عرض مشاركة واحدة

  #1  
قديم 02-13-2015, 06:49 AM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي ملخص البداية والنهاية لابن كثير (سنة 28)

ملخص البداية والنهاية لابن كثير (سنة 27)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=346592

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثمان وعشرين
فتح قبرص
وَهِيَ جَزِيرَةٌ غَرْبِيُّ بِلَادِ الشَّامِ فِي الْبَحْرِ، وَلَهَا ذَنَبٌ مُسْتَطِيلٌ إِلَى نَحْوِ السَّاحِلِ مِمَّا يَلِي دِمَشْقَ، وَغَرْبِيُّهَا أَعْرَضُهَا، وَفِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ، وَمَعَادِنُ، وَهِيَ بَلَدٌ جَيِّدٌ، وَكَانَ فَتْحُهَا عَلَى يَدَيْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ررر
رَكِبَ إِلَيْهَا فِي جَيْشٍ كَثِيفٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَمَعَهُ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، وَزَوْجَتُهُ أُمُّ حَرَامٍ بِنْتُ مِلْحَانَ الَّتِي تَقَدَّمَ حَدِيثُهَا فِي ذَلِكَ " حِينَ نَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهَا ثُمَّ اسْتَيْقَظَ يَضْحَكُ " ,
فَقَالَتْ: مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ ,
فقال: " ناسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرضوا عليَّ يَرْكَبُونَ ثَبَجَ هَذَا الْبَحْرِ , مِثْلَ الْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ ".
فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ.
فَقَالَ " أَنْتِ مِنْهُمْ , ثُمَّ نَامَ , فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ , فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ "
فَقَالَتْ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ
فَقَالَ: " أَنْتِ مِنَ الأوَّلين ".
فَكَانَتْ فِي هَذِهِ الْغَزْوَةِ، وَمَاتَتْ بِهَا (*).
وَكَانَتِ الثانية غزوة قُسْطَنْطِينِيَّةَ بَعْدَ هَذَا كَمَا سَنَذْكُرُهُ إن شاء الله .
وَالْمَقْصُودُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ رَكِبَ الْبَحْرَ فِي مَرَاكِبَ، فَقَصَدَ الْجَزِيرَةَ المعروفة بقبرص، وَمَعَهُ جَيْشٌ عَظِيمٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَذَلِكَ بِأَمْرِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَهُ فِي ذَلِكَ بَعْدَ سُؤَالِهِ إِيَّاهُ،
وَقَدْ كَانَ مُعَاوِيَةُ سَأَلَ فِي ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ررر
فَأَبَى أَنْ يُمَكِّنَهُ مِنْ حَمْلِ الْمُسْلِمِينَ عَلَى هَذَا الْخَلْقِ الْعَظِيمِ (البحر ) الَّذِي لَوِ اضْطَرَبَ لَهَلَكُوا عَنْ آخرِهم،
فلمَّا كان عثمان ، ألحَّ مُعَاوِيَةُ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ،
فَأَذِنَ لَهُ،
فَرَكِبَ فِي الْمَرَاكِبِ فَانْتَهَى إِلَيْهَا،
وَوَافَاهُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ إِلَيْهَا مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ، فَالْتَقَيَا عَلَى أَهْلِهَا، فَقَتَلُوا خَلْقًا كَثِيرًا , وَسَبَوْا سَبَايَا كَثِيرَةً، وَغَنِمُوا مَالًا جَزِيلًا جيدا،
ولمَّا جِيءَ بِالْأُسَارَى , جَعَلَ أَبُو الدَّرْدَاءِ ررر يَبْكِي ،
فَقَالَ لَهُ جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ: أَتَبْكِي وَهَذَا يَوْمٌ أَعَزَّ اللَّهُ فِيهِ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ؟
فَقَالَ: وَيْحَكَ , إِنَّ هَذِهِ كَانَتْ أُمَّةً قَاهِرَةً , لَهُمْ مُلْكٌ، فَلَمَّا ضَيَّعُوا أَمْرَ اللَّهِ , صَيَّرَهُمْ إِلَى مَا تَرَى، سلَّطَ اللهُ عَليهِم السَّبْيَ، وإذا سُلِّطَ على قَوْمٍ السَّبْيُ , فَلَيْسَ لِلَّهِ فِيهِمْ حَاجَةٌ، وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : مَا أَهْوَنَ الْعِبَادَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى إِذَا تَرَكُوا أَمْرَهُ ؟!

ثُمَّ صَالَحَهُمْ مُعَاوِيَةُ عَلَى سَبْعَةِ آلَافِ دِينَارٍ فِي كُلِّ سَنَةٍ، وَهَادَنَهُمْ،
فَلَمَّا أَرَادُوا الْخُرُوجَ مِنْهَا , قُدِّمت لِأُمِّ حَرَامٍ بَغْلَةٌ لِتَرْكَبَهَا، فَسَقَطَتْ عَنْهَا , فَانْدَقَّتْ عُنُقُهَا، فَمَاتَتْ هُنَاكَ،
فَقَبْرُهَا هُنَالِكَ , يُعَظِّمُونَهُ وَيَسْتَسْقُونَ بِهِ , وَيَقُولُونَ : قَبْرُ الْمَرْأَةِ الصَّالِحَةِ .
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ غَزَا حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ سُورِيَةَ مِنْ أَرْضِ الرُّومِ.
وَتَزَوَّجَ عثمان ررر نَائِلَةَ بِنْتَ الْفَرَافِصَةِ الْكَلْبِيَّةَ، وَكَانَتْ نَصْرَانِيَّةً , فَأَسْلَمَتْ قبل أن يَدْخُلَ بِهَا
وَفِيهَا بَنَى عُثْمَانُ دَارَهُ الزَّوْرَاءَ بِالْمَدِينَةِ ،
وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
_____________
(*) (خ) 2636 , (م) 160 - (1912)

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس