مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 41)
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 40)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=347779 ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ قال أَبُو الْغَرِيفِ عُبَيدُ اللهِ بْن خَلِيفَة الهَمدانِيّ : كُنَّا فِي مُقَدِّمَةِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا بِمَسْكِنَ مُسْتَمِيتِينَ , تَقْطُرُ أَسْيَافُنَا مِنَ الْجِدِّ عَلَى قِتَالِ أَهْلِ الشَّامِ , وَعَلَيْنَا أَبُو الْعَمَرَّطَةِ , عمير بن يزيد الكِندي , فَلَمَّا جَاءَنَا صُلْحُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ , كَأَنَّمَا كُسِرَتْ ظُهُورُنَا مِنَ الْغَيْظِ , فَلَمَّا قَدِمَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُوفَةَ , قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ : أَبُو عَامِرٍ , سُفْيَانُ بْنُ اللَّيْلِ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُذِلَّ الْمُؤْمِنِينَ . فَقَالَ : لَا تَقُلْ هَذَا يَا أَبَا عَامِرٍ , لَسْتُ بِمُذِلِّ الْمُؤْمِنِينَ , وَلَكِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَقْتُلَهُمْ عَلَى الْمُلْكِ . ثم تَرَحَّلَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ , وَمَعَهُ أَخُوهُ الْحُسَيْنُ , وَبَقِيَّةُ إِخْوَتِهِمْ , وَابْنُ عَمِّهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , مِنْ أَرْضِ الْعِرَاقِ إِلَى أَرْضِ الْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ , عَلَى سَاكِنِهَا أَفْضَلُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ . وَجَعَلَ الحسَنُ كُلَّمَا مَرَّ بِحَيٍّ مِنْ شِيعَتِهِمْ , يُبَكِّتُونَهُ ( يلومونه ) عَلَى مَا صَنَعَ مِنْ نُزُولِهِ عَنِ الْأَمْرِ لِمُعَاوِيَةَ , وَهُوَ فِي ذَلِكَ مُصِيبٌ بَارٌّ رَاشِدٌ مَمْدُوحٌ , وَلَيْسَ يَجِدُ فِي صَدْرِهِ حَرَجًا وَلَا تَلَوُّمًا وَلَا نَدَمًا , بَلْ هُوَ رَاضٍ بِذَلِكَ مُسْتَبْشِرٌ بِهِ . وَإِنْ كَانَ قَدْ سَاءَ هَذَا خَلْقًا مِنْ ذَوِيهِ وَأَهْلِهِ وَشِيعَتِهِ , وَلَا سِيَّمَا بَعْدَ ذَلِكَ بِمُدَدٍ , وَهَلُمَّ جَرًّا إِلَى يَوْمِنَا هَذَا . وَالْحَقُّ فِي ذَلِكَ اتِّبَاعُ السُّنَّةِ , وَمَدْحُهُ فِيمَا حَقَنَ بِهِ دِمَاءَ الْأُمَّةِ , كَمَا مَدَحَهُ عَلَى ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ , وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ . |
الساعة الآن 04:49 AM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
mamnoa 2.0 By DAHOM