02-12-2016, 12:31 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 376,634
|
|
علماء في الشام والعراق أرادو أن يفعلوا ما فعل الشيخ محمد بن عبدالوهاب منعهم هذا الأمر
بسم الله الرحمن الرحيم
ظن البعض أن أغلب العلماء الذين عاصروا الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - ، خارج الجزيرة العربية ، خالفوه وناوأوا دعوته السلفية ؛ مغترين بأفرادٍ من المناوئين في تلكم البلاد ، شغّبوا ، وردوا على الشيخ ، متأثرٌ أكثرهم بالدعاية السيئة التي كان يذيعها بعض علماء السوء النجديين ، ممن حسدوا الشيخ ؛ كابن سحيم ومربد التميمي ، وأشباههما .
وهذا الظن السابق غير صحيح ، فإن معظم علماء الشام والعراق وغيرهما ؛ كانوا مقرين بأن ما جاء به الشيخ من توحيد العبادة ، والإنكار على من يُشرك بالله أحدًا غيره من الأموات ، هو الحق الذي تشهد له نصوص الكتاب والسنة ، وهو أصل الإسلام . ولكن حجزهم عن القيام بما قام به الشيخ حاجزٌ ، ذكره الشيخ - رحمه الله - في إحدى رسائله ، عندما قال :
( إن هذا الأمر الذي أنكروا عليّ ، وأبغضوني وعادوني من أجله، إذا سألوا عنه كلَّ عالم في الشام ، واليمن ، أو غيرهم، يقول :" هذا هو الحق ، وهو دين الله ورسوله ، ولكن ما أقدر أن أُظهره في مكاني ؛ لأجل أن الدولة ما يرضون ، وابن عبدالوهاب أظهره ؛ لأن الحاكم في بلده ما أنكره ، بل لما عرف الحق اتبعه " ، هذا كلام العلماء ) ( 1 ) .
تعليق
لقد أدرك الشيخ – رحمه الله – بعد أن منّ الله عليه بالهداية أن إضاعة الوقت في الجدال والنقاش مع علماء الضلال من مؤيدي الشرك ، أو الساكتين عن فاعليه ؛ لن يُثمر كثيرًا في نشر الدعوة ، وتمكينها في الأرض ، بل سيكون حدَثًا عارضًا يتكرر في كل زمان ومكان ، لن يتأثر به عامة المسلمين في عصره ، ممن هم بعيدون عن أجواء تلك النقاشات والمجادلات التي تحدث بين الخاصة .
لهذا اختصر – رحمه الله – الطريق ، بعد توفيق الله له ، بأن امتثل قول الشاعر :
ومـا هـو إلا الوحـيُ أو حـدُ مـرهفٍ
تـُزيل ظُبـاه أخـدَعي كـلِّ مـائلِ
فهـذا دواءُ الـداءِ مـن كـلِّ جـاهلٍ
وهـذا دواءُ الـداءِ مـن كـلّ عـادلِ
فسعى إلى أن يؤازر دعوته الحاكم ؛ ليتعاونا على نشر الحق ، مبتدئًا بابن معمر حاكم " العيينة " ، الذي استجاب له فترة ، ثم تراجع ؛ بسبب ضغوط حاكم الأحساء عليه – للأسف - ، فلم ييأس الشيخ ، بل بادر إلى عرض الدعوة على " ابن سعود " حاكم الدرعية - كما هو معلوم - ؛ فكان ما كان من قيام الدولة السعودية المباركة .
لقد تهيأ للشيخ ومؤازره هذا الأمر بيُسر وسهولة ، بعد توفيق الله ، بسبب بُعد بلادهما عن مركز السلطة العثمانية ، وخلوها منهم ، وهي الدولة التي كانت غارقةً في التصوف – للأسف – ( 2 ) ، ولذا لن تسمح بخروج دعوة سلفية بين أظهرها ، أو قريبًا منها ، في الشام أو العراق – مثلاً - .
وهذا ما منع علماء تلك البلاد أن يقوموا بما قام به الشيخ المجدد - رحمه الله - .
( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) .
الهوامش :
( 1 ) مؤلفات الشيخ : ( 5 / 32 ) .
( 2 ) انظر رسالة : " كيف سقطت الدولة العثمانية " في موقع صيد الفوائد ، على شبكة الأنترنت ؛ لمعرفة مدى تغلغل التصوف في كيانها ، مما أدى لانهيارها . وقد كان محبو الخير للأمة الإسلامية يتمنون لو اجتمعت قوة وشكيمة العثمانيين العسكرية ، مع قوة الدعوة السلفية في نجد ؛ إذًا لأحدثوا تغييرًا في العالم كله لصالح الإسلام ، ولكن لم يشأ الله ذلك ؛ بسبب عنجهية العثمانيين ؛ لحكمة يعلمها الله .
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|