شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   منتدى السيرة النبوية (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=451)
-   -   مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 161 - 162) (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=256573)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 03-17-2016 12:39 AM

مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 161 - 162)
 
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 160)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=363554

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا غَزَا الصَّائِفَةَ ثُمَامَةُ بْنُ الْوَلِيدِ , فَنَزَلَ دَابِقَ , وَجَاشَتِ الرُّومُ عَلَيْهِ , فَلَمْ يَتَمَكَّنِ الْمُسْلِمُونَ مِنَ الدُّخُولِ إِلَيْهَا بِسَبَبِ ذَلِكَ .
وَفِيهَا أَمَرَ الْمَهْدِيُّ بِحَفْرِ الرَّكَايَا , وَعَمَلِ الْمَصَانِعِ , وَبِنَاءِ الْقُصُورِ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ , وَوَلَّى عَلَى ذَلِكَ يَقْطِينَ بْنَ مُوسَى , فَلَمْ يَزَلْ يَعْمَلُ فِي ذَلِكَ إِلَى سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ , حَتَّى صَارَتْ طَرِيقُ الْحِجَازِ مِنْ أَرْفَقِ الطُّرُقَاتِ وَآمَنِهَا وَأَطْيَبِهَا .
وَفِيهَا وَسَّعَ الْمَهْدِيُّ جَامِعَ الْبَصْرَةِ مِنْ قِبْلَتِهِ وَغَرْبِهِ .
وَفِيهَا كَتَبَ الْمَهْدِيُّ إِلَى الْآفَاقِ أَنْ لَا تَبْقَى مَقْصُورَةٌ فِي مَسْجِدِ جَمَاعَةٍ , وَأَنْ تُقَصَّرَ الْمَنَابِرُ إِلَى مِقْدَارِ مَا كَانَ مِنْبَرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَفُعِلَ ذَلِكَ فِي الْمَدَائِنِ كُلِّهَا .
وَفِيهَا اتَّضَعَتْ مَنْزِلَةُ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ وَزِيرِ الْمَهْدِيِّ عِنْدَهُ , وَظَهَرَتْ عِنْدَهُ خِيَانَتُهُ
فَضَمَّ إِلَيْهِ الْمَهْدِيُّ مَنْ يُشْرِفُ عَلَيْهِ , فَكَانَ مِمَّنْ ضُمَّ إِلَيْهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ , ثُمَّ أَبْعَدَهُ الْمَهْدِيُّ وَأَقْصَاهُ وَأَخْرَجَهُ مِنْ مُعَسْكَرِهِ .
وَفِيهَا وَلِيَ الْقَضَاءَ عَافِيَةُ بْنُ يَزِيدَ الْأَزْدِيُّ , فَكَانَ يَحْكُمُ هُوَ وَابْنُ عُلَاثَةَ فِي عَسْكَرِ الْمَهْدِيِّ بِالرُّصَافَةِ .
وَفِيهَا خَرَجَ بِخُرَاسَانَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى مَرْوَ , رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ : الْمُقَنَّعُ . وَكَانَ يَقُولُ بِالتَّنَاسُخِ , وَاتَّبَعَهُ عَلَى ضَلَالَتِهِ خَلْقٌ كَثِيرٌ
فَجَهَّزَ لَهُ الْمَهْدِيُّ عِدَّةً مِنْ أُمَرَائِهِ , وَأَنْفَذَ إِلَيْهِ جُيُوشًا كَثِيرَةً , مِنْهُمْ مُعَاذُ بْنُ مُسْلِمٍ أَمِيرُ خُرَاسَانَ , فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ وَأَمْرِهِمْ مَا سَنَذْكُرُهُ .
وَحَجَّ بِالنَّاسِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ مُوسَى الْهَادِي بْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , وَهُوَ وَلِيُّ عَهْدِ أَبِيهِ , كَمَا قَدَّمْنَا .

مَنْ تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ مِنَ الْأَعْيَانِ
أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ : سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ
وهو سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيُّ , أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِيُّ
أَحَدُ أَئِمَّةِ الْإِسْلَامِ , وَعُبَّادِهِ , وَالْمُقْتَدَى بِهِمْ
رَوَى عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ التَّابِعِينَ , وَرَوَى عَنْهُ خَلْقٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ وَغَيْرِهِمْ .
قَالَ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو عَاصِمٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ : هُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ .
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ : كَتَبْتُ عَنْ أَلْفٍ وَمِائَةِ شَيْخٍ , هُوَ أَفْضَلُهُمْ .
وَقَالَ أَيُّوبُ : مَا رَأَيْتُ كُوفِيًّا أُفَضِّلُهُ عَلَيْهِ .
وَقَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ : مَا رَأَيْتُ أَفْضَلَ مِنْهُ .
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ : مَا رَأَيْتُ أَفْقَهَ مِنَ الثَّوْرِيِّ .
وَقَالَ شُعْبَةُ : سَادَ فِي النَّاسِ بِالْوَرَعِ وَالْعِلْمِ .
وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ : أَصْحَابُ الْحَدِيثِ ثَلَاثَةٌ : ابْنُ عَبَّاسٍ فِي زَمَانِهِ , وَالشَّعْبِيُّ فِي زَمَانِهِ , وَالثَّوْرِيُّ فِي زَمَانِهِ .
وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ : لَا يَتَقَدَّمُهُ فِي قَلْبِي أَحَدٌ . ثُمَّ قَالَ : أَتَدْرِي مَنِ الْإِمَامُ ؟ , الْإِمَامُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ .
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ : سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ : مَا اسْتَوْدَعْتُ قَلْبِي شَيْئًا قَطُّ فَخَانَنِي .
وَقَالَ الثَّوْرِيُّ : لَأَنْ أَتْرُكَ عَشَرَةَ آلَافِ دِينَارٍ يُحَاسِبُنِي اللَّهُ عَلَيْهَا , أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْتَاجَ إِلَى النَّاسِ .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : أَجْمَعُوا أَنَّهُ تُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ . وَكَانَ عُمْرُهُ يَوْمَ مَاتَ أَرْبَعًا وَسِتِّينَ سَنَةً .
وَرَآهُ بَعْضُهُمْ فِي الْمَنَامِ يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ مِنْ نَخْلَةٍ إِلَى نَخْلَةٍ , وَهُوَ يَقْرَأُ : { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ } الزمر : 74 .

أَبُو دُلَامَةَ , زَنْدُ بْنُ الْجَوْنِ
الشَّاعِرُ الْمَاجِنُ , أَحَدُ الظُّرَفَاءِ , أَصْلُهُ مِنَ الْكُوفَةِ , وَأَقَامَ بِبَغْدَادَ , وَحَظِيَ عِنْدَ أَبي جَعْفَرَ , لِأَنَّهُ كَانَ يُضْحِكُهُ , وَيُنْشِدُهُ وَيَمْدَحُهُ
حَضَرَ يَوْمًا جِنَازَةَ امْرَأَةِ أَبي جَعْفَرَ , وَابْنَةِ عَمِّهِ , حَمَّادَةَ بِنْتِ عِيسَى - وَكَانَ أَبو جَعْفَرَ قَدْ وَجَدَ عَلَيْهَا (حزن) - فَلَمَّا شَهِدَ الْقَبْرَ , نَظَرَ إِلَيْهِ أَبو جَعْفَرَ , ثُمَّ قَالَ لِأَبِي دُلَامَةَ : وَيْحَكَ يَا أَبَا دُلَامَةَ ! مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا ؟
فَقَالَ : ابْنَةَ عَمِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ .
فَضَحِكَ أَبو جَعْفَرَ حَتَّى اسْتَلْقَى , ثُمَّ قَالَ : وَيْحَكَ ! فَضَحْتَنَا بَيْنَ النَّاسِ .
وَدَخَلَ يَوْمًا عَلَى الْمَهْدِيِّ يُهَنِّئُهُ بِقُدُومِهِ مِنْ سَفَرِهِ وَأَنْشَدَهُ :
إِنِّي حَلَفْتُ لَئِنْ رَأَيْتُكُ سَالِمًا . . . بِقُرَى الْعِرَاقِ وَأَنْتَ ذُو وَفْرِ
لَتُصَلِّيَنَّ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ . . . وَلَتَمْلَأَنَّ دَرَاهِمًا حِجْرِي
فَقَالَ الْمَهْدِيُّ : أَمَّا الْأَوَّلُ فَنَعَمْ , وَأَمَّا الثَّانِي فَلَا .
فَقَالَ : هُمَا كَلِمَتَانِ , فَلَا يُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا .
فَمَلَأَ حِجْرَهُ دَرَاهِمَ , ثُمَّ قَالَ لَهُ : قُمْ .
فَقَالَ : إِذًا يَنْخَرِقُ قَمِيصِي .
فَأُفْرِغَتْ فِي أَكْيَاسِهَا , ثُمَّ قَامَ وَأَخَذَهَا .
وَذَكَرَ عَنْهُ ابْنُ خَلِّكَانَ أَنَّهُ مَرِضَ ابْنُهُ , فَدَاوَاهُ طَبِيبٌ , فَلَمَّا عُوفِيَ قَالَ لَهُ : لَيْسَ عِنْدَنَا مَا نُعْطِيكَ , وَلَكِنِ ادَّعِ عَلَى فُلَانٍ الْيَهُودِيِّ بِمَبْلَغِ مَا تَسْتَحِقُّهُ , حَتَّى أَشْهَدَ أَنَا وَوَلَدِي عَلَيْهِ .
فَادَّعَى عَلَيْهِ عِنْدَ قَاضِي الْكُوفَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى , وَقِيلَ : ابْنُ شُبْرُمَةَ
فَأَنْكَرَ الْيَهُودِيُّ
فَشَهِدَ عَلَيْهِ أَبُو دُلَامَةَ وَابْنُهُ
فَلَمْ يَسْتَطِعِ الْقَاضِي أَنْ يَرُدَّ شَهَادَتَهُمَا , وَخَافَ مِنْ طَلَبِ التَّزْكِيَةِ ( لأن أبا دلامة من جماعة المهدي )
فَأَعْطَى الْقَاضِي الْمُدَّعِي الْمَالَ مِنْ عِنْدِهِ , وَأَطْلَقَ الْيَهُودِيَّ , وَجَمَعَ الْقَاضِي بَيْنَ الْمَصَالِحِ .

المصدر...


الساعة الآن 10:21 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM