06-23-2022, 03:31 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 376,634
|
|
طهارة الظاهر والباطن من كل إثم وقذر قبل الشروع في أي عبادة
طهارة الظاهر والباطن من كل إثم وقذر قبل الشروع في أي عبادة
فواز بن علي بن عباس السليماني
قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة:183].
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في "تفسيره" (1/ 497): أمر الله المؤمنين من هذه الأمة بالصيام؛ لما فيه من زكاة النفس وطهارتها وتنقيتها من الأخلاط الرديئة والأخلاق الرذيلة.
وقوله: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾: وذلك لأن الصوم فيه تزكية للبدن، وتضييق لمسالك الشيطان. اهـ بتصرف.
قلت: وقد قرن الله تبارك وتعالى، بين المحافظة على الطهارتين ـ الحسيَّة والمعنوية ـ، قال الله تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشَّمْسِ: 9ـ 10].
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في "تفسيره" (5/ 462) والمراد بالزكاة هاهنا: زكاة النفس من الشرك والدنس.اهـ
وقال تعالى ممتدحا نبيه ورسوله يحي عليه السلام: ﴿ وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا ﴾ [مريم: 13].
قال العلامة السعدي رحمه الله في "تفسيره" (ص490): قوله: ﴿ وَزَكَاةً ﴾ أي: طهارة من الآفات والذنوب، فطهَّر قلبه وتزكَّى عقله، وذلك يتضمن زوال الأوصاف المذمومة، والأخلاق الرديئة، وزيادة الأخلاق الحسنة، والأوصاف المحمودة، ولهذا قال: ﴿ وَكَانَ تَقِيًّا ﴾ أي: فاعلا للمأمور، تاركا للمحظور. اهـ
فعُلم مما تقدم: أهمية طهارة الظاهر والباطن للمؤمن في أحواله كلها، وتتأكَّد أكثر حال مزاولته الطاعات، كالصلاة والصيام وسائر العبادات، مما يأتي بسطه عقب هذه الكلمات ـ إن شاء الله تعالى ـ.
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|