شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   العلوم و التكنولوجيا --- كل جديد ---- في كل المجالات (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=313)
-   -   دور الجامعات في تنمية المسؤولية الاجتماعية (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=259596)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 03-25-2016 03:58 PM

دور الجامعات في تنمية المسؤولية الاجتماعية
 
دور الجامعات في تنمية المسؤولية الاجتماعية


د. علي بن يحيى آل سالم









إن من الأهداف الإستراتيجية للمؤسسات التعليمة إيجاد مواطنين صالحين قادرين على إنتاج المعرفة وتوظيفها بكفاءة في جميع مجالات النشاط المجتمعي، والتفاعل مع مستجدات العصر ومتطلباته، والمشاركة الفاعلة في مؤسسات المجتمع المختلفة؛ وذلك من خلال تحقيق الجامعات لوظائفها الرئيسة المتمثلة في التعليم الجامعي والبحث العلمي وخدمة المجتمع. ولعل من أهم المفاهيم التي تعزز علاقة الطالب الجامعي بمجتمعه مفهوم المسؤولية الاجتماعية التي أولتها الشريعة الإسلامية عناية فائقة، حيث تواجه الجامعات مسؤوليات متعددة بجانب مسؤولياتها الأكاديمية، ومن أهم هذه المسؤوليات الدور المتصل بتحقيق التنمية الاجتماعية التي تقوم على أسس تتسم بالشراكة. والمسؤولية الاجتماعية مفهوم أصيل يتضمن مجالات عديدة تدور حول المسؤولية الأخلاقية، والمسؤولية تجاه الذات، والمسؤولية تجاه الآخرين والمجتمع، والمسؤولية الوطنية، والمسؤولية تجاه العالم الخارجي، وحتى المسؤولية تجاه الكائنات الحية والنبات. فهي المسؤولية الفردية عن الجماعة، ومسؤولية الفرد أمام ذاته عن الجماعة التي ينتمي إليها أو المجتمع الذي يعيش فيه، وعلى المستوى الجامعي فإن المسؤولية الاجتماعية للطالب تعني المهام والواجبات التي يجب ينبغي أن يؤديها الطالب الجامعي لمصلحة مجتمعة داخل الجامعة وخارجها، من خلال ما يتعلمه ويمارسه داخل الجامعة من أنشطة وبرامج تتعلق بمجالات المسؤولية الاجتماعية. ويمكن تنمية هذه المجالات لدى الطلاب من خلال مؤسساتنا التعليمية المختلفة التي تهتم ببناء الإنسان، وأكثرها أهمية بالطبع المؤسسات الجامعية. ويقاس دور التعليم الجامعي في تعزيز مفاهيم المسؤولية الاجتماعية من خلال قدرة الطالب على إدراك وفهم قيم المسؤولية الاجتماعية الحقيقية وممارستها عمليًا في مختلف المؤسسات والوسائط، والمشاركة الفاعلة في مجتمعه واستشعار الخدمات المجتمعية بحس وطني فاعل. ويتعاظم هذا الدور لدينا في المملكة العربية السعودية، إذ أن شريحة الشباب تزيد عن 60% من السكان لذا فإن تربية الشباب على المسؤولية الاجتماعية والالتزام بها قولاً عملاً من أبرز الأولويات التي ستسهم في تحقيق التنمية المجتمعية الشاملة والمستدامة إن شاء الله. ومن العوامل المساعدة لتحقيق ذلك تهيئة مناخ جامعي إيجابي يسمح بدرجة من التفاعل الاجتماعي, ويسوده روح التعاون والتآلف والجماعية, وإيجاد فرص إيجابية لدعم الثقافة الوطنية والإشادة بها والتمسك بمضمونها دون انغلاق أو رفض لنتاج التطور المعرفي, وتنمية الشعور لدى كل فرد أن له دور فاعل داخل هذه المؤسسة, وأن تتضمن المقررات الجامعية المفاهيم والمعاني المرتبطة بالمسؤولية الاجتماعية و تثير تساؤلات عديدة حول مشكلات الوطن وقضاياه , وذلك من خلال التركيز على تعويد الطلاب على المشاركة في الأعمال التطوعية في المجتمع, وتشجيعهم على المشاركة في حملات التبرعات, والحرص على إقامة علاقات جيدة مع الأقارب والجيران تحقيقاً لمبدأ التكاتف والترابط بين أفراد المجتمع، وتعريفهم بكيفية التعامل الجيد مع كل الفئات التي تعيش بيننا من غير المواطنين. وعلى أساليب الحوار الهادئ والنقاش الموضوعي مع الآخرين، وإكسابهم قيم التسامح والعفو والتيسير في علاقاتهم بأسرهم ومجتمعهم، وفتح مزيد من قنوات التوجيه والحوار والتثقيف مع الناشئة من خلال العلماء والدعاة والمفكرين والأكاديميين في جو يسوده الحب والتوجيه السليم. وختاماً ينبغي الاهتمام بالأنشطة الجامعية داخل الجامعة وخارجها لدورها الفاعل في اكتساب الطلاب الكثير من المهارات المتنوعة والقيم الفاضلة والاتجاهات الإيجابية السليمة التي تسهم في دعم معنى الجماعية والعمل بروح الفريق، وتحمل المسؤولية، وتكوين الشخصية المتكاملة علماً وخلقاً وسلوكاً.





د. علي بن يحيى آل سالم

عضو هيئة التدريس بعمادة المركز الجامعي لخدمة المجتمع والتعليم المستمر













المصدر...


الساعة الآن 05:26 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM