شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   الموسوعة الضخمة مواضيع اسلامية هامة جداااااااااااااااااااااااا (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=294)
-   -   القراءات السبع (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=263829)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 04-02-2016 02:08 PM

القراءات السبع
 
القراءات السبع
الشيخ طه محمد الساكت



حضرة الأستاذ الكبير مدير "الرسالة".
السلام عليكم ورحمة الله، وبعد:
فقد كتب الأستاذ الباحث علي طنطاوي في العدد (379) من "الرسالة" الغَرَّاء (كلمة في القرآن) جاء فيها:
"واقْتَصَرَ الناسُ على الحرفِ الواحدِ، حتى نَشَأَ النحاةُ وأهلُ اللغة والقُرَّاء، فوَقع بينهم اختلافٌ يسيرٌ في حركةٍ أو إمالةٍ أو مدٍّ أو همْزٍ؛ فكان من ذلك القراءاتُ السبعُ".

وهي عبارةٌ تُفْهِمُ القارئَ أنَّ للنحو واللغة والقُرَّاءِ مَدْخَلًا في اختلاف القراءة، وما أظنُّ الأستاذَ - وهو باحث فاضل - يعتقد ذلك أو يميل إليه؛ فإنَّ الحقَّ الذي لا شبهةَ فيه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَقْرَأَ أُمَّتَه على الأحرف السبعة تخفيفًا وتيسيرًا؛ وأنَّ هذه القراءات المشهورة الآن - وإن كانت على الحرف الذي اقْتَصَرَ عليه عثمان رضي الله عنه حسمًا لمادة الخلاف - مَرْوِيَّةٌ عنه صلى الله عليه وسلم بطريق التَّواتُر.

وإنما لم يكتب المصحف العثماني مَشْكُولًا مَنْقُوطًا؛ تيسيرًا لقراءته على الأوجه التي صَحَّ سماعُها عن صاحب الوحي قطعًا، ولا غرابةَ في أنْ يكونَ للحرف الواحد أَوْجُهٌ كثيرةٌ، ومن ذلك مثلًا: اختلاف الكلمة بين الاسمية والحرفية في مِثْلِ قوله تعالى: ﴿ فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا ﴾ [مريم: 24]؛ قُرِئَ بكَسْرِ ﴿ مِنْ ﴾ [مريم: 24] وبفتحها، ومن ذلك اختلافُها في حرف المضارعة في مِثْلِ قوله تعالى: ﴿ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 144]؛ قُرِئَ بالتاء والياء، ومن هذا أيضًا اختلاف حركة الإعراب في نحو قوله جل ثناؤُه: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ﴾ [النساء: 1] بنصب كلمة ﴿ الْأَرْحَامَ ﴾ [النساء: 1] وجرها، فلَوْ كُتِبَ المصحفُ الإمامُ مَشْكُولًا منقولًا، لثَبَتَتْ به قراءةٌ واحدةٌ فقط، وفِيه من الحرج ما فيه، لكنْ لَمَّا كَثُرَ الناس ونشأ اللحنُ، خِيفَ على القرآن الكريم أنْ يُلْحَنَ فيه، وأن يُقْرَأَ على غير وَجْهِهِ؛ فطلب زيادُ بنُ أَبِيهِ - وكان أميرًا على العراق - إلى أبي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ - وهو مِن كبار التابعين المُتْقِنِينَ للقراءة - أنْ يضَع للناس علاماتٍ تَضْبطُ قِراءتَهم، ففعل، وكان ذلك مَبْدَأَ الشَّكْلِ ثم النَّقْط.

هذا، وأَكْبَرُ الظنِّ أنَّ الأستاذَ اطَّلَع على "تفسير القرآن العظيم" للحافظ ابن كثير، وعلى "الشِّفَا" للقاضي عِيَاض، فوجد فيهما بُغيتَيْه[1] أو ما يدنو منهما، ولعلَّ علماءَنا لا يزالون يَرَوْنَ أنَّه ما ترك الأول للآخِر شيئًا، أو أنَّهم ينتَظِرُون من الشباب الناهض هِمَّةً وإقدامًا، على أنِّي أؤيِّدُ الأستاذَ فيما ذَهَب إليه[2]، وأسألُ اللهَ للعاملين سدادًا وتوفيقًا.

هذه عُجَالَةٌ نحد بها سِنَّ القلم؛ أو نَرْفَعُ بها سَهْوَ الكاتب، ولعلَّ صدر الرسالة الغرَّاء - وهي رسالة العلم والدين والأدب - ينشرح[3] إن شاء الله لتحقيق معنى الحديث الشريف[4]: ((أُنزل القرآن على سبعة أحرف)).

الرسالة 380 - 12 من رمضان سنة 1359هـ/ 14 من أكتوبر سنة 1940م.


[1] وهما: تفسير خالٍ مِن الشِّعْر والخرافات، وكتابٌ يبينُ بيانًا شافيًا معنى إعجاز القرآن الكريم.

[2] حَمْلُ الناسِ على قراءةٍ واحدة.

[3] لم يَنْشَرِحْ بعدُ؛ إذْ لم تُنْشَرْ أوَّلُ حلقةٍ من هذا المقال.

[4] لابن حزم كتابةٌ جيدةٌ في بقاء الأحرف السبعة كلِّها مُنْبثَّةً في القراءات الموجودةِ الآن، وأنَّ حرفًا منها لم يَضِعْ... (الساكت).







المصدر...


الساعة الآن 06:16 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM