مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 30)
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 29)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=346677 ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثلاثينَ من الهِجرة النَّبوِّية فِي هَذِهِ السَّنَةِ عَزَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ بن أبي معيط عَنِ الْكُوفَةِ , وَوَلَّى عَلَيْهَا سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ , وَكَانَ سَبَبُ عَزْلِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ أَنَّهُ صَلَّى بِأَهْلِ الْكُوفَةِ الصُّبْحَ أَرْبَعًا , ثُمَّ الْتَفَتَ إليهم فَقَالَ: أَزِيدُكُمْ؟ , فَقَالَ قَائِلٌ: مَا زِلْنَا مِنْكَ مُنْذُ الْيَوْمِ فِي زيارة. ثُمَّ إِنَّهُ تَصَدَّى لَهُ جَمَاعَةٌ , فَشَكَوْهُ إِلَى عُثْمَانَ , وَشَهِدَ بعضُهم عليهِ أنه شَرِبَ الخمرَ , وشَهِدَ آخرُ أنَّه رآهُ يتقايَّؤُهَا , فَأَمَرَ عُثْمَانُ بِإِحْضَارِهِ , وَأَمَرَ بِجَلْدِهِ , فَيُقَالُ: إِنَّ عَلِيًّا نَزَعَ عَنْهُ حُلَّتَهُ , وَإِنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصَ جَلَدَهُ بَيْنَ يَدَيْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَعَزَلَهُ عُثْمَانُ , وَأَمَّرَ مَكَانَهُ عَلَى الْكُوفَةِ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ. قال الذهبي: هو سَعِيْدُ بن العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيٍّ , وَالِدُ عَمْرِو بنِ سَعِيْدٍ الأَشْدَقِ. قُتِلَ أَبُوْهُ يَوْم بَدْرٍ مُشْرِكاً , وَخلَّفَ سَعِيْداً طِفْلاً. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَهُ صُحْبَةٌ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِسَعِيْدٍ تِسْعُ سِنِيْنَ أَوْ نَحْوُهَا. قال الذهبي: لَمْ يَرْوِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَرَوَى عَنْ عُمَرَ , وَعَائِشَةَ , وَهُوَ مُقِلٌّ. وَكَانَ أَمِيْراً , شَرِيْفاً , جَوَاداً , مُمَدَّحاً , حَلِيماً , وَقُوراً , ذَا حَزْمٍ وَعَقْلٍ , يَصْلُحُ لِلْخِلاَفَةِ. وَلَمْ يَزَلْ فِي صَحَابَةِ عُثْمَانَ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ , فَوَلاَّهُ عُثْمَانُ الكُوْفَةَ لَمَّا عَزَلَ عَنْهَا الوَلِيْدَ بنَ عُقْبَةَ , حيث قَدِمَ الوَلِيْدُ بنُ عُقْبَةَ الكوفة وَهُوَ شَابٌّ مُتْرَفٌ , فَأَضَرَّ بِأَهْلِهَا , فَوَلِيَهَا خَمْسَ سِنِيْنَ إِلاَّ أَشْهُراً. ثُمَّ قَامَ عَلَيْهِ أَهْلُهَا وَطَرَدُوْهُ , وَأَمَّرُوا عَلَيْهِم أَبَا مُوْسَى , فَأَبَى أَبُو مُوْسَى , وَجَدَّدَ البَيْعَةَ فِي أَعْنَاقِهِم لِعُثْمَانَ , فَوَلى عُثْمَانُ سَعِيْدَ بنَ العَاصِ عَلَيْهِم. سير أعلام النبلاء , (3/ 446) وفِي هَذِهِ السَّنَةِ افتتح سعيدُ بْنُ الْعَاصِ طَبَرِسْتَانَ , وهو أوَّل مَنْ غَزَاهَا. ذَكَرَ الْمَدَائِنِيُّ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ رَكِبَ فِي جَيْشٍ فِيهِ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ , وَالْعَبَادِلَةُ الْأَرْبَعَةُ , وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ , فِي خَلْقٍ مِنَ الصَّحَابَةِ , فَسَارَ بِهِمْ , فَمَرَّ عَلَى بُلْدَانٍ شتَّى , يصالحونه عَلَى أَمْوَالٍ جَزِيلَةٍ , حَتَّى انْتَهَى إِلَى بَلَدٍ في معاملة جرجان , فَقَاتَلُوهُ حَتَّى احْتَاجُوا إِلَى صَلَاةِ الْخَوْفِ , فَسَأَلَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ حُذَيْفَةَ: كَيْفَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ , فَأَخْبَرَهُ , فَصَلَّى كَمَا أَخْبَرَهُ , ثُمَّ سَأَلَهُ أَهْلُ ذَلِكَ الْحِصْنِ الْأَمَانَ , فَأَعْطَاهُمْ عَلَى أَنْ لَا يَقْتُلَ مِنْهُمْ رَجُلًا وَاحِدًا , فَفَتَحُوا الحصن , فقتلهم إلَّا رجلاً واحداً , وحَوَى مَا كَانَ فِي الْحِصْنِ , فَأَصَابَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي نَهْدٍ سَفَطًا مَقْفُولًا , فَاسْتَدْعَى بِهِ سَعِيدٌ , فَفَتَحُوهُ , فَإِذَا فِيهِ خِرْقَةٌ سَوْدَاءُ مُدْرَجَةٌ (ملفوفة) فَنَشَرُوهَا , فَإِذَا فِيهَا خِرْقَةٌ حَمْرَاءُ , فَنَشَرُوهَا , وَإِذَا دَاخَلَهَا خِرْقَةٌ صَفْرَاءُ , وَفِيهَا أَيْرَانِ , كُمَيْتٍ , وَوَرْدٍ. وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ سَقَطَ خَاتَمُ النَّبيّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَدِ عُثْمَانَ فِي بِئْرِ أَرِيسٍ , وَهِيَ بئرٌ عَلَى مِيلَيْنِ مِنَ الْمَدِينَةِ , وَهِيَ مِنْ أَقَلِّ الْآبَارِ مَاءً , فَلَمْ يُدْرَكْ خَبَرُهُ بَعْدَ بَذْلِ مَالٍ جَزِيلٍ , وَالِاجْتِهَادِ فِي طَلَبِهِ حَتَّى السَّاعَةَ , فَاسْتَخْلَفَ عُثْمَانُ بَعْدَهُ خاتَماً من فضة , ونَقَش عليه : محمدٌ رَسُولُ اللَّهِ , فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ , ذَهَبَ الْخَاتَمُ , فلم يُدْرَ مَنْ أَخَذَه. وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَقَعَ بَيْنَ مُعَاوِيَةَ وَأَبِي ذَرٍّ بِالشَّامِ , وَذَلِكَ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ أَنْكَرَ عَلَى مُعَاوِيَةَ بَعْضَ الْأُمُورِ , وَكَانَ يُنْكِرُ عَلَى مَنْ يَقْتَنِي مَالًا مِنَ الْأَغْنِيَاءِ , وَيَمْنَعُ أَنْ يَدَّخِرَ فَوْقَ الْقُوتِ , وَيُوجِبُ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِالْفَضْلِ , وَيَتَأَوَّلُ قَوْلَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} , فَيَنْهَاهُ مُعَاوِيَةُ عَنْ إِشَاعَةِ ذَلِكَ , فَلَا يَمْتَنِعُ , فَبَعَثَ مُعَاوِيَةُ يَشْكُوهُ إِلَى عُثْمَانَ , فَكَتَبَ عُثْمَانُ إِلَى أَبِي ذَرٍّ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ , فَقَدِمَهَا , فَلَامَهُ عُثْمَانُ عَلَى بَعْضِ مَا صَدَرَ مِنْهُ , وَاسْتَرْجَعَهُ , فَلَمْ يَرْجِعْ , فَأَمَرَهُ بِالْمَقَامِ بِالرَّبَذَةِ - وَهِيَ شَرْقِيُّ الْمَدِينَةِ - وَيُقَالُ: إِنَّهُ سَأَلَ عُثْمَانَ أَنْ يُقِيمَ بِهَا , وَقَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِي " إِذَا بَلَغَ الْبِنَاءُ سَلْعًا فَاخْرُجْ مِنْهَا " , وَقَدْ بَلَغَ الْبِنَاءُ سَلْعًا , فَأَذِنَ لَهُ عُثْمَانُ بِالْمَقَامِ بِالرَّبَذَةِ , وَأَمَرَهُ أَنْ يَتَعَاهَدَ الْمَدِينَةَ فِي بَعْضِ الْأَحْيَانِ , حَتَّى لَا يَرْتَدَّ أَعْرَابِيًّا بَعْدَ هِجْرَتِهِ , فَفَعَلَ , فَلَمْ يَزَلْ مُقِيمًا بِهَا حَتَّى مَاتَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ زَادَ عُثْمَانُ النِّدَاءَ الثالثَ يومَ الجُمُعةِ على الزَّوْراء (بيت عثمان بالمدينة , وكان مرتفعا). وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ررر جبار بن صخر ابن أمية بن خنساء , أبو عبد الرحمن الْأَنْصَارِيُّ , عَقَبِيٌّ بَدْرِيٌّ , وَقَدْ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَرَ خَارِصًا , تُوُفِّيَ عَنْ سِتِّينَ سَنَةً. حَاطِبُ بْنُ أبي بلتعة بن عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ اللَّخْمِيُّ حَلِيفُ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى , شَهِدَ بَدْرًا وَمَا بَعْدَهَا , وَهُوَ الَّذِي كَانَ كَتَبَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ يُعْلِمُهُمْ بِعَزْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَتْحِ مَكَّةَ , فَعَذَرَهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا اعْتَذَرَ بِهِ , ثُمَّ بَعَثَهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِرِسَالَةٍ إِلَى الْمُقَوْقِسِ مَلِكِ الإسكندرية. الطفيل بن الحارث بن الْمُطِّلِبِ , أَخُو عُبَيْدَةَ , وَحُصَيْنٍ , شَهِدَ بَدْرًا. عبد الله بن كعب ابن عمرو الْمَازِنِيُّ , أَبُو الْحَارِثِ , شَهِدَ بَدْرًا , وَكَانَ عَلَى الْخُمُسِ يَوْمَئِذٍ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَظْعُونٍ , أَخُو عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ , هَاجَرَ إِلَى الْحَبَشَةِ , وَشَهِدَ بَدْرًا. عِيَاضُ بْنُ زهير بن أَبِي شَدَّادِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ هِلَالٍ , أَبُو سعيد الْقُرَشِيُّ الْفِهْرِيُّ , شَهِدَ بَدْرًا وَمَا بَعْدَهَا. مَسْعُودُ بْنُ رَبِيعَةَ , أَبُو عَمْرٍو الْقَارِي , شَهِدَ بَدْرًا وَمَا بَعْدَهَا , تُوُفِّيَ عَنْ نَيِّفٍ وَسِتِّينَ سَنَةً. مَعْمَرُ بْنُ أَبِي سَرْحِ بن رَبِيعَةَ بْنِ هِلَالٍ الْقُرَشِيُّ أَبُو سَعْدٍ الْفِهْرِيُّ , بَدْرِيٌّ قَدِيمُ الصُّحْبَةِ. |
الساعة الآن 12:40 AM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
mamnoa 2.0 By DAHOM