|
03-21-2016, 11:25 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 376,634
|
|
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 163 - 165)
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 161 - 162)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=363659
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا حُصِرَ الْمُقَنَّعُ الزِّنْدِيقُ الَّذِي كَانَ قَدْ نَبَغَ بِخُرَاسَانَ وَقَالَ بِالتَّنَاسُخِ , وَاتَّبَعَهُ عَلَى جَهَالَتِهِ وَضَلَالَتِهِ خَلْقٌ مِنَ الطَّغَامِ وَسُفَهَاءِ الْأَنَامِ , وَالسَّفِلَةِ مِنَ الْعَوَامِّ
قَالَ ابْنُ خِلِّكَانَ : الْمُقَنَّعُ الْخُرَاسَانِيُّ , وَكَانَ أَوَّلًا قَصَّارًا , ثُمَّ ادَّعَى الرُّبُوبِيَّةَ , مَعَ أَنَّهُ كَانَ أَعْوَرَ قَبِيحَ الْمَنْظَرِ , وَكَانَ يَتَّخِذُ لَهُ وَجْهًا مِنْ ذَهَبٍ , وَاتَّبَعَهُ عَلَى جَهَالَتِهِ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنَ الْجَهَلَةِ , وَكَانَ يُرِي النَّاسَ قَمَرًا يُرَى مِنْ مَسِيرَةِ شَهْرَيْنِ , ثُمَّ يَغِيبُ , فَعَظُمَ اعْتِقَادُهُمْ فِيهِ , وَمَنَعُوهُ بِالسِّلَاحِ
وَكَانَ يَزْعُمُ - لَعَنَهُ اللَّهُ , وَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا - أَنَّ اللَّهَ ظَهَرَ فِي صُورَةِ آدَمَ , وَلِهَذَا سَجَدَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ , ثُمَّ فِي نُوحٍ , ثُمَّ فِي الْأَنْبِيَاءِ وَاحِدًا وَاحِدًا , ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيِّ , ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَيْهِ
فَلَمَّا كَانَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ مَنَعُوهُ مِنَ الْجُنُودِ
فلَجَأَ إِلَى قَلْعَةِ كَشٍّ
فَحَاصَرَهُ سَعِيدٌ الْحَرِشِيُّ , فَأَلَحَّ عَلَيْهِ فِي الْحِصَارِ
فَلَمَّا أَحَسَّ بِالْغَلَبَةِ , تَحَسَّى سُمًّا , وَسَمَّ نِسَاءَهُ , فَمَاتُوا جَمِيعًا , عَلَيْهِمْ لِعَائِنُ اللَّهِ .
وَدَخَلَ الْجَيْشُ الْإِسْلَامِيُّ قَلْعَتَهُ , فَاحْتَزُّوا رَأَسَهُ , وَبَعَثُوا بِهِ إِلَى الْمَهْدِيِّ , وَكَانَ الْمَهْدِيُّ حِينَ جَاءَهُ رَأْسُ الْمُقَنَّعِ بِحَلَبَ .
وَاسْتَحْوَذَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى حَوَاصِلِهِ وَأَمْوَالِهِ كُلِّهَا .
وَفِيهَا جَهَّزَ الْمَهْدِيُّ الْبُعُوثَ مِنْ خُرَاسَانَ وَغَيْرِهَا مِنَ الْبِلَادِ لِغَزْوِ الرُّومِ , وَأَمَّرَ عَلَى الْجَمِيعِ وَلَدَهُ هَارُونَ الرَّشِيدَ , وَخَرَجَ مِنْ بَغْدَادَ مُشَيِّعًا لَهُ , فَسَارَ مَعَهُ مَرَاحِلَ , وَاسْتَخْلَفَ عَلَى بَغْدَادَ وَلَدَهُ مُوسَى الْهَادِي
وَكَانَ فِي هَذَا الْجَيْشِ : الْحَسَنُ بْنُ قَحْطَبَةَ , وَالرَّبِيعُ الْحَاجِبُ , وَخَالِدُ بْنُ بَرْمَكَ , وَهُوَ مِثْلُ الْوَزِيرِ لِلرَّشِيدِ وَلِيِّ الْعَهْدِ , وَيَحْيَى بْنُ خَالِدٍ , وَهُوَ كَاتِبُهُ , وَإِلَيْهِ النَّفَقَاتُ .
وَمَا زَالَ الْمَهْدِيُّ مَعَ وَلَدِهِ مُشَيِّعًا لَهُ حَتَّى بَلَغَ دَرْبَ الرُّومِ عِنْدَ جَيْحَانَ , وَارْتَادَ هُنَاكَ الْمَدِينَةَ الْمُسَمَّاةَ بِالْمَهْدِيَّةِ فِي بِلَادِ الرُّومِ , ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الشَّامِ , وَزَارَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ
فَسَارَ الرَّشِيدُ إِلَى بِلَادِ الرُّومِ فِي جَحَافِلَ عَظِيمَةٍ , فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فُتُوحَاتٍ كَثِيرَةً , وَغَنِمُوا أَمْوَالًا جَزِيلَةً جِدًّا , وَكَانَ لِخَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ فِي ذَلِكَ أَثَرٌ جَمِيلٌ لَمْ يَكُنْ لِغَيْرِهِ , وَبَعَثُوا بِالْبِشَارَةِ مَعَ سُلَيْمَانَ بْنِ بَرْمَكَ إِلَى الْمَهْدِيِّ
فَأَكْرَمَهُ الْمَهْدِيُّ وَأَجْزَلَ عَطَاءَهُ .
وَفِيهَا عَزَلَ الْمَهْدِيُّ عَمَّهُ عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ عَلِيٍّ عَنِ الْجَزِيرَةِ , وَوَلَّى عَلَيْهَا زُفَرَ بْنَ عَاصِمٍ الْهِلَالِيَّ
ثُمَّ عَزَلَهُ وَوَلَّى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ .
وَفِيهَا وَلَّى الْمَهْدِيُّ وَلَدَهُ هَارُونَ الرَّشِيدِ بِلَادَ الْمَغْرِبِ , وَأَذْرَبِيجَانَ وَأَرْمِينِيَّةَ , وَجَعَلَ عَلَى رَسَائِلِهِ يَحْيَى بْنَ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ
وَوَلَّى وَعَزَلَ جَمَاعَةً مِنَ النُّوَّابِ , وَحَجَّ بِالنَّاسِ فِيهَا عَلِيٌّ بْنُ الْمَهْدِيِّ .
وَفِيهَا تُوُفِّيَ عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ
عَمُّ السَّفَّاحِ وَأَبي جَعْفَرَ , وَإِلَيْهِ يُنْسَبُ قَصْرُ عِيسَى , وَنَهْرُ عِيسَى بِبَغْدَادَ
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ : كَانَ لَهُ مَذْهَبٌ جَمِيلٌ , وَكَانَ مُعْتَزِلًا لِلسُّلْطَانِ .
تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ عَنْ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً .
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|
|
|