مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 72)
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 71)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=352921 ثُمَّ دَخَلَتْ سُنَّةُ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِيهَا كَانَتْ وَقْعَةٌ عَظِيمَةٌ بَيْنَ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ , وَبَيْنَ الْأَزَارِقَةِ مِنَ الْخَوَارِجِ بِمَكَانٍ يُقَالُ لَهُ : سُولَافُ , مَكَثُوا نَحْوًا مِنْ ثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ مُتَوَاقِفِينَ , وَجَرَتْ بَيْنَهُمْ حُرُوبٌ يَطُولُ بَسْطُهَا , وَقُتِلَ فِي أَثْنَاءِ ذَلِكَ مِنْ هَذِهِ الْمُدَّةِ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ , وَبَايَعَ النَّاسُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ فَأَمَّرَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْمُهَلَّبَ بْنَ أَبِي صُفْرَةَ عَلَى الْأَهْوَازَ وَمَا مَعَهَا , وَشَكَرَ سَعْيَهُ , وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثَنَاءً كَثِيرًا ثُمَّ تَوَاقَعَ النَّاسُ فِي دَوْلَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِالْأَهْوَازِ , فَكَسَرَ النَّاسُ الْخَوَارِجَ كَسْرَةً عَظِيمَةً , وَهَرَبُوا فِي الْبِلَادِ لَا يَلْوُونَ , بَلْ يُوَلْوِلُونَ وَاتَّبَعَهُمْ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ , وَدَاوُدُ بْنُ قَحْذَمَ , لِيَطْرُدُوهُمْ وَأَرْسَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى أَخِيهِ بِشْرُ بْنُ مَرْوَانَ أَنْ يُمِدَّهُمْ بِأَرْبَعَةِ آلَافٍ فَبَعَثَ إِلَيْهِ أَرْبَعَةَ آلَافٍ , عَلَيْهِمْ عَتَّابُ بْنُ وَرْقَاءَ , فَطَرَدُوا الْخَوَارِجَ كُلَّ مَطْرَدٍ وَلَكِنْ لَقِيَ الْجَيْشُ جُهْدًا عَظِيمًا , وَمَاتَتْ خُيُولُهُمْ , وَلَمْ يَرْجِعْ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا مُشَاةً إِلَى أَهْلِيهِمْ . وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ كَانَ خُرُوجُ أَبِي فُدَيْكٍ الْحَارِثِيِّ , وَهُوَ مِنْ بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ , وَغَلَبَ عَلَى الْبَحْرَيْنِ , وَقَتَلَ نَجْدَةَ بْنَ عَامِرٍ الْحَارِثِيَّ ( خوارج... يخرج بعضهم على بعض ) فَبَعَثَ إِلَيْهِ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن أُسَيْدٍ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ أَخَاهُ أُمَيَّةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فِي جَيْشٍ كَثِيفٍ فَهَزَمَهُمْ أَبُو فُدَيْكٍ , وَأَخَذَ جَارِيَةً لِأُمَيَّةَ , وَاصْطَفَاهَا لِنَفْسِهِ . وَكَتَبَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ يُعْلِمُهُ بِمَا وَقَعَ وَاجْتَمَعَ عَلَى خَالِدٍ حَرْبُ أَبِي فُدَيْكٍ , وَحَرْبُ الْأَزَارِقَةِ أَصْحَابِ قَطَرِيِّ بْنِ الْفُجَاءَةِ بِالْأَهْوَازِ .( العراق لم يهدأ منذ الفتح الأول , ثورات وخروج على الحكام الراشدين والزبيريين والأمويين ) وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ أُخِذَتِ الْمَدِينَةُ مِنْ نُوَّابِ ابْنِ الزُّبَيْرِ , وَاسْتَنَابَ فِيهَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ طَارِقَ بْنَ عَمْرٍو مولى عثمان بن عفان ررر. وَفِيهَا بَعْثَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ الثَّقَفِيَّ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ لِيُحَاصِرَهُ بِمَكَّةَ ( فهو لم يبق له غيرها ) وَكَانَ السَّبَبُ فِي بَعْثِ الحجَّاج لَهُ دُونَ غَيْرِهِ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ لَمَّا أَرَادَ الرُّجُوعَ إِلَى الشَّامِ بَعْدَ قَتْلِهِ مُصْعَبًا وَأَخْذِهِ الْعِرَاقَ , نَدَبَ النَّاسَ إِلَى قِتَالِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ إِلَى ذَلِكَ فَقَامَ الْحَجَّاجُ وَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , أَنَا لَهُ . وَقَصَّ الْحَجَّاجُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ مَنَامًا زَعَمَ أَنَّهُ رَآهُ ; قَالَ : رَأَيْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَأَنِّي أَخَذْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ فَسَلَخْتُهُ , فَابْعَثْ بِي إِلَيْهِ فَإِنِّي قَاتِلُهُ . فَبَعَثَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ فِي جَيْشٍ كَثِيفٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ , وَكَتَبَ مَعَهُ أَمَانًا لِأَهْلِ مَكَّةَ إِنْ هُمْ أَطَاعُوا . فَخَرَجَ الْحَجَّاجُ فِي جُمَادَى مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ وَمَعَهُ أَلْفَا فَارِسٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ , فَسَلَكَ طَرِيقَ الْعِرَاقِ , وَلَمْ يَعْرِضْ لِلْمَدِينَةِ حَتَّى نَزَلَ الطَّائِفَ , وَجَعَلَ يَبْعَثُ الْبُعُوثَ إِلَى عَرَفَةَ ( استنزاف ) وَيُرْسِلُ ابْنُ الزُّبَيْرِ الْخُيُولَ , فَيَلْتَقِيَانِ , فَتُهْزَمُ خَيْلُ ابْنُ الزُّبَيْرِ , وَتَظْفَرُ خَيْلُ الْحَجَّاجِ ثُمَّ كَتَبَ الْحَجَّاجُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ يَسْتَأْذِنُهُ فِي دُخُولِ الْحَرَمِ وَمُحَاصِرَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ ; فَإِنَّهُ قَدْ كَلَّتْ شَوْكَتُهُ ( ضعُف ) وَتَفَرَّقَ عَنْهُ عَامَّةُ أَصْحَابِهِ , وَسَأَلَهُ أَنْ يَمُدَّهُ بِرِجَالٍ أَيْضًا فَكَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى طَارِقِ بْنِ عَمْرٍو يَأْمُرُهُ أَنْ يَلْحَقَ بِمَنْ مَعَهُ بِالْحَجَّاجِ , وَأَمَرَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ أَنْ يَكُونَ مُقِيمًا بِوَادِي الْقُرَى بِمَنْ مَعَهُ مِنْ جَيْشِ الْمَدِينَةِ وَغَيْرِهَا , وَكَانَ فِي نَحْوِ خَمْسَةِ آلَافٍ , مِنَ الشَّامِ مِنْهُمْ ثَلَاثَةُ آلَافٍ وَارْتَحَلَ الْحَجَّاجُ مِنَ الطَّائِفِ , فَنَزَلَ بِئْرَ مَيْمُونٍ , وَحَصَرَ ابْنَ الزُّبَيْرِ بِالْمَسْجِدِ فَلَمَّا دَخَلَ ذُو الْحِجَّةِ , حَجَّ بِالنَّاسِ الْحَجَّاجُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ , وَعَلَيْهِ وَعَلَى أَصْحَابِهِ السِّلَاحُ , وَهُمْ وُقُوفٌ بِعَرَفَاتٍ , وَكَذَا فِيمَا بَعْدَهَا مِنَ الْمَشَاعِرِ وَابْنُ الزُّبَيْرِ مَحْصُورٌ لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنَ الْحَجِّ هَذِهِ السَّنَةَ , بَلْ نَحَرَ بُدْنًا يَوْمَ النَّحْرِ , وَهَكَذَا لَمْ يَتَمَكَّنْ كَثِيرٌ مِمَّنْ مَعَهُ مِنَ الْحَجِّ , وَكَذَا لَمْ يَتَمَكَّنْ كَثِيرٌ مِمَّنْ مَعَ الْحَجَّاجِ وَطَارِقِ بْنِ عَمْرٍو أَنْ يَطُوفُوا بِالْبَيْتِ , فَبَقُوا عَلَى إِحْرَامِهِمْ لَمْ يَحْصُلْ لَهُمُ التَّحَلُّلُ الثَّانِي وَالْحَجَّاجُ وَأَصْحَابُهُ نُزُولٌ بَيْنَ الْحَجُونِ وَبِئْرِ مَيْمُونٍ , فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ كَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَازِمٍ أَمِيرِ خُرَاسَانَ يَدْعُوهُ إِلَى بَيْعَتِهِ , وَيُقْطِعُهُ خُرَاسَانَ سَبْعَ سِنِينَ فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهِ الْكِتَابُ قَالَ لِلرَّسُولِ : أَبَعَثَكَ أَبُو الذِّبَّانِ ؟ ( عبد الملك , يقال له : أبو الذِّبَّان لأنه كان ينسى فمه مفتوحا فيدخله الذباب ) وَاللَّهِ لَوْلَا أَنَّ الرُّسُلَ لَا تُقْتَلُ لَقَتَلْتُكَ , وَلَكِنْ كُلْ كِتَابَهُ . فَأَكَلَهُ . وَبَعَثَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى بُكَيْرِ بْنِ وِشَاحٍ نَائِبِ ابْنِ خَازِمٍ عَلَى مَرْوَ , يَعِدُهُ بِإِمْرَةِ خُرَاسَانَ إِنْ هُوَ خَلَعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَازِمٍ فَخَلَعَهُ فَجَاءَهُ ابْنُ خَازِمٍ , فَقَاتَلَهُ , فَقُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَازِمٍ فِي الْمَعْرَكَةِ , قَتَلَهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ : وَكِيعُ بْنُ عَمِيرَةَ , فَاحْتَزَّ رَأْسَهُ , وَأَقْبَلَ بُكَيْرُ بْنُ وِشَاحٍ فَأَرَادَ أَخْذَ الرَّأْسِ فَمَنَعَهُ مِنْهُ بُحيْرُ بْنُ وَرْقَاءَ فَضَرَبَهُ بُكَيْرُ بْنُ وِشَاحٍ بِعَمُودٍ وَقَيَّدَهُ , ثُمَّ أَخَذَ الرَّأْسَ فبَعَثَهُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , وَكَتَبَ إِلَيْهِ بِالنَّصْرِ وَالظَّفَرِ , وَمَقْتَلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَازِمٍ . فَسُرَّ بِذَلِكَ عَبْدُ الْمَلِكِ سُرُورًا كَثِيرًا , وَكَتَبَ إِلَى بُكَيْرِ بْنِ وِشَاحٍ , فَأَقَرَّهُ عَلَى نِيَابَةِ خُرَاسَانَ . وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ : الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُصَيْنٍ , التَّمِيمِيُّ السَّعْدِيُّ , أَبُو بَحْرٍ الْبَصْرِيُّ , ابْنُ أَخِي صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَالْأَحْنَفُ لَقَبٌ لَهُ , وَإِنَّمَا اسْمُهُ : الضَّحَّاكُ أَسْلَمَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَرَهُ وَجَاءَ فِي حَدِيثٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا لَهُ . وَكَانَ سَيِّدًا شَرِيفًا مُطَاعًا مُؤْمِنًا , عَلِيمَ اللِّسَانِ وَكَانَ يُضْرَبُ بِحِلْمِهِ الْمَثَلُ , وَلَهُ أَخْبَارٌ فِي حِلْمِهِ سَارَتْ بِهَا الرُّكْبَانُ قَالَ عَنْهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: هُوَ مُؤْمِنٌ عَلِيمُ اللِّسَانِ . وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ : مَا رَأَيْتُ شَرِيفَ قَوْمٍ أَفْضَلَ مِنْهُ . وَكَانَ أَعْوَرَ , أَحْنَفَ الرِّجْلَيْنِ ( فيهما عوج ) دَمِيمًا قَصِيرًا كَوْسَجًا ( لا تنلت له لحية ) لَهُ بَيْضَةٌ وَاحِدَةٌ . احْتَبَسَهُ عُمَرُ سَنَةً يَخْتَبِرُهُ , ثُمَّ قَالَ : هَذَا وَاللَّهِ السَّيِّدُ . وَقِيلَ : إِنَّهُ خَطَبَ عِنْدَ عُمَرَ فَأَعْجَبَهُ مَنْطِقُهُ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ , وَكَانَ كَثِيرَ الصَّلَاةِ بِاللَّيْلِ , وَكَانَ يُسْرِجُ الْمِصْبَاحَ , وَكَانَ يَضَعُ إِصْبَعَهُ فِيهِ , ثُمَّ يَقُولُ لِنَفْسِهِ : إِذَا لَمْ تَصْبِرْ عَلَى الْمِصْبَاحِ , فَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى نَارِ جَهَنَّمَ ؟ وَقِيلَ لَهُ : بِأَيِّ شَيْءٍ سَوَّدَكَ قَوْمُكَ ؟ قَالَ : لَوْ عَابَ الْمَاءَ النَّاسُ مَا شَرِبْتُهُ . وَكَانَ الْأَحْنَفُ لَا يَحْسُدُ , وَلَا يَجْهَلُ , وَلَا يَدْفَعُ الْحَقَّ وَقَالَ : إِنَّ مِنَ السُّؤْدُدِ الصَّبْرَ عَلَى الذُّلِّ , وَكَفَى بِالْحِلْمِ نَاصِرًا . وَقَالَ : مَا نَازَعَنِي أَحَدٌ إِلَّا أَخَذْتُ مِنْ أَمْرِي إِحْدَى ثَلَاثٍ : إِنْ كَانَ فَوْقِي عَرَفْتُ قَدْرَهُ , وَإِنْ كَانَ دُونِي رَفَعْتُ نَفْسِي عَنْهُ , وَإِنْ كَانَ مِثْلِي تَفَضَّلْتُ . وَقَالَ : مَا ذَكَرْتُ أَحَدًا بِسُوءٍ بَعْدَ أَنْ يَقُومَ مِنْ عِنْدِي , وَلَا سَمِعْتُ كَلِمَةً تَسُوءُنِي إِلَّا طَأْطَأَتُ رَأْسِي لِمَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهَا . وَأَغْلَظَ لَهُ رِجْلٌ فِي الْكَلَامِ , فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى نَادِي قَوْمِهِ وَقَفَ , وَقَالَ : إِنْ كَانَ عِنْدَكَ شَيْءٌ آخَرُ فَقُلْ ; لِئَلَّا يَسْمَعَكَ قَوْمِي فَيُؤْذُوكَ . وَقِيلَ : إِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ كَتَبَ إِلَيْهِ يَدْعُوهُ لِنَفْسِهِ , وَيَعِدُهُ بِوِلَايَةِ الشَّامِ فَقَالَ: يَدْعُونِي ابْنُ الزَّرْقَاءِ إِلَى وِلَايَةِ الشَّامِ , وَاللَّهِ وَدِدْتُ أَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ جَبَلًا مِنْ نَارٍ . وَكَانَ زِيَادُ بْنُ أَبِيهِ يَقُولُ : قَدْ بَلَغَ الْأَحْنَفُ مِنَ السُّؤْدُدِ وَالشَّرَفِ مَا لَا يَنْفَعُهُ مَعَهُ وِلَايَةٌ , وَلَا يَضُرُّهُ عَزْلٌ , وَإِنَّهُ لَيَفِرُّ مِنَ الشَّرَفِ وَهُوَ يَتْبَعُهُ . وَقَالَ الْحَاكِمُ : وَهُوَ الَّذِي افْتَتَحَ مَرْوَ الرُّوذِ , وَكَانَ الْحَسَنُ وَابْنُ سِيرِينَ فِي جَيْشِهِ . وَمِنْ كَلَامِهِ وَقَدْ سُئِلَ عَنِ الْحِلْمِ مَا هُوَ ؟ فَقَالَ : الذُّلُّ مَعَ الصَّبْرِ. وَكَانَ إِذَا تَعَجَّبَ النَّاسُ مِنْ حِلْمِهِ يَقُولُ : وَاللَّهِ إِنِّي لَأَجِدُ مَا تَجِدُونَ , وَلَكِنِّي صَبُورٌ . وَقَالَ : وَجَدْتُ الْحِلْمَ أَنْصَرَ لِي مِنَ الرِّجَالِ . وَقَالَ: أَحْيِ مَعْرُوفَكَ بِإِمَاتَةِ ذِكْرِهِ . وَقَالَ : مَا أَتَيْتُ بَابَ أَحَدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ ( الحكام ) إِلَّا أَنْ أُدْعَى , وَلَا دَخَلْتُ بَيْنَ اثْنَيْنِ إِلَّا أَنْ يُدْخِلَانِي بَيْنَهُمَا . تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ . الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبِ , الْحَارِثِيُّ الْأَوْسِيُّ ررر صَحَابِيٌّ جَلِيلٌ , وَأَبُوهُ أَيْضًا صَحَابِيٌّ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً . عُبَيْدَةُ السَّلْمَانِيُّ الْقَاضِي أَبُو عَمْرٍو الْكُوفِيُّ أَسْلَمَ عُبَيْدَةُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ الشَّعْبِيُّ : كَانَ يُوَازِي شُرَيْحًا فِي الْقَضَاءِ . وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ : كَانَ شُرَيْحٌ إِذَا أَشْكَلَ عَلَيْهِ أَمْرٌ كَتَبَ إِلَى عُبَيْدَةَ فِيهِ , وَانْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ . عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ بْنِ صَيْفِيٍّ الْمَخْزُومِيِّ ررر قَارِئُ أَهْلِ مَكَّةَ لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ وَقَرَأَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ , وَقَرَأَ عَلَيْهِ مُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُ . عَطِيَّةُ بْنُ بُسْرٍ الْمَازِنِيُّ ررر لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ , تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ . عُبَيْدُ بْنُ نَضْلَةَ , أَبُو مُعَاوِيَةَ , الْخُزَاعِيُّ الْكُوفِيُّ مُقْرِئُ أَهِلِ الْكُوفَةِ مَشْهُورٌ بِالْخَيْرِ وَالْعِبَادَةِ تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ . المصدر... |
الساعة الآن 01:21 PM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
mamnoa 2.0 By DAHOM