شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   منتدى السيرة النبوية (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=451)
-   -   مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 181 - 182) (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=268003)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 04-12-2016 02:29 PM

مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 181 - 182)
 
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 180)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=364324

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا غَزَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونُ الرَّشِيدُ بِلَادَ الرُّومِ , فَافْتَتَحَ حِصْنًا يُقَالُ لَهُ : الصَّفْصَافُ .
وَفِيهَا غَزَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ صَالِحٍ بِلَادَ الرُّومِ , فَبَلَغَ أَنْقَرَةَ , وَافْتَتَحَ مَطْمُورَةَ .
وَفِيهَا تَغَلَّبَتِ الْمُحَمِّرَةُ عَلَى جُرْجَانَ .
وَفِيهَا أَمَرَ الرَّشِيدُ أَنْ يُكْتَبَ فِي صُدُورِ الرَّسَائِلِ الصَّلَاةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ الرَّشِيدُ , وَتَعَجَّلَ فِي النَّفْرِ
وَسَأَلَهُ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ أَنْ يُعْفِيَهُ مِنَ الْوِلَايَةِ
فَأَعْفَاهُ
وَأَقَامَ يَحْيَى بِمَكَّةَ .

مَنْ تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ مِنَ الْأَعْيَانِ :
الْحَسَنُ بْنُ قَحْطَبَةَ
أَحَدُ أَكَابِرِ الْأُمَرَاءِ الْعَبَّاسِيَّةِ

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ , أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَرْوَزِيُّ
كَانَ أَبُوهُ تُرْكِيًّا , مَوْلًى لِرَجُلٍ مِنَ التُّجَّارِ مِنْ بَنِي حَنْظَلَةَ مِنْ أَهْلِ هَمَذَانَ , فَكَانَ ابْنُ الْمُبَارَكِ إِذَا قَدِمَهَا أَحْسَنَ إِلَى وَلَدِ مَوْلَاهُمْ , وَكَانَتْ أُمُّهُ خَوَارِزْمِيَّةً
وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ , وَسَمِعَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ , وَالْأَعْمَشَ , وَهِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ , وَحُمَيْدًا الطَّوِيلَ , وَغَيْرَهُمْ مِنْ أَئِمَّةِ التَّابِعِينَ .
وَحَدَّثَ عَنْهُ خَلَائِقُ مِنَ النَّاسِ
وَكَانَ مَوْصُوفًا بِالْحِفْظِ , وَالْفِقْهِ , وَالْعَرَبِيَّةِ , وَالزُّهْدِ , وَالْكَرَمِ , وَالشَّجَاعَةِ , وَلَهُ التَّصَانِيفُ الْحِسَانُ , وَالشِّعْرُ الْمُتَضَمِّنُ حِكَمًا جَمَّةً
وَكَانَ كَثِيرَ الْغَزْوِ وَالْحَجِّ
وَكَانَ لَهُ رَأْسُ مَالٍ , نَحْوُ أَرْبَعِمِائَةِ أَلْفٍ , يَدُورُ يَتَّجِرُ بِهِ فِي الْبُلْدَانِ , فَحَيْثُ اجْتَمَعَ بِعَالِمِ بَلْدَةٍ أَحْسَنَ إِلَيْهِ , وَكَانَ يَرْبُو كَسْبُهُ فِي كُلِّ سَنَةٍ عَلَى مِائَةِ أَلْفٍ , يُنْفِقُهَا كُلَّهَا فِي أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْعِبَادَةِ , وَرُبَّمَا أَنْفَقَ مِنْ رَأْسِ الْمَالِ .
قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ : نَظَرْتُ فِي أَمْرِهِ وَأَمْرِ الصَّحَابَةِ , فَمَا رَأَيْتُهُمْ يَفْضُلُونَ عَلَيْهِ إِلَّا بِصُحْبَتِهِمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ : مَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مِثْلُهُ , وَمَا أَعْلَمُ خَصْلَةً مِنَ الْخَيْرِ إِلَّا وَقَدْ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي ابْنِ الْمُبَارَكِ , وَلِقَدْ حَدَّثَنِي أَصْحَابِي أَنَّهُمْ صَحِبُوهُ مِنْ مِصْرَ إِلَى مَكَّةَ , فَكَانَ يُطْعِمُهُمُ الْخَبِيصَ ( دقيق يطبخ مع سكر وسمن ) وَهُوَ الدَّهْرَ صَائِمٌ .
وَقَدِمَ مَرَّةً إِلَى الرَّقَّةِ وَبِهَا هَارُونُ الرَّشِيدُ , فَلَمَّا دَخَلَهَا انْجَفَلَ النَّاسُ يُهْرَعُونَ إِلَى ابْنِ الْمُبَارَكِ , وَازْدَحَمَ النَّاسُ حَوْلَهُ
فَأَشْرَفَتْ أُمُّ وَلَدٍ لِلرَّشِيدِ مِنْ قَصْرٍ هُنَاكَ , فَقَالَتْ : مَا لِلنَّاسِ ؟
فَقِيلَ لَهَا : قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ عُلَمَاءِ خُرَاسَانَ , يُقَالُ لَهُ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ , فَانْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ .
فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ : هَذَا هُوَ الْمُلْكُ , لَا مُلْكَ هَارُونَ الرَّشِيدِ الذي يَجْمَعُ النَّاسَ عَلَيْهِ بِالسَّوْطِ وَالْعَصَا , وَالرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ .
( لو ذهبتَ إلى تويتر اليوم , تجد بعض العلماء يتابعه من الناس أكثر ممن يتابع بعض الملوك
لو أن أهل العلم صانوا العلمَ لَصانَهم )
وَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ مَرَّةً إِلَى الْحَجِّ , فَاجْتَازَ بِبَعْضِ الْبِلَادِ , فَمَاتَ طَائِرٌ مَعَهُمْ , فَأَمَرَ بِإِلْقَائِهِ عَلَى مَزْبَلَةٍ , وَسَارَ أَصْحَابُهُ أَمَامَهُ وَتَخَلَّفَ هُوَ وَرَاءَهُمْ , فَلَمَّا مَرَّ بِالْمَزْبَلَةِ إِذَا جَارِيَةٌ قَدْ خَرَجَتْ مِنْ دَارٍ قَرِيبَةٍ مِنْهَا , فَأَخَذَتْ ذَلِكَ الطَّائِرَ الْمَيِّتَ , فَكَشَفَ عَنْ أَمْرِهَا وَفَحَصَ , حَتَّى سَأَلَهَا
فَقَالَتْ : أَنَا وَأُخْتِي هَاهُنَا , لَيْسَ لَنَا شَيْءٌ إِلَّا هَذَا الْإِزَارَ , وَقَدْ حَلَّتْ لَنَا الْمَيْتَةُ , وَكَانَ أَبُونَا لَهُ مَالٌ عَظِيمٌ , فَظُلِمَ وَأُخِذَ مَالُهُ وَقُتِلَ .
فَأَمَرَ ابْنُ الْمُبَارَكِ بِرَدِّ الْأَحْمَالِ , وَقَالَ لِوَكِيلِهِ : كَمْ مَعَكَ مِنَ النَّفَقَةِ ؟
فَقَالَ : أَلْفُ دِينَارٍ .
فَقَالَ : عُدَّ مِنْهَا عِشْرِينَ دِينَارًا تَكْفِينَا إِلَى مَرْوَ , وَأَعْطِهَا الْبَاقِيَ , فَهَذَا أَفْضَلُ مِنْ حَجِّنَا فِي هَذَا الْعَامِ . ثُمَّ رَجَعَ .
وَكَانَ إِذَا عَزَمَ عَلَى الْحَجِّ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ : مَنْ عَزَمَ مِنْكُمْ عَلَى الْحَجِّ ؟ , فَيَأْخُذُ مِنْهُمْ نَفَقَاتِهِمْ , وَيَكْتُبُ عَلَى كُلِّ صُرَّةٍ اسْمَ صَاحِبِهَا , وَيَجْمَعُهَا فِي صُنْدُوقٍ , ثُمَّ يَخْرُجُ بِهِمْ فِي أَوْسَعِ مَا يَكُونُ مِنَ النَّفَقَاتِ وَالرُّكُوبِ , وَحُسْنِ الْخُلُقِ , وَالتَّيْسِيرِ عَلَيْهِمْ , فَإِذَا قَضَوْا حَجَّتَهُمْ يَقُولُ لَهُمْ : هَلْ أَوْصَاكُمْ أَهْلُوكُمْ بِهَدِيَّةٍ ؟ , فَيَشْتَرِي لِكُلٍّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَا وَصَّاهُ أَهْلُهُ مِنَ الْهَدَايَا الْمَكِّيَّةِ وَالْيَمَنِيَّةِ وَغَيْرِهَا , فَإِذَا جَاءُوا إِلَى الْمَدِينَةَ اشْتَرَى لَهُمْ مِنْهَا الْهَدَايَا الْمَدَنِيَّةَ , فَإِذَا قَفَلُوا ( رجعوا ) بَعَثَ مِنْ أَثْنَاءِ الطَّرِيقِ إِلَى بُيُوتِهِمْ , فَأُصْلِحَتْ وَبُيِّضَتْ أَبْوَابُهَا وَرُمِّمَ شَعَثُهَا , فَإِذَا رَجَعُوا إِلَى أَوْطَانِهِمْ عَمِلَ وَلِيمَةً بَعْدَ قُدُومِهِمْ , وَدَعَاهُمْ فَأَكَلُوا , وَكَسَاهُمْ , ثُمَّ دَعَا بِذَلِكَ الصُّنْدُوقِ فَفَتَحَهُ وَأَخْرَجَ مِنْهُ تِلْكَ الصُّرَرَ , ثُمَّ يُقْسِمُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَأْخُذَ كُلُّ وَاحِدٍ نَفَقَتَهُ الَّتِي عَلَيْهَا اسْمُهُ
فَيَأْخُذُونَهَا وَيَنْصَرِفُونَ إِلَى مَنَازِلِهِمْ , وَهُمْ شَاكِرُونَ نَاشِرُونَ لِوَاءَ الثَّنَاءِ الْجَمِيلِ .
وَكَانَتْ سُفْرَتُهُ ( خزانة طعامه ) تُحْمَلُ عَلَى بَعِيرٍ وَحْدَهَا , وَفِيهَا مِنْ أَنْوَاعِ الْمَأْكُولِ مِنَ اللَّحْمِ وَالدَّجَاجِ وَالْحَلْوَى وَغَيْرِ ذَلِكَ , يُطْعِمُهُ وَهُوَ صَائِمٌ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْحَرِّ الشَّدِيدِ .
وَسَأَلَهُ مَرَّةً سَائِلٌ
فَأَعْطَاهُ دِرْهَمًا
فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ : إِنَّ هَؤُلَاءِ يَأْكُلُونَ فِي غَدَائِهِمُ الشِّوَاءَ وَالْفَالَوْذَجَ ( حليب يُطبخ مع النشا حتى يجمد ويُصب على وجهه عسل أو سكر معقود , والعامة اليوم يسمونه : البالوظا ) وَقَدْ كَانَ يَكْفِيهِ قِطْعَةٌ .
فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا ظَنَنْتُ أَنَّهُ يَأْكُلُ إِلَّا الْبَقْلَ وَالْخُبْزَ , فَأَمَّا إِذَا كَانَ يَأْكُلُ الشِّوَاءَ وَالْفَالَوْذَجَ فَلَا بُدَّ مِنْ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ , يَا غُلَامُ : رُدَّهُ وَأَعْطِهِ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ .
وَفَضَائِلُهُ وَمَنَاقِبُهُ وَمَآثِرُهُ كَثِيرَةٌ جِدًّا .
قَالَ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ : أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى قَبُولِهِ وَجَلَالَتِهِ وَإِمَامَتِهِ وَعَدْلِهِ .
تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ بِهَيْتَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ , فِي رَمَضَانِهَا , عَنْ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً .

يَعْقُوبُ التَّائِبُ الْعَابِدُ الْكُوفِيُّ
قَالَ مَنْصُورُ بْن عَمَّارٍ ( الواعظ الشهير ) : خَرَجْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَأَنَا أَظُنُّ أَنِّي قَدْ أَصْبَحْتُ , فَإِذَا عَلَيَّ لَيْلٌ , فَجَلَسْتُ إِلَى بَابٍ صَغِيرٍ , وَإِذَا شَابٌّ يَبْكِي وَهُوَ يَقُولُ :
وَعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ مَا أَرَدْتُ بِمَعْصِيَتِكَ مُخَالَفَتَكَ , وَلَكِنْ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي , وَغَلَبَتْنِي شِقْوَتِي , وَغَرَّنِي سَتْرُكَ الْمُرْخَى عَلَيَّ
فَالْآنَ مِنْ عَذَابِكَ مَنْ يَسْتَنْقِذُنِي ؟
وَبِحَبْلِ مَنْ أَتَّصِلُ إِنْ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنِّي ؟
وَاسَوْأَتَاهُ عَلَى مَا مَضَى مِنْ أَيَّامِي فِي مَعْصِيَةِ رَبِّي !
يَا وَيْلِي كَمْ أَتُوبُ وَكَمْ أَعُودُ !
قَدْ حَانَ لِي أَنْ أَسْتَحْيِيَ مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ .

المصدر...


الساعة الآن 05:57 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM