شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   منتدى العقيدة (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=450)
-   -   أكمل أنواع الصبر . (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=228106)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 02-01-2016 03:34 PM

أكمل أنواع الصبر .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الصبر ثلاثة أنواع : -
1- الصبر على طاعة الله حتى يؤديها .
2- الصبر عن معصية الله حتى لا يقع فيها .
3- الصبر على الأقدار حتى لا يتسخطها . والنوعان الأولان أكمل من الثالث ؛ لأنهما يتعلقان بالكسب والاختيار ، وصبر العبد على ما تعلق بكسبه أكمل من صبره على ماليس من كسبه ؛ قال ابن القيم : ( سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول : كان صبر يوسف عن مطاوعة امرأة العزيز على شأنها أكمل من صبره على إلقاء إخوته له في الجب وبيعه وتفريقهم بينه وبين أبيه ؛ فإن هذه أمور جرت عليه بغير اختياره ، لا كسب له فيها ليس للعبد فيها حيلة غير الصبر ، وأما صبره عن المعصية فصبر اختيار ورضى ومحاربة للنفس ، ولا سيما مع الأسباب التي تقوى معها دواعي الموافقة ؛ فإنه كان شابا وداعية الشباب إليها قوية ، وعزبا ليس له ما يعوضه ويرد شهوته ، وغريبا والغريب لا يستحي في بلد غربته مما يستحي منه من بين أصحابه ومعارفه وأهله ، ومملوكا والمملوك أيضا ليس وازعه كوازع الحر ، والمرأة جميلة وذات منصب وهي سيدته ، وقد غاب الرقيب ، وهي الداعية له إلى نفسها ، والحريصة على ذلك أشد الحرص ، ومع ذلك توعدته إن لم يفعل بالسجن والصغار ، ومع هذه الدواعي كلها صبر ؛ اختيارا ، وإيثارا لما عند الله ! وأين هذا من صبره في الجب على ما ليس من كسبه ) . مدارج السالكين 2 /156 . وقال : ( الصبر على طاعته والصبر عن معصيته أكمل من الصبر على أقداره ، كما ذكرنا في صبر يوسف u ؛ فإن الصبر فيها صبر اختيار وإيثار ومحبة ، والصبر على أحكامه الكونية صبر ضرورة ، وبينهما من البون ما قد عرفت ، وكذلك كان صبر نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام على ما نالهم في الله باختيارهم وفعلهم ومقاومتهم قومهم أكمل من صبر أيوب uعلى ما ناله في الله من ابتلائه وامتحانه بما ليس مسببا عن فعله ، وكذلك كان صبر إسماعيل الذبيح ، وصبر أبيه إبراهيم عليهما السلام على تنفيذ أمر الله أكمل من صبر يعقوب على فقد يوسف ) . المرجع السابق 2/169 . والصبر على أداء الطاعة أكمل من الصبر على اجتناب المعصية ؛ لأن مصلحة فعل الطاعة أحب إلى الشارع من مصلحة ترك المعصية ؛ قال ابن القيم : ( هذا هو الصواب ؛ فإن ترك المعصية إنما كان لتكميل الطاعة ، والنهي مقصود للأمر ؛ فالمنهي عنه لما كان يضعف المأمور به وينقصه نهي عنه ؛ حماية وصيانة لجانب الأمر ؛ فجانب الأمر أقوى وآكد ؛ وهو بمنزلة الصحة والحياة ، والنهي بمنزلة الحمية التي تراد لحفظ الصحة وأسباب الحياة ) . المرجع السابق 2/165 ، 166وقيل : إن الصبر عن المخالفات أفضل ؛ لأنه أشق وأصعب ؛ فأعمال البر يعملها البر والفاجر ، ولا يصبر عن المخالفات إلا الصديقون . والأول أظهر ؛ وقد انتصر له ابن القيم من عشرين وجها !! انظر : عدة الصابرين ، ص ( 56 65 ) ، مدارج السالكين 2/157 ، 165 .

المصدر...


الساعة الآن 08:31 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM