04-15-2017, 12:49 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 376,634
|
|
تفسير قوله: { زينا لكل أمة عملهم } ..
تفسير قوله: { زينا لكل أمة عملهم } ..
قال شيخ الإسلام في الفتاوى:
(وقوله: { زينا لكل أمة عملهم } هو بتوسيط تزيين الملائكة والأنبياء والمؤمنين للخير، وتزيين شياطين الجن والإنس للشر؛ قال تعالى: { وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم } )اهـ.
وقال العلامة ابن القيم في "شفاء العليل" :
(فصل:
وأما التزيين، فقال تعالى:
{وكذلك زينا لكل أمة عملهم} ، وقال: {أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء}، وقال: {وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون}؛ فأضاف التزيين إليه منه سبحانه خلقا ومشيئة، وحذف فاعله تارة، ونسبهُ إلى سببه ومن أجراه على يده تارة؛
وهذا التزيين منه سبحانه حَسَنٌ، إذ هو ابتلاء واختبار لعبيده ليتميز المطيع منهم من العاصي، والمؤمن من الكافر، كما قال تعالى: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا}، وهو من الشيطان قبيح؛ وأيضا فتزيينه سبحانه للعبد عملَه السيئ عقوبة منه له على إعراضه عن توحيده وعبوديته، وإيثار سيء العمل على حسنه، فإنه لابد أن يعرّفَه سبحانه السيء من الحسن، فإذا آثر القبيح، واختاره وأحبه ورضيه لنفسه زيّنَه سبحانه له، وأعماه عن رؤية قبحه بعد أن رآه قبيحا، وكل ظالم وفاجر وفاسق لابد أن يريه الله تعالى ظلمه وفجوره وفسقه قبيحا، فإذا تمادى عليه ارتفعت رؤية قبحه من قلبه، فربما رآه حسنا عقوبة له، فإنه إنما يكشف له عن قبحه بالنور الذي في قلبه، وهو حجة الله عليه، فإذا تمادى في غيِّه وظلمه ذهب ذلك النور، فلم ير قبحه في ظلمات الجهل والفسوق والظلم.
ومع هذا فحجة الله قائمة عليه بالرسالة، وبالتعريف الأول، فتزيين الرب تعالى عدل، وعقوبته حكمة، وتزيين الشيطان إغواء وظلم، وهو السبب الخارج عن العبد، والسبب الداخل فيه حبه وبغضه وإعراضه، والرب سبحانه خالق الجميع، والجميع واقع بمشيئته وقدرته، ولو شاء لهدى خلقه أجمعين، والمعصوم من عصمه الله، والمخذول من خذله الله، {ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين})اهـ.
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|