08-20-2015, 06:10 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 377,285
|
|
بُنيّتِي .. تزداد نوراً
بُنيّتِي .. تزداد نوراً
حقاً الأبناء هبة من الله و زينة الحياة ، هم مشروع العمر و استمرار العمر بعد الممات ، هم من يجسدون أمل المستقبل في تحقيق مجتمع الفضيلة و الرشد . و يأتي اليوم الذي قررت فيه بنيتي "رؤى" ارتداء الزي الإسلامي ، كان يوماً من أجمل الأيام ، حيث رأيت حصاد ثمار زرعتها ، وأجملُ اللحظات عند الزارع لما يرى زرعه أينع و يُورق أزهاراً و ثماراً نافعة . رؤى : ماما .. ماما !! قررتُ الإلتزام بالحجاب و قلبي مطمئن بالإيمان و نفسي ممتلئة بالإقتناع أنه صيانة لي و تميُّزٌ لشخصيتي . أخذتها الأم في حضنها و لسانها يردد أحمدُ الله حمداً كثيراً و أشكره شكراً جزيلاً على أن وفقكِ و هداكِ إلى الإلتزام بالحجاب الإسلامي في الوقت الذي أضحت فيه الفتاة المحجبة غريبة ما أجملكِ حبيبة قلبي بحجابك زادكِ نوراً على نور و بهاءً . أتذكرينَ يا أمي يوم كنتِ تحدثيني عن فريضة الحجاب و الأدلة و النصوص التي تدل على وجوبه أجل يا بنيّتي ، أتذكر جيداا من ذاك اليوم و كلامكِ يا أمي كالحلقة في أذني ، أتذكر كل كلمة قلتها لي و دائما أفتح مصحفي و أتدبر في قول الله سبحانه : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ? [الأحزاب: 59]. حقاً إنها لنعمة و مِنَّة منَّ الله بها عليها و عليَّ و تفضلٌ كريم يستوجب التقدير و الإكثار من الحمد .. " يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسلَمُوا قُلْ لاَ تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلاَمَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُم أَنْ هَدَاكُم لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ" الحجرات الآية : 17 تتراقص على ذهن رؤى الصغير تساؤلات و شبهات تحتاج لتوضيحات ، و الأم كانت تتمتع برجاحة العقل و المنطق ماما .. بعض الصديقات استهزأن بي وسخرن مني و من حجابي ، كيف أعاملهن ؟ أو أحسن أقاطعهن ؟!! يا بُنيّتِي .. إن الشيطان يدخل علينا من مدخلين رئيسيين هما : الشبهات و الشهوات ، و كليهما يُعيقان طريقنا لنيل رضا الله و دخول جنته نساء المهاجرين و الأنصار تقبّلنَ الحجاب الإسلامي بنفس راضية و قلب مطمئن و اقتناع راسخ ، يوم أنزل الله سبحانه فيه حكمه القاطع و أمره الحكيم ماما .. واحدة من صديقاتي قالت لي : نحن صغيرات مالنا و الحجاب ، الحجاب ترتديه المرأة الكبيرة !! ستسمعين الكثير يا بنيّتي …كمثل من تقول لكِ : (عندما أقتنع سأتحجب ) ، فيا بنيتي الحجاب أمر رباني لا أمر بشري ، و لما يكون الأمر من الله تعالى أو من رسوله فلا مجال لنقول : غير مقتنعة ، والله سبحانه لما أمرنا بالحجاب فلأنه من دواعي سعادتنا و كرامتنا و عزتنا كنساء مسلمات . و تجدين من تقول لكِ : ( أنا ما زلتُ صغيرة السن على الحجاب ) فلا تنصاعي بنيّتي لتلك الشبهة ، فالمرأة منا إذا بلغت المحيض تصبح مكلفة و مسؤولة افتحي معي المصحف على سورة الصافات الآية 24 ، يقول سبحانه : " وَقِفُوهُم إِنَّهُم مَسِؤُولُون " وتجدي اخرى تقول لكِ لن أتحجب حتى أتزوج ، لأن الشباب لا يتقدمون لزواجي إلا إذا رأوا محاسني و شعري و زينتي ، فاعلمي بُنيّتي أن الشاب النقي الطاهر لا ينكح المرأة لجمالها فقط ، بل هناك أمر أهم من الجمال و هذا يا بُنيتي إذا كان فارساً طاهراً نهل من سنة رسول الله ، فما أكثر الشبهات التي تعطل المسير و الكثير من التسويفات الشيطانية ، فلا تفتحي سمعكِ بنيّتي لتلك الشبهات . فيا للسعادة حينما تُكلل مهمتكِ كمربية بالتوفيق و تقطفين ثمار غرسك حُلوة من بستانك اللهم اهدِ كل بناتنا للعفة و الإحتشام و الحياء . بقـــلم / رجاء القابسي
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|