شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   العلوم و التكنولوجيا --- كل جديد ---- في كل المجالات (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=313)
-   -   وصايا للمربين في كيفية تربية المراهق إيمانيا (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=191618)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 09-07-2015 07:27 PM

وصايا للمربين في كيفية تربية المراهق إيمانيا
 
وصايا للمربين في كيفية تربية المراهق إيمانيا
سعيد بن محمد آل ثابت



ليكن في ذهن الداعية المربي أنه إذا عجز عن إصلاح القلوب، وتزكية النفوس فقد عجز عن أهم وظيفة، ولن يفلح أبداً أيّ فكر أو عمل بغير إصلاح القلب، بل إنه يضيع أوقاته في غير طائل، وينفق مجهوداته سدى؛ لذا يتوجب عليه إن لم يكن ذا إصلاح وتزكية للقلوب، إعادة النظر في سياسته، وبحث الطرق والأفكار العملية في ذلك.

ومن الوصايا في التعامل مع المتربي في شأن القيام على تربيته إيمانياً:
1- أن يكون حث المراهق وتوجيهه إلى هذا الجانب عفوياً، وبطرق غير مباشرة ما أمكن، إذ أن المراهقين حساسون للأسلوب الإملائي المباشر، ويمتازون بالاعتداد بأنفسهم واستقلاليتهم، وقد يعاندون أحياناً.

2- مخاطبة عقول المراهقين وأفكارهم على جانب عواطفهم ومشاعرهم، نظراً لما يتميز به المراهق من تفتح عقلي، وقدرة منطقية، وحيوية فكرية، تتوق إلى مخاطبة العواطف، والمشاعر الممزوجة بالمناقشة العقلية، وهذا هو أسلوب القرآن، في مواضع كثيرة عندما يوجه الناس إلى الدينونة لله وعبادته.

3- أن يبدأ المربي في مناقشة هذا الجانب والتوجيه على ممارسته مبكراً، مع بداية المراهقة أو قبلها، وقد أثبتت بعض الدراسات النفسية أن استعداد المراهق للاستقبال والاستشارة والاسترشاد بالكبار يكون أكبر في السنوات الأولى المبكرة من المراهقة (13-15) سنة، ويتقلص الاستقبال وتزداد الاستقلالية فيما بعد ذلك.

4- توظيف قدرات المراهق في التأمل والتساؤل والتفكر حول الكون والنفس والحياة. وليكن المربي لماحاً للمتغيرات النفسية والإيمانية على المتربي، ويشحذ بهمته نحو ما ترنو النفس له، ويحاول أن يقدم الطرق الوقائية من المزالق، ويعالج ما قد يقع فيه المتربي.

5- استثمار مواقف الضعف والضيق والشدائد والنوازل عند تربية الناحية العبادية، فالمراهق ذو عواطف غزيرة، ومشاعر هشة، وهو ضعيف التحمل، قليل التجربة، بحاجة إلى السند والقوة، وبحاجة للتعرف على القدرة الإلهية، واللجوء إلى الله في الكرب والشدائد.

6- التدرج والصعود شيئاً فشيئاً من الضرورة بمكان فيبدأ بالأسس، والمهمات، وليجتنب المربي تصدير هذا الشاب قبل أن يرسخ في قلبه معاني الاعتقاد، ويظهر عليه العمل الصالح، ولئن تأخر المربي في تصدير هذا ولو فاتت بعض المصالح خير من التصدير ومن ثم تموج المفاسد، وتأتي من كل فج عميق.

7- التلازم بين العلم والعمل ضرورة محضة، فلا يطغى جانب على جانب، وإذا كان المربي لما يدعو إليه قدوة صار أمة يُقتدى بها. وليُعلم أن القدوة ليست عدم الوقوع في الخطأ أمام الآخرين كما يفهم البعض، ولكن هي الصدق مع الله والخوف من الزلة والخطأ مع الرب - تبارك وتعالى -.

8- على المربي التنويع في القوالب والوسائل، ويحاول أن يجدد في طرائق، وأساليب تدريسه وإيصاله للمفاهيم والمعاني، ويحرص دوماً على جودة المخرج ووصوله لذهن المتلقي بدلاً من الكم الزائد بغير جدوى، وليكن من شعاراته (ليس المهم كم تعلمت، ولكن كم استوعبت).

9- ليحذر المربي من حصر المتربين بسياج من حديد عن العالم المحيط، فلا يرفض دونه أن يفيدهم، أو يرشدهم، فإن هذا دليل وهنه، ويرسل رسائل لهم غير إيجابية بهذا الشأن وغيره، وليكن متوسطاً معتدلاً في تأطير منابع أخذهم.

ولا يطلب منهم التوقير والاحترام والتبجيل، إنما ذلك من الله يبعثه في قلوب عباده تجاه من أخلص مع الخالق - جل وعلا -.

10- لتكن العلاقة بين المربي والمتربي قائمة على الحب في الله دون مبالغة في ذلك بشيء من المعاشرة الزائدة، وبذل العواطف الجياشة، إذ ذلك مدعاة لمزالق منها السكوت عن الخطأ، وذهاب الأثر التربوي لأن كثرة الإمساس تزيل الإحساس، والأسوأ في ذلك الوقوع في حبائل العشق، والتعلق المذموم.






المصدر...


الساعة الآن 04:17 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM