مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 52)
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 51)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=349183 ثُمَّ دَخَلَتْ سُنَّةُ ثِنْتَيْنِ وَخَمْسِينَ فِيهَا غَزَا سُفْيَانُ بْنُ عَوْفٍ الْأَزْدِيُّ بِلَادَ الرُّومِ وَشَتَّى بِهَا , فَمَاتَ هُنَالِكَ , وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْجُنْدِ بَعْدَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ مَسْعَدَةَ الْفَزَارِيَّ وَحَجَّ بِالنَّاسِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ نَائِبُ الْمَدِينَةِ. وَغَزَا الصَّائِفَةَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ. وَعُمَّالُ الْأَمْصَارِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ عُمَّالُهَا فِي السَّنَةِ الْمَاضِيَةِ. ذِكْرُ مَنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ خَالِدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ كُلَيْبٍ , أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ ررر شَهِدَ الْعَقَبَةَ وبَدْرًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا , وَشَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ قِتَالَ الْحَرَورِيَّةِ , وَفِي دَارِهِ كَانَ نُزُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرًا مِنْ مَكَّةَ , فَأَقَامَ عِنْدَهُ شَهْرًا حَتَّى بَنَى الْمَسْجِدَ وَمَسَاكِنَهُ حَوْلَهُ , ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَيْهَا , وَكَانَتْ وَفَاتُهُ بِبِلَادِ الرُّومِ قَرِيبًا مِنْ سُورِ القُسْطَنْطِينِيَّةَ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ , وَكَانَ فِي جَيْشِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ , وَإِلَيْهِ أَوْصَى , وَهُوَ الَّذِي صَلَّى عَلَيْهِ . وَقَدْ روى الْإِمَامُ أَحْمَدُ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ كَانَ أَمِيرًا عَلَى الْجَيْشِ الَّذِي غَزَا فِيهِ أَبُو أَيُّوبَ , فَدَخَلَ عَلَيْهِ عِنْدَ الْمَوْتِ , فَقَالَ لَهُ : إِذَا أَنَا مُتُّ فَاقْرَءُوا عَلَى النَّاسِ مِنِّي السَّلَامَ , وَأَخْبِرُوهُمْ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : « مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا جَعَلَهُ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ» , وَلِيَنْطَلِقُوا بِي فَيَبْعُدُوا بِي فِي أَرْضِ الرُّومِ مَا اسْتَطَاعُوا . قَالَ : فَحَدَّثَ يَزِيدٌ النَّاسَ لَمَّا مَاتَ أَبُو أَيُّوبَ , فَاسْتَلْأَمَ النَّاسُ ( لبسوا الدروع ) وَانْطَلَقُوا بِجِنَازَتِهِ . قال ابن كثير : وَعِنْدِي أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ هُوَ الَّذِي حَمَلَ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ عَلَى طَرَفٍ مِنَ الْإرْجَاءِ , وَرَكِبَ بِسَبَبِهِ أَفْعَالًا كَثِيرَةً أُنْكِرَتْ عَلَيْهِ . وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. . وَفِيهَا كَانَتْ وَفَاةُ أَبِي مُوسَى , عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ الْأَشْعَرِيِّ الْيَمَانِيِّ ررر أَسْلَمَ بِبِلَادِهِ , وَقَدِمَ مَعَ جَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ عَامَ خَيْبَرَ. وَقَدِ اسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ مُعَاذٍ عَلَى الْيَمَنَ , وَاسْتَنَابَهُ عُمَرُ عَلَى الْبَصْرَةِ , وَفَتَحَ تُسْتَرَ وَشَهِدَ خُطْبَةَ عُمَرَ بِالْجَابِيَةِ , وَوَلَّاهُ عُثْمَانُ الْكُوفَةَ وَكَانَ أَحَدَ الْحَكَمَيْنِ بَيْنَ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ , فَلَمَّا اجْتَمَعَا , خَدَعَ عَمْرٌو أَبَا مُوسَى. وَكَانَ مِنْ قُرَّاءِ الصَّحَابَةِ وَفُقَهَائِهِمْ , وَكَانَ أَحْسَنَ الصَّحَابَةِ صَوْتًا فِي زَمَانِهِ . قَالَ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ : مَا سَمِعْتُ صَوْتَ صَنْجٍ وَلَا بِرَبْطٍ وَلَا مِزْمَارٍ أَطْيَبَ مِنْ صَوْتِ أَبِي مُوسَى . وَثَبَتَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَقَدْ أُوتِيَ هَذَا مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ " وَكَانَتْ وَفَاتُهُ بِمَكَّةَ لَمَّا اعْتَزَلَ النَّاسَ بَعْدَ التَّحْكِيمِ . وَكَانَ قَصِيرًا نَحِيفَ الْجِسْمِ , أَثَطَّ , أَيْ : لَا لِحْيَةَ لَهُ ررر . عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغَفَّلِ الْمُزَنِيُّ ررر وَكَانَ أَحَدَ الْبَكَّائِينَ , وَأَحَدَ الْعَشَرَةِ الَّذِينَ بَعَثَهُمْ عُمَرُ إِلَى الْبَصْرَةِ لِيُفَقِّهُوا النَّاسَ , وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ دَخَلَ تُسْتَرَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حِينَ فَتْحِهَا . عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنِ , أَبُو نُجَيدٍ الْخُزَاعِيُّ ررر أَسْلَمَ هُوَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ عَامَ خَيْبَرَ , وَشَهِدَ غَزَوَاتٍ , وَكَانَ مِنْ سَادَاتِ الصَّحَابَةِ , اسْتَقْضَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَلَى الْبَصْرَةِ , فَحَكَمَ بِهَا , ثُمَّ اسْتَعْفَاهُ , فَأَعْفَاهُ , وَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى مَاتَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ. قَالَ الْحَسَنُ وَابْنُ سِيرِينَ: مَا قَدِمَ الْبَصْرَةَ رَاكِبٌ خَيْرٌ مِنْهُ . وَقَدْ كَانَتِ الْمَلَائِكَةُ تُسَلِّمُ عَلَيْهِ , فَلَمَّا اكْتَوَى انْقَطَعَ عَنْهُ سَلَامُهُمْ , ثُمَّ عَادُوا فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِقَلِيلٍ ررر وَعَنْ أَبِيهِ أَيْضًا . كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ , أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ ررر صَحَابِيٌّ جَلِيلٌ , مَاتَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ عَنْ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً. مُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجِ الْكِنْدِيُّ الْخَوْلَانِيُّ الْمِصْرِيُّ ررر صَحَابِيٌّ عَلَى قَوْلِ الْأَكْثَرِينَ . شَهِدَ فَتَحَ مِصْرَ , وَهُوَ الَّذِي وَفَدَ إِلَى عُمَرَ بِفَتْحِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَشَهِدَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ قِتَالَ الْبَرْبَرِ , وَذَهَبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَئِذٍ , وَوَلِيَ حُرُوبًا كَثِيرَةً فِي بِلَادِ الْمَغْرِبِ , وَكَانَ عُثْمَانِيًّا فِي أَيَّامِ عَلِيٍّ بِبِلَادِ مِصْرَ , وَلَمْ يُبَايِعْ عَلِيًّا بِالْكُلِّيَّةِ , فَلَمَّا أَخَذَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ مِصْرَ أَكْرَمَهُ , ثُمَّ اسْتَنَابَهُ بِهَا بَعْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَلَمْ يَزَلْ بِمِصْرَ حَتَّى مَاتَ بِهَا فِي هَذِهِ السَّنَةِ . هَانِئُ بْنُ نِيَارٍ , أَبُو بُرْدَةَ الْبَلْوِيُّ ررر وَهُوَ خَالُ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ شَهِدَ الْعَقَبَةَ وَبَدْرًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا . |
الساعة الآن 12:12 PM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
mamnoa 2.0 By DAHOM