنُوهُ فِي بِلَادِهِمْ , فَهُمْ يَسْتَسْقُونَ عِنْدَهُ إِلَى الْيَوْمِ.
وَلَمَّا قُتِلَ عَبْدُ الرَّحمن بْنُ رَبِيعَةَ , اسْتَعْمَلَ سَعِيدُ بْنُ العاص على ذلك الفَرعِ سَلْمَانَ بْنَ رَبِيعَةَ ,
وَأَمَدَّهُمْ عُثْمَانُ بِأَهْلِ الشَّامِ , عَلَيْهِمْ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ ,
فَتَنَازَعَ حَبِيبٌ وَسَلْمَانُ فِي الْإِمْرَةِ , حَتَّى اخْتَلَفَا , فَكَانَ هذا أَوَّلَ اخْتِلَافٍ وَقَعَ بَيْنَ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَأَهْلِ الشَّامِ.
وَفِيهَا فَتَحَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ مَرْوَ الرَّوْذِ , وَالطَّالِقَانَ , وَالْفَارِيَابَ , وَالْجُوزَجَانَ , وطَخارستان.
فأمَّا مَرْو الرَّوْذِ , فبعث إليهم ابْنُ عَامِرٍ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ ,
فَحَاصَرَهَا ,
فَخَرَجُوا إِلَيْهِ ,
فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى كَسَرَهُمْ , فَاضْطَرَّهُمْ إِلَى حِصْنِهِمْ ,
ثُمَّ صَالَحُوهُ عَلَى مَالٍ جَزِيلٍ , وَعَلَى أَنْ يَضْرِبَ عَلَى أَرَاضِي الرَّعِيَّةِ الْخَرَاجَ , وَيَدَعَ الْأَرْضَ التي كان اقتطعها كِسْرَى لِوَالِدِ الْمَرْزُبَانِ صَاحِبِ مَرْوَ , حِينَ قَتَلَ الْحَيَّةَ الَّتِي كَانَتْ تَقْطَعُ الطَّرِيقَ عَلَى النَّاسِ وَتَأْكُلُهُمْ ,
فَصَالَحَهُمُ الْأَحْنَفُ عَلَى ذَلِكَ , وَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابَ صُلْحٍ بِذَلِكَ ,
ثُمَّ بَعَثَ الْأَحْنَفُ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ ررر إِلَى الْجَوْزَجَانِ ,
فَفَتَحَهَا بَعْدَ قِتَالٍ وَقَعَ بَيْنَهُمْ , قُتِلَ فِيهِ خَلْقٌ مِنْ شُجْعَانِ المسلمين , ثُمَّ نُصِروا.
ثُمَّ سَارَ الْأَحْنَفُ مِنْ مَرْوِ الرَّوذِ إِلَى بَلْخَ , فَحَاصَرَهُمْ , حَتَّى صَالَحُوهُ عَلَى أَرْبَعِمِائَةِ أَلْفٍ ,
واستناب الْأَحْنَفُ ابنَ عمِّه أُسَيد بن المشمس عَلَى قَبْضِ الْمَالِ.
ثُمَّ ارْتَحَلَ الْأَحْنَفُ يُرِيدُ الْجِهَادَ , فداهمَه الشتاء , فقال لأصحابه: ما تشاؤون؟
قالوا: قد قال عمرو بن معد يكرب:
إِذَا لَمْ تَسْتَطِعْ شَيْئًا فَدَعْهُ ... وَجَاوِزْهُ إِلَى مَا تَسْتَطِيعُ
فَأَمَرَ الْأَحْنَفُ بِالرَّحِيلِ إِلَى بَلْخَ , فَأَقَامَ بِهَا مُدَّةَ الشِّتَاءِ , ثُمَّ عَادَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بن عَامِرٍ ,
فَقِيلَ لِابْنِ عَامِرٍ: مَا فُتِحَ عَلَى أَحَدٍ مَا فُتِحَ عَلَيْكَ , فَارِسُ , وَكِرْمَانُ , وَسِجِسْتَانُ , وعامرُ خُرَاسَانَ ,
فَقَالَ: لَا جَرَمَ , لَأَجْعَلَنَّ شُكْرِي لِلَّهِ عَلَى ذَلِكَ أَنْ أُحْرِمَ بِعُمْرَةٍ مِنْ مَوْقِفِي هَذَا مُشَمِّرًا , فَأَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ مِنْ نَيْسَابُورَ ,
فَلَمَّا قَدِم على عُثْمَانَ , لَامَهُ عَلَى إِحْرَامِهِ مِنْ خُرَاسَانَ.
وَفِيهَا أَقْبَلَ قَارِنُ فِي أَرْبَعِينَ أَلْفًا من أهل خراسان وما حولها ,
فَالْتَقَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَازِمٍ فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ , وَجَعَلَ لهم مقدمة ستمائة رجل , وأمَر كلًّا مِنْهُمْ أَنْ يَحْمِلَ عَلَى رَأْسِ رُمْحِهِ نَارًا , وَأَقْبَلُوا إِلَيْهِمْ فِي وَسَطِ اللَّيْلِ , فَبَيَّتُوهُمْ ,
فَثَارُوا إِلَيْهِمْ ,
فَنَاوَشَتْهُمُ الْمُقَدِّمَةُ , فَاشْتَغَلُوا بِهِمْ ,
وَأَقْبَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَازِمٍ بِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ , فاتفقوا هُمْ وَإِيَّاهُمْ ,
فولَّى الْمُشْرِكُونَ مُدْبِرِينَ ,
وَأَتْبَعَهُمُ الْمُسْلِمُونَ يقتلون مَن شاؤوا , كَيف شاؤوا , وَغَنِمُوا سَبْيًا كَثِيرًا , وَأَمْوَالًا جَزِيلَةً ,
ثُمَّ بَعَثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَازِمٍ بِالْفَتْحِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ ,
فَرَضِيَ عَنْهُ , وَأَقَرَّهُ عَلَى خُرَاسَانَ - وَكَانَ قَدْ عَزَلَهُ عَنْهَا -
فَاسْتَمَرَّ بِهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَازِمٍ إِلَى مَا بَعْدَ ذَلِكَ.

ذِكْرُ مَنْ تُوُفِّيَ مِنَ الْأَعْيَانِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ:
الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ الْقُرَشِيُّ الْهَاشِمِيُّ , أَبُو الْفَضْلِ ررر
عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صصص وَوَالِدُ الْخُلَفَاءِ الْعَبَّاسِيِّينَ ,
وَكَانَ أَسَنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ ,
وَكَانَ مِنْ أَوْصَلِ النَّاسِ لِقُرَيْشٍ , وَأَشْفَقِهِمْ عَلَيْهِمْ ,
وَكَانَ ذَا رَأْيٍ وَعَقْلٍ تَامٍّ وَافٍ ,
وَكَانَ طَوِيلًا جَمِيلًا أَبْيَضَ بَضًّا ذَا ظفيرتين
وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ عَشَرَةُ ذُكُورٍ سِوَى الْإِنَاثِ , وَهُمْ : تَمَّامٌ - وَكَانَ أَصْغَرَهُمْ - وَالْحَارِثُ , وَعَبْدُ اللَّهِ , وَعُبَيْدُ اللَّهِ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ , وَعَوْنٌ , وَالْفَضْلُ , وَقُثَمُ , وَكَثِيرٌ , وَمَعْبَدٌ.
وَثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ عُمَرَ خَرَجَ يَسْتَسْقِي وَخَرَجَ بِالْعَبَّاسِ مَعَهُ يَسْتَسْقِي بِهِ , وَقَالَ : اللَّهم إِنَّا كُنَّا إِذَا قَحَطْنَا تَوَسَّلْنَا إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا , وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا , قَالَ : فَيُسْقَوْنَ .
تُوُفِّيَ الْعَبَّاسُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ لِثِنْتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَجَبٍ , عَنْ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً ,
وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ , وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ.

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ بْنُ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ , أَبُو مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ الزُّهْرِيُّ ررر
أَسْلَمَ قَدِيمًا عَلَى يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ ,
وَهَاجَرَ إِلَى الْحَبَشَةِ , وَإِلَى الْمَدِينَةِ ,
وَآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ ,
وَشَهِدَ بَدْرًا وَمَا بَعْدَهَا ,
وَهُوَ أَحَدُ الْعَشْرَةِ الْمَشْهُودِ لَهُمْ بِالْجَنَّةِ ,
وَأَحَدُ الثَّمَانِيَةِ السَّابِقَيْنَ إِلَى الْإِسْلَامِ ,
وَأَحَدُ السِّتَّةِ أَصْحَابِ الشُّورَى ,
ثُمَّ أَحَدُ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ انْتَهَتْ إِلَيْهِمْ مِنْهُمْ كَمَا ذَكَرْنَا.
ثُمَّ كَانَ هُوَ الَّذِي اجْتَهَدَ فِي تَقْدِيمِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى وَرَاءَهُ الرَّكْعَةَ الثَّانِيَةَ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ فِي بَعْضِ الْأَسْفَارِ , وَهَذِهِ مَنْقَبَةٌ عَظِيمَةٌ لَا تُبَارَى.
وَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ , أَوْصَى لِكُلِّ رَجُلٍ مِمَّنْ بَقِيَ مِنْ أَهْلِ بِدْرٍ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِينَارٍ - وَكَانُوا مِائَةً -
فَأَخَذُوهَا , حَتَّى عُثْمَانُ وَعَلِيٌّ ,
وَقَالَ عَلِيٌّ: اذْهَبْ يَا ابْنَ عَوْفٍ , فقد أدركتَ صَفْوَها , وسبقتَ زَيْفَها ,
وَأَوْصَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِمَبْلَغٍ كَثِيرٍ ,
حَتَّى كَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ : سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ السَّلْسَبِيلِ.
وَلَمَّا مَاتَ , صَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ,
وَحَمَلَ فِي جِنَازَتِهِ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ,
وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ عَنْ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً.
وكان أبيض مشرباً حمرة حسن الوجه , دقيق الْبَشَرَةِ , أَعْيَنَ أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ , أَقْنَى , لَهُ جُمَّةٌ , ضَخْمَ الْكَفَّيْنِ , غَلِيظَ الْأَصَابِعِ , لَا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ , جُنْدُبُ بْنُ جُنَادَةَ ررر
أَسْلَمَ قَدِيمًا بِمَكَّةَ , فَكَانَ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ , أَوْ خَامِسَ خَمْسَةٍ.
وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ حَيَّا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ ,
ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَادِهِ وَقَوْمِهِ , فَكَانَ هُنَاكَ حَتَّى هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ
فَهَاجَرَ بَعْدَ الْخَنْدَقِ ,
ثُمَّ لَزِمَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَضَرًا وَسَفَرًا , وَرَوَى عَنْهُ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً.
ثُمَّ لَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَمَاتَ أَبُو بَكْرٍ , خَرَجَ إِلَى الشَّامِ , فَكَانَ فِيهِ حَتَّى وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُعَاوِيَةَ
فَاسْتَقْدَمَهُ عُثْمَانُ إِلَى الْمَدِينَةِ ,
ثُمَّ نزل الرَّبَذَة , فَأَقَامَ بِهَا حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْحِجَّةِ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ ,
وَلَيْسَ عِنْدَهُ سِوَى امْرَأَتِهِ وَأَوْلَادِهِ , فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى دَفْنِهِ , إِذْ قَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ مِنْ الْعِرَاقَ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ , فَحَضَرُوا مَوْتَهُ ,
وَأَوْصَاهُمْ أَبُو ذَرٍّ كَيْفَ يَفْعَلُونَ بِهِ ,
وقد أَرْسَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ررر إِلَى أَهْلِهِ , فَضَمَّهُمْ مع أَهْلِهِ.

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ بن غافل بن حبيب بن سمح بْنِ فَارِ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ صَاهِلَةَ بْنِ كاهل بن الحارث بن تيم ابن سَعْدِ بْنِ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بن مضر الهذلي , أبو عبد الرحمن ررر
حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ
أَسْلَمَ قَدِيمًا قَبْلَ عُمَرَ , وَكَانَ سَبَبُ إِسْلَامِهِ حِينَ مرَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , وَهُوَ يَرْعَى غَنَمًا فَسَأَلَاهُ لَبَنًا
فَقَالَ: إِنِّي مُؤْتَمَنٌ ,
قَالَ : فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنَاقًا لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الْفَحْلُ , فَاعْتَقَلَهَا ثُمَّ حَلَبَ وَشَرِبَ , وَسَقَى أَبَا بَكْرٍ , ثُمَّ قَالَ لِلضَّرْعِ " اقْلِصْ " فَقَلَصَ ,
فَقُلْتُ : علِّمني مِنْ هَذَا الدُّعَاءِ
فَقَالَ: " إنَّك غلام معلَّم ".
وَقَدْ شَهِدَ ابْنُ مَسْعُودٍ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوَاقِفَ كَثِيرَةً , مِنْهَا الْيَرْمُوكُ وَغَيْرُهَا ,
وَكَانَ قَدِمَ مِنَ الْعِرَاقِ حَاجًّا , فَمَرَّ بِالرَّبَذَةِ , فَشَهِدَ وَفَاةَ أَبِي ذَرٍّ , وَدَفَنَهُ ,
ثُمَّ قَدِمَ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَمَرِضَ بِهَا , وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ عَنْ بِضْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً.

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 02:44 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات