تعلموا التوحيد رحمكم الله.
 

باسم الله الرحمن الرحيم،أما بعد:
ـ اعلم أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام وهي أن تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها وتبغضها وتكفر أهلها وتعاديهم والدليل قوله تعالى"قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده".فتنبه رحمك الله لملة ابراهيم الضائعة اليوم بين االطرفين من أهل الغلو والتفريط،بين الخوارج المارقة وصفتهم تكفير أهل الإسلام وترك أهل الأوثان والصلبان ،عمدوا لآية من متشابه القرآن "ومن لم يحكم بما أنزل الله فؤلئك هم الكافرون"وقالوا من لم يحكم بما أنزل الله كفر وقوله تعالى"والذين كفروا بربهم يعدلون"فقالوا شرك الحاكمية،فتنبه لعقيدة الخوارج الضالة ومذهب أهل السنة أن ترك الحكم كفر دون كفر وقد تعالت أصوات الصحابة في ذلك وأنه ذنب يغطي كفرا يكشف عنه باستحلال أو جحود أو تفضيل .
وبيت مذهب المرجئة الغالية زصفتهم اسلمة عباد القبور أي من عبد غير الله عندهم مسلم بحجة تلفظه بالشهادتين ،وهذا المذهب هو نقض لدعوة الأنبياء والرسل إذ أن الصحابة أجمعوا علىكفر من:
ـ من تلفظ بالشهادتين وهو مانع للزكاة.
ـ من تلفظ بالشهادتين وقد رفع رجل لدرجة النبوة مثل مسيلمة وسجاح وووالعنسي.
ـ اجماع أهل العلم على كفر بيني عيبد بيني القداح وأول أمرهم أظهروا الإسلام ثم امتنعوا عن بعض الشرائع ثم ادعى النبوة
ـ قتل الصحابة لزوجته والتي كانت امتنعت عن تكفيره وهي ابنة صحابي.
ولا يهولك في هذا الأمر كثرة المخالفين فليس العجب ممن هلك كيف هلك لكن العجب ممن نجى كيف نجى.وإن بان لك شيئ من الحق فالهج لله بالدعاء وتضرع له بهذا الدعاء ((اللهم رب جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)).

المصدر...