حديث: ليس على مسافرٍ جُمعة
الشيخ عبد القادر شيبة الحمد
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس على مسافرٍ جُمعة))؛ رواه الطبراني بإسناد ضعيف.
المفردات:
رواه الطبراني؛ أي: في الأوسط.
بإسناد ضعيف: لأنه من رواية أبي بكر الحنفي عن عبدالله بن نافع عن أبيه نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال الطبراني عقيب إخراجه له: "لم يروِ هذا الحديث عن نافع إلا ابنُه عبدالله، تفرد به أبو بكر الحنفي"؛ اهـ.
وأبو بكر الحنفي مجهول، وعبدالله بن نافع ضعيف.
البحث:
لا خلافَ عند أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان وقوفُه بعرفة في حجة الوداع يوم الجمعة، وقد روى مسلم في صحيحه من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر في هذا اليوم ولم يصلِّ الجمعة، ولفظه: "ثم أذَّن بلال، ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر".
وقد روى البخاري ومسلم في صحيحَيْهما أن رجلًا من اليهودِ قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنكم تقرؤون آيةً في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلَت لاتَّخذنا ذلك اليوم عيدًا؟ قال: وأي آية؟ قال: قال: قوله: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، فقال عمر: والله إني لأعلمُ اليوم الذي نزلَتْ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والساعة التي نزلت فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، عشية عرفة في يوم جمعة.
وقد جاء في لفظ البخاري، عند تفسير هذه الآية، من طريق سفيان الثوري عن قيس عن طارق بن شهاب رضي الله عنه، قال: "قالَتِ اليهودُ لعمر: إنكم تقرؤون آيةً لو نزلت فينا لاتَّخذناها عيدًا، فقال عمر: إني لأعلم حين أُنزِلت، وأين أنزلت، وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أنزلت، يوم عرفة وأنا والله بعرفة" - قال سفيان: وأشك كان يوم الجمعة أم لا؟ ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ [المائدة: 3]، الآية.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: وشكَّ رحمه الله إن كان في الرواية، فهو تورُّع؛ حيث شك هل أخبره شيخه بذلك أم لا؟ وإن كان شكًّا في كون الوقوف في حجة الوداع كان يوم جمعة، فهذا ما إخاله يصدر عن الثوري رحمه الله، فإن هذا أمر معلومٌ مقطوع به، لم يختلف فيه أحد من أصحاب المغازي والسِّير، ولا من الفقهاء، وقد وردت في ذلك أحاديث متواترة، لا يُشَك في صحتها؛ اهـ.
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك