شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   العلوم و التكنولوجيا --- كل جديد ---- في كل المجالات (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=313)
-   -   معوقات التفكير الإيجابي (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=193258)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 09-08-2015 12:52 PM

معوقات التفكير الإيجابي
 
معوقات التفكير الإيجابي
فريد مناع

بعد أن تعرفنا في المقال السابق على التفكير الإيجابي, ودور التفكير بشكل عام في نجاح الفرد؛ سنتعرف اليوم على معوقات التفكير الإيجابي.
معوقات التفكير الإيجابي:
1. البعد عن الله -عز وجل-:
هل تعرف أحداً حياته عبارة عن سلسلة من المشاكل والمتاعب والصعوبات, وكلما خرج من مشكلة دخل في مشكلة أخرى؟ إذا كانت إجابتك نعم, هل تعرف ما هو السبب الأساسي في ذلك؟
هو بعده عن الله عز وجل, فالذي يبعد عن الله عز وجل تكون الدنيا أكبر همه، وحياته ضنكاً مملوءة بالسلبيات, وقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم: ((ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى))[طه:124].
2. البرمجة السابقة:
هل سمعت عن هذه التجربة: أن شخصاً أراد أن يقود سيارته فعمل كل شيء كما هو المعتاد، ثم ضغط على بدال السرعة ولكن السيارة استمرت في عدم الحركة، ثم وجد أن فرامل اليد كانت مشدودة؟!
إن البرمجة السابقة السلبية تعتبر مثل فرامل اليد؛ فكلما حاولت أن تتحرك إلى الأمام تشدك بقوة إلى الخلف؛ أو تجعلك تقف في نفس مكانك لا تستطيع الحركة, فإن أول سبع سنوات من حياتنا تكونت لدينا خلالها أكثر من تسعين بالمائة من قيمنا الراسخة التي اكتسبناها من الوالدين، والمحيط العائلي, ثم بعد ذلك المحيط الاجتماعي، والمدرسة، والأصدقاء وهكذا, فلو كانت برمجتنا في هذه السنوات السبع الأولى سلبية فهي تؤثر بشدة على حياتنا في كافة النواحي, فمثلاً من الأشياء التي قد يكون الإنسان قد تبرمج عليها هي عدم محاولة فعل أي تغيير؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى الفشل, فنجده يتفادى أي تغيير حتى لا يواجه الفشل.
3. غياب الهدف:
إن عدم وجود هدف محدد في حياة الإنسان يجعله لا يستغل قدراته التي وهبها له الله عز وجل, فيعيش في ضياع تام، وخوف وقلق من المستقبل, ويتخبط في الظلام، ولا يجد معنى لحياته, مما يسبب له ضياع حماسه، وضعف شخصيته، ويجعله عرضة لسلبيات وتحديات الحياة، فالناس تجاه تحديد الهدف خمسة أنواع هي:
النوع الأول: أشخاص لا يعرفون ما يريدون:
هذا النوع من الناس يعيش حياته مثل ورقة الشجر يأخذها الريح أينما شاء, فهم لا يعرفون ما يريدون من الحياة, فتجدهم دائمي الشكوى من أن الحياة صعبة جداً، وأنه لا يوجد فرص عمل, وأن الحظ وحده هو السبب في حالتهم المادية، والنفسية، والصحية.
وتجد هذا النوع من الناس لا يفعل أي شيء لكي يتقدم في حياته, فهو لا ينمي خبراته ومهاراته, ولا يفعل أي شيء إيجابي, ولغته الأساسية هي الشكوى الدائمة.
النوع الثاني: أشخاص يعرفون ما يريدون، ولكنهم لا يفعلون أي شيء للحصول عليه:
هذا النوع من الناس عنده علم تام بأهدافه وما يريد بالتحديد، ولكنه لا يأخذ أي خطوة إيجابية لكي يحقق هدفه, وتجد هذا النوع يعاني نفسياً أكثر من النوع الأول؛ لأن النوع الأول لا يعرف أي شيء عن الأهداف, ولكن النوع الثاني عنده المعرفة، ولكنه لا يفعل أي شيء لكي يحققها، فتجده يقارن بينه وبين الآخرين, وهو أيضاً يلوم الحظ السئ الذي يحالفه في حياته، ولغته الأساسية هي النقد واللوم.
النوع الثالث: أشخاص يعرفون ما يريدون، وعندهم أهداف محددة؛ ولكنهم لا يعتقدون في قدراتهم:
هذا النوع من الناس يعرف تماماً ما يريد، ومتى يريده، وكيف يستطيع أن يحققه, ولكنه لا يعتقد أنه يستطيع أن يحققه, فتقديره الذاتي ضعيف، وصورته الذاتية ضعيفة, وثقته في نفسه تكاد تكون منعدمة, ويخاف من الفشل والسخرية, هذا النوع من الناس يعاني أكثر من النوعين الأولين؛ وذلك لأن عنده علماً ومعرفة أكثر، ولكنه لا يجد الشجاعة في نفسه لكي يأخذ الخطوات الإيجابية لكي يحقق أهدافه, لذلك تجده يفضل البعد عن الناس، ويعاني من الأمراض النفسية والعضوية, ولغته سلبية مملوءة بالحقد على الناجحين، والشكوى من حالته النفسية.
النوع الرابع: أشخاص يعرفون بالتحديد ما يريدون، ولكنهم يتأثرون سلبياً من العالم الخارجي:
هذا النوع من الناس يعرف جيداً ما يريد، وعنده أهداف محددة، وتخطيطه دقيق, ولكنه ضعيف الشخصية فهو يتأثر بسرعة بآراء الآخرين, مما يسبب له تغيير خطته في تحقيق أهدافه, لذلك تجده لا يستخدم قدراته ومهاراته, ولا يتقدم كثيراً، ولا يحقق إلا القليل من أهدافه, لذلك تجده عصبي المزاج, دائم الشكوى ممن حوله، وينعى حظه، وأيضاً يحقد على الآخرين, لغته سلبية، وثقته في نفسه ضعيفة, ولكنه لا يكف عن إعطاء الآخرين الفرصة في التدخل في حياته الشخصية ممن يسبب له الشعور المستمر بالضعف.
النوع الخامس: أشخاص يعرفون ما يريدون، ويذهبون وراء أهدافهم بقوة حتى يحققوها:
هذا النوع من الناس يعرف تماماً ما يريد, ويخطط لأهدافه حتى يحققها, وأيضاً يعلم جيداً قانون الرجوع الذي يقول: "ما تفكر فيه وتفعله يعود إليك من نفس نوعه", لذلك فهؤلاء الناس يحققون أهدافهم، ويعيشون أحلامهم.
4. الخوف من الفشل:
بأن يشعر الإنسان أنه إذا أقدم على أي عمل، أو بادر لفعل شيء؛ فإنه حتماً سيفشل, فتجده لا يقدم على الأعمال المختلفة, إنما يعمل ما تضطره إليه حاجاته الأساسية, وهذا الخوف من الفشل يكتسبه الإنسان من كثرة تجاربه السابقة التي من الممكن أن يكون جانبها الصواب, أو من تجارب الآخرين الذي قد ينصحوه ألا يقدم على بعض الأعمال لأنه حتماً سيفشل.
5. صدى الصوت:
يُحكى أن أحد الحكماء خرج مع ابنه في جو نقي بعيداً عن صخب المدينة وهمومها ليعرفه على التضاريس من حوله.
سلك الاثنان وادياً عميقاً تحيط به جبال شاهقة, وأثناء سيرهما تعثر الطفل في مشيته, وسقط على ركبته, فصرخ الطفل على إثرها بصوتٍ مرتفع تعبيراً عن ألمه: آآه, فإذا به يسمع من أقصى الوادي من يشاطره الألم بصوتٍ مماثل: آآه, نسي الطفل الألم وسارع في دهشة سائلاً مصدر الصوت: (ومن أنت؟), فإذا الجواب يرد عليه سؤاله: ومن أنت؟
انزعج الطفل من هذا التحدي بالسؤال فرد عليه مؤكداً: بل أنا أسألك من أنت؟ ومرة أخرى لا يكون الرد إلا بنفس الجفاء والحدة: بل أنا أسألك من أنت؟ فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب, فصاح غاضباً: (أنت جبان), وبنفس القوة يجئ الرد: (أنت جبان)، وهذا شأن حديثك الذاتي فهو يرتد إليك تماماً كصدى.
والآن ماذا بعد الكلام؟
هذه بعض الوسائل العملية للتغلب على معوقات التفكير الإيجابي:
1. في كل موقف من مواقف حياتك توقع الأفضل, وتخيل أنك تثق في بلوغ أقصى نجاح في كل ما تقوم به, وتصرف على هذا الأساس.
2. قم بتحديد أكبر مشكلاتك، أو أكبر مصادر القلق لديك في يومك هذا, وما يمكنك أن تتعلمه منه بحيث تصبح أفضل وأقوى في المستقبل.
3. لا تلوم الآخرين عندما تخسر.
4. أكثر من حديثك الإيجابي الداخلي مع الذات.
5. ابدأ من اليوم بمسح كلمة (فشل) من قاموس حياتك, وأبدلها بكلمة: (تجربة مفيدة)، أو (رصيد خبرة) سأتعلم منها الكثير.
وأخيراً:
اختم بقول فيليس بوتوم: "هناك وسيلتان لمواجهة المصاعب: إما أن تغيرها، وإما تغير نفسك في مواجهتها"، وإن شاء الله في المرة القادمة من سلسلة التفكير الإيجابي نكمل باقي معوقات التفكير الإيجابي.
ــــــــــــ
أهم المراجع:
1. قوة التفكير, إبراهيم الفقي.
2. قوة المبادرة, محمد العطار.

3. ارسم مستقبلك بنفسك, براين تراسي.
4. جوهر السلوك, كاترين كاريفلاس.
5. تكبير التفكير, ديفيد شوارتز.








المصدر...


الساعة الآن 10:20 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM