الإيمان بالجنة والنار
الشيخ عادل يوسف العزازي
♦ نؤمن بأن الجنة والنار حق لا شك فيهما، وأن الجنة دار أولياء الله المتقين، والنار دار أعداء الله الكافرين؛ قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 131 - 133].
وقال صلى الله عليه وسلم: ((من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم ورُوح منه، والجنة حق، والنار حق - أدخَله الله الجنة على ما كان من عمل)) [1].
♦ نعتقد وجودهما الآن، كما تقدم من الآيات عن النار: ﴿ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 131]، وعن الجنة: ﴿ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]، وقال تعالى: ﴿ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ﴾ [النجم: 14، 15].
وفي صحيح البخاري عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخسوف قال: ((قد دنت مني الجنة حتى لو اجترأت عليها لجئتكم بقطف من قطافها، ودنت مني النار حتى قلت: أي رب، وأنا معهم، فإذا امرأة حسبت أنه قال: تخدشها هرة، قلت: ما شأن هذه؟ قالوا: حبستها حتى ماتت جوعًا، لا أطعمتها، ولا أرسلتها تأكل))[2]، وثبت نحوه من حديث جابر عند مسلم.
وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اختصمت الجنة والنار، فقالت الجنة: يا رب، ما لها إنما يدخلها ضعفاء الناس وسقَطهم؟ وقالت النار: يا رب، ما لها يدخلونها الجبارون المتكبرون؟ فقال: أنت رحمتي أصيب بك من أشاء، وأنت عذابي أصيب بك من أشاء، ولكل واحدة منكما ملؤها))[3].
♦ نعتقد دوامهما وبقاءهما، وذلك بإبقاء الله لهما، وأنهما لا يفنيان؛ قال تعالى عن الجنة: ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100]، وثبت في الحديث: ((ينادي منادٍ: يا أهل الجنة، إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدًا، وأن تَشِبُّوا فلا تهرَموا أبدًا، وأن تحيَوْا فلا تموتوا أبدًا))[4].
وقال تعالى عن النار: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴾ [الأحزاب: 64، 65].
وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: ((يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح، فينادي منادٍ: يا أهل الجنة، فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت، وكلهم قد رآه، ثم ينادي: يا أهل النار، فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت، وكلهم قد رآه، فيذبح، ثم يقول: يا أهل الجنة، خلود فلا موت، ويا أهل النار، خلود فلا موت، ثم قرأ: ﴿ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [مريم: 39]))[5].
[1] رواه البخاري (3435)، ومسلم (28) من حديث عبادة بن الصامت.
[2] البخاري (745)، وعند مسلم (904) من حديث جابر.
[3] أحمد (10738).
[4] مسلم (2837)، والترمذي (3246).
[5] البخاري (4730)، ومسلم (2849).
المصدر...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك