شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   منتدى السيرة النبوية (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=451)
-   -   مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 64) (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=122858)

منتدى اهل الحديث 05-17-2015 03:07 AM

مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 64)
 
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 63)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=350904

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ
فِي فِي أَوَّلِ الْمُحَرَّمِ مِنْهَا سَارَ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنْ حَرْبِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ قَاصِدًا قِتَالَ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَمَنِ الْتَفَّ عَلَيْهِ مِنَ الْأَعْرَابِ عَلَى مُخَالَفَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ , وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ رَوْحَ بْنَ زِنْبَاعٍ .
فَلَمَّا بَلَغَ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ ثَنِيَّةَ هَرْشَى , بَعَثَ إِلَى رُءُوسِ الْأَجْنَادِ فَجَمَعَهُمْ , فَقَالَ : إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَهِدَ إِلَيَّ إِنْ حَدَثَ بِي حَدَثُ الْمَوْتِ أَنْ أَسْتَخْلِفَ عَلَيْكَمْ حُصَيْنَ بْنَ نُمَيْرٍ السَّكُونِيَّ , وَوَاللَّهِ لَوْ كَانَ الْأَمْرُ لِي مَا فَعَلْتُ , ثُمَّ دَعَا بِهِ فَقَالَ : انْظُرْ يَابْنَ بَرْدَعَةِ الْحِمَارِ , فَاحْفَظْ مَا أُوصِيكَ بِهِ , ثُمَّ أَمَرَهُ إِذَا وَصَلَ مَكَّةَ أَنْ يُنَاجِزَ ( يقاتل ) ابْنَ الزُّبَيْرِ قَبْلَ ثَلَاثٍ , ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي لَمْ أَعْمَلْ عَمَلًا قَطُّ بَعْدَ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ قَتْلِي أَهْلَ الْمَدِينَةِ , وَلَا أَرْجَى عِنْدِي فِي الْآخِرَةِ , وَإِنْ دَخَلْتُ النَّارَ بَعْدَ ذَلِكَ , إِنِّي لَشَقِيٌّ .
ثُمَّ مَاتَ قَبَّحَهُ اللَّهُ , وَدُفِنَ بِالْمُشَلَّلِ .
وَسَارَ حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ بِالْجَيْشِ نَحْوَ مَكَّةَ , فَانْتَهَى إِلَيْهَا لِأَرْبَعٍ بَقِينَ مِنَ الْمُحَرَّمِ
وَقَدْ تَلَاحَقَ بِابْنِ الزُّبَيْرِ جَمَاعَاتٌ مِمَّنْ بَقِيَ مِنْ أَشْرَافِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ
وَانْضَافَ إِلَيْهِ أَيْضًا نَجْدَةُ بْنُ عَامِرٍ الْحَنَفِيُّ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَهْلِهَا ; لِيَمْنَعُوا الْبَيْتَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ,
فَنَزَلَ حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ ظَاهِرَ ( خارج ) مَكَّةَ ,
وَخَرَجَ إِلَيْهِ ابْنُ الزُّبَيْرِ فِي أَهْلِ مَكَّةَ وَمَنِ الْتَفَّ مَعَهُ , فَاقْتَتَلُوا ذَلِكَ الْيَوْمَ قِتَالًا شَدِيدًا , وَتَبَارَزَ الْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَرَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ , فَقَتَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ .
وَحَمَلَ أَهْلُ الشَّامِ حَمْلَةً صَادِقَةً , فَانْكَشَفَ أَهْلُ مَكَّةَ .
وَعَثَرَتْ بَغْلَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِهِ ,
فَكَرَّ عَلَيْهِ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ ررر وَمُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , وَطَائِفَةٌ , فَقَاتَلُوا دُونَهُ حَتَّى قُتِلُوا جَمِيعًا .
وَصَابَرَهُمُ ابْنُ الزُّبَيْرِ حَتَّى اللَّيْلِ ,
فَانْصَرَفُوا عَنْهُ ,
ثُمَّ اقْتَتَلُوا فِي بَقِيَّةِ شَهْرِ الْمُحَرَّمِ , وَصَفَرًا بِكَمَالِهِ .
فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ السَّبْتِ ثَالِثُ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ , نَصَبُوا الْمَجَانِيقَ عَلَى الْكَعْبَةِ , وَرَمَوْهَا بِالنَّارِ
فَاحْتَرَقَ جِدَارُ الْبَيْتِ فِي يَوْمِ السَّبْتِ , وَاسْوَدَّ الرُّكْنُ , وَانْصَدَعَ فِي ثَلَاثَةِ أَمْكِنَةٍ مِنْهُ
. ( فالحجاج ليس هو أول مَن غزا مكة في الإسلام , ولا أول مَن رماها بالمنجنيق كما يظن بعض الناس )
وَاسْتَمَرَّ الْحِصَارُ إِلَى مُسْتَهَلِّ رَبِيعٍ الْآخِرِ .
وَجَاءَ النَّاسَ نَعْيُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ , وَأَنَّهُ قَدْ مَاتَ لِأَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ , وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً .
فَكَانَتْ وِلَايَتُهُ : ثَلَاثَ سِنِينَ وَسِتَّةً أَشْهُرٍ .
فَحِينَئِذٍ خَمَدَتِ الْحَرْبُ , وَطَفِئَتْ نَارُ الْفِتْنَةِ ,
وَذَكَرَ ابْنُ جَرِيرٍ أَنَّ حُصَيْنًا السكوني وَابْنَ الزُّبَيْرِ اتَّعَدَا لَيْلَةً أَنْ يَجْتَمِعَا , فَاجْتَمَعَا بِظَاهِرِ مَكَّةَ ,
فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ : إِنْ كَانَ هَذَا الرَّجُلُ ( يزيد ) قَدْ هَلَكَ , فَأَنْتَ أَحَقُّ النَّاسِ بِهَذَا الْأَمْرِ بَعْدَهُ , فَهَلُمَّ فَارْحَلْ مَعِي إِلَى الشَّامِ , فَوَاللَّهِ لَا يَخْتَلِفُ عَلَيْكَ اثَنَانِ .
فَيُقَالُ : إِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ لَمْ يَثِقْ مِنْهُ بِذَلِكَ , وَأَغْلَظَ لَهُ فِي الْمَقَالِ .
فَنَفَرَ مِنْهُ حُصَيْن بْنُ نُمَيْرٍ , وَقَالَ : أَنَا أَدْعُوهُ إِلَى الْخِلَافَةِ , وَهُوَ يُغْلِظُ لِي فِي الْمَقَالِ ؟! , ثُمَّ كَرَّ حُصَيْنٌ بِالْجَيْشِ رَاجِعًا إِلَى الشَّامِ , وَقَالَ : أَعِدُهُ بِالْمُلْكِ وَيَتَوَاعَدُنِي بِالْقَتْلِ !!
ثُمَّ نَدِمَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ إِلَيْهِ مِنَ الْغِلْظَةِ , فَبَعَثَ إِلَيْهِ يَقُولُ لَهُ : أَمَّا الشَّامُ فَلَسْتُ آتِيهِ , وَلَكِنْ خُذْ لِيَ الْبَيْعَةَ عَلَى مَنْ هُنَاكَ , فَإِنِّي أُؤَمِّنُكُمْ وَأَعْدِلُ فِيكُمْ
فَبَعَثَ إِلَيْهِ حُصَيْن يَقُولُ لَهُ : إِنَّ مَنْ يَبْتَغِيهَا مِنْ أَهْلِ هَذَا الْبَيْتِ ( الأمويون ) بِالشَّامِ لَكَثِيرٌ .
فَرَجَعَ حُصَيْن فَاجْتَازَ بِالْمَدِينَةِ
فَطَمِعَ فِيهِ أَهْلُهَا , وَأَهَانُوهُمْ إِهَانَةً بَالِغَةً
وَأَكْرَمَهُمْ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ , وَأَهْدَى لِحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ قَتًّا وَعَلَفًا ( طعام للخيل ) .
وَارْتَحَلَتْ بَنُو أُمَيَّةَ مَعَ الْجَيْشِ إِلَى الشَّامِ , فَوجدوا أهل الشام قَدِ اسْتخْلَفُوا مُعَاوِيَةَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ , عَنْ وَصِيَّةٍ مِنْ أَبِيهِ لَهُ بِذَلِكَ .
وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ .


الساعة الآن 05:06 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM