عناصر البحث
الآية [35]
القراءات
1- القراءات في قوله { رغدا}
2- القراءات في قوله { هذه }
المسائل التفسيرية
1- بيان أن آدم عليه السلام هو أول الأنبياء
2- آدم عليه السلام نبي مكلم
3- مم خلق آدم ؟
4- متى خلق آدم ؟
5- معنى قوله { اسكن}
6- معنى قوله {وزوجك}
7- متى خلقت حواء؟
8- معنى الجنة
9- هل الجنة التي سكنها آدم هي جنة الخلد؟
10- متى أخرج إبليس من الجنة ؟
11- متى سكن آدم الجنة ؟
12- كم مكث آدم في الجنة ؟
13- تزيين حواء لآدم الأكل من الشجرة اثر لايصح
14- المقصود بلفظ الأمر {كلا}
15- عود الضمير في قوله {منها}
16- معنى قوله { رغدا}
17- ما العائد في اسم الإشارة (هذه) في قوله { ولاتقربا هذه الشجرة}
18- الشجرة التي نهي آدم عن الأكل منها
19- معنى قوله تعالى { ولاتقربا هذه الشجرة}
20- تأويل قوله تعالى{ولاتقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين}
21- معنى قوله { فتكونا من الظالمين}
22- المعنى الإجمالي للآية
المسائل العقدية
1- الإحتجاج بالقدر عند المصائب
المسائل البلاغية
1- مايقال لامرأة الرجل
2- معنى كلمة الظلم
المسائل النحوية
1- مجيء الضمير بصيغة الجمع في قوله تعالى { قلنا ياآدم}
2- رفع الاسم المفرد في باب الدعاء
الإعراب
1- اعراب { أنت}
2- اعراب {كلا}
3- اعراب { رغدا }
4- اعراب { حيث }
5- اعراب {فتكونا}
المسائل الصرفية
1- أصل كلمة {شئتما}
2- أصل الهاء في {هذه}
المسائل الفقهية
1- ماجاء في باب سد الذرائع
2- دلت القرينة ( لفظة الظلم) في الآية على أن الأمر للوجوب.
الفوائد السلوكية
1-الحكمة من الأمر والنهي هي سنة الإبتلاء
الآية [36]
القراءات
1- القراءات في قوله تعالى { فأزلهما}
2- القراءات في قوله {اهبطوا}
المسائل التفسيرية
1- معنى {فأزلهما }
2- سبب تسمية الشيطان بهذا الاسم
3- الحكمة من اضافة الإخراج إلى إبليس
4- كيف استزل إبليس آدم عليه السلام ؟
5- عود الضمير في قوله تعالى { عنها}
6- معنى قوله تعالى { فأخرجهما مما كانا فيه }
7- معنى هبط
8- هل كان هبوط المخاطبن بوقت واحد ؟
9- من المخاطب في قوله الله تعالى { اهبطوا }
10- طبيعة العداوة مابين آدم وزوجته، وابليس والحية
11- مكان هبوط كل من آدم وحواء وإبليس والحية
12- تأويل قوله تعالى { ولكم في الأرض مستقر}
13- معنى قوله تعالى { ومتاع }
المسائل العقدية
1- إثبات المعاد
المسائل النحوية
الإعراب
1- اعراب قوله تعالى { بعضكم لبعض عدو}
المسائل اللغوية
1-تعامل «بعض» معاملة المفرد، وتأتي «عدو» للمفرد والجمع
الفوائد الفقهية
1- حكم قتل الحيات
الفوائد السلوكية
1- شؤم وعقوبة المعصية
2- تسلية آدم عليه السلام والمؤمنين بإخبارجهم برجوعهم إلى الجنة بعد حين
تصنيف الأقوال في الآية [35]
القراءات
1- القراءات في قوله {رغدا}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): وقرأ ابن وثاب والنخعي «رغدا» بسكون الغين، والجمهور على فتحها.
2- القراءات في قوله{ هذه }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : قرأ ابن محيصن هذي على الأصل .
المسائل التفسيرية
1- بيان أن آدم عليه السلام هو أول الأنبياء
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : أخرج أحمد والبخاري في تاريخه والبزار والبيهقي في الشعب عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله أي الأنبياء كان أول؟ قال: «آدم»، قلت: يا رسول الله ونبي كان؟ قال:«نعم، نبي مكلم»، قلت: كم كان المرسلون يا رسول الله؟ قال: (ثلاثمائة وخمسة عشر، جما غفيرا)
- وأخرج عبد بن حميد والآجري في الأربعين عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول من كان أولهم يعني الرسل-؟ قال: «آدم»، قلت: يا رسول الله أنبي مرسل؟ قال: (نعم، خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وسواه قبلا).
وأخرج أحمد، وابن المنذر والطبراني، وابن مردويه عن أبي أمامة أن أبا ذر قال: يا نبي الله أي الأنبياء كان أول؟ قال: «آدم»، قال: أو نبي كان آدم؟ قال: «نعم، نبي مكلم خلقه الله بيده ثم نفخ فيه من روحه ثم قال له: يا آدم قبلا»، قلت: يا رسول الله كم وفى عدة الأنبياء؟ قال:(مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر، جما غفيرا)
2- آدم عليه السلام نبي مكلم
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : وروى الحافظ أبو بكر بن مردويه، من حديث محمّد بن عيسى الدّامغانيّ، حدّثنا سلمة بن الفضل، عن ميكائيل، عن ليثٍ، عن إبراهيم التّيميّ، عن أبيه، عن أبي ذرٍ: قال: قلت: يا رسول اللّه؛ أريت آدم، أنبيًّا كان؟ قال:«نعم، نبيًّا رسولًا كلّمه اللّه قبلا فقال: {اسكن أنت وزوجك الجنّة}.
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : أخرج الطبراني وأبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله أرأيت آدم نبيا كان؟ قال :(نعم، كان نبيا رسولا كلمه الله قبلا قال له: {يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة})
وأخرج ابن أبي حاتم، وابن حبان والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي أمامة الباهلي أن رجلا قال: يا رسول الله أنبي كان آدم؟ قال:«نعم، مكلم»، قال: كم بينه وبين نوح؟ قال: «عشرة قرون»، قال: كم بين نوح وبين إبراهيم؟ قال:«عشرة قرون»، قال: يا رسول الله كم الأنبياء؟ قال:«مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا»، قال: يا رسول الله كم كانت الرسل من ذلك؟ قال: (ثلاثمائة وخمسة عشر، جما غفيرا).
3- مم خلق آدم ؟
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ) : نا معمر، قال: أخبرني شيخ، أن ابن عباس في قوله: {يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة} قال: «خلق الله آدم من أديم الأرض يوم الجمعة بعد العصر فسماه آدم، ثم عهد الله فنسي فسماه الإنسان»، قال ابن عباس:«فبالله ما غابت الشمس حتى أهبط من الجنة»). [تفسير عبد الرزاق: 1/ 43]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ) : (نا معمر، قال: أخبرنا عوف الأعرابي، عن قسامة بن زهير، عن أبي موسى الأشعري أن النبي قال: «خلق الله آدم من أديم الأرض كلها فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأبيض والأسود والأحمر وبين ذلك، والسهل والحزن والخبيث والطيب»). [تفسير عبد الرزاق: 1/ 43]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327ه):قوله: {وقلنا يا آدم}
حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن أبي الضّحى، عن ابن عبّاسٍ قال: «وإنّما سمّي آدم لأنّه خلق من أديم الأرض»). [تفسير القرآن العظيم: 1/85 ]
4- متى خلق آدم
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): قوله: {يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنّة} ، حدّثنا عصام بن روّادٍ العسقلانيّ، ثنا آدم ابن أبي إياسٍ، ثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع، عن أبي العالية قال: «قال اللّه تبارك وتعالى: {يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنّة}»، قال: (خلق اللّه آدم يوم الجمعة، وأدخله الجنّة يوم الجمعة، فجعله في جنّات الفردوس).
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ):وقال الزّهريّ عن عبد الرّحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم: «خير يومٍ طلعت فيه الشّمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنّة، وفيه أخرج منها» رواه مسلمٌ والنّسائيّ .
5- معنى قوله {اسكن}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : {اسكن} معناه لازم الإقامة، ولفظه لفظ الأمر ومعناه الإذن.
6- معنى قوله { وزوجك}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : {وزوجك} عطف عليه والزوج امرأة الرجل وهذا أشهر من زوجة
7- متى خلقت حواء ؟
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
- قال ابن عبّاسٍ بما حدّثني به موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرو بن حمّادٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في خبرٍ ذكره عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة، عن ابن مسعودٍ، وعن ناسٍ، من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «فأخرج إبليس من الجنّة حين لعن، وأسكن آدم الجنّة، فكان يمشي فيها وحشًا ليس له زوجٌ يسكن إليها. فنام نومةً فاستيقظ، وإذا عند رأسه امرأةٌ قاعدةٌ خلقها اللّه من ضلعه، فسألها: من أنت؟ فقالت: امرأةٌ، قال: ولم خلقت؟ قالت: تسكن إليّ. قالت له الملائكة ينظرون ما بلغ علمه: ما اسمها يا آدم؟ قال: حوّاء، قالوا: ولم سمّيت حوّاء؟ قال: لأنّها خلقت من شيءٍ حيٍّ. فقال اللّه له: {يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنّة وكلا منها رغدًا حيث شئتما}.
فهذا الخبر ينبئ عن أنّ حوّاء خلقت بعد أن سكن آدم الجنّة فجعلت له سكنًا .
- وقال آخرون: بل خلقت قبل أن يسكن آدم الجنّة. ذكر من قال ذلك :
حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: «لمّا فرغ اللّه من معاتبة إبليس أقبل على آدم وقد علّمه الأسماء كلّها، فقال: {يا آدم أنبئهم بأسمائهم} إلى قوله: {إنّك أنت العليم الحكيم } . قال: «ثمّ ألقى السّنة على آدم، فيما بلغنا عن أهل الكتاب من أهل التّوراة وغيرهم من أهل العلم، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ وغيره، ثمّ أخذ ضلعًا من أضلاعه من شقّه الأيسر ولأم مكانه لحمًا وآدم نائمٌ لم يهبّ من نومته حتّى خلق اللّه من ضلعه تلك زوجته حوّاء، فسوّاها امرأةً ليسكن إليها. فلمّا كشف عنه السّنة وهبّ من نومته رآها إلى جنبه فقال فيما يزعمون واللّه أعلم: لحمي ودمي وزوجتي. فسكن إليها. فلمّا زوّجه اللّه تبارك وتعالى وجعل له سكنًا من نفسه، قال له قبلا: {يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنّة وكلا منها رغدًا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشّجرة فتكونا من الظّالمين } .
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327ه) : حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قال: «أخرج إبليس من الجنّة، وأسكن آدم الجنّة، فكان يمشي فيها وحشًا ليس له زوجٌ يسكن إليها، فنام نومةً فاستيقظ وعند رأسه امرأةٌ قاعدةٌ خلقها اللّه من ضلعه، فسألها: ما أنت؟ فقالت: امرأةٌ. قال: ولم خلقت؟ قالت: تسكن إليّ، قالت له الملائكة ينظرون ما بلغ من علمه: ما اسمها يا آدم؟ قال: حوّاء. قالوا: ولم حوّاء؟ قال: إنّها خلقت من شيءٍ حيٍّ فقال اللّه: {يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنّة}»). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 85]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546ه) : فقال ابن عباس: «حين أنبأ الملائكة بالأسماء واسجدوا له ألقيت عليه السنة وخلقت حواء، فاستيقظ وهي إلى جانبه فقال فيما يزعمون: لحمي ودمي، وسكن إليها، فذهبت الملائكة لتجرب علمه، فقالوا له يا آدم ما اسمها؟ قال: حواء. قالوا: ولم؟». قال: «لأنها خلقت من شيء حي، ثم قال الله له: اسكن أنت وزوجك الجنّة».
وقال ابن مسعود وابن عباس أيضا: (لما أسكن آدم الجنة مشى فيها مستوحشا، فلما نام خلقت حواء من ضلعه القصيرى، ليسكن إليها ويستأنس بها، فلما انتبه رآها، فقال: من أنت؟ قالت: امرأة خلقت من ضلعك لتسكن إلي).
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : قال محمد بن اسحاق : قال: «لمّا فرغ اللّه من معاتبة إبليس، أقبل على آدم وقد علّمه الأسماء كلّها، فقال: {يا آدم أنبئهم بأسمائهم} إلى قوله: {إنّك أنت العليم الحكيم} ، قال:«ثمّ ألقيت السّنة على آدم -فيما بلغنا عن أهل الكتاب من أهل التّوراة وغيرهم من أهل العلم، عن ابن عبّاسٍ وغيره- ثمّ أخذ ضلعًا من أضلاعه من شقه الأيسر، ولأم مكانه لحمًا، وآدم نائمٌ لم يهبّ من نومه، حتّى خلق اللّه من ضلعه تلك زوجته حوّاء، فسوّاها امرأةً ليسكن إليها. فلمّا كشف عنه السّنة وهبّ من نومه، رآها إلى جنبه، فقال -فيما يزعمون واللّه أعلم-: لحمي ودمي وروحي. فسكن إليها. فلمّا زوّجه اللّه، وجعل له سكنًا من نفسه، قال له قبلا{يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنّة وكلا منها رغدًا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشّجرة فتكونا من الظّالمين} .
- ويقال: إنّ خلق حوّاء كان بعد دخوله الجنّة، كما قال السّدّيّ في تفسيره، ذكره عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة، عن ابن مسعودٍ، وعن ناسٍ من الصّحابة: (أخرج إبليس من الجنّة، وأسكن آدم الجنّة، فكان يمشي فيها وحشًا ليس له زوجٌ يسكن إليه، فنام نومةً فاستيقظ، وعند رأسه امرأةٌ قاعدةٌ خلقها اللّه من ضلعه، فسألها: ما أنت؟ قالت: امرأةٌ. قال: ولم خلقت؟ قالت: لتسكن إليّ. قالت له الملائكة -ينظرون ما بلغ من علمه-: ما اسمها يا آدم؟ قال: حوّاء. قالوا: ولم سمّيت حوّاء؟ قال: إنّها خلقت من شيءٍ حيٍّ. قال اللّه: {يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنّة وكلا منها رغدًا حيث شئتما} ).
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات، وابن عساكر من طريق السدي بن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن ابن مسعود وناس من الصحابة قالوا: «لما سكن آدم الجنة كان يمشي فيها وحشا ليس له زوج يسكن إليها، فنام نومة، فاستيقظ فإذا عند رأسه امرأة قاعدة خلقها الله من ضلعه، فسألها: ما أنت؟ قالت: امرأة، قال: ولم خلقت؟ قالت: لتسكن إلي، قالت له الملائكة ينظرون ما يبلغ علمه: ما اسمها يا آدم؟ قال: حواء، قالوا: لم سميت حواء؟ قال: لأنها خلقت من حي، فقال الله: {يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة}».- وأخرج سفيان بن عيينة عن مجاهد قال: (نام آدم فخلقت حواء من قصيراه، فاستيقظ فرآها فقال: من أنت؟ فقالت: أنا أثا، يعني امرأة بالسريانية ).
8- معنى الجنة
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : والجنّة البستان عليه حظيرة
9- هل الجنة التي سكنها آدم هي جنة الخلد؟
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ) : حدّثنا عصام بن روّادٍ العسقلانيّ، ثنا آدم ابن أبي إياسٍ، ثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع، عن أبي العالية قال: «قال اللّه تبارك وتعالى: {يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنّة}»، قال: (خلق اللّه آدم يوم الجمعة، وأدخله الجنّة يوم الجمعة، فجعله في جنّات الفردوس)
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): واختلف في الجنة التي أسكنها آدم، هل هي جنة الخلد أو جنة أعدت لهما؟ وذهب من لم يجعلها جنة الخلد إلى أن من دخل جنة الخلد لا يخرج منها، وهذا لا يمتنع، إلا أن السمع ورد أن من دخلها مثابا لا يخرج منها، وأما من دخلها ابتداء كآدم فغير مستحيل ولا ورد سمع بأنه لا يخرج منها
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 ه)
فإن قيل: فإذا كانت جنّة آدم الّتي أسكنها في السّماء كما يقوله الجمهور من العلماء، فكيف يمكّن إبليس من دخول الجنّة، وقد طرد من هنالك طردًا قدريًّا، والقدريّ لا يخالف ولا يمانع؟
فالجواب: أنّ هذا بعينه استدلّ به من يقول: إنّ الجنّة الّتي كان فيها آدم في الأرض لا في السّماء، وقد بسطنا هذا في أوّل كتابنا البداية والنّهاية، وأجاب الجمهور بأجوبةٍ، أحدها: أنّه منع من دخول الجنّة مكرّمًا، فأمّا على وجه الرّدع والإهانة، فلا يمتنع؛
ولهذا قال بعضهم: كما جاء في التّوراة أنّه دخل في فم الحيّة إلى الجنّة
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية قال: «خلق الله آدم يوم الجمعة، وأدخله الجنة يوم الجمعة، فجعله في جنات الفردوس)
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : وقد اختلف في الجنّة الّتي أسكنها آدم، أهي في السّماء أم في الأرض؟ والأكثرون على الأوّل [وحكى القرطبيّ عن المعتزلة والقدريّة القول بأنّها في الأرض] .
10- متى أخرج إبليس من الجنة ؟
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : القول في تأويل قوله تعالى: {وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنّة وكلا منها رغدًا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشّجرة فتكونا من الظّالمين} :
- قال أبو جعفرٍ: وفي هذه الآية دلالةٌ واضحةٌ على صحّة قول من قال: إنّ إبليس أخرج من الجنّة بعد الاستكبار عن السّجود لآدم، وأسكنها آدم قبل أن يهبط إبليس إلى الأرض؛ ألا تسمعون اللّه جلّ ثناؤه يقول: {وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنّة وكلا منها رغدًا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشّجرة فتكونا من الظّالمين فأزلّهما الشّيطان عنها فأخرجهما ممّا كانا فيه} فقد تبيّن أنّ إبليس إنّما أزلّهما عن طاعة اللّه، بعد أن لعن وأظهر التّكبّر؛ لأنّ سجود الملائكة لآدم كان بعد أن نفخ فيه الرّوح، وحينئذٍ كان امتناع إبليس من السّجود له، وعند الامتناع من ذلك حلّت عليه اللّعنة .
- كما حدّثني به موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرو بن حمّادٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في خبرٍ ذكره، عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة، عن ابن مسعودٍ، وعن ناسٍ، من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: (أنّ عدوّ اللّه إبليس أقسم بعزّة اللّه ليغوينّ آدم وذرّيّته وزوجته، إلاّ عباد الله المخلصين منهم، بعد أن لعنه اللّه، وبعد أن أخرج من الجنّة، وقبل أن يهبط إلى الأرض، وعلّم اللّه آدم الأسماء كلّها)
- وحدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: (لمّا فرغ اللّه من إبليس ومعاتبته، وأبى إلاّ المعصية، وأوقع عليه اللّعنة، ثمّ أخرجه من الجنّة؛ أقبل على آدم وقد علّمه الأسماء كلّها، فقال: {يا آدم أنبئهم بأسمائهم} إلى قوله: {إنّك أنت العليم الحكيم}) .
11- متى سكن آدم الجنة
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ) : حدّثنا عصام بن روّادٍ العسقلانيّ، ثنا آدم ابن أبي إياسٍ، ثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع، عن أبي العالية «قال اللّه تبارك وتعالى: {يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنّة}»، قال: (خلق اللّه آدم يوم الجمعة، وأدخله الجنّة يوم الجمعة، فجعله في جنّات الفردوس)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 ه) : وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية قال:( خلق الله آدم يوم الجمعة، وأدخله الجنة يوم الجمعة، فجعله في جنات الفردوس )
12- كم مكث آدم في الجنة
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 ه):
- وقال الحاكم: حدّثنا أبو بكر بن بالويه، عن محمّد بن أحمد بن النّضر، عن معاوية بن عمرٍو، عن زائدة، عن عمّار بن معاوية البجلي، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: «ما أسكن آدم الجنّة إلّا ما بين صلاة العصر إلى غروب الشّمس». ثمّ قال: صحيحٌ على شرط الشّيخين، ولم يخرجاهـ .
-وقال عبد بن حميدٍ في تفسيره: حدّثنا روح، عن هشامٍ، عن الحسن، قال:(لبث آدم في الجنّة ساعةً من نهارٍ، تلك السّاعة ثلاثون ومائة سنةٍ من أيّام الدّنيا)
-وقال أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، قال: (خرج آدم من الجنّة للسّاعة التّاسعة أو العاشرة، فأخرج آدم معه غصنًا من شجر الجنّة، على رأسه تاجٌ من شجر الجنّة وهو الإكليل من ورق الجنّة)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ):
-وأخرج عبد بن حميد والحاكم وصححه عن ابن عباس قال:(ما سكن آدم الجنة إلا ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس)
-وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات، وابن عساكر عن ابن عباس قال: «خلق الله آدم من أديم الأرض يوم الجمعة بعد العصر فسماه آدم، ثم عهد إليه فنسي فسماه الإنسان»، قال ابن عباس: (فتالله ما غابت الشمس من ذلك اليوم حتى أهبط من الجنة إلى الأرض ).
-وأخرج الفريابي وأحمد في الزهد، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن الحسن قال: (لبث آدم في الجنة ساعة من نهار، تلك الساعة مائة وثلاثون سنة من أيام الدنيا).
-وأخرج أحمد في الزهد عن سعيد بن جبير قال: (ما كان آدم عليه السلام في الجنة إلا مقدار ما بين الظهر والعصر).
-وأخرج عبد الله في زوائده عن موسى بن عقبة قال:«مكث آدم في الجنة ربع النهار، وذلك ساعتان ونصف وذلك مائتان سنة وخمسون سنة، فبكى على الجنة مائة سنة»). [الدر المنثور: 1/ 274-278]
13- تزيين حواء لآدم الأكل من الشجرة أثر لايصح
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال أحمد بن منيعٍ: ثنا عبّاد بن العوام، ثنا سفيان بن حسين، عن يعلى بن مسلمٍ، عن سعيدٍ، عن ابن عبّاسٍ -رضي اللّه عنهما- قال: «قال اللّه -تعالى- لآدم -عليه السّلام-: ما حملك على أن أكلت من الشّجرة الّتي نهيتك عنها؟ فاعتلّ آدم فقال: يا ربّ، زيّنته لي حوّاء. قال: فإنّي عاقبتها أن لا تحمل، إلّا كرهًا، ولا تضع إلّا كرهًا، ودميتها في كلّ شهرٍ مرّتين. فرنّت حوّاء عند ذلك فقيل لها: عليك الرّنّة وعلى بناتك).
هذا إسنادٌ فيه مقالٌ؟ معلّى بن مسلمٍ لم أقف على ترجمته وباقي رواته ثقاتٌ). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/ 176]
14- المقصود بلفظ الأمر (كلا)
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546ه) : ولفظ هذا الأمر بـ{كلا} معناه الإباحة، بقرينة قوله: {حيث شئتما}
15- عود الضمير في قوله {منها }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546ه) : والضمير في {منها} عائد على الجنّة .
يتبع