شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   منتدى الفقه (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=447)
-   -   (04)قاعدة في سبب الجريمة-تابع أسباب الجريمة عند علماء الإجرام عامل تأثير صغر السن في الجريمة: (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=206752)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 10-02-2015 09:58 AM

(04)قاعدة في سبب الجريمة-تابع أسباب الجريمة عند علماء الإجرام عامل تأثير صغر السن في الجريمة:
 

وقالوا في تأثير صغر السن في الجريمة: "وفى جميع الأحوال، فإن التفسير الفسيولوجي، لارتباط الجريمة بالسن رغم أهميته لا يمكن التسليم بصحته كحقيقة ثابتة، فالإحصاءات الجنائية أساساً لا تمثل الواقع وهى في هذا الموضوع أكثر بعداً عن الواقع؛ لأن أجهزة العدالة الجنائية معروفة بتساهلها مع الأطفال والشيوخ، وإذا كانت الجرائم تكثر من ناحية ثانية في مرحلتي المراهقة والشباب، فذلك عائد إلى أن هاتين المرحلتين تتصفان بعدم الاستقرار الاجتماعي [نفس المرجع ص: 226 وراجع معه "كتاب أسباب الجريمة، وطبيعة السلوك الإجرامي" ص: 153 وما بعدها.].

عامل تأثير الجنس في الجريمة:

أما إعادة تأثير الجريمة إلى الجنس، وأن إجرام الرجال أكثر من إجرام النساء، فقد عارضوا ذلك أيضاً وذكروا لكثرة جرائم الرجال عن النساء أسباباً أخرى غير الجنس.. فقالوا في ذلك: "وإنما يعود - أي الاختلاف - إلى تلك الظروف والأبعاد الاجتماعية التي تقرر مجال نشاط المرأة وحدود منزلتها الاجتماعية في المجتمع.. فالمرأة في الغالب تعيش حياة لا يتاح لها فيها فرصة الاختلاط والاحتكاك بمتطلبات الحياة الاجتماعية، الأمر الذي يضعف من ملاءمة بعض الظروف التي تشجع على تكوين الموقف الإجرامي الذي يؤدي إلى ارتكاب الجريمة..

ولذلك فإن قابلية المرأة نحو ارتكاب الجريمة ترتفع كلما أتيحت لها حرية الاختلاط والعمل..!! هذا إذا أضفنا إلى هذه العوامل عاملاً مهما يتصل بموقف المجتمع من إجرام المرأة.. إذ أن غالبية الدوائر المختصة لا تظهر الجدية اللازمة في تسجيل الشكاوى المتعلقة بالمرأة.. ولذلك فقد تضيع نسبة كبيرة من جرائم المرأة حيث لا تظهر في الإحصائيات الجنائية العامة للدولة. [نفس المرجع ص 151-152 وراجع كتاب "علم الإجرام وعلم العقاب ص 228 وما بعدها.]

وما دور الوراثة في الجريمة؟

وقالوا عن الوارثة التي جعلها بعض الباحثين هي السبب في الجريمة: "ولذلك باتت هذه الفرضية" أي ما تسمى بقوانين (مندل)، وهى من أبرز النظريات الوراثية، كبقية فرضيات الوراثة الأخرى في حقل السلوك الإجرامي، يعوزها الدليل العلمي الثابت، وينقضها المنهج العلمي الصحيح، لجعل السلوك الإجرامي صفة من الصفات الجنائية التي يمكن انتقالها بطريق الوراثة [أسباب الجريمة وطبيعة السلوك الإجرامي ص: 162، وراجع كتاب علم الإجرام وعلم العقاب ص: 241 وما بعدها...]".

عامل العِرق في الجريمة:

وكذلك انتقدوا أن يكون العِرْقُ هو سببَ الجريمة، فقالوا: "والواقع أن النظريات التي تفرق بين عرق وعرق آخر، لم تتمكن من الصمود في وجه الانتقادات الكثيرة التي وجهت إليها، فانهارت جميعها منذ أوائل الخمسينات انهياراً كاملاً". [نفس المرجع ص 230.]

تأثير العوامل النفسية في الجريمة:

وأما العوامل النفسية فالمجال فيها أوسع من غيرها، وكل فئة تأخذ عاملاً من العوامل التي تعرض للنفس وتجعله أساساً للجريمة، فمنهم من يتمسك بالأمراض العقلية، ومنهم من يبرز العامل الجنسي.. وهم مختلفون فيما بينهم، ولذلك قالوا: "أما منشأ الأمراض النفسية والأمراض العقلية، بوجه خاص، فهو لا زال موضع خلاف كبير بين العلماء لم ينته الجدل فيه بعد.. إذ من العلماء من يرد هذه الأمراض إلى عامل الوراثة.. ومنهم من يرى أن منشأها اجتماعي، يرجع إلى أثر العوامل الاجتماعية.. وقد يرجع بعض المصلحين الاجتماعيين أسباب زيادة هذه الأمراض إلى ضعف الوازع الديني، أو إلى عجز النظم والمؤسسات التربوية عن القيام بدورها التربوي في عملية تنشئة الفرد الاجتماعية".[ أسباب الجريمة وطبيعة السلوك الإجرامي ص: 162 وراجع كتاب علم الإجرام وعلم العقاب ص: 241وما بعدها.]

أثر العوامل الاجتماعية في الجريمة:

وأما العوامل الاجتماعية فقد نالت ما نال غيرها من النقد.. فانتُقد عامل الفقر أن يكون سبب الإجرام، وقالوا فيه: "ولكن هذه الدراسات لم تسلم من النقد، وخاصة بعد أن توصلت العديد من الدراسات الأخرى إلى نتائج معاكسة تؤكد على ضعف الرابطة بين الفقر والجريمة..

ونشير أخيراً إلى أن بعض الدول النامية مثل الهند وسيلان والحبشة، أكثر دول العالم فقراً، ويموت فيها عشرات الألوف سنوياً من الجـوع والمرض، ومع ذلك، ففيها أقل نسبة إجرام في العالم، وخاصة منها الجرائم على الأموال..

أثر عامل انعدام الاستقرار الاقتصادي:

وانتقد عامل انعدام الاستقرار الاقتصادي أن يكون سبب الإجرام، وقالوا فيه: "ولكن على الرغم من أن للدراسات التي ربطت بين الجريمة وانعدام الاستقرار من قيمة علمية وأثر مقنع على الكثير من المهتمين بقضايا الجريمة، فإنها لم تصمد أمام معارضيها، وخاصة بعد أن قدموا نتائج مناقضة لها تماماً لا تقل عنها دقةً والتزاماً بالمنهج العلمي". [علم الإجرام وعلم العقاب ص: 293ـ294.]

أثر عامل عدم التنظيم الاجتماعي:

وانتقد عامل عدم التنظيم الاجتماعي، الذي يحمل أفراد الطبقات الفقيرة على الخروج على القانون بالتماس الجريمة، بأن مثل هذه الطبقات قد تظل غالباً في حدود القانون، لعدم تهيؤ الفرص لخروج أفرادها على القانون.. وأن الجريمة تنشأ عن ظروف مهيئة لجو ارتكابها، وقد لا تتهيأ مثل هذه الظروف لكل الأفراد بصورة واحدة.[أسباب الجريمة وطبيعة السلوك الإجرامي ص:226.]

أثر السياسة في الجريمة:

وانتقد رد الجريمة إلى أسباب سياسية، كما ذهب إلى ذلك النظام الماركسي. وقال العلماء في ذلك: "ولكن لا بد من الإشارة إلى أن نظرية "رواسب الماضي" أو "بقايا البورجوازية" كتفسير للجريمة في الاتحاد السوفيتي، فقد نقدها وعارضها عدد غير قليل من العلماء.. ومن هؤلاء على سبيل المثال: سليابو شنيكوف، الذي يرى بأن هذه النظرية تحوى على مفاهيم بالية[علم الإجرام وعلم العقاب 354.].

هذا وقد اقتصرت على شيء قليل جداً من الأفكار المسماة بالنظريات، بل اقتصرت في كثير من الأحيان على أمثلة منها، لإيضاح عدم ثبوت أي نظرية منها باستقلال في هذا الباب.. وآثرت أن أنقل النصوص بذاتها، ليطلع القارئ على آرائهم بنصها.

وهنا أسجل أمرين:

الأمر الأول: أن الكتب التي نقلت عنها لسانها عربي، ومؤلفوها عرب، ولكن أفكارها ونظرياتها وانتقاداتها منسوبة في نفس تلك الكتب لعلماء الغرب بأسماء أفرادهم ومدارسهم المختلفة..

فالذين ادعوا السببية هم أهل الغرب.. والذين نقضوها هم أهل الغرب. والعرب الذين كتبوا إنما هم ناقلون مترجمون، ويندر أن تكون لهم آراء مستقلة، وقد اكتفيت بكتابين من تلك الكتب نجد اسميهما في الحواشي، مع أن الكتب المؤلفة في هذا الباب كثيرة جداً، وعندي شيء منها.

الأمر الثاني: أن هؤلاء الكتاب العرب إذا ذكروا الدين أو أشاروا إليه، إنما يذكرونه بمفهومه المعروف عند علماء الغرب المقصور على شعائر دينية وتهذيب خلقي قد يكون نافعاً في تقويم المجرمين..

وهو على أهميته عند بعض الكتاب من الأمور الذاتية الشخصية التي قلما يتهيأ للباحث الحاذق كشف صدق الدراسات التي عنيت بعلاقته بالجريمة بأي أسلوب علمي موضوعي.

وهذه دعوى صحيحة إذا أريد بالأسلوب العلمي الموضوعي معامل المختبرات المادية، فإنها غير قادرة على ذلك..

أما إن أريد بها التجربة للواقع التاريخي للدين، فإنها دعوى مجانبة للحقيقة إلا إذا أريد بالدين الأديان المحرفة التي نشأت أغلب دراسة ظاهرة الجريمة وما يتعلق بها في بيئاتها فالدعوى في محلها.. بخلاف دين الإسلام، فإن نصوص أصْلَيْهِ الكتاب والسنة وواقعه التاريخي، تكشف للباحث لو عاد إليها ما يروي غليله في السبب الأصيل للجريمة..

وليت أولئك الكتاب أعطوا نصوص القرآن والسنة في هذا الباب، في كل خمسمائة ساعة قضوها في نظريات البشر، خمس ساعات ليروا ما دلت عليه تلك النصوص..

ثم يدرسوا تاريخ الإسلام ليطبقوا ما دلت عليه على الواقع، فإن الإسلام لم يطبق في عصر من العصور إلا شهد واقعه له بأنه أساس السعادة..

ولكني أقول: إن أولئك الكتاب أجانب عن هذا المعنى؛ لأنهم يفقدونه، وفاقد الشيء لا يعطيه، ولعل الحقيقة تتضح في الفصل الآتي إن شاء الله جلية، لمن نوَّر الله بصيرته وهداه إلى سبيله من المسلمين، ولمن أنصف وتابع البحث من غيرهم.. فإلى المبحث الثالث من الفصل الأول..


المصدر...


الساعة الآن 09:03 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM