لا للتحرش الجنسي
الشيخ محمد كامل السيد رباح
عناصر الخطبة:
1-معنى التحرش.
2- صوره وأسبابه.
3- أضراره ومكافحته.
الحمد لله المجير الذى لا يذل من لاذ بعزه، النصير الذى لا يقل من عاذ بحرزه، المطلع على سرائر القلوب، المتجاوز عن كبائر الذنوب، أحمده حمد معترف بالتقصير عن شكره، وأساله التوفيق للقيام بأمره ونهيه، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة يرغم بها المنافق الجاحد، ويعظم بها الخالق الواحد.
وأشهد أن محمدًا عبده القائم بحقه، ونبيه المرسل إلى كافة خلقه أرسله على حين فترة من الرسل، ونسخ بملته جميع الملل حتى استقام الحق واعتدل وخام الباطل وبطل، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ما لاح نجم وأفل.
أما بعد،،
فان كلمة التحرش أو التحريش تستعملان في الأصل اللغوي في معانٍ كلها مرفوضة أخلاقيًا وأدبيًا ودينيًا في التعامل بين الرجال والنساء.
وقد استعملت الكلمتان في معاني الإفساد والإغراء والخدش والخشونة، وهذه المعاني كلها موجودة عند حدوث الفعل المحرم وهو التحرش بالمرأة، فهو محاولة من الشخص المعتدي أن يفسد أخلاق من يتحرش بهن وإغرائهن على ارتكاب أفعال قبيحة ومرفوضة في الشرع والأخلاق والعرف، وهو أيضا خدش لحياء المرأة وخشونة في التعامل معها تتنافى مع واجب الذوق واللياقة في تعامل القوى مع الضعيف فقد كشفت دراسة أعدها المركز المصري لحقوق المرأة عام 2008 بعنوان "غيوم في سماء مصر" أن 83 في المئة من المصريات و98 في المئة من الأجنبيات تعرضن بالفعل للتحرش الجنسي بأشكاله المختلفة.
وبالرغم مما يحمله مصطلح التحرش الجنسي من مضمون واضح مجرد غير أنه قد يحمل أشكالاً مختلفة من الإيذاء منها:
1- التحرش اللفظي.
2- التحرش الجسدي.
3- التحرش بالمعاكسات الهاتفية.
4- التحرش عبر وسائل الإنترنت.
أما أسباب التحرش فهي كثيرة لكن من أهمها:
1- ضعف الإيمان قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾ [الزخرف: 36].
2- الفراغ.
3- الإباحية التي تجتاح وسائل الاعلام.
4- تعقيد الزواج وتأخيره.
5- تبرج النساء الواضح للجميع.
6- الاختلاط بين الجنسين وخاصة في العمل.
وهناك أسباب أخرى للتحرش كشرب الخمر، والمخدرات، والصحبة السيئة، وضعف سلطة الوالدين، وتساهل المجتمع في النظرة إلى التحرش باعتباره أمرا عارضا أو نزوة مراهقة أو باعتباره شطارة و "فهلوة" عند البعض، إضافة إلى غياب دور شعيرة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر عند أفراد المجتمع، وزد على ذلك عدم وجود قانون تعزيري واضح لردع المتحرش.
أضرار التحرش:
1- وسيلة لوقوع الفاحشة.
2- التحرش يجلب غضب الله.
3- التحرش من أقبح الذنوب لأن فيه إيذاء للمؤمنين والمؤمنات واستحلال لأعراضهم وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه "أتدرون ما أربى الربا عند الله - عز وجل - قالوا الله ورسوله أعلم قال فإن أربى الربا عند الله استحلال عرض امرئ مسلم ثم قرأ ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 58]. صحيح الترغيب والترهيب عن عائشة.
4- التحرش فيه اعتداء على عرض المسلم وعرض المسلم مُصان ومحرم (إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام).
5- التحرش يسبب النزاع والشقاق والعنف بين أفراد المجتمع.
مكافحة التحرش تكون بتلافي أسبابه المؤدية إليه؛ وبناء عليه فلابد من:
انتشار الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بين أفراد المجتمع، وتقوية الوازع الديني للأمة كلها، ومنع تبرج النساء، وكذلك منع أو تقليل أو تقنين الاختلاط بين الجنسين في كل المجالات، ولا بد كذلك من استرجاع الدور الحقيقي التربوي للأبوين وتقوية سلطتها داخل وخارج البيت، وكذلك منع الدولة للقنوات الإباحية المنتشرة عبر الأقمار الفضائية والإنترنت، وتربية الأبناء على الحياء، وستر العورة؛ فمن الأخطاء الشائعة بين كثير من المسلمين، التساهل في كشف العورات أمام الأطفال، أو التساهل في كشفها فيما بينهم، باعتبارهم صغارًا لا يدركون هذه المسألة، فلا يتحفظون منهم ولا يشدّدون في التنبيه عليهم، وإلزامهم بالتستر سواء عند تغيير الملابس أو عند الاغتسال، وغير ذلك من الأحوال. وهذا التساهل خلاف السنة النبوية المطهرة، فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُنشئ الصغار من أبناء الصحابة - رضي الله عنهم - على التستر وحفظ العورات، فلابد من توعية الطفل وتلقينه دائمًا أن عورته لا ينبغي أن يراها أحد أبدًا ولا حتى إخوته، ولا يسمح لأحدٍ أن يكشف عورته أو يطلب منه ذلك.
والله الموفق إلى سواء السبيل.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك