بِسْم الله الرحمان الرحيم
و الصلاة و السلام على سيّد المرسلين
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}
الحشر[18]
ـــــــــــــــــــــــــ
التفاسير:
قال الإمام الطبري:
((يا أيّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ)) يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدّقوا الله ووحدوه، اتقوا الله بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه.
وقوله ((وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ)) يقول: ولينظر أحدكم ما قدّم ليوم القيامة من الأعمال، أمن الصالحات التي تنجيه أم من السيئات التي توبقه؟.
.........وقوله: ((وَاتَّقُوا الله)) يقول: وخافوا الله بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه
((إنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)) يقول: إن الله ذو خبرة وعلم بأعمالكم خيرها وشرّها، لا يخفى عليه منها شيء، وهو مجازيكم على جميعها.
ï؟½ï؟½[تفسير الطبري]ï؟½ï؟½
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قَالَ الإمام ابن كثير
فقوله تعالى: ((يظ°أَيُّهَا ظ±لَّذِينَ ءَامَنُواْ ظ±تَّقُواْ ظ±للَّهَ)) أمر بتقواه، وهو يشمل فعل ما به أمر، وترك ما عنه زجر.
وقوله تعالى: ((وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ)) أي: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم،
((وَظ±تَّقُواْ ظ±للَّه)) تأكيد ثان
((إِنَّ ظ±للَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)) أي: اعلموا أنه عالم بجميع أعمالكم وأحوالكم، لا تخفى عليه منكم خافية، ولا يغيب عنه من أموركم جليل ولا حقير.
ï؟½ï؟½[تفسير ابن كثير]ï؟½ï؟½
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الإمام الشوكاني:
فقال: ((يظ°أَيُّهَا ظ±لَّذِينَ ءامَنُواْ ظ±تَّقُواْ ظ±للَّهَ )) أي: اتقوا عقابه بفعل ما أمركم به، وترك ما نهاكم عنه
((وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ )) أي: لتنظر أيّ شيء قدّمت من الأعمال ليوم القيامة، والعرب تكني عن المستقبل بالغد، وقيل: ذكر الغد تنبيهاً على قرب الساعة
((وَظ±تَّقُواْ ظ±للَّهَ )) كرّر الأمر بالتقوى للتأكيد
((إِنَّ ظ±للَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )) لا تخفى عليه من ذلك خافية، فهو مجازيكم بأعمالكم إن خيراً فخير، وإن شرّاً فشرّ،
ï؟½ï؟½[فتح القدير]ï؟½ï؟½
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قَالَ الإمام القرطبي:
((يظ°أَيُّهَا ظ±لَّذِينَ آمَنُواْ ظ±تَّقُواْ ظ±للَّهَ)) في أوامره ونواهيه، وأداء فرائضه واجتناب معاصيه.
((وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ)) يعني يوم القيامة. والعرب تكني عن المستقبل بالغد. وقيل: ذِكْر الغَدِ تنبيهاً على أن الساعة قريبة؛ كما قال الشاعر:
وإن غـداً للناظـرين قـريب
وقال الحسن وقتادة: قرّب الساعة حتى جعلها كغَدٍ. ولا شك أن كل آتٍ قريبٌ؛ والموت لا محالة آتٍ. ومعنى «ما قَدَّمت» يعني من خير أو شر.
((وَظ±تَّقُواْ ظ±للَّهَ)) أعاد هذا تكريراً، كقولك: اعجل اعجل، اِرْم اِرْم. وقيل التقوى الأولى التوبة فيما مضى من الذنوب، والثانية اتقاء المعاصي في المستقبل.
((إِنَّ ظ±للَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)) قال سعيد بن جبير: أي بما يكون منكم. والله أعلم.
ï؟½ï؟½[تفسير القرطبي]ï؟½ï؟½
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قَالَ الإمام البغوي:
قوله عزّ وجلّ ((يظ°أَيُّهَا ظ±لَّذِينَ ءَامَنُواْ ظ±تَّقُواْ ظ±للَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ))، يعني ليوم القيامة، أي: لينظر أحدكم أي شيء قدم لنفسه، عملاً صالحاً ينجيه أم سيئاً يوبقه؟ ((وَظ±تَّقُواْ ظ±للَّهَ إِنَّ ظ±للَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون)).
ï؟½ï؟½[تفسير البغوي]ï؟½ï؟½
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قَالَ الإمام ناصر السعدي:
يأمر تعالى عباده المؤمنين بما يوجبه الإيمان ويقتضيه من لزوم تقواه، سرا وعلانية، في جميع الأحوال، وأن يراعوا ما أمرهم الله به من أوامره وشرائعه وحدوده، وينظروا ما لهم وما عليهم، وماذا حصلوا عليه من الأعمال التي تنفعهم أو تضرهم في يوم القيامة، فإنهم إذا جعلوا الآخرة نصب أعينهم وقبلة قلوبهم، واهتموا بالمقام بها، اجتهدوا في كثرة الأعمال الموصلة إليها، وتصفيتها من القواطع والعوائق التي توقفهم عن السير أو تعوقهم أو تصرفهم، وإذا علموا أيضا، أن الله خبير بما يعملون، لا تخفى عليه أعمالهم، ولا تضيع لديه ولا يهملها، أوجب لهم الجد والاجتهاد.
وهذه الآية الكريمة أصل في محاسبة العبد نفسه، وأنه ينبغي له أن يتفقدها، فإن رأى زللا تداركه بالإقلاع عنه، والتوبة النصوح، والإعراض عن الأسباب الموصلة إليه، وإن رأى نفسه مقصرا في أمر من أوامر الله، بذل جهده واستعان بربه في تكميله وتتميمه، وإتقانه، ويقايس بين منن الله عليه وإحسانه وبين تقصيره، فإن ذلك يوجب له الحياء بلا محالة.
ï؟½ï؟½[تفسير السعدي :(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)]ï؟½ï؟½
المصدر...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك